شرح قول المصنف : وقوله : (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ... )) حفظ
الشيخ : قال : " وقوله : (( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ )) " كم ذولي؟ ثمانية (( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا )) ثمانية (( أحب إليكم )) كل هذه الثمانية مرفوعة الأول منها اسم كان والباقي معطوف عليه وخبر كان (( أحبّ إليكم من الله ورسوله )) إلى آخر الآية الخطاب في قوله : (( قل )) لمن ؟ للرسول عليه الصلاة والسلام والمخاطَب في قوله : (( آباؤكم )) الأمة (( قل إن كان آباؤكم )) إلى آخره ، وقوله : (( أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا )) وقوله : (( فتربصوا )) فعل أمر يُراد به التهديد ومعنى تربصوا انتظروا عقاب الله ولهذا قال : (( حتى يأتي الله بأمرِه )) أي بأمره بإهلاك هؤلاء المؤثرين لمحبة هذه الأصناف الثمانية على محبة الله ورسوله وجهاد في سبيله، (( والله لا يهدي القوم الفاسقين ))
فيستفاد من هذه الآية ما أراده المؤلف هذه المحبة في هذه الآية لهؤلاء الأصناف الثمانية من أي القسمين ؟ من محبة العبادة أو غير العبادة ؟
الطالب : غير العبادة
الشيخ : غير العبادة ومع ذلك شف إذا فُضلت على محبة الله صارت سببا للعقوبة يعني إن كان آباؤكم أحب إليكم من الله وبماذا نعرف أن الأب أحب للإنسان من الله ؟ إذا كان يُهمل أوامر الله لأوامر والدِه هذه علامة صحيح ما في القلوب لا نعلمه لكن كل ما في القلب فلَه شاهد في الجوارح يُروى عن الحسن أظن أنه قال : " ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه " لا بد أن يظهر ما في القلب الجوارح والأقوال كالمرآة للقلب نعرف أنك تحب أباك أو ما بعده لأنك تقدمها على ما يحب الله طيب إذا قال قائل المحبة في القلب ولا يستطيع الإنسان أن يملكها ولهذا يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : (اللهم هذا قسمي فيما أملك; فلا تلمني فيما لا أملك ) وكيف يُمكن للإنسان أن يحب الشيء وهو يُبغضه وهل هذا إلا من محاولة جعل الممتنع ممكناً؟ فالجواب أن هذا إيراد ليس بوارد فإن الإنسان يحب ما يكرهه بلا شك وتنقلب محبته كراهة إما لوجود أسباب ظاهرة وإما لإرادة قاهرة يكون عنده عزيمة حتى يحب هذا ويكره هذا أنت صديق لهذا الرجل وتحبه فيوماً من الأيام قال إنك سرقت مني وانتهكت حرمة أهلي ماذا تكون المحبة ؟ تنقلبُ كُرهاً بسبب ظاهر وأحياناً يكون بالعزيمة القوية رجل يصاحب صاحب شر وفاسقا فكان يحبه ولكنه أورد على نفسه كيف أحبُ هذا الرجل وعزم على نفسه حتى كرهه ممكن ولا لا ؟
الطالب : ممكن
الشيخ : يمكن، رجل يعتاد أمرا يحبه كشرب الدخان مثلا يحب هذا ، وشارب الدخان يحبونه أو لا ؟ ها
الطالب : لا ما يحبونه
الشيخ : يحبونه ، لا، يحبونه طيب لكن صار عنده عزيمة قوية فأبغضه وتركه يمكن ؟ يمكن أنا ضربت لكم هذا في الأشياء المحسوسة وسأبينه لكم في الأشياء الخبرية الواردة عن الشرع قال عمر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام : والله يا رسول الله إنك لأحب إلي من
الطالب : من مالي وولدي
الشيخ : مالي وولدي ( أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ) (أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ) شوف استثنى لأنه صريح رضي الله عنه ( فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ومن نفسك، قال : الآن الآن ) شوف ( الآن والله إنك أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي ) تغيرت المحبة ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : ويش الدليل ؟ الآن الآن ولا شك أن عمر صادق ما قال ذلك نفاقا لو أراد أن ينافق كان ما قال بالأول إلا من نفسي، فهو صادق وأقره النبي عليه الصلاة والسلام على أن الحب قد يتغير وينتقل وهذا صحيح أن الحُب يتغير وينتقل ويزداد وينقص ربما أسمعُ عن شخص شيئاً نسب إليه ، وأنا أحبه وهو عندي بمنزلة عالية فأكرهه وهذه طبعا لها سبب وعندما يتبين لي الأمر وأن ما نسب إليه كذب ترجع المحبة الأولى أو أكثر أليس هكذا ؟ طيب إذن فالمحبة يمكن للإنسان أن يسيطر عليها إما بسبب ظاهر أو بعزم قاهر صحيح أنها فيها صعوبة إنك تحب ما تكره لكن بالعزيمة أو بالأسباب مع التروي والتعقل يمكن أن ينقلب البغض حبا ، أو الحب بغضاً ، وهذا أمر واضح طيب الآية الكريمة : (( إن كان آباؤكم )) يعني الأب للصلب ها الأب للصلب أو حتى الجد ؟ حتى الجد وأبناؤُكم مثلها نعم الابن وابنه وإن نزل وإخوانكم للصلب ها شقيق أو لأب أو لأم .
يتفق هذا الخبر مع الواقع لقوله : (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين )) .
السائل : يا شيخ الراجح فيها ... .
الشيخ : والله يحتمل كل معناهم ما ينتاقض لأنهم إذا زاغوا وبقوا على الفسق فحكمة الله تأبى أن يهديهم
فيستفاد من هذه الآية ما أراده المؤلف هذه المحبة في هذه الآية لهؤلاء الأصناف الثمانية من أي القسمين ؟ من محبة العبادة أو غير العبادة ؟
الطالب : غير العبادة
الشيخ : غير العبادة ومع ذلك شف إذا فُضلت على محبة الله صارت سببا للعقوبة يعني إن كان آباؤكم أحب إليكم من الله وبماذا نعرف أن الأب أحب للإنسان من الله ؟ إذا كان يُهمل أوامر الله لأوامر والدِه هذه علامة صحيح ما في القلوب لا نعلمه لكن كل ما في القلب فلَه شاهد في الجوارح يُروى عن الحسن أظن أنه قال : " ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه " لا بد أن يظهر ما في القلب الجوارح والأقوال كالمرآة للقلب نعرف أنك تحب أباك أو ما بعده لأنك تقدمها على ما يحب الله طيب إذا قال قائل المحبة في القلب ولا يستطيع الإنسان أن يملكها ولهذا يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : (اللهم هذا قسمي فيما أملك; فلا تلمني فيما لا أملك ) وكيف يُمكن للإنسان أن يحب الشيء وهو يُبغضه وهل هذا إلا من محاولة جعل الممتنع ممكناً؟ فالجواب أن هذا إيراد ليس بوارد فإن الإنسان يحب ما يكرهه بلا شك وتنقلب محبته كراهة إما لوجود أسباب ظاهرة وإما لإرادة قاهرة يكون عنده عزيمة حتى يحب هذا ويكره هذا أنت صديق لهذا الرجل وتحبه فيوماً من الأيام قال إنك سرقت مني وانتهكت حرمة أهلي ماذا تكون المحبة ؟ تنقلبُ كُرهاً بسبب ظاهر وأحياناً يكون بالعزيمة القوية رجل يصاحب صاحب شر وفاسقا فكان يحبه ولكنه أورد على نفسه كيف أحبُ هذا الرجل وعزم على نفسه حتى كرهه ممكن ولا لا ؟
الطالب : ممكن
الشيخ : يمكن، رجل يعتاد أمرا يحبه كشرب الدخان مثلا يحب هذا ، وشارب الدخان يحبونه أو لا ؟ ها
الطالب : لا ما يحبونه
الشيخ : يحبونه ، لا، يحبونه طيب لكن صار عنده عزيمة قوية فأبغضه وتركه يمكن ؟ يمكن أنا ضربت لكم هذا في الأشياء المحسوسة وسأبينه لكم في الأشياء الخبرية الواردة عن الشرع قال عمر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام : والله يا رسول الله إنك لأحب إلي من
الطالب : من مالي وولدي
الشيخ : مالي وولدي ( أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ) (أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ) شوف استثنى لأنه صريح رضي الله عنه ( فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ومن نفسك، قال : الآن الآن ) شوف ( الآن والله إنك أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي ) تغيرت المحبة ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : ويش الدليل ؟ الآن الآن ولا شك أن عمر صادق ما قال ذلك نفاقا لو أراد أن ينافق كان ما قال بالأول إلا من نفسي، فهو صادق وأقره النبي عليه الصلاة والسلام على أن الحب قد يتغير وينتقل وهذا صحيح أن الحُب يتغير وينتقل ويزداد وينقص ربما أسمعُ عن شخص شيئاً نسب إليه ، وأنا أحبه وهو عندي بمنزلة عالية فأكرهه وهذه طبعا لها سبب وعندما يتبين لي الأمر وأن ما نسب إليه كذب ترجع المحبة الأولى أو أكثر أليس هكذا ؟ طيب إذن فالمحبة يمكن للإنسان أن يسيطر عليها إما بسبب ظاهر أو بعزم قاهر صحيح أنها فيها صعوبة إنك تحب ما تكره لكن بالعزيمة أو بالأسباب مع التروي والتعقل يمكن أن ينقلب البغض حبا ، أو الحب بغضاً ، وهذا أمر واضح طيب الآية الكريمة : (( إن كان آباؤكم )) يعني الأب للصلب ها الأب للصلب أو حتى الجد ؟ حتى الجد وأبناؤُكم مثلها نعم الابن وابنه وإن نزل وإخوانكم للصلب ها شقيق أو لأب أو لأم .
يتفق هذا الخبر مع الواقع لقوله : (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين )) .
السائل : يا شيخ الراجح فيها ... .
الشيخ : والله يحتمل كل معناهم ما ينتاقض لأنهم إذا زاغوا وبقوا على الفسق فحكمة الله تأبى أن يهديهم