شرح قول المصنف : قال : الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته ، لما يرى من نظر الرجل ) رواه أحمد . حفظ
الشيخ : قال: ( الشرك الخفي )، الشرك الخفي، الشرك وش إعرابها ؟ خبر المبتدأ المحذوف تقديره هو الشرك، الخفي الذي لا يبين، لأن الشرك الخفي اللي هو الرياء كما يدل عليه المثال الذي في آخر الحديث، هذا لا يبين، هل أحد يعلم ما في قلوب الخلق؟ لا يمكن، يقوم رجلان يصليان أمامك أحدهما يرائيك والثاني يخلص لله عز وجل هل تعلم من هو المرائي من الملخص؟ إذن الشرك خفي، لكن قد تُعلم حال المرائي بقرائن، ولا بد لمن أسر سريرة أن الله يظهرها على فلتات لسانه وصفحات وجهه، لا بد أن يتبين، إنما في حال الرياء خفي، لأن محله القلب، وما كان محله القلب فإنه لا يمكن العلم به إلا الله عز وجل، وهذا يسمى أيضا باسم آخر، شرك السر أو شرك السرائر، وهذا هو الذي بينه الله عز وجل في قوله: (( يوم تبلى السرائر )) لأن الحساب يوم القيامة ما هو على الظواهر في الدنيا، الظواهر في الدنيا راحت لأهلها لأهل الدنيا، لكن يوم القيامة الحساب على السرائر (( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور )) نسأل الله أن يصلح ظواهرنا وبواطننا
الطالب : آمين.
الشيخ : الحقيقة إن العلم يوم القيامة على ما في السرائر، وكم من إنسان افتضح إذا كان يوم القيامة، لأنه يتبين للناس أن أمره خلاف ما كان يظهر في الدنيا، كما في الحديث الذي ( كان يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله فيلقى في النار حتى تندلق أقتاب بطنه فيدور عليها كما يدور الحمار على رحاه، فيجتمع عليه أهل النار فيسألوه ).
الحاصل أن هذا شرك خفي ويسمى شرك السرائر أو السريرة، لأنه لا يطلع عليه إلا الله. وفهمنا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشرك الخفي ) أن هناك شركا جليا، وهو كذلك، وهو ما كان بالقول أو بالفعل، فالشرك يكون بالقول، ويكون بالفعل، ويكون بالقلب، الذي في القلب نسميه خفيا، والذي في القول وفي الفعل نسميه جليا، فالانحناء لغير الله تعظيما شرك، ظاهر ولا خفي؟
الطالب : ظاهر.
الشيخ : بالفعل ولا بالقول ؟ بالفعل، والحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت وما أشبه ذلك، هذا شرك ظاهر بالقول.
فصارت أقسام الشرك الآن قسمان، وأحدهما ينقسم إلى قسمين، خفي وجلي، والجلي فعلي، أيش بعد؟ وقولي، نعم. قال : ( الشرك الخفي ) ثم بينه، فقال: ( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه ) والمرأة ما تفعل، ها؟ مثله ؟ نعم مثله، ولهذا نقول: إن مثل هذا يسميه العلماء: مفهوم لقب، بمعنى أنه قد يعلق الحكم بما هو أشرف، لا لقصد التخصيص، ولكن لضرب المثل، لضرب المثل لا لقصد التخصيص، فهنا ما قصد الرسول صلى الله عليه وسلم التخصيص، لأن الحكم يشمل الرجال والنساء.
قوله: ( فيصلي فيزين صلاته ) يجعلها زينة، يحسنها، يعني: يطمئن ويرفع يديه عند التكبير، ويجعل رأسه مساويا لظهره في الركوع، إلى آخره، معروف.
طيب، العلة؟ ( لما يرى من نظر رجل ) ما هنا هل ترونها مصدرية أو موصولة؟
الطالب : ...
الشيخ : هي فيها إشكال، الحقيقة إن جعلناها مصدرية لأن من قد تمنع، لو قلنا لرؤيته من نظر رجل إليه يستقيم الكلا ؟
الطالب : لا.
الشيخ : طيب، إذا قلنا موصولة: للذي يراه من نظر رجل إليه، فتكون موصولة حذف منها العائد، يعني للذي يراه من نظر رجل إليه، شف الآن لما يراه من نظر، هذه المراءاة، هو أشرك ليراه هذا الرجل، أو تعبد ليراه هذا الرجل، والتعليل هنا لما يرى من نظر الرجل، هل هو للتزيين ولا للصلاة أصلا؟
الطالب : ...
الشيخ : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى.