.شرح قول المصنف : وقوله : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن أتبعك من المؤمنين )) [ سورة الأنفال : 64 ] وقوله : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) حفظ
الشيخ : ثم قال وقوله: (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )) يا أبها النبي المراد به الرسول عليه الصلاة والسلام والله تعالى يخاطب عبده الرسول عليه الصلاة والسلام بالوصفين جميعاً : بوصف النبوة وبوصف الرسالة فحين يأمره بأن يُبلغ يناديه بوصف الرسالة (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليه من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )) وفي مثل هذه الأحوال في الأحكام التي تكون له خاصة يناديه في الغالب بماذا ؟ بالنبوة يناديه بالنبوة (( يا أيها النبي لم تحرم )) (( يا أيها النبي إذا طلقت )) (( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى )) وما أشبه ذلك لكن لما جاء الأمر بالرسالة قال : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك )) وقوله : (( يا أيها النبي )) مر علينا أن اشتقاق النبي هنا فعيل بمعنى فاعل ومفعل بمعنى فعيل ومفعل بمعنى فعيل بمعنى
الطالب : فاعل ولا فعيل ؟
الشيخ : فاعل ومُفعِل بمعنى فعيل مُفعل بمعنى فعيل بمعنى ، هي فعيل بمعنى فاعل ومُفعل أنا لخبطت فيها فعيل بمعنى مُفعَل وبمعنى مُفعِل ففعيل بمعنى مُفعَل أي مُنَبَّأ وبمعنى مفعِل أي مُنْبِئ والرسول عليه الصلاة والسلام مُنَبّأ مُنبِئ ولا لا ؟ مُنبَّأ من قبل من ؟
الطالب : الله
الشيخ : من قِبل الله مُنبِئ لعباد الله مُبلِغ لهم الرسالة
وقوله : (( حسبك الله )) أي كافيك الحسب بمعنى الكافي ومنه أعطني درهما فحسب أي فهو الكفاية فالحسبُ بمعنى الكافي وقوله : (( حسبُك الله )) ما إعرابها ؟ حسب خبر مُقدم نعم والله مبتدأ مُؤخر ويجوز العكس يعني يكون المعنى ما حسبُك إلا الله وعلى هذا فتكون حسب مبتدأ والله خبر أما على الأول فالمعنى ما الله إلا حسبُك إذا قلنا الله حسبك الله وحده حسبك طيب وقولُه : (( ومن اتبعك من المؤمنين )) ومَن اتبعك من هذه اسم موصول وهي مبنية على السكون ولا تظهر عليها الحركة فهل هي معطوفة على الكاف ؟ لقوله : (( حسبك الله )) أو معطوفة على اسم الجلالة الله؟ نعم
الطالب : على الكاف
الشيخ :إي نعم فيها رأيان لأهل العلم فقال بعضهم : حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين فجعلوا مَن معطوفة على الله قالوا لأنه أقرب نعم ولأنه لو كان معطوفاً على الكاف في حسبُك لوجب إعادة الجار أو لا؟ ابن مالك يقول :
" وعود خافض لدى عطف على *** ضمير خفض لازما قد جعل "
لكن ... وليس عندي لازما وهو الصحيح نعم
طيب قوله ثم قالوا : إن هذا كقوله تعالى : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) فقالوا إن الله أيد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين فيكونون حَسباً له كما كان الله تعالى حسبا له لكن هذا القول ضعيف ولا يصح والجواب عما استدلوا به :
أولا : قولهم : إن العطف على ... مذكور ليس بصحيح فقد يكون العطف على شيء سابق كما في نظائره وهي كثيرة حتى إن النحويين قالوا لو تعددت المعطوفات يكون العطف على أي شيء ؟ على الأول
وثانيا : إنه لو عُطف على الكاف لوجب إعادة الجار قُلنا : هذا ليس بلازم لأنه كما قال ابن مالك :
" إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتاً " وشواهده تقدمت لنا في النحو وأما استدلالهم بقوله : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ))التأييد بهم غير كونهم حسبه لأن معنى كونهم حسبه أنه يعتمد عليهم لكن معنى كونهم يؤيدونه أنهم ينصرونه مع استقلاله بنفسه فبينهما فرق ولا لا ؟ فالحَسب هو الكافي يعني يكفيك حتى عن نفسِك لكن التأييد بالغير معناه أنه المؤيد له هاه له استقلال لكن هذا مؤيد مساعد ويدل على هذا أن الله سبحانه وتعالى حينما يذكر الحسب يخلِصه لله مثل قوله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ )) وقال تعالى : (( قُل حَسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) فكما أن التوكل على الله لأنه الحسب فغيرُه لا يمكن أن يكون حسبا إذ لو كان حسباً لكان التوكل عليه جائزا ولكن الحسب هو الله وهو الذي عليه يتوكل المتوكلون فالصواب أنه معطوف على إيش؟
الطالب : الكاف
الشيخ : على الكاف في قوله : (( حسبُك )) يعني وحسب من اتبعك من المؤمنين فتوكلوا عليه جميعا أنت ومن اتبعك ثم إن في قوله : (( ومن اتبعك )) هذا اللفظ فيه ما يمنع أن يكون الصحابة حسباً للرسول صلى الله عليه وسلم وجه ذلك : أنهم تابعون أتباع فكيف يكون التابع حسباً للمتبوع هذا لا يستقيم أبدا فالصواب المتعيّن أن الآية معناها حسبُك وحسب من اتبعك فالله تعالى كافي الجميع قال : وقوله: (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) هذه جملة شرطية تفيد بمنطوقها معنى وتفيد بمفهومها معنى آخر المنطوق أن من يتوكل على الله فإن الله يكفيه مهماته وييسر له أمره ولم يقل الله تعالى ومن يتوكل على الله فإنه لا يجد من يؤذيه قال : (( فهو حسبه )) كافيه ما أهمه حتى لو حصل عليه بعض الأذية من أعدائه فإن الله تعالى يكفيه شره فلا يصلون إلى الغاية وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين ومع ذلك يصيبُه الأذى لكن الله حسبه كافيه حتى لو حصل الأذى ما تحصل المضرة لا بد أن تكون النتيجة ... الذي اعتمد على الله .
أما مفهوم الآية من توكل على غير الله خُذِل لأن غير الله لا يكون حسبا ًكما تقدم لنا قبل قليل فقد توكلتَ على غير صواب وعلى غير عمدة فمن توكل على غير الله خُذل ومن توكل على غير الله ابتعد عن الله بمقدار توكله على غيره لأن النفس البشرية إذا اعتمدت على شيء اتكلت عليه ونسيت ما سواه فلهذا من توكل على الله تخلى الله عنه ، من توكل على غير الله تخلى الله عنه والعياذ بالله، وصار موكولاً إلى هذا الشيء ومن وُكل إلى غير الله فإنه ضائع ولا يحصل له المقصود فصار في الآية حُكمان منطوق ومفهوم .
الطالب : فاعل ولا فعيل ؟
الشيخ : فاعل ومُفعِل بمعنى فعيل مُفعل بمعنى فعيل بمعنى ، هي فعيل بمعنى فاعل ومُفعل أنا لخبطت فيها فعيل بمعنى مُفعَل وبمعنى مُفعِل ففعيل بمعنى مُفعَل أي مُنَبَّأ وبمعنى مفعِل أي مُنْبِئ والرسول عليه الصلاة والسلام مُنَبّأ مُنبِئ ولا لا ؟ مُنبَّأ من قبل من ؟
الطالب : الله
الشيخ : من قِبل الله مُنبِئ لعباد الله مُبلِغ لهم الرسالة
وقوله : (( حسبك الله )) أي كافيك الحسب بمعنى الكافي ومنه أعطني درهما فحسب أي فهو الكفاية فالحسبُ بمعنى الكافي وقوله : (( حسبُك الله )) ما إعرابها ؟ حسب خبر مُقدم نعم والله مبتدأ مُؤخر ويجوز العكس يعني يكون المعنى ما حسبُك إلا الله وعلى هذا فتكون حسب مبتدأ والله خبر أما على الأول فالمعنى ما الله إلا حسبُك إذا قلنا الله حسبك الله وحده حسبك طيب وقولُه : (( ومن اتبعك من المؤمنين )) ومَن اتبعك من هذه اسم موصول وهي مبنية على السكون ولا تظهر عليها الحركة فهل هي معطوفة على الكاف ؟ لقوله : (( حسبك الله )) أو معطوفة على اسم الجلالة الله؟ نعم
الطالب : على الكاف
الشيخ :إي نعم فيها رأيان لأهل العلم فقال بعضهم : حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين فجعلوا مَن معطوفة على الله قالوا لأنه أقرب نعم ولأنه لو كان معطوفاً على الكاف في حسبُك لوجب إعادة الجار أو لا؟ ابن مالك يقول :
" وعود خافض لدى عطف على *** ضمير خفض لازما قد جعل "
لكن ... وليس عندي لازما وهو الصحيح نعم
طيب قوله ثم قالوا : إن هذا كقوله تعالى : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) فقالوا إن الله أيد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين فيكونون حَسباً له كما كان الله تعالى حسبا له لكن هذا القول ضعيف ولا يصح والجواب عما استدلوا به :
أولا : قولهم : إن العطف على ... مذكور ليس بصحيح فقد يكون العطف على شيء سابق كما في نظائره وهي كثيرة حتى إن النحويين قالوا لو تعددت المعطوفات يكون العطف على أي شيء ؟ على الأول
وثانيا : إنه لو عُطف على الكاف لوجب إعادة الجار قُلنا : هذا ليس بلازم لأنه كما قال ابن مالك :
" إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتاً " وشواهده تقدمت لنا في النحو وأما استدلالهم بقوله : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ))التأييد بهم غير كونهم حسبه لأن معنى كونهم حسبه أنه يعتمد عليهم لكن معنى كونهم يؤيدونه أنهم ينصرونه مع استقلاله بنفسه فبينهما فرق ولا لا ؟ فالحَسب هو الكافي يعني يكفيك حتى عن نفسِك لكن التأييد بالغير معناه أنه المؤيد له هاه له استقلال لكن هذا مؤيد مساعد ويدل على هذا أن الله سبحانه وتعالى حينما يذكر الحسب يخلِصه لله مثل قوله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ )) وقال تعالى : (( قُل حَسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) فكما أن التوكل على الله لأنه الحسب فغيرُه لا يمكن أن يكون حسبا إذ لو كان حسباً لكان التوكل عليه جائزا ولكن الحسب هو الله وهو الذي عليه يتوكل المتوكلون فالصواب أنه معطوف على إيش؟
الطالب : الكاف
الشيخ : على الكاف في قوله : (( حسبُك )) يعني وحسب من اتبعك من المؤمنين فتوكلوا عليه جميعا أنت ومن اتبعك ثم إن في قوله : (( ومن اتبعك )) هذا اللفظ فيه ما يمنع أن يكون الصحابة حسباً للرسول صلى الله عليه وسلم وجه ذلك : أنهم تابعون أتباع فكيف يكون التابع حسباً للمتبوع هذا لا يستقيم أبدا فالصواب المتعيّن أن الآية معناها حسبُك وحسب من اتبعك فالله تعالى كافي الجميع قال : وقوله: (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) هذه جملة شرطية تفيد بمنطوقها معنى وتفيد بمفهومها معنى آخر المنطوق أن من يتوكل على الله فإن الله يكفيه مهماته وييسر له أمره ولم يقل الله تعالى ومن يتوكل على الله فإنه لا يجد من يؤذيه قال : (( فهو حسبه )) كافيه ما أهمه حتى لو حصل عليه بعض الأذية من أعدائه فإن الله تعالى يكفيه شره فلا يصلون إلى الغاية وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين ومع ذلك يصيبُه الأذى لكن الله حسبه كافيه حتى لو حصل الأذى ما تحصل المضرة لا بد أن تكون النتيجة ... الذي اعتمد على الله .
أما مفهوم الآية من توكل على غير الله خُذِل لأن غير الله لا يكون حسبا ًكما تقدم لنا قبل قليل فقد توكلتَ على غير صواب وعلى غير عمدة فمن توكل على غير الله خُذل ومن توكل على غير الله ابتعد عن الله بمقدار توكله على غيره لأن النفس البشرية إذا اعتمدت على شيء اتكلت عليه ونسيت ما سواه فلهذا من توكل على الله تخلى الله عنه ، من توكل على غير الله تخلى الله عنه والعياذ بالله، وصار موكولاً إلى هذا الشيء ومن وُكل إلى غير الله فإنه ضائع ولا يحصل له المقصود فصار في الآية حُكمان منطوق ومفهوم .