.شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) حفظ
الشيخ : قال : " وقول الله تعالى : (( وتجعلون رزقَكم أنكم تكذبون )) " تجعلون هذه من أفعال القلوب أو من أفعال التصديق آه التصديق هو الأقرب يعني تصيرون رزقكم والمراد بالرزق هنا ما هو أعَم من المطر نَعم والمراد بالرزق هُنا أي شُكرَه يعني تجعلون هذا الرزق الذي يستوجب الشكر تجعلونه أنكم تُكذبون هذا هو المفهوم الثاني لإيش ؟ لتجعلون يعني تجعلون رزقكم كونكم تكذبون كونكم تكذبون ، تكذبون بهذا الرزق أنه من الله ، أو تكذبون ما أمر الله به تصديقه فالذي يقول مُطرنا بنوء كذا هذا كذب بأن الرزق من الله والذي يقول : مُطرنا بفضل الله لكنه يستعين به على ... هذا أيضاً نوع من التكذيب .
قوله : (( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) تجعلون تصيرون فهي تنصب مفعولين المفعول الأول : رزق والمفعول الثاني : أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعولاً ثانياً والتقدير وتجعلون رزقكم كونكم تكذبون طيب قوله : (( تجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) الرزق هو العطاء وما المراد به هنا ؟ سياق الآية يدل على أن المراد به رزق العلم سياق الآية يدل على أن المراد به رزق العلم لأنه قال سبحانه وتعالى : (( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ، وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ )) هذا الحديث ويش يعني به ؟ القرآن أنتم مدهنون متخوفون تخافونهم فتداهنوهم (( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) يعني تجعلون شكر ما رزقكم الله بهذا الحديث من العلم والوحي أنكم تكذبون به هذا هو ظاهر سياق الآية
والمعنى الثاني : أن المراد بالرزق المطر وقد روي في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه ضعيف إلا أنه صح عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية أن المراد بالرزق المطر وأن التكذيب به نسبته إلى الأنواء وعلى هذا فيكون ما ساق المؤلف الآية من أجله مناسبا للباب تماماً أو لا؟ لأنه قال : " باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء " والقاعدة التي مشينا عليها في التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين جميعا بدون منافاة فتحمل عليهما جميعا وإن حصل بينهما منافاة طلب المرجح إي نعم معنى الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى يوبخ هؤلاء الذين يجعلون شكر الرزق يجعلونه التكذيب والاستكبار والبُعد، لأن شكر الرزق بالتصديق والقبول والعمل بطاعة المنعم لا أظن أن الفطرة تقبل أن تكفر من ينعم فالفطرة والعقل والشرع كل منها يوجب أن تشكر من ينعم عليك سواء قلنا إن المراد به المطر الذي به حياة الأرض أو قلنا إن المراد به القرآن الذي به حياة القلوب فإن هذا من أعظم الرزق فكيف يليق بإنسان أن يقابل هذه النعمة بالتكذيب والعياذ بالله واعلم أن التكذيب نوعان :
أحدهما التكذيب بلسان المقال
الثاني : التكذيب بلسان الحال فالعاصي الذي يعصي الله عز وجل حقيقة حاله أنه مكذب بما رتب الله على هذه المعصية من العقوبة ولهذا وعظ عمر بن عبد العزيز رحمه الله وعظ الناس يوما وقال لهم : " أيها الناس إن كنتم مصدقين فأنتم حمقى وإن كنتم مكذبين فأنتم هلكى " صح صحيح المصدق أحمق كيف يصدق ولا يعمل والمكذب هالك نعم وهذا صحيح ، كل إنسان عاصي نقول له أنت الآن بين أمرين إما مصدق بما رُتب على هذه المعصية أو مكذب فإن كنت مصدقا فأنت أحمق كيف لا تعمل كيف ما تخاف وإن كنت غير مصدق فالبلاء أكبر فأنت هالك كافر .
السائل : ما معنى الأحمق
الشيخ : الأحمق الذي لا يحسن التصرف مثل الأهوج وما أشبه ذلك .
السائل : عند العامة الأحمق .
الشيخ : المجنون ؟
السائل : اللي يزعل
الشيخ : آه سريع الغضب يعني، لا مو بهذا طيب .