.شرح قول المصنف : وقوله : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله ، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله )) [ سورة العنكبوت : 10 ][ في نسخة القارئ : ذكر الآية كاملة ] . حفظ
الشيخ : وقوله : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله ، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله )) قوله : (( ومن الناس )) هذه جار ومجرور خبر مقدم ((من يقول)) مَن مبتدأ مُؤخر ومِن في قوله : (( ومِن الناس )) للتبعيض ، ومَن المراد بهؤلاء ؟ المراد بهم من لا يصل الإيمان إلى قرارة قلبه يقول آمنا بالله لكنه إيمان متطرف كما في قوله تعالى : (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ )) على طرف (( فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ )) إيش؟ (( اطْمَأَنَّ بِهِ بِوَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ )) الآية مثل هذه الآية هذا يقول آمنا بالله يقوله بلسانه لكن الإيمان لم يَصِل إلى قرارة قلبه فهو على شفا فيقول : آمنا بالله فيمتحنه الله عز وجل بما يُقدر عليه من تَسلط أعداء الله عليه يمتحنه فيُسلط عليه من يؤذيه في الله فإذا أوذي في الله جَعل فتنة الناس كعذابِ الله
وقوله : (( فإذا أوذي في الله )) في هنا للسببية أي بسبب الله أي بسبب الإيمان به وإقامة دينه إذا أوذي فيه جعل ويجوز أن تكون في للظرفية على تقدير فإذا أوذي في شرع الله أي إيذاءً في هذا الشرع الذي تمسك به فإذا أوذي في الله جعلَ محلها من الإعراب الجزم جواب إذا،
الطالب : ...
الشيخ : لا لأن إذا غير جازمة إذا أوذي في الله جعل بمعنى صيّر فتنة الناس أي فتنة الناس له وذلك والمراد بالفتنة هنا الإيذاء وسماه الله تعالى فتنة لأن الإنسان قد يفتتن بهذا الإيذاء فيَصد عن سبيل الله كما قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )) بماذا يفتنونهم ؟ بالإيذاء حتى يصدوهم عن دين الله فهنا فتنة الناس أي إيذاءَهم الذي به افتتانهم وإضافة الفتنة هنا إلى الناس من باب إضافة المصدر إلى فاعله طيب (( جعل فتنة الناس كعذاب الله )) ومعلوم أن الإنسان يَفر من عذاب الله بموافقة أمر الله أليس كذلك ؟ ها الإنسان يفر من عذاب الله بماذا ؟ بموافقة أمر الله حتى لا يقع في العذاب فهذا يجعل هذا الإيذاء كعذاب الله فيفر من إيذائهم بموافقة أهوائهم وأمرهم جَعلا لهذه الفتنة مثل العذاب فحينئذٍ يكون قد خاف هؤلاء كخوفِه من الله لأنه جعل إيذاءهم إيش ؟ كعذاب الله ففر منه بموافقته وحينئذٍ يكون مطابقة الآية للترجمة ظاهرة جداً حيث جعل هذا الرجل الذي أوذي في الله جعل هذا الإيذاء بمنزلة عذاب الله فخافهم كما يخاف من الله عز وجل فوافقهم كما يوافق أمرَ الله بالخوف منه (( جعل فتنة الناس كعذابِ الله )) واضح الآية أو لا ؟ أو ما هو بواضح؟
الطالب : واضح
الشيخ : طيب إذن الآية مطابقة للترجمة تماما المطابقة أنه خاف الناس كخوفه من الله فوافق أمرهم مخالفاً لأمر الله عز وجل وفي هذه الآية من الحكمة العظيمة وهو ابتلاء الله عز وجل العبد ابتلاؤُه سبحانه وتعالى نعم لما تقتضيه حكمته وابتلاء الله العبد من أجل أن يمحص إيمانَه يكون على قسمين : تارة بما يقدره هو نفسه تبارك وتعالى على العبد وتارة بما يقدره على أيدي الخلق الآية التي معنا من أي النوعين ؟ من النوع الثاني وهو ما يقدره الله تعالى على أيدي الخلق من إيذاء هذا المؤمن اختباراً وامتحاناً أما ما يقدره الله على العبد ففي قوله تعالى : (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ )) (( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )) لكن بعض الناس ما يصبر على هذا إذا أصابته المصائب والعياذ بالله كفر وارتد أحياناً يرتد ارتدادا كاملا وأحيانا يكفر بما خالف فيه أمر الله عز وجل بموقفه تجاه تلك المصيبة وهذه مسألة ينبغي للإنسان أن يتَفطن لها وهي امتحانه إياه عندما يؤمن بتسليط أحد من أعداء الله عليه أو بأن يفُوته ما يحب من أمر الدنيا أو يحصل له ما يكره من أمر الدنيا ، كثير من الناس يصاب مثلاً بأحد من أهله فتجده يقول في نفسه والعياذ بالله حرج بما قضى الله عليه وينقص إيمانه بذلك نقصاً عظيما وهذا من الامتحان الذي يمتحن الله به العبد فأنت يا أخي تفطن لهذا الشيء واجعل نفسك على حذر لأن الله حكيم جل وعلا يمتحن العباد بما يتبين به تحقق الإيمان (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ))
قال المؤلف : " الآية " ويش معنى الآية ؟ أكمل الآية نعم نكملها (( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )) طيب كعذابِ الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولُن إنا كنا معكم يدّعون هذا بما إيش ؟ يدعون ذلك بما يحصل معهم من الإيمان الذي كان فيه فإذا جاء نصر من الله وانتصر المسلمون قالوا نحن معكم فنريد أن يصيبنا ما أصابكم من غنيمة وغيرها (( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )) هنا الواو حرف عطف عاطفة على محذوف على رأي أو على ما سبقها على تقدير أن الهمزة بعدها على رأي آخر وقوله : (( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ )) لماذا قال لم يقل بأعلمِ لأن الباء حرف جر ؟
الطالب : ممنوع من الصرف .
الشيخ : والمانع من الصرف الوصفية ووزن الفعل (( بأعلَم بما في صدور العالمين )) أعلم بما في صدور العالمين من العالمين أنفسهم ولا من غيرهم ؟ الجميع
الطالب : نعم الجميع
الشيخ : نعم الجميع فالله تعالى أعلم بما في نفسك منك وأعلم بما في نفس غيرك منك لأن الآية عامة (( بأعلم بما في صدور العالمين )) والمراد ما في قلوبهم لأن القلب في الصدر فهو سبحانه وتعالى أعلم وكلمة أعلم هنا اسم تفضيل، بعض المفسرين رحمهم الله ولاسيما المتأخرين منهم إذا جاؤوا على مثل هذا قالوا أعلم بمعنى عالم فراراً من أن يقع التفضيل بين الخالق والمخلوق وهذا التفسير الذي ذهبوا إليه كما أنه خلاف اللفظ ففيه فساد المعنى لأنك إذا قلت أعلم بمعنى عالم فإن كلمة عالم تكون للإنسان وتكون لله ولا تدل على التفاضل فالله عالم والإنسان عالم ولا تدل على التفاضل ففيها إفساد المعنى أما تحريف اللفظ فظاهر حيث حرفوا اسم التفضيل الدال على ثبوت المعنى وزيادة إلى اسم فاعل لا يدل على ذلك والصواب أن أعلم أنها على بابها وأنها اسم تفضيل وإذا كانت اسم تفضيل فهي دالة دلالة واضحة على عدم تماثل علم الخالق وعلم المخلوق وقوله تعالى : (( بما في صدور العالمين )) من المراد بالعالمون أو بالعالمين ؟
الطالب : كل من سوى الله
الشيخ : كل من سوى الله كل من سوى الله فهو عالَم قالوا : لأنهم علم على خالقهم لأنهم علم على خالقهم وهو كذلك فإن جميع المخلوقات آية من آيات الله عز وجل تدل على كماله وقدرتِه وما تقتضيه ربوبيتُه .
السائل : قوله : (( في صدور )) ... من كان له صدر.
الشيخ : ...
السائل : ما يحمل مثلاً الكواكب ، الكواكب عالَم
الشيخ : إي
السائل : ما تشملها هذه الآية
الشيخ : يعين قصدك تفسير العالمين أي نعم صحيح العالمين إذن كل من يكون في صدره إرادة .
السائل : والملائكة تخرج أيضاً
الشيخ : نعم
السائل : خروج الملائكة من الآية لأنا لا نعرف هل لهم صدر أو ..
الشيخ : لا لا نعرف أن لهم أجساماً وهم من العالمين ولهم إرادة فالله تعالى يعلم كلما في صدور العالمين يعني مما يمكن أن يكون في قلبِه علم أو عنده عِلم فالله تعالى أعلم به وهنا فيه التحذير من أن يكون الإنسان على طرف فيقول بلسانه ما ليس في قلبه فنقول له احذر فإن الله تعالى أعلم بما في قلبك ولهذا انظر إلى ثمر الإيمان كعب بن مالك لما جلس للرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم من تبوك وقد تخلف كعب بدون عذر قال : ( إني أوتيت جدلاً ولو أني جلست عند غيرك من ملوك الدنيا لخرجت منه بعذر نعم لكن ما يمكن أن أقول شيئا تعذرني فيه الآن فيفضحني الله فيه ) شوف الإيمان ولا كان يقدر كعب بن مالك أنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم كذا وكذا من الأعذار مثل ما فعل المنافقون لكن هو يعلم أن الله يعلم ما في قلبه وما في صدره ولإيمانه بهذا أخبر بالصدق قال ما عندي عذر إطلاقاً وإني ما كنت أحسن من هذه الغزوة عندي راحلتين ، طيب ، إذاً الشاهد من هذه الآية (( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )) .
قال : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً .
السائل : الخوف هذا الي في الآية يا شيخ هذا خوف إيش هذا ما يحمل على الخوف الطبيعي الي يكون بسبب؟
الشيخ : إلا هذا من الخوف الطبيعي الذي بسبب إلا إذا كان والظاهر أنه من هذا النوع أنه من الخوف الطبيعي الذي لسبب .
السائل : ... .
الشيخ : لأن الخوف عام نحن قلنا هذا الباب يشمل كل الأقسام .
وقوله : (( فإذا أوذي في الله )) في هنا للسببية أي بسبب الله أي بسبب الإيمان به وإقامة دينه إذا أوذي فيه جعل ويجوز أن تكون في للظرفية على تقدير فإذا أوذي في شرع الله أي إيذاءً في هذا الشرع الذي تمسك به فإذا أوذي في الله جعلَ محلها من الإعراب الجزم جواب إذا،
الطالب : ...
الشيخ : لا لأن إذا غير جازمة إذا أوذي في الله جعل بمعنى صيّر فتنة الناس أي فتنة الناس له وذلك والمراد بالفتنة هنا الإيذاء وسماه الله تعالى فتنة لأن الإنسان قد يفتتن بهذا الإيذاء فيَصد عن سبيل الله كما قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )) بماذا يفتنونهم ؟ بالإيذاء حتى يصدوهم عن دين الله فهنا فتنة الناس أي إيذاءَهم الذي به افتتانهم وإضافة الفتنة هنا إلى الناس من باب إضافة المصدر إلى فاعله طيب (( جعل فتنة الناس كعذاب الله )) ومعلوم أن الإنسان يَفر من عذاب الله بموافقة أمر الله أليس كذلك ؟ ها الإنسان يفر من عذاب الله بماذا ؟ بموافقة أمر الله حتى لا يقع في العذاب فهذا يجعل هذا الإيذاء كعذاب الله فيفر من إيذائهم بموافقة أهوائهم وأمرهم جَعلا لهذه الفتنة مثل العذاب فحينئذٍ يكون قد خاف هؤلاء كخوفِه من الله لأنه جعل إيذاءهم إيش ؟ كعذاب الله ففر منه بموافقته وحينئذٍ يكون مطابقة الآية للترجمة ظاهرة جداً حيث جعل هذا الرجل الذي أوذي في الله جعل هذا الإيذاء بمنزلة عذاب الله فخافهم كما يخاف من الله عز وجل فوافقهم كما يوافق أمرَ الله بالخوف منه (( جعل فتنة الناس كعذابِ الله )) واضح الآية أو لا ؟ أو ما هو بواضح؟
الطالب : واضح
الشيخ : طيب إذن الآية مطابقة للترجمة تماما المطابقة أنه خاف الناس كخوفه من الله فوافق أمرهم مخالفاً لأمر الله عز وجل وفي هذه الآية من الحكمة العظيمة وهو ابتلاء الله عز وجل العبد ابتلاؤُه سبحانه وتعالى نعم لما تقتضيه حكمته وابتلاء الله العبد من أجل أن يمحص إيمانَه يكون على قسمين : تارة بما يقدره هو نفسه تبارك وتعالى على العبد وتارة بما يقدره على أيدي الخلق الآية التي معنا من أي النوعين ؟ من النوع الثاني وهو ما يقدره الله تعالى على أيدي الخلق من إيذاء هذا المؤمن اختباراً وامتحاناً أما ما يقدره الله على العبد ففي قوله تعالى : (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ )) (( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )) لكن بعض الناس ما يصبر على هذا إذا أصابته المصائب والعياذ بالله كفر وارتد أحياناً يرتد ارتدادا كاملا وأحيانا يكفر بما خالف فيه أمر الله عز وجل بموقفه تجاه تلك المصيبة وهذه مسألة ينبغي للإنسان أن يتَفطن لها وهي امتحانه إياه عندما يؤمن بتسليط أحد من أعداء الله عليه أو بأن يفُوته ما يحب من أمر الدنيا أو يحصل له ما يكره من أمر الدنيا ، كثير من الناس يصاب مثلاً بأحد من أهله فتجده يقول في نفسه والعياذ بالله حرج بما قضى الله عليه وينقص إيمانه بذلك نقصاً عظيما وهذا من الامتحان الذي يمتحن الله به العبد فأنت يا أخي تفطن لهذا الشيء واجعل نفسك على حذر لأن الله حكيم جل وعلا يمتحن العباد بما يتبين به تحقق الإيمان (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ))
قال المؤلف : " الآية " ويش معنى الآية ؟ أكمل الآية نعم نكملها (( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )) طيب كعذابِ الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولُن إنا كنا معكم يدّعون هذا بما إيش ؟ يدعون ذلك بما يحصل معهم من الإيمان الذي كان فيه فإذا جاء نصر من الله وانتصر المسلمون قالوا نحن معكم فنريد أن يصيبنا ما أصابكم من غنيمة وغيرها (( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )) هنا الواو حرف عطف عاطفة على محذوف على رأي أو على ما سبقها على تقدير أن الهمزة بعدها على رأي آخر وقوله : (( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ )) لماذا قال لم يقل بأعلمِ لأن الباء حرف جر ؟
الطالب : ممنوع من الصرف .
الشيخ : والمانع من الصرف الوصفية ووزن الفعل (( بأعلَم بما في صدور العالمين )) أعلم بما في صدور العالمين من العالمين أنفسهم ولا من غيرهم ؟ الجميع
الطالب : نعم الجميع
الشيخ : نعم الجميع فالله تعالى أعلم بما في نفسك منك وأعلم بما في نفس غيرك منك لأن الآية عامة (( بأعلم بما في صدور العالمين )) والمراد ما في قلوبهم لأن القلب في الصدر فهو سبحانه وتعالى أعلم وكلمة أعلم هنا اسم تفضيل، بعض المفسرين رحمهم الله ولاسيما المتأخرين منهم إذا جاؤوا على مثل هذا قالوا أعلم بمعنى عالم فراراً من أن يقع التفضيل بين الخالق والمخلوق وهذا التفسير الذي ذهبوا إليه كما أنه خلاف اللفظ ففيه فساد المعنى لأنك إذا قلت أعلم بمعنى عالم فإن كلمة عالم تكون للإنسان وتكون لله ولا تدل على التفاضل فالله عالم والإنسان عالم ولا تدل على التفاضل ففيها إفساد المعنى أما تحريف اللفظ فظاهر حيث حرفوا اسم التفضيل الدال على ثبوت المعنى وزيادة إلى اسم فاعل لا يدل على ذلك والصواب أن أعلم أنها على بابها وأنها اسم تفضيل وإذا كانت اسم تفضيل فهي دالة دلالة واضحة على عدم تماثل علم الخالق وعلم المخلوق وقوله تعالى : (( بما في صدور العالمين )) من المراد بالعالمون أو بالعالمين ؟
الطالب : كل من سوى الله
الشيخ : كل من سوى الله كل من سوى الله فهو عالَم قالوا : لأنهم علم على خالقهم لأنهم علم على خالقهم وهو كذلك فإن جميع المخلوقات آية من آيات الله عز وجل تدل على كماله وقدرتِه وما تقتضيه ربوبيتُه .
السائل : قوله : (( في صدور )) ... من كان له صدر.
الشيخ : ...
السائل : ما يحمل مثلاً الكواكب ، الكواكب عالَم
الشيخ : إي
السائل : ما تشملها هذه الآية
الشيخ : يعين قصدك تفسير العالمين أي نعم صحيح العالمين إذن كل من يكون في صدره إرادة .
السائل : والملائكة تخرج أيضاً
الشيخ : نعم
السائل : خروج الملائكة من الآية لأنا لا نعرف هل لهم صدر أو ..
الشيخ : لا لا نعرف أن لهم أجساماً وهم من العالمين ولهم إرادة فالله تعالى يعلم كلما في صدور العالمين يعني مما يمكن أن يكون في قلبِه علم أو عنده عِلم فالله تعالى أعلم به وهنا فيه التحذير من أن يكون الإنسان على طرف فيقول بلسانه ما ليس في قلبه فنقول له احذر فإن الله تعالى أعلم بما في قلبك ولهذا انظر إلى ثمر الإيمان كعب بن مالك لما جلس للرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم من تبوك وقد تخلف كعب بدون عذر قال : ( إني أوتيت جدلاً ولو أني جلست عند غيرك من ملوك الدنيا لخرجت منه بعذر نعم لكن ما يمكن أن أقول شيئا تعذرني فيه الآن فيفضحني الله فيه ) شوف الإيمان ولا كان يقدر كعب بن مالك أنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم كذا وكذا من الأعذار مثل ما فعل المنافقون لكن هو يعلم أن الله يعلم ما في قلبه وما في صدره ولإيمانه بهذا أخبر بالصدق قال ما عندي عذر إطلاقاً وإني ما كنت أحسن من هذه الغزوة عندي راحلتين ، طيب ، إذاً الشاهد من هذه الآية (( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )) .
قال : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً .
السائل : الخوف هذا الي في الآية يا شيخ هذا خوف إيش هذا ما يحمل على الخوف الطبيعي الي يكون بسبب؟
الشيخ : إلا هذا من الخوف الطبيعي الذي بسبب إلا إذا كان والظاهر أنه من هذا النوع أنه من الخوف الطبيعي الذي لسبب .
السائل : ... .
الشيخ : لأن الخوف عام نحن قلنا هذا الباب يشمل كل الأقسام .