.شرح قول المصنف : وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن حفظ
الشيخ : قال : " وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ) " تقدم أن الرسول عليه الصلاة والسلام دائما يقول أربع ثلاث وما أشبه ذلك يعين العدد وأن الفائدة من ذلك ليست الحصر لماذا لم تكن للحصر ؟ لأن هناك أشياء غيرها تشاركها في هذا المعنى لكنه صلى الله عليه وسلم يقولها من باب حصر العلوم وجمعها فإن حصر العلوم وجمعها بالتقسيم والعدد وما أشبه ذلك لا شك أنه مما يقرب الفهم ويُثبت الحفظ ولذلك مثلا لو أعطيك مسائل مسرودة هكذا يمكن تضيع عنك لكن لو أقول لك هذه أربع مسائل إذا عرفت ثلاثة تقعد تدور الرابع ولا لا؟ تقعد دور الرابع لو أقول لك مثلا شروط الصلاة كذا وكذا وكذا وكذا يمكن تضيع ولا تفهم أنه ضاع منك شيء إذا قلت لك مثلا شروط الصلاة تسعة معناه إذا عرفت ثمانية تدور التاسعة فإذن تقريب العلم بالتقسيم والعدد هذا لا شك أنه طريق مألوف من عهد النبي عليه الصلاة والسلام إلى اليوم نعم قوله : ( أربع من أمر الجاهلية ) شوف أمر أي شأن أمر هنا بمعنى شأن فهو واحد الأمور وليس واحد الأوامر لأن الأمر اللي واحد الأوامر ويش معناه ؟ الطلب طلب الفعل على وجه الاستعلاء لكن هذا واحد الأمور أي الشأن من أمر الجاهلية إضافتها إلى الجاهلية لا شك أن الغَرض منها التقبيح والتنفير أمر الجاهلية لأن كل إنسان يقال فعلك فعل الجاهلية لا شك أنه يغضب إذ أنه لا أحد يرضى أن يوصف بالجهل ولا بأن فعله من أفعال الجاهلية فالغرض من الإضافة هنا إيش ؟ التنفير هذه واحدة ثانيا : الغرض من هذا بيان أن هذه الأمور كلها جهل وحمق بالإنسان إذ ليست أهلاً لأن يراعيها الإنسان أو يعتني بها فالذي يعتني بها جاهل والمراد بالجاهلية هنا ما قبل البعثة لأنهم كانوا على جهل وضلال عظيم حتى إن العرب قبل البعثة أجهل خلق الله ولهذا يُسمون بالأميين والأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الأم كأن أمه ولدته الآن لكن لما بعث فيهم هذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ماذا فعل ؟ فقد من الله على المؤمنين (( إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) هذه المنة العظيمة ، بعث فيهم هذا النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الأمور السامية يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم يطهر أخلاقهم وعباداتهم وينميها ويعلمهم الكتاب والحكمة فوائد أربعة عظيمة : لو وُزنت بها الدنيا بواحدة منها لوزنتها عند من يعرف قدرها ثم بين الحال من قَبل قال : (( وإن كانوا )) إن هذه ما هي بنافية إن هذه مؤكدة فهي مخففة من الثقيلة يعني وإنهم كانوا من قبل لفي ضلال مبين، طيب إذن المراد بالجاهلية ما هي ؟ ما قبل البعثة لأن الناس كانوا فيها على جهل عظيم نعم وقد سبق لنا أمثلة كثيرة تدل على جهلهم في حقوق الله وفي حقوق عباد الله في حقوق الله ينصبون الأنصاب ويعبدونها من دون الله أنصاب أحجار يصنعون بأيديهم أصناماً فيعبدونها وما أجهلهم يكون الخالق عابداً للمخلوق أو لا؟ هم الذين صنعوها بأيديهم ثم يذهبون يعبدونها نعم أيضاً يقتل الواحد منهم ابنته خوفا من أن يعيَّر بها ابنته اللي هي بضعة منه وجزء منه يقتلها لئلا يعير بها يقال فلان مسكين جاه اليوم بنت نعم جهل آخر يقتلون الأولاد من ذكور وإناث خشية الفقر الإملاق يعني الفقر هذا من الجهل العظيم وأشياء كثيرة طيب من أمر الجاهلية لا يتركونهن المراد ليس المراد لا يتركونهن لا يتركون كل واحد منها باعتبار كل فرد المراد المجموع بالمجموع يعني قد يكون واحد منها عند جماعة وواحد عند آخرين نعم والثالث عند قوم ثالث آخرين والرابع عند قوم آخرين أيضا وقد تجتمع هذه الأربعة في قوم واحد يعني في قبيلة واحدة قد تجتمع في قبيلة واحدة وقد تخلو بعض القبائل منها نعم منها جميعا إنما الأمة كمجموع لا بد أن يوجد منها شيء من ذلك ، لأن هذا خبر منين ؟ من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم خبر من الصادق المصدوق لا بد أن يَصدق مخبرُه وأن يقع ثم المراد بهذا الخبر حل هذا الشيء أو التنفير منه ؟ التنفير منه لأن الرسول قد يخبر بأشياء تقع ليس غرضه أن يقول للناس استسلموا للواقع أو خذوا بهذا الأمر قال : ( لتركبن سنن من كان قبلكم اليهود والنصارى ) يعني تفعلوا؟ لا يعني فاحذروا وأخبر أن الظعينة تذهب من صنعاء إلى حضرموت لا تخشى إلا الله يعني فلتفعل وتروح بلا محرم ؟ لا هذا خَبر عن أمر واقع وليس معناه أنه يَحكم على الشرع الشرع يحكم على الواقع ولا عكس الأول يقول.
طيب وقوله : ( أمتي ) من المراد بالأمة هنا ؟ أمة الإجابة أو أمة الدعوة ؟
الطالب : الإجابة
الشيخ : أمة الإجابة نعم أمة الإجابة وهي
طيب وقوله : ( أمتي ) من المراد بالأمة هنا ؟ أمة الإجابة أو أمة الدعوة ؟
الطالب : الإجابة
الشيخ : أمة الإجابة نعم أمة الإجابة وهي