شرح قول المصنف : وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ) . حفظ
الشيخ : وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه وعن أبيه ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ) إنما الطيرة هذه جملة تسمى عند البلاغيين حصراً يعني ما الطيرة إلا ما أمضاك أو ردك لا ما حدث في قلبك ولم تلتفت إليه ولا ريب أن السلامة منها حتى في تفكير الإنسان خير بلا شك الإنسان اللي يبعد عن هذه الأمور ولا يلتفت لها هذا لا شك أنه هو السالم لكن إذا وقعت في قلبه ولم ترده ولم يستجب لها فهذا لا تضره ولكن عليه أن يدافع ذلك لا أن يستسلم يدافع ، ويقول ما للأمور أثر في الحوادث وإنما الأمر كله بيد الله وقوله : ( ما أمضاك أو ردك ) أما أو ردك فلا شك أنها من الطيرة، لأن التطير يوجب الترك والتراجع لكن ما أمضاك أليس هذا من الفأل ؟ هو في الحقيقة من الفأل إذا كان حقا يتفاءل به فما أمضى الإنسان لحاجته فلا يخلو إما أن يكون من جنس التطير بأن يستدل لذلك لنجاحه أو عدم نجاحه بالطير فهذا لا شك أنه من الطيرة يعني مثلا قال : أنا أبي أزجر الطير إن راح من اليمين فمعنى ذلك اليمن والبركة فيقدم هذا لا شك أنه تطير لماذا ؟ لأن التفاؤل بمثل انطلاق الطير عن اليمين صحيح ولا لا ؟ غير صحيح لأنه لا وجه للتفاؤل الطائر إذا طار يروح للذي يرى أنه وجهته، أما إذا كان سبب مضى بسبب كلام سمِعه أو شيء شاهده يدل على تيسير هذا الأمر له نعم فإن هذا فأل وهو الذي يعجب الرسول عليه الصلاة والسلام فهل هو من الطيرة ؟ نقول : إن اعتمد عليه صار حكمه حُكم الطيرة إن اعتمد على هذا الفأل دون الله عز وجل صار حُكمه حُكم الطيرة وإن لم يعتمد عليه ولكنه علم بأن هذا من الأسباب التي يسرها الله سبحانه وتعالى له ليقدم على ما أراد فإن ذلك ليس من الطيرة المحرمة بل وليس من الطيرة وإنما هو من التفاؤل فصار ما أمضاك أو ردك ، ما درك طيرة بكل حال ما أمضاك فيه تفصيل إن كان من جنس التطير بحيث يعتمد على سبب لم يجعله الله سبباً كما لو اعتمد في مضائه على حركة الطيور وما أشبهها فهذا من الطيرة لأنه ليس له تأثير وإن كان بسبب جعله الله تعالى سببا نعم فهذا ينظر فيه ما هو إن اعتمد على هذا السبب فهو نوع من الشرك وتطير وإن اعتمد على الله وجعل هذا من فتح الله الذي فتحه عليه لييسر له الأمر فهذا من الفأل الذي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعجبه، والحديث في سنده مقال هذا حديث الفضل نعم لكنه على تقدير صحته هذا حكمه نعم .
الطالب : الأول ذكر أنه ضعيف .
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : حديث ابن عمرو .
الشيخ : من ردته الطيرة .
الطالب : إي نعم ذكر أنه ضعيف ... .
الشيخ : شلون، يعني تناقض هو ؟
الطالب : لا ذكر هو بس رواية أحمد ... .
الشيخ : ... صحيح .
الطالب : رواه أحمد وابن السني وما ذكر ابن السني عن عبد الله بن عمرو بسند صحيح وفيه ابن لهيعة لكن الراوي عنه عند ابن السُني هو ابن وهب وهو ممن رواه عن ابن لهيعة قبل اختلاطه وقد صرح ابن لهيعة بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه وقال الهيثمي بعد أن عزاه إلى أحمد والطبراني : " وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات " .
الشيخ : على كل حال حتى ، المعنى صحيح الأول إي نعم إذن هو صحيح سنداً ومتنا .
الطالب : ابن لهيعة إذا حدث عنه العبادلة ... .
الشيخ : إذا حدث عنه العبادلة .
الطالب : ... .
الشيخ : عبد الله بن وهب .
الطالب : الدعاء هذا .
الشيخ : لا بأس أن يجمع بينهما أو يقول هذا مرة وهذا مرة إما أن يجمع بينهما أو يقول هذا مرة وهذا مرة نعم هذا صحيح يجب التنبه له ها .
الطالب : ما يكون ... الأول مقال .
الشيخ : الأول فيه مقال لكن المؤلف صححه بسند صحيح نعم .