.شرح قول المصنف : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) . حفظ
الشيخ : قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) قال : ( أصبح من عبادي ) هذا الحديث يسميه أهل الحديث حديثا قدسيا من القُدس بنسبته إلى الله عز وجل وهو في مرتبة بين الحديث النبوي والحديث وبين القرآن بين الحديث النبوي والقرآن
واختلف أهل العلم هل إنه من قول الله عز وجل لفظاً ومعنىً أو أنه من قول الله تعالى معنى والألفاظ من النبي صلى الله عليه وسلم على قولين لأهل العلم في ذلك أما القرآن فأهل السنة متفقون على أنه قول الله لفظاً ومعنًى
الطالب : ...
الشيخ : نعم إي فالذين قالوا إنه من قول الله لفظاً ومعنى قالوا إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول قال والأصل أنه إذا قال قال فإن ما بعده يكون مقولاً له باللفظ وعلى هذا فيكون من قول الله عز وجل والذين قالوا إنه ليس من لفظ الله أجابوا عن ذلك فقالوا لو جعلناه من لفظ الله عز وجل لكان أعلى سندا من القرآن لأن النبي عليه الصلاة والسلام هنا يرويه عن الله والقرآن أخذه عمن ؟ عن جبريل فيكون أعلى سندا وهذا يستلزم أن يكون أثبت من القرآن وإن كان القرآن ثابت ما فيه إشكال لكن حسب علو الإسناد ونزوله لا شك أن العالي أعلى
ثانيا لو كان من كلام الله لفظا ومعنى لكان معجزاً لكان من المعجزات وليس هناك شيء معجز إلا القرآن وإنما نقول ذلك لأن كلام الله عز وجل ليس كلام البشر ولا يمكن أن يأتوا بمثله كسائر صفاته إنما قال الله تعالى : (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله )) لماذا ؟ لأنه كلامُه وكلامه صفة من صفاته ولا يمكن لصفات المخلوقين أن تشبه صفات الخالق
ثانيا لو كان من كلام الله عز وجل لكان متعبدا بتلاوته ومن المعلوم أنك لو قرأت في الصلاة لو قرأت هذه الأحاديث القدسية يصح ولا ما يصح ؟ ما يصح ولا يشرع ولو كان من كلام الله لشُرع ولكان مثل القرآن وأيضاً أجمع العلماء على أنه يجوز أن يتلوه الإنسان وهو جُنُب وأن يمس الأحاديث القدسية على غير طهارة وأنه يجوز بيعها وشراؤها على خلاف في بيع المصحف وشرائه فلا تثبت له أحكام القرآن
بقي عندنا الدليل الذي استدل به من قال إنه كلام الله لفظا ومعنى وهو نسبة الرسول عليه الصلاة والسلام هذا إلى هذا قال الله يقول الله وما أشبه ذلك وهذا أمر بسيط الجواب عنه لأن الرسول نقله بالمعنى مثلما أن الله تعالى يقول عن موسى قال موسى وقال فرعون وما أشبه ذلك ونحن نعلم علم اليقين أن فرعون وموسى والأنبياء السابقين ما قالوا هذا اللفظ وإنما قالوا معنى هذا اللفظ والله تعالى ينسبه إليهم لأنهم لا يقرؤون باللغة العربية ولا يتكلمون باللغة العربية وعلى كل حال لو أن أحداً قال نحن نقول في الحديث القدسي قال الله تعالى ونسكت ما نتعمق ونقول لفظ أو معنى نعم وإن كان لا شك عندنا أنه ليس كالقرآن إنما هو في منزلة بين منزلتين بين الحديث النبوي وبين القرآن .
السائل : شيخ ... إذا إنسان قال عن مسألة هو لا يعلمها الأحسن يقول الله ورسوله أعلم ؟.
الشيخ : في الأمور الشرعية نعم في الأمور الشرعية تقول الله ورسوله أعلم في الأمور الكونية تقول الله أعلم لأن الرسول لا يعلم لو قال قائل هل ستُمطر غدا ويش تقول ؟
الطالب : الله أعلم .
الشيخ : أو الله ورسوله؟
الطالب : لا
الشيخ : الله أعلم لكن لو قال هل هذا مباح هل هذا واجب ؟ تقول الله ورسوله أعلم .
السائل : ... .
الشيخ : إي لكن الرسول معلومة عند الرسول جميع الأحكام الشرعية معلومة عنده ومنها هذه المسألة .
السائل : أو أحسن يقول الله أعلم ... .
الشيخ : الأحسن والأسوأ هذا شيء آخر إنما يجوز أن تقول الله ورسوله أعلم في الأمور الشرعية في الأمور الكونية ما يجوز وأيضا أنت الآن لو سُئلت هل أنت أعلم أم الرسول في الحكم الشرعي ؟
الطالب : الرسول أعلم
الشيخ : الرسول أعلم إذن فالله ورسوله أعلم أعلم مني وأعلم منك .
السائل : ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام ... .
الشيخ : إي نعم صحيح لكن الله قال : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) جميع ما يتعلق بالدين الآن كامل ما يحتاج إلى شرع ينزل كامل
السائل : الأشياء الجديدة
الشيخ : الأشياء الجديدة لا بد لها أصل فيما علمه الرسول عليه الصلاة والسلام لا بد أن لها أصلا في الشريعة بما علمه النبي عصلى الله عليه وسلم، لأن الله أنهى الأمر (( اليوم أكملت لكم دينكم )) .
السائل : جميع الأنبياء غير الرسول صلى الله عليه وسلم ما كانوا يتكلمون بالعربي؟
الشيخ : ما فيه أحد نبي عربي إلا محمد عليه الصلاة والسلام والبقية كلهم ما هم بعرب .
السائل : إبراهيم .
الشيخ : إبراهيم تكلم بغير العربية .
السائل : إسماعيل يا شيخ.
الشيخ : إسماعيل إي نعم إسماعيل يتكلم بالعربية نعم الظاهر أنه يتكلم بالعربية لأنه جاءه عرب ونزلوا عنده وتكلم بها .
السائل : ... .
الشيخ : ما أدري والله ، ما أدري إنما العرب المستعربة ما فيهم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم )) واللغات السابقة العربية الأصلية ما ندري عاد هي بمثل لغتنا هذه اللغة العربية أو تختلف قد تختلف في بعض الكلمات نعم
( قالوا الله ورسوله أعلم قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) أصبح من عبادي مؤمن هذه صفة لموصوف محذوف التقدير عبد مؤمن وعبد كافر نعم ويش إعراب أصبح من عبادي عبد أو مؤمن؟ أصبح من أخوات كان ومؤمن يكون
الطالب : فاعل
الشيخ : وراه لأن المعنى صار مؤمن صار من عبادي مؤمن لأن المراد التحول من حال إلى حال ، ما هو المراد أصبح زيد بمعنى دخل في الصباح لأن هذا وصف فما دام وصف فمعناه انتقال من حال إلى حال نعم
السائل : ...
الشيخ : على ما
السائل : ...
الشيخ : وهو .
السائل : ... .
الشيخ : لا ما فيه هذا، حتى أصبح مؤمنا وأصبح كافرا نفس الشيء يعني أصبح مثل ما جاء في الحديث ( يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافراً ويصبح مؤمنا ويمسي كافراً ) لا الظاهر أنها ناقصة و... مؤمن اسمها ومن عبادي خبرها يعني أصبح عبد مؤمن كائناً من عبادي ويجوز أن يكون أصبح فعل ماضي ناقص واسمها ضمير الشأن يعني أصبح الشأن ونجعل من عبادي خبر مقدم ومؤمن مبتدأ مؤخر يعني أصبح شأن الناس منهم مؤمن ومنهم كافر
ثم فصل فقال : ( فأما من قال : مُطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ) فأما من قال : بلسانه وقلبه مُطرنا بفضل الله الباء هنا للسببية ورحمته الفضل بمعنى العطاء والزيادة والرحمة معروفة هي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى يكون بها الإنعام والإحسان إلى الخلق فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب مؤمن بي لأنه نسب هذا المطر إلى أي شيء؟ إلى الله عز وجل إلى فضله ورحمته كافر بالكوكب لأنه لم ينسبه إليه ولم ير للكوكب تأثيراً في نزوله بل إنما نزل بفضل الله ورحمتِه ( وأما من قال : مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) اللي يقول مُطرنا بنوء الباء هنا للسببية بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب، كافر بي لأنه أنكر نعمة الله ونسبها إلى سبب لم يجعله الله سبباً فتعلقت نفسه الآن بالله ولا بهذا السبب ؟
الطالب : بهذا السبب
الشيخ : بهذا السبب ونسي نعمة الله عز وجل وهذا الكفر ليس كفراً مخرجاً عن الملة لأنه كفر دون كفر إذ أن المراد به نسبة المطر إلى النوء وليس، إلى النوء على أنه سبب وليس إلى النوء على أنه فاعل لأنه شوف قال : مُطرنا بنوء ما قال أنزل علينا المطرَ نوء كذا لأن من الناس من قال : إن هذا لا يدل على تحريم نسبة المطر إلى النوء نسبة سبب وإنما المراد نسبة المطر إلى النوء نسبة إيجاد وهذا غلط لأنه لو كان نسبة إيجاد لقال : أَنزل المطر النوء ما قال مُطرنا لأن المطر معروف أن الذي ينزله الله لكن جعل مطرنا بنوء جعل الباء للسببية فعُلم أن المراد بالحديث من أقر بأن الذي خَلق المطر وأنزله هو الله لكن النوء جعله سبباً وعلى هذا فيكون من باب الكفر الأصغر الذي لا يُخرج من الملة وقد سبق لنا في أول الباب أن الاستسقاء بالأنواء له ثلاثة أقسام
وما المراد بالكوكب ؟ المراد به النجوم النجم وكانوا ينسبون الأمطار إليها فيقولون إذا سقط النجم الفلاني جاء المطر إذا طلع النجم الفلاني جاء المطر وما أشبه ذلك وليسو ينسبونه إلى هذا نسبة وقت لكن نسبة سبب الوجود فصارت النسبة في الحقيقة إلى الأنواء نسبة خلق وإيجاد ونسبة سبب ونسبة وقت فنسبة الخلق والإيجاد تقدم أنها شرك أكبر ونسبة السبب شرك أصغر ونسبة الوقت فهذه جائزة بمعنى أنه جاءنا في هذا النوء ولهذا قال العلماء : " يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا ويجوز في نوء كذا " وفرقوا بينهما بأن الباء للسببية وفي للظرفية ومن ثم قال بعض أهل العلم إنه إذا قال مُطرنا بنوء جاعل الباء للظرفية فإن هذا جائز وهذا وإن كان له وجه من حيث المعنى لكن لا وجه له من حيث اللفظ لأن لفظ الحديث ( من قال مطرنا بنوء كذا ) والباء للسببية أظهر منها للظرفية صحيح أنها تأتي للظرفية مثل قوله تعالى : (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل )) يعني في الليل لكن كونها للسببية أظهر والعكس بالعكس ففي للظرفية أظهر منها للسببية وإن كانت تأتي للسببية كما في قوله : ( دخلت النار امرأة في هرة لها حبستها ) والحاصل أن الأقرب المنع من مطرنا بنوء كذا ولو قَصد الظرفية لكن إذا كان الإنسان المتكلم لا يعرف من الباء إلا الظرفية مطلقا ولا عنده أنها سببية فهل نقول إن هذا جائز يعني هو ما يعرف أبداً إلا أنها للظرفية مثلاً عندنا العامة الآن يقول جانا السيل ... مربعانية أو لا؟ جانا السيل ... ما عنده إلا الباء هنا ظرفية يعني في هالوقت جاءنا في هذا الوقت نقول هذا جائز لأنه لا يدور في خيالهم أنها للسببية ومع ذلك الأولى أن نقول لهم قولوا في في المربعانية لكن كأني بأهل القصيم يقولون حطيتونا من أهل الجنوب نعم نقول ما يخالف ما دام أن هذا هو الموافق للألفاظ العربية الفصحى فالحمد لله المقصود أن نعبر تعبيراً لا شبهة فيه إنما العامة ما نقول لمن قال مُطرنا بالمربعانية و... وبالعقارب وما أشبه ذلك ما نقول إن هؤلاء مشركون ولا شركاً أصغر لأن السببية عندهم هنا مفقودة أصلاً ولا يعرفونها ما يريدون أبداً إلا الظرفية إطلاقاً إنما الأولى أن نقول قل في ولهذا الفقهاء رحمهم الله في باب الاستسقاء ذكروا يجوز في نوء كذا ويحرم بنوء كذا نعم .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ولكن
الشيخ : لا إنما الأعمال بالنيات فهذا ما دام ما طرأ على بالهم هذا بس نعدل الألفاظ ونقول ينبغي أنك تقول في .