شرح قول المصنف وقوله : وقد صارت عامة مؤخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا) حفظ
الشيخ : يقول : وقد صارت . ( حتى يكون كذلك ) .
الطالب : فيه بعض المسلمين الي هم غالب الناس عندهم ... .
الشيخ : ( مؤخاة الناس على أمر الدنيا ) ما هي عندكم أنا أحفظها ( وقد صارت عامة مؤخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا ) رواه ابن جرير . صارت عامة يعني أكثر مؤاخاة الناس يعني موادتهم ومصاحبتهم على أمر الدنيا هذا يقوله من ؟ ابن عباس وأظنه ليس بعيد العهد أو بعيد العهد ؟
الطالب : بعيد
الشيخ : بعيد العهد إذا كان الناس قد تغيروا في زمنه فما بالك بأزماننا اليوم؟ الآن صارت مؤاخاة الناس إلا النادر على أمر الدنيا بل صار أعظم من ذلك يبيعون دينهم بدنياهم والعياذ بالله ، كما تشاهدون الرشاوي وغيرها هذه معناه أن الإنسان باع أمانته ودينه من أجل هذه الرشوة ولهذا قال الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) ولما كان غالب ما يحمل على الخيانة هو المال وحب الدنيا أعقبها بقوله : (( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ))
يستفاد من أثر ابن عباس رضي الله عنهما يستفاد منه ثبوت الولاية لقولِه : (فإنما تنال ولاية الله) ولا ريب أن لله تعالى أولياء وهو ثابت بنص القرآن (( الله ولي الذين آمنوا )) (( ومن يتول الله ورسولَه والذين آمنوا )) وقال تعالى : (( إنما وليكم الله ورسولُه والمؤمنون )) وقال تعالى : (( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا )) وقال : (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )) فلله أولياء يكون هو ولياً لهم وهم يكونون أولياء لله فهم يتولون أمره ويقيمون دينَه وهو يتولاهم بالمعونة والتسديد والكلاءة والحفظ والتوفيق ولكن الشأن كل الشأن في صدق هذه الوِلاية لأن "كلاً يدعي وصلاً لليلى" وكل يقول أنا ولي ولكن هنا ميزان قسط مستقيم وهو قوله تعالى : (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) فكما قال شيخ الإسلام رحمه الله : " من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا " فهؤلاء الذين يدعون الولاية في جهات العالم الإسلامي نقول الحمد لله هذه دعوى لها ميزان ولها بينة إن شهدت بها فهي حق وإلا فهي باطل ننظُر إلى حال الرجل هو مؤمن هو تقي هو دجال كاذب فاجر ماذا نقول ؟ إذا كان من الصنف الأول مؤمِن تقي فهو ولي لكن اعلم أن الولي ما يمكن أن يذهب إلى الناس يقول أنا من أولياء الله ويزكي نفسه ، هو بهذا تسقط ولايته لأنه لم يتق الله فإن الله يقول : (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) فإذا زكى نفسه عصى الله وبمعصيته لله تزول التقوى فتزول الوِلاية لكن الولي لله هو المؤمن التقي الخفي الغني الذي لا يبالي بالناس التفتوا إليه أم لم يلتفوا إليه هذا هو الولي ، الله تعالى له أولياء وهم الذين اتصفوا بالإيمان والتقوى " من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا " .
الله صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ما معنى قوله : ( من أحب في الله )؟ حسين ويش معنى قوله : ( من أحب في الله ) ما معنى قوله يا حمد : ( ووالى في الله ) ؟
الطالب : الموالاة هي النصرة والتأييد والمحبة.
الشيخ : والإعانة
الطالب : والإعانة
الشيخ : طيب ومعنى في الله ؟
الطالب : أي ...
الشيخ : فتكون في للسببية كالأول أو في ذات الله
الطالب : تكون ظرفية
الشيخ : تكون للظرفية طيب قوله : ( ولاية الله بذلك ) هذه أظننا ما شرحناها طيب كم أقسام الولاية يا خلف ؟
الطالب : أقسام الولاية
الشيخ : نعم
(فإنما تنال ولاية الله بذلك) الولاية لها وجهان: ولاية من الله للعبد وولاية من العبد لله لها وجهان ولاية من الله للعبد وولاية من العبد لله قال الله تعالى : (( الله ولي الذين آمنوا والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت )) هذه وِلاية من الله للعبد وقال : (( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا )) هذه ولاية منين ؟ من العبد لله ولهذا (( ومن يتول اللهَ )) بالفتح على أنه مفعول به الولاية التي من الله للعبد تنقسم إلى قسمين عامة وخاصة فالولاية العامة هي الولاية على العباد بالتدبير والتصريف وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى عباده بالتصريف والتدبير والسلطان وغير ذلك قال الله تعالى : (( ثم رُدوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرعُ الحاسبين )) هذه من أي الولايتين ؟ من الولاية العامة لأنه للكفار فيكون هذا من الولاية العامة
القسم الثاني : الولاية الخاصة وهو أن يتولى اللهُ العبدَ بعنايته وتوفيقه وهدايته .