شرح قول المصنف : وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ووالى في الله ، وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك . ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ...... حفظ
الشيخ : قال : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال " أي ابن عباس
الطالب : عبد الله
الشيخ : إي عبد الله بن عباس قال يعني ابن عباس فالحديث ليس بمرفوع ولكنه من قوله قال : ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تُنال وَلاية الله بذلك ) هذه من شرطية وفعل الشرط أحب وجوابه جملة ( فإنما تُنال ولاية الله بذلك ) قوله : ( من أحب في الله ) الفاء يحتمل أن تكون للظرفية ويحتمل أن تكون للسببية ،كونها للظرفية من حيث الحرف واضح لأن الأصل في في الظرفية وكونها للسببية لأن في تأتي للسببية أحيانا كما في الحديث الصحيح ( دخلت النار امرأة في هرة ) أي بسببها قال : ( من أحب في الله ) أي من أجله هذا على القول بأن في للسببية، إذا قلنا إنها للظرفية فالمعنى من أحب في ذات الله أي في دينه وشرعِه ومحبته وما أشبه ذلك فيكون معنى من أحب في ذات الله لا لغرض من الدنيا ( وأبغض في الله ) البُغض هو الكراهة يعني أبغض لله أو أبغض في ذات الله بحيث إذا رأى شخصا قائما بمعصية الله كرهه وأبغضه، وفي الأول إذا رأى أحدا قائما بطاعة الله سبحانه وتعالى أحبه .
السائل : ... السببية والظرفية ... ؟
الشيخ : إي فيه فرق السببية معناها أنه يكون الحامل له على المحبة أو البغضاء هو الله سبحانه وتعالى
السائل : والظرفية
الشيخ : الظرفية معناه أن يكون موضع الحب أو موضع الكراهة هو ما يتعلق بذات الله عز وجل فيُبغض من يبغضه الله ويحب من يحبه الله وهما متلازمان لكن الفرق بالمعنى واضح قال : ( ووالى في الله وعادى في الله ) الموالاة هي المحبة والنصرة والتأييد وما أشبه ذلك هذه الموالاة فيُحب وينصر ويؤيد ويكون معهم في صفهم لأنهم قائمون بطاعة الله ويعادي في الله ويش معنى المعاداة ؟ المعاداة ضد الموالاة أن يبتعد عنهم ويكرههم ويحب خذلانهم وذلهم في الله عز وجل مثل يحب المؤمنين ويواليهم ويبغض الكافرين ويعاديهم يقول رحمه الله : ( فإنما تنال ولاية الله بذلك ) هذا جواب الشرط فإنما تُنال، نلتُ الشيء أي أدركته ووصلت إليه يعني يدرك الإنسان وَلاية الله ويصل إليها بهذا الشيء بكونه يجعل محبته ويجعل بغضه وولايته ومعاداته يجعلها كلها لمن ؟ لله وقوله : ( ولاية ) يجوز في الواو وجهان الفتح والكسر وقال بعضهم : إن الوَلاية معناها النصر كما قال تعالى : (( ما لكم من ولايتهم من شيء )) وأن الوِلاية بمعنى التولية الإمرة يعني النيابة عن الشيء فيقال هذا وال على هذا البلد أي نائب على البلد من قبل السلطان فبعضهم يفرق بين الفتح والكسر بالمعنى يقول هذه لها معنى وهذه لها معنى وبعضهم يقول : المعنى واحد بالفتحة أو بالكسرة قال الله تعالى : (( هنالك الولاية لله الحق )) ويش معنى الولاية ؟ يعني تولي الأمور والنصر ، من لم ينصره الله في ذلك الوقت فلا ناصر له (( وما لكم من ولايتهم من شيء )) أي من ... حتى يهاجروا (( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )) .
السائل : أقول الآية ... ولا بس الفتح؟.
الشيخ : (( من وَلايتهم )) ما أدري والله إن كان فيها قراءة بالكسر ما أدري
يقول : نعم ( فإنما تنال ولاية الله بذلك ) الباء هنا للسببية أي بسبب ذلك والمشار إليه الحب في الله والبغض فيه والموالاة فيه والمعاداة فيه ( ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثُرت صلاته وصومُه حتى يكون كذلك ) هذا الخبر كما تعرفون موقوف لكنه في الحقيقة بمعنى المرفوع فإنه بمعنى الحديث الأول، الإنسان لا يجد طعم الإيمان ولذته وحلاوته والأنس به حتى يكون كذلك ولو كثُرت صلاته وصومُه وذلك لأنه إذا كان يوالي أعداء الله فإنه لا يمكن أن يجد طعم الإيمان وكيف يستسيغ عاقل فضلاً عن مؤمن أن يوالي أعداء الله يرى أعداء الله سبحانه وتعالى يُشركون به ويكفرون به ويدعون به النقائص والعيوب ثم يواليهم ويحبهم هذا لو يكون في الروضة كل صلاة ويقوم الليل ويصوم النهار فإنه لا يمكن أن ينال طعم الإيمان لا بد أن يكون قلبك مملوئا من محبة الله والمحبة فيه والموالاة فيه وعلى العكس من ذلك يكون مملوئا ببغض أعداء الله ومعاداتهم وإلا ما يمكن أن يكون هكذا يقول الشاعر بل ابن القيم :
" أتحب أعداء الحبيب وتدعي *** حبا له ما ذاك في إمكان "
وهذا صحيح لو أن صبيا زاعل صبيا آخر تعرفون المزاعلة المزاعلة الهجر تجد كل واحد منهم يقول للصبيان الآخرين أنت معي ولا معه؟ إذا كان مع واحد منهم يلزم منه يعادي الثاني ولذلك لو يقول: أنا معكم ويشوفه ... الثاني اللي مزاعل هو وإياه يزعل قال أنت الآن خنتني كيف تكلمه وأنت تقول أني معك، أقول هذا في الفطر معروف في الفطر إنه ما يمكن أحد يحب أعداء الحبيب أبدا ثم يدعي أنه يحبه قال الإمام أحمد : " إني رأيت النصراني أُغمض عيني عنه " رحمه الله يغمض " كراهة أن أرى بعيني عدو الله " هذا الذي وجد طعم الإيمان أما اللي والعياذ بالله يرى أنهم في الحقيقة الأمر خطير يرى أنهم على دين مرضي والعياذ بالله فهذا من اعتقد هذه العقيدة فهو خارج عن الإسلام اللي يرى أن النصارى أو اليهود على دين مرضي ومقبول عند الله فهو خارج عن الإسلام مكذب لله عز وجل (( ورضيت لكم الإسلام ديناً )) (( إن الدين عند الله الإسلام )) (( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه )) والمسألة يا إخواننا بمناسبة كثرة النصارى عندنا وغير النصارى أيضاً من الوثنيين المسألة صار فيها خطر عظيم وأصبح كثير من الناس الآن لا يفرق بين مسلم وبين كافر .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا ... المهم إننا خلونا على المرتبة اللي ما يكفهر منه والعياذ بالله ولا يبالي ولا كأنه عدو لله عز وجل بل وهو عدو له (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ )) هم أعداء لنا وإن تظاهروا بالصداقة مهما كان الأمر قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) أقول بهذه المناسبة الآن أصبحنا في مِحنة في الواقع لأنه يخشى على بني جِنسنا وبني قومنا الذين يدعون أنهم منا يُخشى عليهم أن يركنوا إلى هؤلاء وأن يودوهم وأن يحبوهم نعم حتى إن الشيطان لعب بهم وقال : إن غير المسلمين أتقن في الشغل وأخلص وأقوم وما أشبه ذلك وهذا كله من وساوس الشيطان والشيطان يزين للإنسان الفحشاء كما يزين له الفجور والزنا وشرب الخمر يزين له المسألة هذه بل هذه تكون أخطر على القلب من مسألة الزنا وشُرب الخمر وما أشبه ذلك فالمسألة هذه عظيمة جدا ونسأل الله تعالى أن يخلص هذه البلاد منهم وهذه البلاد بالذات يقول فيها الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ) ويقول : ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) ويقول : ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) كل هذا لئلا يشتبه الأمر على الناس إي نعم
طيب إذن يعني إلى حد بعض الناس يعني بعض الجهال إذا قلت مثلا هذا نصراني مهو مسيحي يقول عجيب يعني يظن أن المسيحي غير النصراني لأنه ينتسب إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيظن أن دينه حق وصحيح ولهذا يستغرب لهذا الأمر .
السائل : شيخ الحديث وعن ابن عباس ... .
الشيخ : قال قال ما قال قال رسول الله نعم .
السائل : عن ابن عباس من أحب في الله.
الشيخ : كيف ؟
السائل : الموالاة ... اعتقادي وعملي .
الشيخ : ويش معنى اعتقادي وعملي ؟
السائل : يعني الموالاة كفر ... .
الشيخ : ما فهمت ويش معنى الموالاة الاعتقادية الموالاة الاعتقادية اللي يحب انتصارهم مثلاً انتصارهم على المسلمين وما أشبه ذلك وإن لم يناصرهم تقصد هذا ؟