.شرح قول المصنف : باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء حفظ
الشيخ : ثم قال : " باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء " الاستسقاء طلب السقيا أو لا؟ مثل ما يُقال : الاستغفار طلب المغفرة، والاستعانة طلب المعونة، والاستعاذة، طلب العوذ والاستهداء طلب الهداية لأن هذه المادة استفعل تدل في الغالب على الطلب وقد لا تدل على الطلب قد تدل على المبالغة في الفعل مثل استكبر استكبر ما هو بمعناه طلب الكِبر بل المعنى أنه بلغ في الكبر غايته، طيب الاستسقاء بالأنواء أن تطلب من الأنواء أن تسقيك وهذا الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين قسم يكون شركاً أكبر وذلك بأن يدعو الأنواء بالسقيا فيقول : يا نوء كذا أغثنا أسقنا وما أشبه ذلك فهذا إيش ؟ شرك أكبر لأنه دعاء غير الله ودعاء غير الله من الشرك الأكبر قال الله تعالى : (( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )) فجعله الله تعالى كافرا وقال تعالى : (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) وقال تعالى : (( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ )) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على النهي عن دعاء غير الله وأنه من الشرك هذا واحد
ثانيا: من الاستسقاء بالأنواء أن ينسب نزول المطر إليها ، نحن قلنا قسمين شرك أكبر ، وشرك أصغر ،طيب الشرك الأكبر له صورتان :
الصورة الأولى : أن يدعو من الأنواء أن تسقيه يدعو من الأنواء أن تسقيه وهذا شرك كما سمعتم
الثاني أن ينسب حصول الأمطار إلى هذه الأنواء على أنها الفاعلة بنفسها بدون الله لو ما دعاها لكن قال هي التي تنزل المطر دون الله فهذا أيضاً شرك أكبر في الربوبية والأول في العبادة المتضمن لشرك الربوبية شرك في العبادة لأن الدعاء من العبادة متضمن للشرك في الربوبية لأنه ما دعاها إلا وهو يعتقد أنها تفعل وتقضي الحاجة هذا القسم هو الشرك الأكبر وله صورتان كما رأيتم
القسم الثاني : أن يجعل هذه الأنواء سببا والله تعالى هو الفاعل الخالق فهذا شرك أصغر وليس شركا أكبر، لأنه ما اعتقد أن خالقا مع الله ولا أن خالقاً مستقلا بالفعل دون الله أو لا؟ لكنه جعل ما ليس سبباً جعله سبباً وهذا نوع من الإشراك بالله عز وجل لأنه لا يحل لك أن تجعل شيئا سببا والله تعالى لم يجعله سببا لا بوحيه ولا بقدره كل من أثبت سبباً لم يجعله الله سببا لا بالوحي ولا بالقدر فهو مُشرك لكن شركاً أصغر فصار الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين : شركاً أكبر وشركاً أصغر والشرك الأكبر له صورتان
الصورة الأولى : أن يدعوها بالسقيا يطلب منها أن تسقي وهذا شرك في العبادة والربوبية أيضاً
والثاني : أن يعتقد أو أن ينسُب نزول المطر إليها على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله فهذا شرك أكبر أيضاً في إيش ؟ في الربوبية نعم
القسم الثاني : الأصغر وهو أن يجعلها سببا والمسبب هو الله والفاعل هو الله والخالق هو الله لكن يقول هي سبب لما طلع نجم الإكليل نعم نزل به المطر هذا صحيح ؟ لا، نجم الإكليل والشولة والنعائم والسعود وغيره ما هي بسبب ليست سبباً لأن الله ما جعلها سببا فادعاؤنا أنها سبب قول على الله بلا عِلم نعم وإشراك به حيث أثبتنا سببا لم يجعله الله سبباً ومن الذي يُثبت الأسباب الشرعية والكونية ؟ الذي يَضعها ويُثبتها هو الله عز وجل قال : وقوله الله تعالى نعم يا حامد ها .
الطالب : ... .
الشيخ : إي من باب الشرك في الربوبية .