.شرح قول المصنف : وقوله : (( إن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ) . حفظ
الشيخ : قد يصدق الإنسان ولا معه إيمان يعني الإيمان لا بد من طمأنينة وإقرار ولهذا أخذ من الأمن اللي هو ضد الخوف التصديق هذا أبو طالب يصدق الرسول لكن ... ولا اطمأن إليه ولا تابعه ثم علل فقال : ( إن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ) إن رزق الله هذا تعليل لقوله : أن تحمدهم وأن تذمهم رزقُ الله يعني عطاؤه لا يجره حرص حريص ولكن حرص الحريص يكون من سببه بلا شك لكنه ليس مستقلا به وإلا فلا ريب أن الإنسان إذا حرص على الرزق وفعل الأسباب فإنه يكون فعل الأسباب التي توجب الرزق لكن ليس معنى ذلك أن هذا السبب يكون مستقلاً وفاعلاً وموجباً وإنما الذي يرزق الله عز وجل وكم من إنسان حريص على أن يُرزق ويفعل كل الأسباب التي بها الرزق ولكن لا يُقدر الله الرزق وكم من إنسان يفعل أسباباً قليلة جداً فيرزقه الله تعالى رزقا كثيرا وكم من إنسان يأتيه الرزق بدون سعي منه كما لو وجد ركازا في الأرض أو مات له قريب غني أو ما أشبه ذلك المهم أن قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ) لا تظن أن هذا يمنع فعل الأسباب ولكنه يشير إلى أن الأسباب ليست موجبة وإنما الذي يقدر الشيء مَن ؟ الله وكم من إنسان فعل السبب ولم ينجح وكم من إنسان فعل سببا خفيفا ورُزق رزقا كثيراً ( إن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ) وكم من إنسان حسده من يحسده من الناس ولكن الله تعالى يعطيه الرزق كم من إنسان مثلاً يذهب إلى شخص ويقول تبي تشتري من فلان أنا عندي لك أحسن منه وأرخص ولكن الله تعالى يجلب الرزق للأول نعم والله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الأمور .