شرح قول المصنف : وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : سئل عن الكبائر ؟ فقال : ( الشرك بالله , واليأس من روح الله , والأمن من مكر الله ) . حفظ
الشيخ : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر ) " طيب، وفي هذه الآية ما أخذنا منها الفوائد.
(( ومن يقنط من رحمة ربه )) فيها إثبات الرحمة لله أو لا ؟ وهي صفة حقيقية على الوجه اللائق بالله، وليس معناها الإحسان أو إرادته، أو إرادة الإحسان، بل الإحسان وإرادته من آثار الرحمة.
قال : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر ) ". الكبائر جمع كبيرة، والمراد بها المعاصي الكبائر، وهذا السؤال يدل على أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد دل على ذلك كتاب الله أيضا حيث قال الله تعالى: (( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ))، وقال سبحانه وتعالى: (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ))، وهذا أمر لا ريب فيه أن الذنوب تنقسم إلى قسمين: كبائر وصغائر، ونفس الكبائر أيضا ليست في درجة واحدة، بعضها أكبر من بعض، فهنا جنس وهنا نوع، الجنس هو أن المعاصي على سبيل العموم صنفان: كبائر وصغائر، والنوع أن الكبائر بعضها أكبر من بعض، والصغائر أيضا بعضها أصغر من بعض.
طيب، الكبائر اختلف العلماء فيها هل هي محدودة أو معدودة؟ فقال بعضهم إنها معدودة وصار يعددها ويتتبع النصوص الواردة في ذكر الكبائر، ويكتب ما ورد أنه كبيرة. وقال بعض العلماء إنها محدودة بحد لا بعدد، ورأيت لشيخ الإسلام كلاما حدها فيه، فقال : " كل ما رتب عليه عقوبة خاصة فهو من كبائر الذنوب " سواء كانت العقوبة هذه في الدنيا أو في الآخرة، وسواء كانت العقوبة بفوات محمود أو بحصول مذموم، المهم كل ذنب رتب عليه عقوبة خاصة، فهو من الكبائر، وهذا واسع جدا، لأنه يشمل ذنوبا كثيرة، ووجه ما قاله رحمه الله أنه يقول: المعاصي قسمان، قسم نهي عنه فقط، ولا ذكر عليه وعيد، فعقوبة هذا تأتي بالمعنى العام للعقوبات، يعاقب عقوبة عامة، وهذه معصية مكفَّرة ولا لأ ؟ مكفرة بفعل الطاعات، كما جاء في الحديث الصحيح: ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر )، وكما جاء أيضا في ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )، وكذلك أيضا في الوضوء يكفر الله به الخطايا، وغير ذلك، هذه نعتبرها أيش؟ صغائر، أما ما رتب عليه عقوبة خاصة مثل لُعن فاعله، أو ذكر أن الله يغضب عليه، أو كان فيه حد في الدنيا، أو كان فيه تبرؤ من فاعله، أو نفي الإيمان عنه، أو ما أشبه ذلك، المهم أنه ذُكر له عقوبة خاصة فإنه يعتبر من الكبائر، لكن الكبائر تختلف بعضها أكبر من بعض، منها كبائر فواحش ومنها كبائر دون ذلك، هذه الكبيرة.
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، والسائل عن الكبائر يا إخوانا ليس قصده أن يعرف ما هي الكبيرة فقط، قصده أن يعرفها، لماذا؟ ليتجنبها، خلافا لحال كثير من الناس اليوم يسألون عن الأشياء لأجل العلم فقط، ولذلك نقصت بركة علمهم حيث أنهم لا يريدون إلا أن يعرفوا ذلك نظريا أما عمليا وتطبيقا فإن هذا قليل جدا في كثير من الناس اليوم، وهم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : " قراء وليسوا فقهاء "، القراء كثير لكن الفقهاء قليل، فالصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن المسائل لأجل أن يأخذوا بها إن كانت طلبا فعلوه، وإن كانت نهيا اجتنبوه.
فقال صلى الله عليه وسلم : ( الشرك بالله ) ولا شك أن الشرك أكبر الكبائر، لأن أعظم .. حتى تسخير الأم والأب لك من أين؟ من الله عز وجل، هو الذي أمدك بهذا، الأكل والشرب واللباس والمسكن كل ذلك من الله، هو الذي أمدك به، فالإيجاد والإعداد والإمداد كله من الله وهو أصل ..
" يخشى على العبد من خلقين ذميمين، أحدهما: أن يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه، والثاني: أن يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته، ومن بلغت به الحال إلى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء اللذين هما من من أكبر أصول التوحيد ... " الأخير هو اللي فيه الفائدة " وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه ... محذوران، أحدهما: أن يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم ويصر عليها، ويصمم على الإقامة على المعصية، ويقطع طمعه من رحمة الله، لأجل أنه مقيم على الأسباب التي تمنع الرحمة، فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما، وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد، ومتى وصل إلى هذا الحد لم يرج له خير إلا بتوبة نصوح وإقلاع عن قوله. الثاني: أن يقوى خوف العبد بما قرفت يداه من الجرائم، ويضعف أمله بالله من واسع الرحمة والمغفرة، ويظن بجهله أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وأناب، وتضعف إرادته فييأس من الرحمة، وهذا من المحاذير الضارة الناشئ عن ضعف علم العبد بربه وما له من الحقوق، ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها، فلو عرف هذا ربه ولم يخلد إلى الكسل لعلم أن أدنى سعي يوصله إلى ربه وإلى رحمته وجوده وكرمه.
وللأمن من مكر الله أيضا سببان مهلكان، أحدهما: إعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وما له من الحقوق، وتهاونه بذلك، فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات منهمكا في المحرمات حتى يضمحل خوف الله من قلبه، ولا يبقى في قلبه من الإيمان شيء، لأن الإيمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه ... .
السبب الثاني: أن يكون العبد عابدا جاهلا معجبا بنفسه مغرورا بعمله، فلا يزال به جهله حتى يُدِل بعمله ويزول الخوف عنه، ويرى أن له عند الله مقامات عالية فيصير آمنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة المهينة، ومن هنا يسلب ويحال بينه وبين التوفيق، إذ هو الذي جنى على نفسه، وبهذا التفصيل تعرف ... ".
طيب، اليأس من رحمة الله حكمه محمد ؟ من أي الأقسام الصغائر ولا الكبائر ؟
الطالب : من الكبائر.
الشيخ : من الكبائر.
طيب، اليأس من روح الله ثمرته ونتيجته أن الإنسان يستحسر ولا يعمل الأسباب النافعة، لأنه آيس، ولهذا إن استولى عليه اليأس، والعياذ بالله، وقف مكانه لا يتقدم من الخير، ولا يحاول أن يتخلص من الشر، لكن إذا كان عند الإنسان قوة رجاء وعمل الأسباب حصل له الخير الكثير.
أما الأمن من مكر الله فإن ثمرته أن يستمر الإنسان على معصيته وعلى تفريطه في الواجبات، لأنه آمن من أن الله سبحانه وتعالى يمكر به فتجده مصرا على ما هو عليه.
فالفرق بينهما إذن أن الأول يائس من رحمة الله تعالى قانط جاهل بربه، والثاني أيضا مُدل على ربه بعمله معجب به، يرى أن هذه النعم أعطاه الله إياها لأنه كفؤ لها، ولا .. بذلك ، فكلا الأمرين لا شك أنه مناف للتوحيد، لأنه سوء ظن بالله سبحانه وتعالى أو جهل به، وكلاهما مما ينافي التوحيد.
وأظننا قرأنا حديث ابن عباس؟
الطالب : ليس كاملا، بعضه.
الشيخ : نعم ؟ سئل عن الكبائر، فقال : ( الشرك بالله ) الشرك بالله هنا مطلق ما قيد، فإما أن يراد به الشرك الأصغر والأكبر، وهو ظاهر الإطلاق، وإما أن يراد به الشرك الأكبر فقط، والظاهر أن المراد به الشرك الأصغر والأكبر، لأن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر، قال ابن مسعود رضي الله عنه : " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب، فدل هذا على أن الشرك من الكبائر مطلقا.
والشرك بالله يتضمن الشرك بربوبيته أو بألوهيته أو بأسمائه وصفاته.
الثاني: ( اليأس من روح الله ) الروح قريب من معنى الرحمة، وهو الفرج والتوفيق، ييأس الإنسان من روح الله، أي: من فرجه وتوفيقه، فتجده قانطا لا يتجه إلى ربه ولا يسأله، لأنه آيس، والعياذ بالله، واليأس ليس معه عمل، فهو من كبائر الذنوب، لأنه ينتج عليه مسائل سيئة.
ثالثا: ( الأمن من مكر الله ) بحيث يبقى الإنسان على معصية ربه مع ... إياه بالنعم (( والذين كفروا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين ))، فالمهم أن الأمن من مكر الله من كبائر الذنوب، هذه ثلاثة.
وقوله ( سئل عن الكبائر فقال ) كذا، ظاهر الجواب والسؤال أن هذا على سبيل الحصر، وليس كذلك، لأن هناك كبائر غير هذه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يجيب كل سائل بما يناسب حاله، فلعله عليه الصلاة والسلام رأى أن هذا السائل عنده شيء من الأمن من مكر الله، أو اليأس من روح الله، فأراد أن يبين له ذلك. وهذه مسألة ينبغي أن يتفطن لها الإنسان حين ... النصوص الشرعية مما ظاهره التعارض، حيث يحمل كل واحد منها على الحال المناسبة، لئلا يقع التعارض في كلام الله ورسوله، فيحمل كل شيء على حال.
فإذا قال قائل: الكبائر أكثر من هذه؟ قلنا نعم، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد يجيب السائل بحسب ما تقتضيه حاله.
(( ومن يقنط من رحمة ربه )) فيها إثبات الرحمة لله أو لا ؟ وهي صفة حقيقية على الوجه اللائق بالله، وليس معناها الإحسان أو إرادته، أو إرادة الإحسان، بل الإحسان وإرادته من آثار الرحمة.
قال : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر ) ". الكبائر جمع كبيرة، والمراد بها المعاصي الكبائر، وهذا السؤال يدل على أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد دل على ذلك كتاب الله أيضا حيث قال الله تعالى: (( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ))، وقال سبحانه وتعالى: (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ))، وهذا أمر لا ريب فيه أن الذنوب تنقسم إلى قسمين: كبائر وصغائر، ونفس الكبائر أيضا ليست في درجة واحدة، بعضها أكبر من بعض، فهنا جنس وهنا نوع، الجنس هو أن المعاصي على سبيل العموم صنفان: كبائر وصغائر، والنوع أن الكبائر بعضها أكبر من بعض، والصغائر أيضا بعضها أصغر من بعض.
طيب، الكبائر اختلف العلماء فيها هل هي محدودة أو معدودة؟ فقال بعضهم إنها معدودة وصار يعددها ويتتبع النصوص الواردة في ذكر الكبائر، ويكتب ما ورد أنه كبيرة. وقال بعض العلماء إنها محدودة بحد لا بعدد، ورأيت لشيخ الإسلام كلاما حدها فيه، فقال : " كل ما رتب عليه عقوبة خاصة فهو من كبائر الذنوب " سواء كانت العقوبة هذه في الدنيا أو في الآخرة، وسواء كانت العقوبة بفوات محمود أو بحصول مذموم، المهم كل ذنب رتب عليه عقوبة خاصة، فهو من الكبائر، وهذا واسع جدا، لأنه يشمل ذنوبا كثيرة، ووجه ما قاله رحمه الله أنه يقول: المعاصي قسمان، قسم نهي عنه فقط، ولا ذكر عليه وعيد، فعقوبة هذا تأتي بالمعنى العام للعقوبات، يعاقب عقوبة عامة، وهذه معصية مكفَّرة ولا لأ ؟ مكفرة بفعل الطاعات، كما جاء في الحديث الصحيح: ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر )، وكما جاء أيضا في ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )، وكذلك أيضا في الوضوء يكفر الله به الخطايا، وغير ذلك، هذه نعتبرها أيش؟ صغائر، أما ما رتب عليه عقوبة خاصة مثل لُعن فاعله، أو ذكر أن الله يغضب عليه، أو كان فيه حد في الدنيا، أو كان فيه تبرؤ من فاعله، أو نفي الإيمان عنه، أو ما أشبه ذلك، المهم أنه ذُكر له عقوبة خاصة فإنه يعتبر من الكبائر، لكن الكبائر تختلف بعضها أكبر من بعض، منها كبائر فواحش ومنها كبائر دون ذلك، هذه الكبيرة.
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، والسائل عن الكبائر يا إخوانا ليس قصده أن يعرف ما هي الكبيرة فقط، قصده أن يعرفها، لماذا؟ ليتجنبها، خلافا لحال كثير من الناس اليوم يسألون عن الأشياء لأجل العلم فقط، ولذلك نقصت بركة علمهم حيث أنهم لا يريدون إلا أن يعرفوا ذلك نظريا أما عمليا وتطبيقا فإن هذا قليل جدا في كثير من الناس اليوم، وهم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : " قراء وليسوا فقهاء "، القراء كثير لكن الفقهاء قليل، فالصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن المسائل لأجل أن يأخذوا بها إن كانت طلبا فعلوه، وإن كانت نهيا اجتنبوه.
فقال صلى الله عليه وسلم : ( الشرك بالله ) ولا شك أن الشرك أكبر الكبائر، لأن أعظم .. حتى تسخير الأم والأب لك من أين؟ من الله عز وجل، هو الذي أمدك بهذا، الأكل والشرب واللباس والمسكن كل ذلك من الله، هو الذي أمدك به، فالإيجاد والإعداد والإمداد كله من الله وهو أصل ..
" يخشى على العبد من خلقين ذميمين، أحدهما: أن يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه، والثاني: أن يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته، ومن بلغت به الحال إلى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء اللذين هما من من أكبر أصول التوحيد ... " الأخير هو اللي فيه الفائدة " وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه ... محذوران، أحدهما: أن يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم ويصر عليها، ويصمم على الإقامة على المعصية، ويقطع طمعه من رحمة الله، لأجل أنه مقيم على الأسباب التي تمنع الرحمة، فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما، وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد، ومتى وصل إلى هذا الحد لم يرج له خير إلا بتوبة نصوح وإقلاع عن قوله. الثاني: أن يقوى خوف العبد بما قرفت يداه من الجرائم، ويضعف أمله بالله من واسع الرحمة والمغفرة، ويظن بجهله أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وأناب، وتضعف إرادته فييأس من الرحمة، وهذا من المحاذير الضارة الناشئ عن ضعف علم العبد بربه وما له من الحقوق، ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها، فلو عرف هذا ربه ولم يخلد إلى الكسل لعلم أن أدنى سعي يوصله إلى ربه وإلى رحمته وجوده وكرمه.
وللأمن من مكر الله أيضا سببان مهلكان، أحدهما: إعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وما له من الحقوق، وتهاونه بذلك، فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات منهمكا في المحرمات حتى يضمحل خوف الله من قلبه، ولا يبقى في قلبه من الإيمان شيء، لأن الإيمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه ... .
السبب الثاني: أن يكون العبد عابدا جاهلا معجبا بنفسه مغرورا بعمله، فلا يزال به جهله حتى يُدِل بعمله ويزول الخوف عنه، ويرى أن له عند الله مقامات عالية فيصير آمنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة المهينة، ومن هنا يسلب ويحال بينه وبين التوفيق، إذ هو الذي جنى على نفسه، وبهذا التفصيل تعرف ... ".
طيب، اليأس من رحمة الله حكمه محمد ؟ من أي الأقسام الصغائر ولا الكبائر ؟
الطالب : من الكبائر.
الشيخ : من الكبائر.
طيب، اليأس من روح الله ثمرته ونتيجته أن الإنسان يستحسر ولا يعمل الأسباب النافعة، لأنه آيس، ولهذا إن استولى عليه اليأس، والعياذ بالله، وقف مكانه لا يتقدم من الخير، ولا يحاول أن يتخلص من الشر، لكن إذا كان عند الإنسان قوة رجاء وعمل الأسباب حصل له الخير الكثير.
أما الأمن من مكر الله فإن ثمرته أن يستمر الإنسان على معصيته وعلى تفريطه في الواجبات، لأنه آمن من أن الله سبحانه وتعالى يمكر به فتجده مصرا على ما هو عليه.
فالفرق بينهما إذن أن الأول يائس من رحمة الله تعالى قانط جاهل بربه، والثاني أيضا مُدل على ربه بعمله معجب به، يرى أن هذه النعم أعطاه الله إياها لأنه كفؤ لها، ولا .. بذلك ، فكلا الأمرين لا شك أنه مناف للتوحيد، لأنه سوء ظن بالله سبحانه وتعالى أو جهل به، وكلاهما مما ينافي التوحيد.
وأظننا قرأنا حديث ابن عباس؟
الطالب : ليس كاملا، بعضه.
الشيخ : نعم ؟ سئل عن الكبائر، فقال : ( الشرك بالله ) الشرك بالله هنا مطلق ما قيد، فإما أن يراد به الشرك الأصغر والأكبر، وهو ظاهر الإطلاق، وإما أن يراد به الشرك الأكبر فقط، والظاهر أن المراد به الشرك الأصغر والأكبر، لأن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر، قال ابن مسعود رضي الله عنه : " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب، فدل هذا على أن الشرك من الكبائر مطلقا.
والشرك بالله يتضمن الشرك بربوبيته أو بألوهيته أو بأسمائه وصفاته.
الثاني: ( اليأس من روح الله ) الروح قريب من معنى الرحمة، وهو الفرج والتوفيق، ييأس الإنسان من روح الله، أي: من فرجه وتوفيقه، فتجده قانطا لا يتجه إلى ربه ولا يسأله، لأنه آيس، والعياذ بالله، واليأس ليس معه عمل، فهو من كبائر الذنوب، لأنه ينتج عليه مسائل سيئة.
ثالثا: ( الأمن من مكر الله ) بحيث يبقى الإنسان على معصية ربه مع ... إياه بالنعم (( والذين كفروا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين ))، فالمهم أن الأمن من مكر الله من كبائر الذنوب، هذه ثلاثة.
وقوله ( سئل عن الكبائر فقال ) كذا، ظاهر الجواب والسؤال أن هذا على سبيل الحصر، وليس كذلك، لأن هناك كبائر غير هذه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يجيب كل سائل بما يناسب حاله، فلعله عليه الصلاة والسلام رأى أن هذا السائل عنده شيء من الأمن من مكر الله، أو اليأس من روح الله، فأراد أن يبين له ذلك. وهذه مسألة ينبغي أن يتفطن لها الإنسان حين ... النصوص الشرعية مما ظاهره التعارض، حيث يحمل كل واحد منها على الحال المناسبة، لئلا يقع التعارض في كلام الله ورسوله، فيحمل كل شيء على حال.
فإذا قال قائل: الكبائر أكثر من هذه؟ قلنا نعم، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد يجيب السائل بحسب ما تقتضيه حاله.