تتم الكلام على الولاية الخاصة. حفظ
الشيخ : وقوله : (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ))وقال تعالى : (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ))
أما الوجه الثاني من وجه حديث الولاية فهي ولاية العبد لله وهذه لا تنقسم وإنما هي قسم واحد وهي خاصة بمن ؟ بالمؤمنين الذين هم حزب الله (( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم المفلحون )) تكون هذه خاصة بالمؤمنين الذين يتولون الله ورسوله فيقومون بطاعة الله إخلاصا له واتباعا لرسوله صلى الله عليه وسلم كلام ابن مسعود هنا إذا صح الأثر عنه فإنما تُنال ولاية الله
الطالب : ابن عباس
الشيخ : ابن عباس نعم ابن عباس ( فإنما تُنال وَلاية الله ) ويش مراده أي الولايتين ؟ الخاصة الولاية الخاصة
فالخلاصة الآن أن الولاية لها وجهان من الله إلى العبد ، ومن العبد لله فالأولى تنقسم إلى قسمين ولاية عامة وولايةٌ خاصة الثانية لا تنقسم إنما هي قسم واحد فقط واعلم أن الولاية لا تُنال بالدعوى بل من ادعى الولاية فهو أبعد من الولاية لأن من ادعى الوِلاية فقد زكى نفسه ووقع فيما حرم الله عليه لأن الله يقول : (( فلا تُزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) فمن قال للناس إنه ولي فهو من أبعد الناس عن الولاية ولا يكاد يقع هذا إلا من محرف ومن مغرر بالناس يخدعهم وربما تعينه الشياطين على بعض ما يريد ليصدوا بذلك عن سبيل الله ، نعم ، لكن من ظن في نفسه الولاية ولم يدعها فهل هذا يقدح بولايته ؟
الطالب : لا
الشيخ : هو على كل حال إن أدى ذلك إلى العُجب بنفسه والإدلال على الله تعالى بعملِه فلا شك أن هذا قادح ، أما من استبشر بها اعتقدها في قَلبه مستبشرا بها معترفا بأنها من فضل الله عليه ولكنه يريد أن يُدخل السرور على نفسه والفأل فهذا نعم لا يقدح في إخلاصه ولا في دينه والمسألة هذه كغيرها من أعمال القلوب يعني من أخطر ما يكون أعمال القلوب أعمال القلوب أخطر من الخاطر ، المذياع إذا أردت أن تغيره من موجة إلى أخرى أو من محطة إلى محطة يحتاج إلى عمل لكن خواطر القلوب لا تحتاج مو بلحظة بأدنى أدنى شيء من اللحظة ينصرف الخاطر من الأسفل إلى الأعلى ومن الأعلى إلى الأسفل وربما تتوارد الخواطر وتتزاحم فيكون في القلب خواطر متعددة والمهم أن مدعي الولاية بلفظه يدعيها أمام الناس نقول هذا أبعد من يكون عن الولاية لأنه ليس عنده من تقوى الله ما منعه عما نهى الله عنه في قوله : (( فلا تزكوا أنفسكم )) والولاية ما تكون إلا لمؤمن تقي
بدون أن يحدث به الناس فقلت لكم إن له حالين أن تحمله له على العجب والإدلال على الله بعمله والمنة على الله به فهذا يخدِش في إيمانه ودينه ويضُره الثاني أن يستبشر بها ويرى أنها من نعمة الله عليه ويرى لها آثاراً نعم فيَحمد الله على ذلك ويزداد فرحا وفألاً فهذا لا بأس به وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل .