شرح قول المصنف : وقال الشعبي : ( كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي : نتحاكم إلى محمد - لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة - : وقال المنافق نتحاكم إلى اليهود ، - لعلمه أنهم يأخذون الرشوة - فاتفقا على أن يأتيا كاهناً في جهينة فيتحاكما إليه ، فنزلت (( ألم تر إلى الذين يزعمون )) الآية . وقيل : نزلت في رجلين اختصما فقال أحدهما : نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الآخر : إلى كعب بن الأشرف . ثم ترافعا إلى عمر ، فذكر له أحدهما القصة . فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكذلك : قال نعم : فضربه بالسيف فقتله ) . حفظ
الشيخ : وقال الشعبي، هذا في تفسير الآية، وقال الشعبي : " كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ".
المنافق هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وسمي منافقا من النافقاء، وهي جحر اليربوع، واليربوع له جحر، يجعل له بابا ويجعل له نافقاء، يخرج منها عندما يحشر من بابه، يخرج من هذه النافقاء، يعني يحفر في الأرض، ثم يحفر على فوق، فإذا بقي على الأرض شيء بسيط بحيث يتمكن من دفعه برأسه حتى يخرج توقف، فيأتي من يريد اصطياده فإذا أمسك به من الجحر، من أين يخرج؟ يخرج من النافقاء من هذا الباب ال... . وأما اليهود فاليهودي هو من ينتسب إلى دين موسى عليه الصلاة والسلام، وسموا يهودا إما من قولهم إنا هدنا إليك، أي: رجعنا، وإما نسبة إلى أبيهم يهوذا بالذال، لكنه بعد التعريب صار بالدال.
فقال اليهودي: " نتحاكم إلى محمد عرف أنه لا يأخذ الرشوة "، إلى محمد يعني الرسول عليه الصلاة والسلام، لكنهم لا يقرون برسالته، لأنهم يزعمون أن النبي الموعود به في التوراة سيأتي بعد - يرحمك الله - ولهذا ما ذكره بوصف الرسالة، فقال: " إلى محمد ، عرف أنه لا يأخذ الرشوة "، هذا تعليل لكونه طلب التحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والرشوة مثلثة الراء، أي تقرأ الرِشوة والرَشوة والرُشوة، وهي المال المدفوع للتوصل إلى شيء، كل ما ... للتوصل إلى شيء فإنه يسمى رشوة ، قال أهل العلم : ولا تكون محرمة إلا إذا كان الإنسان يريد أن يتوصل بها إلى باطل أو يدفع بها حق، فأما من بذلها ليتوصل بها إلى حق له منع منه إلا بهذه الرشوة أو ليدفع بها باطلا عن نفسه فإنها ليست حراما.
وقوله : " فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه "، يعني: كأنه صار بينهما خلاف، كأن المنافق والله أعلم أبى أن يتحاكم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فاتفقا بعد ذلك إلى أن يأتيا كاهنا في جهينة، والكاهن: هو الذي يدعي علم المستقبل، وكان الكهان عند العرب جماعة تنزل عليهم الشياطين بخبر السماء فيقولون سيحدث كذا سيحدث كذا فربما أصابوا في مرة من المرات وربما أخطأوا، فإذا أصابوا ادّعوا أنهم يعلمون الغيب، وكانوا محل الحكم عند العرب يعني يتحاكمون إلى الكهان.
" اتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه فنزلت (( ألم تر إلى الذين يزعمون )) الآية " (( الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت )) أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، هذه الآية واضحة في أنها في المنافقين لا في اليهود، فكأن الذي طلب أن يذهب إلى الكاهن من؟ المنافق، أما اليهودي فلم ... هذه الآية، وقد سبق لنا شرحه.
قال : " وقيل نزلت في رجلين اختصما "، رجلين مبهمين، يحتمل أنهما من المسلمين المؤمنين أو من المسلمين المنافقين الذين أسلموا ظاهرا لا باطنا.
" في رجلين اختصما، فقال أحدهما نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر إلى كعب بن الأشرف "، وش هو كعب بن الأشرف ؟ من زعماء بني النضير من اليهود، ثم ترافعا إلى عمر، يعني كأنه صار حلا وسطا، لا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا إلى كعب بن الأشرف.
" فترافعا بعد ذلك إلى عمر بن الخطاب، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم أكذلك؟ " يعني الأمر كذلك، وعلى هذا فتكون كذلك خبر لمبتدأ محذوف، الجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف ، أي أكذلك الأمر؟ " فقال نعم "، يعني: أنه لم يرض بالرسول صلى الله عليه وسلم، " فضربه بالسيف فقتله "، الضارب عمر ضربه حتى مات، قتله.
وأيًا كانت فالقصة هذه والتي قبلها تدل على أن كل من لم يرض بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كافر يجب قتله، ولهذا قتله عمر.
فإن قال قائل: كيف يتجرأ عمر رضي الله عنه على أن يقتله والأمر في ذلك إلى الإمام، وهو النبي عليه الصلاة والسلام؟ فما هو الجواب؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ما هو بالظاهر ، الظاهر أنه فورا، يعني قتله فورا.
الطالب : ...
الشيخ : أي، هذا هو الظاهر أن عمر رضي الله عنه لم يملك نفسه مع قوة غيرته ولم يستطع أن يصبر فقتله، لأنه عرف أن هذه ردة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من بدل دينه فاقتلوه ).
الخلاصة الآن أن الآية نزلت في كل من لم يرض بمن؟ بحكم الله ورسوله وتحاكم إلى غيره فإنه يكون كافرا مباح الدم، ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى : " فيه مسائل ".
المنافق هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وسمي منافقا من النافقاء، وهي جحر اليربوع، واليربوع له جحر، يجعل له بابا ويجعل له نافقاء، يخرج منها عندما يحشر من بابه، يخرج من هذه النافقاء، يعني يحفر في الأرض، ثم يحفر على فوق، فإذا بقي على الأرض شيء بسيط بحيث يتمكن من دفعه برأسه حتى يخرج توقف، فيأتي من يريد اصطياده فإذا أمسك به من الجحر، من أين يخرج؟ يخرج من النافقاء من هذا الباب ال... . وأما اليهود فاليهودي هو من ينتسب إلى دين موسى عليه الصلاة والسلام، وسموا يهودا إما من قولهم إنا هدنا إليك، أي: رجعنا، وإما نسبة إلى أبيهم يهوذا بالذال، لكنه بعد التعريب صار بالدال.
فقال اليهودي: " نتحاكم إلى محمد عرف أنه لا يأخذ الرشوة "، إلى محمد يعني الرسول عليه الصلاة والسلام، لكنهم لا يقرون برسالته، لأنهم يزعمون أن النبي الموعود به في التوراة سيأتي بعد - يرحمك الله - ولهذا ما ذكره بوصف الرسالة، فقال: " إلى محمد ، عرف أنه لا يأخذ الرشوة "، هذا تعليل لكونه طلب التحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والرشوة مثلثة الراء، أي تقرأ الرِشوة والرَشوة والرُشوة، وهي المال المدفوع للتوصل إلى شيء، كل ما ... للتوصل إلى شيء فإنه يسمى رشوة ، قال أهل العلم : ولا تكون محرمة إلا إذا كان الإنسان يريد أن يتوصل بها إلى باطل أو يدفع بها حق، فأما من بذلها ليتوصل بها إلى حق له منع منه إلا بهذه الرشوة أو ليدفع بها باطلا عن نفسه فإنها ليست حراما.
وقوله : " فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه "، يعني: كأنه صار بينهما خلاف، كأن المنافق والله أعلم أبى أن يتحاكم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فاتفقا بعد ذلك إلى أن يأتيا كاهنا في جهينة، والكاهن: هو الذي يدعي علم المستقبل، وكان الكهان عند العرب جماعة تنزل عليهم الشياطين بخبر السماء فيقولون سيحدث كذا سيحدث كذا فربما أصابوا في مرة من المرات وربما أخطأوا، فإذا أصابوا ادّعوا أنهم يعلمون الغيب، وكانوا محل الحكم عند العرب يعني يتحاكمون إلى الكهان.
" اتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه فنزلت (( ألم تر إلى الذين يزعمون )) الآية " (( الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت )) أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، هذه الآية واضحة في أنها في المنافقين لا في اليهود، فكأن الذي طلب أن يذهب إلى الكاهن من؟ المنافق، أما اليهودي فلم ... هذه الآية، وقد سبق لنا شرحه.
قال : " وقيل نزلت في رجلين اختصما "، رجلين مبهمين، يحتمل أنهما من المسلمين المؤمنين أو من المسلمين المنافقين الذين أسلموا ظاهرا لا باطنا.
" في رجلين اختصما، فقال أحدهما نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر إلى كعب بن الأشرف "، وش هو كعب بن الأشرف ؟ من زعماء بني النضير من اليهود، ثم ترافعا إلى عمر، يعني كأنه صار حلا وسطا، لا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا إلى كعب بن الأشرف.
" فترافعا بعد ذلك إلى عمر بن الخطاب، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم أكذلك؟ " يعني الأمر كذلك، وعلى هذا فتكون كذلك خبر لمبتدأ محذوف، الجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف ، أي أكذلك الأمر؟ " فقال نعم "، يعني: أنه لم يرض بالرسول صلى الله عليه وسلم، " فضربه بالسيف فقتله "، الضارب عمر ضربه حتى مات، قتله.
وأيًا كانت فالقصة هذه والتي قبلها تدل على أن كل من لم يرض بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كافر يجب قتله، ولهذا قتله عمر.
فإن قال قائل: كيف يتجرأ عمر رضي الله عنه على أن يقتله والأمر في ذلك إلى الإمام، وهو النبي عليه الصلاة والسلام؟ فما هو الجواب؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ما هو بالظاهر ، الظاهر أنه فورا، يعني قتله فورا.
الطالب : ...
الشيخ : أي، هذا هو الظاهر أن عمر رضي الله عنه لم يملك نفسه مع قوة غيرته ولم يستطع أن يصبر فقتله، لأنه عرف أن هذه ردة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من بدل دينه فاقتلوه ).
الخلاصة الآن أن الآية نزلت في كل من لم يرض بمن؟ بحكم الله ورسوله وتحاكم إلى غيره فإنه يكون كافرا مباح الدم، ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى : " فيه مسائل ".