بيان خطأ بعض الناس ممن يقصر فائدة العبادة على الفائدة الدنيوية . حفظ
الشيخ : بهذه المناسبة نود أن نقول: إنه يوجد الآن ناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية، فيقول مثلا في الصلاة رياضة، تنحني تقوم تسجد وتقوم، هذا يفيد العضلات، فهي رياضة. عندما يأتي يتكلم على الصوم يقول أيضا مفيد، ترتيب للوجبات، وإزالة الرطوبات، وما أشبه ذلك مما يتلكمون به. هذا في الحقيقة أنا أرى أنه ما ينبغي أن يجعل هو الأصل، أهم شيء، ولهذا ما ذكر هذه الفائدة في الصوم، وش ذكر؟ التقوى، ذكر التقوى، فيذكر هذا أولا ويذكر ذلك ثانيا، أو ربما نقول: إننا عندما نخاطب العامة نبين لهم الفوائد الدينية فقط، لكن عندما نخاطب أولئك الذين لا يقتنعون إلا بشيء مادي يلمسونه نخاطبهم بهذا أيضا، نخاطبهم بهذا وبهذا، ولكل مقام مقال.
السائل : ما هو الفرق بين طلب الخير في الدنيا والنوع هذا إرادة الإنسان؟
الشيخ : أي، طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية لا بأس به، كالبيع والشراء.
السائل : ... الإنسان يدعو الله أن يرزقه المال والبنين.
الشيخ : معلوم ما في مانع.
السائل : كل هذا في الدنيا.
الشيخ : لكن لا يعبد الله بهذا السبب.
السائل : الدعاء نفسه أليس عبادة؟
الشيخ : بلى، لكن تدعو الله أن يعطيك هذا الشيء، إنما تصلي من أجل هذا الشيء، هذا لا شك أنها مرتبة نازلة جدا، مرتبة نازلة، مثلا اللي يصلي الصلاة من أسباب الرزق (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) لو قال إنسان: أريد أن أصلي و... الصلاة علشان الرزق، قلنا: هذا لا ينبغي، صل لله عز وجل تقربا إليه والرزق يأتي فيما بعد.
أما المسائل الدنيوية التي وسائلها دنيوية فلا بأس أن الإنسان يبيع ويشتري ويؤجر ويستأجر ويحرث ويزرع يريد الدنيا.
السائل : فهي من الأسباب المشروعة في هذا الأمر نفسه.
الشيخ : أولا العبادات لا تجعل فيها نصيبا من الدنيا هو الأصل، لا شك أنه الأصل، العبادات، أما مسألة أنه يسعى في الدنيا بأسباب الدنيا فهذا لا أحد يمنع منه، هذا مشروع ما نقول للإنسان اقعد يأتيك رزقك.