تتمة الكلام عن مسائل العدوى ومسائل أخرى حفظ
السائل : ما الجواب عن الإشكال ... ؟.
الشيخ : الجواب ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام أنها لا تؤثر بنفسها
السائل : ...
الشيخ : هذا إشارة إلى هذا الشيء لأن قوله : ( من أعدى الأول ؟ ) حجة قاطعة مثل قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب )) قد يكون الأعرابي لو أنه شُرح له ما تؤثر بنفسها أو ما أشبه ذلك قد لا يعني يُدركه تماما وفي أول وهلة ولكن إذا جيء بالأمر القاطع الذي لا يمكن المنازعة فهو مركب على غيره .
السائل : طيب اللي أعدى الأول العدوى .
الشيخ : لا الذي أوجد المرض في الأول هو الله ولهذا دائماً يجي المرض بدون أي سبب من الله فقط مثل الطاعون أحياناً يكون سببه الإعداء وأحيانا ينزله الله عز وجل من السماء نعم .
السائل : الطاعون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه ( وخز أعدائكم من الجن ) ... ليس بمرض وقال في الحديث الآخر ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ) ليس بمرض لو كان مرض يعني لو خرج واحد لا بأس يخرج واحد من بلد.
الشيخ : لا الرسول قال : ( لا تخرجوا فرارا منه ) ويجوز الخروج من البلد بغير الفرار ؟ يجوز كما قال الرسول.
السائل : لو كان مرضاً يعني ... .
الشيخ : لو كان مرضاً فرارا منه .
السائل : ...
الشيخ : لا لا لأنه إذا خرج فرارا منه معناه أنه نقص في التوكل على الله عز وجل فما دام لك غرض في البقاء في هذا البلد لا تخرج مثل الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأراد الله أن يبين لهم أنه لا فرار منه قال لهم موتوا ، وأما كونه أنه وخز أعدائنا من الجن فإن هذا لا يمنع أن يكون مرضاً فإن المرض قد يكون سببه اعتداء بعض الناس لو اعتدى عليك إنسي في جسمك مثلا فقد ... محل هذا العداون محل الضربة محل الشجة نعم يتأثر هذا إذا صح الحديث أيضاً يحتاج إلى تصحيحه فإذا صح الحديث فإن الجواب عنه هكذا
السائل : ...
الشيخ : ( إنه وخز أعدائكم من الجن الطاعون ) .
السائل : إذا قلنا نقص في التوكل إذن ( لا يورد مصح على مريض ) فيه أيضاً نقص ..
الشيخ : لا، بينهما فرق لأن لا يورد ممرض مثل قوله : ( فلا تدخلوها ) .
السائل : ... يخرج عنها ولا يبقى .
الشيخ : هذ ينبني عاد يجوز الخروج عنها لأن ليسي هذا من الوباء العام مثلما أجبنا به الأخ عيسى، فالوباء العام لا تخرج منه فرارا وأما الوباء الشخصي فهذا الرسول قال : ( فِر من المجذوم فرارك من الأسد ) فأنت تُبعد عنه على أنه يحتمل أن معنى فر من المجذوم يعني لا تجالسه فلا يشمل من كان جالساً معه فيقوم عنه يحتمل هذا وإن كان الظاهر العموم فِر منه لا تأتي إليه وإذا أتى إليك فاحرص أن تبتعد .
السائل : الفرار يا شيخ ، قوله ( فر منه ) ما يحتمل أنه مثل لا يورد ..
الشيخ : هذا إذا قلنا فر منه يعني لا تُجالسه لكن الحديث ظاهره العموم فِر منه لا تجالسه وإذا جلس إليك فقم عنه على أن هذا الأمر أيضاً يختلف باختلاف الناس ففي الناس من هو قوي التوكل يكون عنده هذا السبب المؤثِر ليس بشيء فقوة توكله بمنزلة الدرِع الذي يلبسه المقاتل لا تؤثر فيه السهام وهذا أمر حتى عند الناس الآن بالنسبة للعين تعرفون العين يقولون إنها لا تصيب إلا الذي يخاف منها أما الإنسان الذي ما يهتم بها وربما يتحدى العائن تحدياً فإنها لا تصيبه وذلك لقوة ما في نفسه من الدفع وقد ذكروا أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أكل السم فلم يتأثر به فالمهم أن القوة التي تتعلق بالقلب أو التي تتعلق بالبدن قد يجعل الله فيها مانع حتى الأمراض الطبيعية العادية قد يدخل هذا المكروب في بدن إنسان فيتأثر به يكون قابلاً له وقد يدخل في بدن آخر فيهلك ويموت هذا المكروب اللي كان بالأول بالنسبة للشخص الثاني أهلكَه وهذا شيء مشاهد فالأمور القوة المادية والمعنوية قد تدفع ضرر العدوى وهذا المرض عندك الآن الأطباء يعالجون أمراضاً معدية لا شك في هذا لكن لقوة نفوسهم بحيث يشعر الواحد منهم أن يريد قتل هذا المرض قد يعصم منه ولا ينال به لأنه عنده من القوة النفسية ما يدفع هجوم هذا المرض وإذا تأمل الإنسان هذه الأمور وهذه الأسباب الحسية والنفسية والمعنوية يتبين بذلك حكمة الله عز وجل وأن من الأسباب ما يُؤثر إذا كان المحل قابلاً ومنه ما لا يؤثر إذا كان غير قابل حتى القلم المداد الآن تكتب على ورق فينطبع لكن تكتب على شيء فيه دهن أو أملس جدا ما يمكن فالأشياء لا بد لها من محل قابل ولو كانت مؤثرة في محل آخر .
السائل : شيخ ما يحتمل أن قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( فلا تخرجوا منه ) ... بالطاعون ..
الشيخ : لفظ الحديث في البخاري ( فلا تخرجوا منها فراراً منه ) بهذا اللفظ ولا بعض المتأخرين قال هذا من باب الحماية والحجر الصحي لئلا يعدي البلاد الأخرى لكن الرسول غلب جانب التوكل والاعتماد على الله عز وجل قال : ( فراراً منه ) فلو خرج الإنسان مثلا لحاجة أو كان أتى لهذا البلد لحاجة وانتهت حاجته ويريد أن يرجع إلى بلده ولو كان قد وقع فيها الطاعون فلا يدخل في النهي .
السائل : الجمع ، الجمع بين الأدلة ذكره ابن حزم رحمه الله قال بأن ( لا عدوى ) هذا يعني يعتمد أنه لا عدوى ، والأدلة الأخرى تحمل على يعني حتى لا يقع يعني لا قدر الله عز وجل وقع مرض حتى لا يقع في نفس يعني .
الشيخ : الإنسان أنه من العدوى.
السائل : الإنسان الآخر الذي جاءه المرض، أنه أعداه هذا فيجتنب هذا الأمر .
الشيخ : قال هذا لكن ما هو صحيح .
السائل : وحديث ( فروا من المجذوم ) قال هذا من باب قوله تعالى : (( افعلوا ما شئتم )) .
الشيخ : لا غلط هذا ، هذا غلط أما الأول فوجه غلطه الواقع ، وجه غلطه الواقع.
السائل : حديث الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأبل ، من الذي أعدى الأول .
الشيخ : نعم الرسول عليه الصلاة والسلام بين أن العدوى منتقلة بأن الله جعل هذا المرض سببا للانتقال نفس هذا المرض ينتقل لكن من الذي جعله ينتقل؟ هو الله عز وجل كما جعل المرض ينزل بدون أن يكون هناك شيء يعدي ، المسألة كلام ابن حزم على ظاهره رحمه الله كما تعرفون ظاهريا لكن الصواب ما قاله ابن القيم في هذه المسألة وهو ما أشرنا إليه وهو المعتمد لأن الشرع ما يمكن يخالف الواقع ولو أنك قلت إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : إنه ما يمكن فيه مرض يعدي لو قلته الآن لكان في ذلك ضجة عظيمة ضد الإسلام، لأن الآن الأطباء يشوفون بأعينهم العدوى فلا يمكن لكن إذا قلت هذه العدوى الذي نقلها من هذا المريض إلى هذا السليم والذي أوجَد هذا المرض أولا هو الله زال الإشكال ونقول كل شيء بقضاء الله وقدره نعم طيب هذه ( لا عدوى ) وأظن إن شاء الله الأمر فيها واضح والجمع بين الأدلة واضح جداً وقلنا أيضا إن الأسباب المادية والمعنوية أو النفسية إنما تكون أسباب مؤثرة بإذن الله عز وجل وبوجود محل قابل فإذا لم يكن هناك محل قابل فإنها لا تؤثر وقد علمنا سابقا إن جميع الأمور الكونية والشرعية لا بد فيها من وجود الشروط وانتفاء الموانع حتى الأسباب الشرعية أسباب الإرث إذا وجد مانع أثرت ولا لا ؟ ما تؤثر إي نعم فهذا من الحكمة أن الكون والشرع سبحان الله العظيم ما يتنافران كلاهما على نظام واحد ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ولا تجد في شرعه من تناقض إي نعم .
السائل : الأخ ... نقل كلام ابن حجر وليس ابن حزم.
الشيخ : لا أظنه ابن حزم .
السائل : لا هو ابن حجر يا شيخ.
الشيخ : يمكن ناقله عن ابن حزم .
السائل : أنا قرأت ابن حزم باب قوله تعالى.
الشيخ : لا اعملوا ما شئتم ما أدري عنها لكن كلامه الأول هو من كلام ابن حزم، الكلام الأول هو من كلام ابن حزم لكن يمكن ابن حجر نقله عنه، إنما على كل حال سواء ابن حجر أو ابن حزم أو أي إنسان هذا القول ما هو بصحيح ولا ينبغي .
السائل : إذا قلنا المحل القابلة الحين البهائم تصيبها العين ... وهي ما تدري .
الشيخ : إي لأن ما عندها قوة مانعة لأن المحل القابل مو معناه أن يكون هناك خوف مثل ما قلت، بل العين تصيب الأحجار وتكسرها وتهدم المباني وتوقف سيارات نعم حُكي لنا أن جماعة يشتغلون هنا في الوادي فمرت بهم سيارة بعد الظهر ونحن نقول هذه لأنها طريفة ...تنشطكم شوية كأنكم، يقول مرت بعد الظهر قال بعضهم لبعض ليت هذه ما مرت إلا عقب ما انتهينا حتى نركب بها إلى ... فيهم واحد والعياذ بالله عائن قال لا لا تهمكم ما هي برايحة إي نعم المهم يعني مشت حوالي ثلاثة أذرع أو أربعة أذرع وقفت، السواق نزل ناظر فكر وقدر وكل شيء سواه عيي تمشي عيي تقوم أصلا هم ... إلى شغلهم وأذن العصر وصلوا وتهجروا الناس بالأول مو يتهجرون يأكلون تمر بعد العصر ... راحة طمأنينة ، طلعوا من المشغل وقالوا جاؤوا لراعي السيارة قالوا له عسى ما شر، ... يا ابن الحلال قال والله ما أدري عنها وقفت وكل شيء ناظرت وما في شيء قالوا : إنسان يدفها ... توصلنا إلى عنيزة قال ... قالوا اركب ... يدفها معك نعم فعلا دفوا معه وهو حاول ومنين شغلها اشتغلت وركبوا ونزلوا سبحان الله العظيم عجائب إي معروف لكن ما ودنا أذكره .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : الدخول على بلد فيها الطاعون لماذا لا لا يكون من التوكل ؟
الشيخ : لا هذا من توقي الأسباب، من توقي الأسباب كما أنك تجتنب النار وتجتنب محل الهدم وما أشبه ذلك فإن هذا من باب توقي الأسباب، هذا مما يدل على أن له تأثيرا.
السائل : الفرق بينه وبين الخروج ؟
الشيخ : فرق بينها لأن الخروج نزل به الأمر ونحن مر علينا فيما سبق قاعدة فقهية تتنزل على هذا ، مرت علينا يمكن قبل البارحة أو البارحة البارحة " الدفع أهون من الرفع " فمدافعة الشيء قبل نزوله أهون من رفعه بعد نزوله .
طيب ( ولا طيرة ) تقدم لنا أن الرسول قوله : ( لا طيرة ) هذا نفي لكنه هل هو نفي على بابه أو هو نفي بمعنى النهي لأن النفي قد يأتي بمعنى النهي اختلفوا في ذلك كما اختلفوا في قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) هذا مبتدأ الدرس الليلة؟
الطالب : لا أخذناه
الشيخ : لا يا شيخ طيب هذا ما يخالف نمر عليه ، هذا كاختلافهم في قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) هل هو نفي أو نفي بمعنى النهي والصواب أنه نفي لوجهين :
الوجه الأول : أنه ظاهر اللفظ أن هذا هو ظاهر اللفظ ولا ينبغي أن نعدل عن ظاهر اللفظ إلا بدليل
وثانيا : أن النفي أبلغ من النهي لأن النفي يقتضي انتفاء الوجود والنهي يقتضي المنع وفرق بين الأمرين فرق بين شيء يقتضي الانتفاء رأسا وبين شيء يقتضي النهي عن الفعل فإذا قلنا إنه نفي بمعنى النهي صار المعنى النهي عن الفعل وهو التطير وإذا قلنا إنه نفي على بابه فهو ينفي التطير طيب هذا النفي هل هو نفي لوجوده أو نفي لتأثيره ؟ ها نفي لتأثيره أما الوجود فقد وجد من يتطير لكنه نفي لتأثيره فالطيرة لا تؤثر في الحقيقة الطيور إذا راحت يمينا أو شمالا أو أماما أو خلفا هل لها أثر في الوجود أو في الإعدام في الإيجاد أو في الإعدام؟ لا فلا طيرة ( ولا هامة ) ذكرنا أن الهامة فسروها بتفسيرين : أحدهما أنها داء في البطن فيكون عطفها على قوله : ( لا عدوى ) من باب عطف الخاص على العام والقول الثاني : أن الهامة طائر يقال إنها البومة أو تشبهها وأنها تنعق إذا نعقت على دار أحدهم قال: سأهلك أو يهلك أحد من عائلته وما أشبه، فهذا لا تأثير له وقيل إن الهامة دودة تُخلق على دعواهم ما هي حقاً دودة يزعمون أنها تخلق من روح المقتول وأنها تطير وتصيح حتى يقاد من القاتل نعم حتى يقاد من القاتل وكل هذا من الأمور الجاهلية لا حقيقة لها نعم أما إذا كانت الهامة مرضاً في البطن ينتقل إلى الصحيح فقولنا فيها كقولنا في لا عدوى أما إذا كانت هذا الطير أو إذا كانت دودة تخرج من قبر المقتول وتخلق من روحه وتدعو أهله إلى الأخذ بالثأر فهذا وهم لا حقيقة له إطلاقا يقول في قول الشاعر :
" يا عمرو إلا تدع " ويش يقول ؟ " شتمي نعم ومنقصتي *** أضربك حتى تقول الهامة اسقوني " الشاهد هذا " حتى تقول الهامة اسقوني " معناه أضربك حتى تموت
وقوله : ( ولا صفر ) أيضاً اختلفوا في تفسيره على ثلاثة أقوال : القول الأول: إنه لا صفر أنه نهي عن النسيئة وكانوا في الجاهلية ينسؤون محرم من الأشهر الحرم فإذا اجتمعوا فيه للقتال استباحوه وأخروا ... إلى شهر صفر، فهذا النسيء الذي ذكره الله عز وجل فيحلون ما حرم الله هذا قول وهذا القول ضعيف ويضعفه أن الحديث في سياق التطير وليس في سياق ... وقيل إن صفر داء يخرج أيضاً في البطن فيمرض منه وينتقل وقيل إن صفر هو صفر الشهر وأنه كانوا يتشاءمون به في الجاهلية من هذا الشهر ومعلوم أن الأزمان لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل طيب إذن هذا القول هو أقرب شيء أن صفر يعني الشهر يعني لا شؤم فيه وهو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر ، أنا أسمع أن بعض الناس يؤرخ فيقول : انتهى في يوم خمسة وعشرين صفر الخير فما رأيكم في هذا ؟ هذا غلط هذا من باب مداواة البدعة ببدعة والجهل بالجهل فهو ليس شهر خير ولا شهر شر ، هو كغيره من الشهور ولهذا أنكر السلف على من إذا سمع البومة تنعق يقول : خير خير إن شاء الله أنكروا عليه وقال : لا تقول خير ولا شر هي تنعق مثلما تنعق بقية الطيور .
السائل : شيخ قولهم في شهر رمضان شهر الخير والبركة كأنه شهر يعني .
الشيخ : لا هذا لا بأس الخير مرادهم بالخير العبادة ، ولا شك أنه شهر خير .
السائل : يقولون مثلاً رجب المعظم ... رجب المعظم .
الشيخ : إي بناء على أنه من الأشهر الحرم
طيب إذن هذه الأربعة التي نفاها الرسول عليه الصلاة والسلام تبين لنا أن كلها مبنية على وجوب التوكل على الله عز وجل وصدق العزيمة وألا يهم الإنسان أمام هذه الأمور لأن الإنسان في هذه الأمور إذا ألقى باله لها فلا يخلو من حالين إما أن يستجيب لها وحينئذٍ يكون علق أفعاله بما لا أصل له يستجيب لها يعني فيقدم أو يحجم أو ما أشبه ذلك فيكون علق أفعاله على ما لا حقيقة له وإما ألا يستجيب لهذا الأمر لكن يبقى في نفسه حزازة وهم وغم يعني يكون عنده نوع من التوكل ويُقدم ولا يبالي لكِن يكون في نفسه شيء فنقول له أيضا هذا وإن كان أهون من الأول لكنه يجب أيضا ألا يستجيب لداعي هذه الأمور التي نفاها الرسول عليه الصلاة والسلام وأن يكون معتمدا على الله عز وجل بعض الناس مثلا قد يفتش المصحف لطلب الفأل يقول بشوف أول ما أشوف ، ثم إذا شاف فيه ذكر النار قال والله هذا فأل ما هو بزين وإن شاف فيه ذكر الجنة قال هذا فأل زين هذا أيضاً غلط هذا مثل الجاهلية مثل الذي يستقسم بالأزلام فالحاصل أنا نقول لا تجعل على بالك مثل هذه الأمور إطلاقاً الأسباب المعلومة الظاهرة توقى أسباب الشر توقها وأما الأسباب الموهومة التي لم يجعلها الشرع سببا بل نفاها فلا يجوز لك أن تتعلق بها ، احمد الله على العافية وقل ربنا عليك توكلنا وسيأتي إن شاء الله دواء الطيرة أيضا .
السائل : طيب يا شيخ المصحف ... هذا تفاؤل ما هو تشاؤم إذا كان تشاؤم ما ألقى لها بال..
الشيخ : أبداً ولا يتفاءل لأن هذا من البدع فعله بعض أهل العلم لكنه بدعة الصحيح، الصحيح أنه من البدع وكون الإنسان يعتمد على هذه الأمور أيضاً على التفاؤل والتطير دائما هذا يؤثر على مجرى حياتِه يبدأ إذا لم يصادفه ما يتفاءل به استحسر وقال والله اليوم ما شفنا شيئا نتفاءل به نعم.
السائل : وقول الرسول : ( يعجبني الفأل ) .
الشيخ : ما يخالف يعجبني الفأل لكن ما كان الرسول يتفاءل بكل شيء يعجبني الفأل إذا سمع الإنسان شيئا يسرُه أو ما أشبه ذلك لا شك أن الإنسان يُسر به مثلما قدم سهيل في قصحة الحديبية قال : ( سهل من أمركم ) وما أشبهها أما أن يكون الإنسان يجعل هذه الأمور على باله ويتقصدها هو تقصداً فهذا لا من البدع نعم .
السائل : ... .
الشيخ : لا هذا أيضاً غلط هذا غلط لأن الجاهلية أيضا يتشاءمون به في النكاح وغيره لكن يوم الأربعاء خاصة يتشاءمون به في النكاح
السائل : ...
الشيخ : لا لا ما ينبغي الرسول ما هدانا لهذا ولا فعله بنفسه ولا فعله ... ولهذا نقول لا هو بخير ولا شر، ليس بخير ولا بشر نعم لو فرض أن هذه العقيدة شاعت في الناس وصاروا يتشاءمون فأراد أحد أن يبين لهم أنه لا حقيقة لهذا الأمر وتزوج في صفر من باب بيان أو من باب تحقيق خبر الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله : ( ولا صفر ) لكان هذا له وجه ، هذا له وجه ، فتكون هذه المسألة في قضية خاصة لا في العموم .
الشيخ : الجواب ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام أنها لا تؤثر بنفسها
السائل : ...
الشيخ : هذا إشارة إلى هذا الشيء لأن قوله : ( من أعدى الأول ؟ ) حجة قاطعة مثل قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب )) قد يكون الأعرابي لو أنه شُرح له ما تؤثر بنفسها أو ما أشبه ذلك قد لا يعني يُدركه تماما وفي أول وهلة ولكن إذا جيء بالأمر القاطع الذي لا يمكن المنازعة فهو مركب على غيره .
السائل : طيب اللي أعدى الأول العدوى .
الشيخ : لا الذي أوجد المرض في الأول هو الله ولهذا دائماً يجي المرض بدون أي سبب من الله فقط مثل الطاعون أحياناً يكون سببه الإعداء وأحيانا ينزله الله عز وجل من السماء نعم .
السائل : الطاعون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه ( وخز أعدائكم من الجن ) ... ليس بمرض وقال في الحديث الآخر ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ) ليس بمرض لو كان مرض يعني لو خرج واحد لا بأس يخرج واحد من بلد.
الشيخ : لا الرسول قال : ( لا تخرجوا فرارا منه ) ويجوز الخروج من البلد بغير الفرار ؟ يجوز كما قال الرسول.
السائل : لو كان مرضاً يعني ... .
الشيخ : لو كان مرضاً فرارا منه .
السائل : ...
الشيخ : لا لا لأنه إذا خرج فرارا منه معناه أنه نقص في التوكل على الله عز وجل فما دام لك غرض في البقاء في هذا البلد لا تخرج مثل الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأراد الله أن يبين لهم أنه لا فرار منه قال لهم موتوا ، وأما كونه أنه وخز أعدائنا من الجن فإن هذا لا يمنع أن يكون مرضاً فإن المرض قد يكون سببه اعتداء بعض الناس لو اعتدى عليك إنسي في جسمك مثلا فقد ... محل هذا العداون محل الضربة محل الشجة نعم يتأثر هذا إذا صح الحديث أيضاً يحتاج إلى تصحيحه فإذا صح الحديث فإن الجواب عنه هكذا
السائل : ...
الشيخ : ( إنه وخز أعدائكم من الجن الطاعون ) .
السائل : إذا قلنا نقص في التوكل إذن ( لا يورد مصح على مريض ) فيه أيضاً نقص ..
الشيخ : لا، بينهما فرق لأن لا يورد ممرض مثل قوله : ( فلا تدخلوها ) .
السائل : ... يخرج عنها ولا يبقى .
الشيخ : هذ ينبني عاد يجوز الخروج عنها لأن ليسي هذا من الوباء العام مثلما أجبنا به الأخ عيسى، فالوباء العام لا تخرج منه فرارا وأما الوباء الشخصي فهذا الرسول قال : ( فِر من المجذوم فرارك من الأسد ) فأنت تُبعد عنه على أنه يحتمل أن معنى فر من المجذوم يعني لا تجالسه فلا يشمل من كان جالساً معه فيقوم عنه يحتمل هذا وإن كان الظاهر العموم فِر منه لا تأتي إليه وإذا أتى إليك فاحرص أن تبتعد .
السائل : الفرار يا شيخ ، قوله ( فر منه ) ما يحتمل أنه مثل لا يورد ..
الشيخ : هذا إذا قلنا فر منه يعني لا تُجالسه لكن الحديث ظاهره العموم فِر منه لا تجالسه وإذا جلس إليك فقم عنه على أن هذا الأمر أيضاً يختلف باختلاف الناس ففي الناس من هو قوي التوكل يكون عنده هذا السبب المؤثِر ليس بشيء فقوة توكله بمنزلة الدرِع الذي يلبسه المقاتل لا تؤثر فيه السهام وهذا أمر حتى عند الناس الآن بالنسبة للعين تعرفون العين يقولون إنها لا تصيب إلا الذي يخاف منها أما الإنسان الذي ما يهتم بها وربما يتحدى العائن تحدياً فإنها لا تصيبه وذلك لقوة ما في نفسه من الدفع وقد ذكروا أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أكل السم فلم يتأثر به فالمهم أن القوة التي تتعلق بالقلب أو التي تتعلق بالبدن قد يجعل الله فيها مانع حتى الأمراض الطبيعية العادية قد يدخل هذا المكروب في بدن إنسان فيتأثر به يكون قابلاً له وقد يدخل في بدن آخر فيهلك ويموت هذا المكروب اللي كان بالأول بالنسبة للشخص الثاني أهلكَه وهذا شيء مشاهد فالأمور القوة المادية والمعنوية قد تدفع ضرر العدوى وهذا المرض عندك الآن الأطباء يعالجون أمراضاً معدية لا شك في هذا لكن لقوة نفوسهم بحيث يشعر الواحد منهم أن يريد قتل هذا المرض قد يعصم منه ولا ينال به لأنه عنده من القوة النفسية ما يدفع هجوم هذا المرض وإذا تأمل الإنسان هذه الأمور وهذه الأسباب الحسية والنفسية والمعنوية يتبين بذلك حكمة الله عز وجل وأن من الأسباب ما يُؤثر إذا كان المحل قابلاً ومنه ما لا يؤثر إذا كان غير قابل حتى القلم المداد الآن تكتب على ورق فينطبع لكن تكتب على شيء فيه دهن أو أملس جدا ما يمكن فالأشياء لا بد لها من محل قابل ولو كانت مؤثرة في محل آخر .
السائل : شيخ ما يحتمل أن قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( فلا تخرجوا منه ) ... بالطاعون ..
الشيخ : لفظ الحديث في البخاري ( فلا تخرجوا منها فراراً منه ) بهذا اللفظ ولا بعض المتأخرين قال هذا من باب الحماية والحجر الصحي لئلا يعدي البلاد الأخرى لكن الرسول غلب جانب التوكل والاعتماد على الله عز وجل قال : ( فراراً منه ) فلو خرج الإنسان مثلا لحاجة أو كان أتى لهذا البلد لحاجة وانتهت حاجته ويريد أن يرجع إلى بلده ولو كان قد وقع فيها الطاعون فلا يدخل في النهي .
السائل : الجمع ، الجمع بين الأدلة ذكره ابن حزم رحمه الله قال بأن ( لا عدوى ) هذا يعني يعتمد أنه لا عدوى ، والأدلة الأخرى تحمل على يعني حتى لا يقع يعني لا قدر الله عز وجل وقع مرض حتى لا يقع في نفس يعني .
الشيخ : الإنسان أنه من العدوى.
السائل : الإنسان الآخر الذي جاءه المرض، أنه أعداه هذا فيجتنب هذا الأمر .
الشيخ : قال هذا لكن ما هو صحيح .
السائل : وحديث ( فروا من المجذوم ) قال هذا من باب قوله تعالى : (( افعلوا ما شئتم )) .
الشيخ : لا غلط هذا ، هذا غلط أما الأول فوجه غلطه الواقع ، وجه غلطه الواقع.
السائل : حديث الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأبل ، من الذي أعدى الأول .
الشيخ : نعم الرسول عليه الصلاة والسلام بين أن العدوى منتقلة بأن الله جعل هذا المرض سببا للانتقال نفس هذا المرض ينتقل لكن من الذي جعله ينتقل؟ هو الله عز وجل كما جعل المرض ينزل بدون أن يكون هناك شيء يعدي ، المسألة كلام ابن حزم على ظاهره رحمه الله كما تعرفون ظاهريا لكن الصواب ما قاله ابن القيم في هذه المسألة وهو ما أشرنا إليه وهو المعتمد لأن الشرع ما يمكن يخالف الواقع ولو أنك قلت إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : إنه ما يمكن فيه مرض يعدي لو قلته الآن لكان في ذلك ضجة عظيمة ضد الإسلام، لأن الآن الأطباء يشوفون بأعينهم العدوى فلا يمكن لكن إذا قلت هذه العدوى الذي نقلها من هذا المريض إلى هذا السليم والذي أوجَد هذا المرض أولا هو الله زال الإشكال ونقول كل شيء بقضاء الله وقدره نعم طيب هذه ( لا عدوى ) وأظن إن شاء الله الأمر فيها واضح والجمع بين الأدلة واضح جداً وقلنا أيضا إن الأسباب المادية والمعنوية أو النفسية إنما تكون أسباب مؤثرة بإذن الله عز وجل وبوجود محل قابل فإذا لم يكن هناك محل قابل فإنها لا تؤثر وقد علمنا سابقا إن جميع الأمور الكونية والشرعية لا بد فيها من وجود الشروط وانتفاء الموانع حتى الأسباب الشرعية أسباب الإرث إذا وجد مانع أثرت ولا لا ؟ ما تؤثر إي نعم فهذا من الحكمة أن الكون والشرع سبحان الله العظيم ما يتنافران كلاهما على نظام واحد ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ولا تجد في شرعه من تناقض إي نعم .
السائل : الأخ ... نقل كلام ابن حجر وليس ابن حزم.
الشيخ : لا أظنه ابن حزم .
السائل : لا هو ابن حجر يا شيخ.
الشيخ : يمكن ناقله عن ابن حزم .
السائل : أنا قرأت ابن حزم باب قوله تعالى.
الشيخ : لا اعملوا ما شئتم ما أدري عنها لكن كلامه الأول هو من كلام ابن حزم، الكلام الأول هو من كلام ابن حزم لكن يمكن ابن حجر نقله عنه، إنما على كل حال سواء ابن حجر أو ابن حزم أو أي إنسان هذا القول ما هو بصحيح ولا ينبغي .
السائل : إذا قلنا المحل القابلة الحين البهائم تصيبها العين ... وهي ما تدري .
الشيخ : إي لأن ما عندها قوة مانعة لأن المحل القابل مو معناه أن يكون هناك خوف مثل ما قلت، بل العين تصيب الأحجار وتكسرها وتهدم المباني وتوقف سيارات نعم حُكي لنا أن جماعة يشتغلون هنا في الوادي فمرت بهم سيارة بعد الظهر ونحن نقول هذه لأنها طريفة ...تنشطكم شوية كأنكم، يقول مرت بعد الظهر قال بعضهم لبعض ليت هذه ما مرت إلا عقب ما انتهينا حتى نركب بها إلى ... فيهم واحد والعياذ بالله عائن قال لا لا تهمكم ما هي برايحة إي نعم المهم يعني مشت حوالي ثلاثة أذرع أو أربعة أذرع وقفت، السواق نزل ناظر فكر وقدر وكل شيء سواه عيي تمشي عيي تقوم أصلا هم ... إلى شغلهم وأذن العصر وصلوا وتهجروا الناس بالأول مو يتهجرون يأكلون تمر بعد العصر ... راحة طمأنينة ، طلعوا من المشغل وقالوا جاؤوا لراعي السيارة قالوا له عسى ما شر، ... يا ابن الحلال قال والله ما أدري عنها وقفت وكل شيء ناظرت وما في شيء قالوا : إنسان يدفها ... توصلنا إلى عنيزة قال ... قالوا اركب ... يدفها معك نعم فعلا دفوا معه وهو حاول ومنين شغلها اشتغلت وركبوا ونزلوا سبحان الله العظيم عجائب إي معروف لكن ما ودنا أذكره .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : الدخول على بلد فيها الطاعون لماذا لا لا يكون من التوكل ؟
الشيخ : لا هذا من توقي الأسباب، من توقي الأسباب كما أنك تجتنب النار وتجتنب محل الهدم وما أشبه ذلك فإن هذا من باب توقي الأسباب، هذا مما يدل على أن له تأثيرا.
السائل : الفرق بينه وبين الخروج ؟
الشيخ : فرق بينها لأن الخروج نزل به الأمر ونحن مر علينا فيما سبق قاعدة فقهية تتنزل على هذا ، مرت علينا يمكن قبل البارحة أو البارحة البارحة " الدفع أهون من الرفع " فمدافعة الشيء قبل نزوله أهون من رفعه بعد نزوله .
طيب ( ولا طيرة ) تقدم لنا أن الرسول قوله : ( لا طيرة ) هذا نفي لكنه هل هو نفي على بابه أو هو نفي بمعنى النهي لأن النفي قد يأتي بمعنى النهي اختلفوا في ذلك كما اختلفوا في قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) هذا مبتدأ الدرس الليلة؟
الطالب : لا أخذناه
الشيخ : لا يا شيخ طيب هذا ما يخالف نمر عليه ، هذا كاختلافهم في قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) هل هو نفي أو نفي بمعنى النهي والصواب أنه نفي لوجهين :
الوجه الأول : أنه ظاهر اللفظ أن هذا هو ظاهر اللفظ ولا ينبغي أن نعدل عن ظاهر اللفظ إلا بدليل
وثانيا : أن النفي أبلغ من النهي لأن النفي يقتضي انتفاء الوجود والنهي يقتضي المنع وفرق بين الأمرين فرق بين شيء يقتضي الانتفاء رأسا وبين شيء يقتضي النهي عن الفعل فإذا قلنا إنه نفي بمعنى النهي صار المعنى النهي عن الفعل وهو التطير وإذا قلنا إنه نفي على بابه فهو ينفي التطير طيب هذا النفي هل هو نفي لوجوده أو نفي لتأثيره ؟ ها نفي لتأثيره أما الوجود فقد وجد من يتطير لكنه نفي لتأثيره فالطيرة لا تؤثر في الحقيقة الطيور إذا راحت يمينا أو شمالا أو أماما أو خلفا هل لها أثر في الوجود أو في الإعدام في الإيجاد أو في الإعدام؟ لا فلا طيرة ( ولا هامة ) ذكرنا أن الهامة فسروها بتفسيرين : أحدهما أنها داء في البطن فيكون عطفها على قوله : ( لا عدوى ) من باب عطف الخاص على العام والقول الثاني : أن الهامة طائر يقال إنها البومة أو تشبهها وأنها تنعق إذا نعقت على دار أحدهم قال: سأهلك أو يهلك أحد من عائلته وما أشبه، فهذا لا تأثير له وقيل إن الهامة دودة تُخلق على دعواهم ما هي حقاً دودة يزعمون أنها تخلق من روح المقتول وأنها تطير وتصيح حتى يقاد من القاتل نعم حتى يقاد من القاتل وكل هذا من الأمور الجاهلية لا حقيقة لها نعم أما إذا كانت الهامة مرضاً في البطن ينتقل إلى الصحيح فقولنا فيها كقولنا في لا عدوى أما إذا كانت هذا الطير أو إذا كانت دودة تخرج من قبر المقتول وتخلق من روحه وتدعو أهله إلى الأخذ بالثأر فهذا وهم لا حقيقة له إطلاقا يقول في قول الشاعر :
" يا عمرو إلا تدع " ويش يقول ؟ " شتمي نعم ومنقصتي *** أضربك حتى تقول الهامة اسقوني " الشاهد هذا " حتى تقول الهامة اسقوني " معناه أضربك حتى تموت
وقوله : ( ولا صفر ) أيضاً اختلفوا في تفسيره على ثلاثة أقوال : القول الأول: إنه لا صفر أنه نهي عن النسيئة وكانوا في الجاهلية ينسؤون محرم من الأشهر الحرم فإذا اجتمعوا فيه للقتال استباحوه وأخروا ... إلى شهر صفر، فهذا النسيء الذي ذكره الله عز وجل فيحلون ما حرم الله هذا قول وهذا القول ضعيف ويضعفه أن الحديث في سياق التطير وليس في سياق ... وقيل إن صفر داء يخرج أيضاً في البطن فيمرض منه وينتقل وقيل إن صفر هو صفر الشهر وأنه كانوا يتشاءمون به في الجاهلية من هذا الشهر ومعلوم أن الأزمان لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل طيب إذن هذا القول هو أقرب شيء أن صفر يعني الشهر يعني لا شؤم فيه وهو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر ، أنا أسمع أن بعض الناس يؤرخ فيقول : انتهى في يوم خمسة وعشرين صفر الخير فما رأيكم في هذا ؟ هذا غلط هذا من باب مداواة البدعة ببدعة والجهل بالجهل فهو ليس شهر خير ولا شهر شر ، هو كغيره من الشهور ولهذا أنكر السلف على من إذا سمع البومة تنعق يقول : خير خير إن شاء الله أنكروا عليه وقال : لا تقول خير ولا شر هي تنعق مثلما تنعق بقية الطيور .
السائل : شيخ قولهم في شهر رمضان شهر الخير والبركة كأنه شهر يعني .
الشيخ : لا هذا لا بأس الخير مرادهم بالخير العبادة ، ولا شك أنه شهر خير .
السائل : يقولون مثلاً رجب المعظم ... رجب المعظم .
الشيخ : إي بناء على أنه من الأشهر الحرم
طيب إذن هذه الأربعة التي نفاها الرسول عليه الصلاة والسلام تبين لنا أن كلها مبنية على وجوب التوكل على الله عز وجل وصدق العزيمة وألا يهم الإنسان أمام هذه الأمور لأن الإنسان في هذه الأمور إذا ألقى باله لها فلا يخلو من حالين إما أن يستجيب لها وحينئذٍ يكون علق أفعاله بما لا أصل له يستجيب لها يعني فيقدم أو يحجم أو ما أشبه ذلك فيكون علق أفعاله على ما لا حقيقة له وإما ألا يستجيب لهذا الأمر لكن يبقى في نفسه حزازة وهم وغم يعني يكون عنده نوع من التوكل ويُقدم ولا يبالي لكِن يكون في نفسه شيء فنقول له أيضا هذا وإن كان أهون من الأول لكنه يجب أيضا ألا يستجيب لداعي هذه الأمور التي نفاها الرسول عليه الصلاة والسلام وأن يكون معتمدا على الله عز وجل بعض الناس مثلا قد يفتش المصحف لطلب الفأل يقول بشوف أول ما أشوف ، ثم إذا شاف فيه ذكر النار قال والله هذا فأل ما هو بزين وإن شاف فيه ذكر الجنة قال هذا فأل زين هذا أيضاً غلط هذا مثل الجاهلية مثل الذي يستقسم بالأزلام فالحاصل أنا نقول لا تجعل على بالك مثل هذه الأمور إطلاقاً الأسباب المعلومة الظاهرة توقى أسباب الشر توقها وأما الأسباب الموهومة التي لم يجعلها الشرع سببا بل نفاها فلا يجوز لك أن تتعلق بها ، احمد الله على العافية وقل ربنا عليك توكلنا وسيأتي إن شاء الله دواء الطيرة أيضا .
السائل : طيب يا شيخ المصحف ... هذا تفاؤل ما هو تشاؤم إذا كان تشاؤم ما ألقى لها بال..
الشيخ : أبداً ولا يتفاءل لأن هذا من البدع فعله بعض أهل العلم لكنه بدعة الصحيح، الصحيح أنه من البدع وكون الإنسان يعتمد على هذه الأمور أيضاً على التفاؤل والتطير دائما هذا يؤثر على مجرى حياتِه يبدأ إذا لم يصادفه ما يتفاءل به استحسر وقال والله اليوم ما شفنا شيئا نتفاءل به نعم.
السائل : وقول الرسول : ( يعجبني الفأل ) .
الشيخ : ما يخالف يعجبني الفأل لكن ما كان الرسول يتفاءل بكل شيء يعجبني الفأل إذا سمع الإنسان شيئا يسرُه أو ما أشبه ذلك لا شك أن الإنسان يُسر به مثلما قدم سهيل في قصحة الحديبية قال : ( سهل من أمركم ) وما أشبهها أما أن يكون الإنسان يجعل هذه الأمور على باله ويتقصدها هو تقصداً فهذا لا من البدع نعم .
السائل : ... .
الشيخ : لا هذا أيضاً غلط هذا غلط لأن الجاهلية أيضا يتشاءمون به في النكاح وغيره لكن يوم الأربعاء خاصة يتشاءمون به في النكاح
السائل : ...
الشيخ : لا لا ما ينبغي الرسول ما هدانا لهذا ولا فعله بنفسه ولا فعله ... ولهذا نقول لا هو بخير ولا شر، ليس بخير ولا بشر نعم لو فرض أن هذه العقيدة شاعت في الناس وصاروا يتشاءمون فأراد أحد أن يبين لهم أنه لا حقيقة لهذا الأمر وتزوج في صفر من باب بيان أو من باب تحقيق خبر الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله : ( ولا صفر ) لكان هذا له وجه ، هذا له وجه ، فتكون هذه المسألة في قضية خاصة لا في العموم .