بيان منهج أهل البدع في التعامل مع نصوص الصفات والرد عليهم . حفظ
الشيخ : ... هو القدم، فكل من أثبت شيئا قديما فهو مشرك، قالوا: لو أثبتنا لله صفة مثل السمع مثلا وقلنا إن الله لم يزل سميعا، فمعناه أثبتنا صفة قديمة أزلية، كذا؟ إذا أثبتنا صفة أزلية لزم أن نثبت قديمين: الله والسمع، أثبت البصر أيضا: الله والسمع والبصر، أثبت القدرة: الله والسمع والبصر والقدرة، أثبت العلم: خمسة وهكذا، يكون يقولون أنتم أنكرتم على النصارى حين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وأنتم جعلتم الله ما هو خمسة مئات، فأنتم إذا أثبتم لله صفة قديمة جعلتم لله أندادا والله يقول (( فلا تجعلوا لله أندادا )) شف كيف لعب بهم الشيطان.
قالوا أيضا إثبات الصفات تشبيه ولا بد منه، لأن الصفات أعراض، والعرض لا يكون إلا بجسم، والأجسام متماثلة، فهمتم؟ الصفات أعراض صحيح، الإنسان يكون اليوم صحيح وباكر ...، يكون اليوم سميع وباكر أصم، فالصفات يقولون إنها أعراض، والعرض ما يقوم إلا بجسم، والأجسام متماثلة، فإذا أثبتم لله صفات فقد شبهتموه بالخلق، وشلون؟ قالوا هذا اللون، الصفات لا تقوم إلا وهي الأعراض إلا بأجسام والأجسام متماثلة، ممكن نرد عليهم؟ نقول قولكم الصفات لا تقوم إلا بأجسام هذا كذب، فالصفات قد تقوم بما ليس بجسم، نحن نقول هذا يوم طويل، فنصفه بالطول وهو ليس بجسم، صح؟ ونقول اليوم الحر شديد، الحر شديد وصفناه بالشدة وليس بجسم، فبطلت المقدمة الأولى، المقدمة الثانية الأجسام متماثلة هذا صحيح؟ غير صحيح، كلٌ يعرف أن الأجسام لا تتماثل، فلا أظن أحدا يقول إن الحجر الصلب كالزبدة أو لا؟ ولا كلهن واحد؟ مختلف، ولا أحد يقول إن البعير كالذرة، أليس كذلك؟ أي نعم، فقولكم الأجسام متماثلة هذا شيء غريب، وهذا شيء باطل، ترى هؤلاء العقلاء اللي يقولون عن أنفسهم عقلاء، وأنهم أهل العقل، إذا بطلت المقدمتان بطلت النتيجة، وهو قولهم: فإثبات الصفات يستلزم التمثيل.
أما الشبهة الأولى أنهم يقولون ... نقول: سبحان الله العظيم، إذا جعلنا أن تعدد الصفات تعدد الموصوف، فأنتم الآن أنت ذات لك سمع؟
الطالب : نعم.
الشيخ : كم تصير؟ اثنين، لك بصر تصير ثلاثة، معناه إذا دعوت أربعة أنفار ... صح ولا لأ؟ أربعة أنفار كم فيهم من صفة؟ فيهم مثلا خمسين صفة ستين صفة، معناه إنك ... أربعة أنفار، إذا أردنا أن نقول إن الصفة تساوي الموصوف فمعنى ذلك إننا جعلنا كل إنسان مائة .. وهذا أيضا لا أحد يشك في بطلانه، وأن الإنسان كلما قرأ مثل هذه الضلالات يقول سبحان الله العظيم أن الله يزيغ قلوب هؤلاء حتى يصلوا إلى هذا المستوى وهم يدعون أنهم العقلاء هذا المشكل، فعلى كل حال نقول هذه من المتشابه الذي يتبعه من لا يهتدي بهدي الله عز وجل، واضح الآن؟
نجيب مثال آخر في غير المبتدعة، قال رجل من النصارى: إن محمد صلى الله عليه وسلم رسول، لكنه مرسل إلى العرب فقط، وش الدليل؟ قال والله الدليل من القرآن: (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )) (( في الأميين رسولا منهم )) إلى آخره، إذن من هم الأميون؟ العرب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إنّا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب ) قلنا لهم: صحيح هذه الآية واضحة في الأميين، لكن عيسى عليه الصلاة والسلام نبيكم قال: (( يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) قالوا: طيب صحيح، لكن هذا محمد، ما هو أحمد، فإذن ما بعد جاء، ننتظر أحمد، وهذا الرسول محمد ليس إياه، واضح؟ شبهة ولا لأ؟ شبهة، لكن كله نجيب عليه إن شاء الله تعالى، لكن الكلام على أنهم يتبعون المتشابه يعني إذا ألقى النصراني، وفعلا الآن مع الأسف الشديد أن بعض شبابنا ... به النصارى الخبثاء، ويقولون له مثل هذا الكلام، يشبهون عليهم، ولهذا يعني يقع السؤال عن هذه المسألة، قلنا لهم: طيب، قول الله تعالى في سورة الأعراف (( فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم )) كلمة عندهم (( في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المؤمنون قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته )) هذه محمكة ولا لأ؟ فيها اشتباه؟ ما فيها اشتباه، فيحمل المشتبه من الآيتين السابقتين على هذا المحكم. قد يقول لك النصراني: الناس كلمة عامة يراد بها الخصوص، (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) ولم يجمع لهم إلا أبو سفيان وجماعته، اشتباه ولا لأ؟ اشتباه، نقول له هذا الاشتباه الذي قلت في هذه الآية وهي محكمة يبطله قوله تعالى (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) جميعا عام أكد العموم بجميع، فلا يمكن أن يراد به البعض، ولهذا يقول العلماء علماء البلاغة: إن التوكيد ينفي احتمال المجاز، ما يمكن نحمل الناس على البعض، ثم إننا نرد عليهم من جهة أخرى أن الله يقول (( الذي يجدونه مكتوبا عندهم )) وهذا نص صريح، لأن التوراة والإنجيل ما هي عند العرب، عند من؟ عند بني إسرائيل اليهود والنصارى، عندهم في التوراة والإنجيل، فبطل احتمال أن تكون الآية لا تشمل اليهود والنصارى، وصارت الآية في هذا الباب محكمة غاية الإحكام. بقي عندنا الآيتان السابقتان، هي عند التأمل ما فيها شبهة، لأن قوله تعالى (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )) ذكر الله بعدها (( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم )) قال كثير من المفسرين: المراد بذلك فارس والروم، وأيضا بعث في الأميين معناه أن أول بعثته كانت من الأميين، وفي الأميين، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ما فتح في عهده سوى جزيرة العرب، ما فتحت الشام ولا مصر ولا العراق، إنما هي الجزيرة فقط، فكان أول ما تمخضت الرسالة من أين؟ من جزيرة العرب.
وأما قوله: (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) وتشبيههم بأن أحمد غير محمد، فالجواب عنه من وجهين، الوجه الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم له أسماء متعددة منها أحمد ومحمد، ولكن اختير اسم أحمد في الإنجيل أو على لسان عيسى، لأنها أبلغ من كلمة محمد، لأن أحمد كما تعرفون اسم تفضيل، وهي صالحة لأن تكون مبنية من الفاعل ومبنية من المفعول، أي أنه أحمد الناس لربه، وأنه أحق الناس أن يحمد، فيكون في هذا من إظهار كمال الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو ظاهر ولا لأ؟ لأن أحمد هل هو معناه أحمد الناس لربه ولا معناه أحق الناس أن يحمد؟ كلا الأمرين، يعني أنها مصوغة من اسم فاعل ومن اسم مفعول، فهو أحمد الناس وهو أحق الناس بالحمد عليه الصلاة والسلام، وإنما اختير هذا الاسم ليظهر فضله في بني إسرائيل، ثم نقول: إن الآية صريحة في أن هذا النبي أحمد قد جاء لأن الله قال: (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات )) إذن قد جاء أحمد ولا لأ؟ قد جاء، فيكون قولهم ما بعد جاء أحمد هذا كذب، فنقول أحمد قد جاء، ومن المعلوم أنكم أنتم تقولون لا نبي بعد عيسى، إذا كان تقولون لا نبي بعد عيسى فهذا محمد هو الذي قد جاء، فيكون هو المراد بالآية، وحينئذٍ تكون الآية ليست من المتشابه، ولا آية الجمعة، فإن أبيتم إلا أن تكون من المتشابه، قلنا تحمل على الآية التي ليس فيها تشابه وهي آية الأعراف، نعم.
يقول لي واحد من شبابنا أن فيه نصراني جاء له وقال له ما عندنا في التوراة والإنجيل ذكر لمحمد ... أن كتبكم محرفة ... خطر النصارى علينا ... يعني مثل هذا الذي ... وهذا هو السر في قوله عليه الصلاة والسلام ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) فالمهم أنه ... ولكن محمد ... رحمه الله ذكر في سورة الأعراف أكثر من عشرين نص تدل على بشارة التوراة والإنجيل بمحمد عليه الصلاة والسلام .
قالوا أيضا إثبات الصفات تشبيه ولا بد منه، لأن الصفات أعراض، والعرض لا يكون إلا بجسم، والأجسام متماثلة، فهمتم؟ الصفات أعراض صحيح، الإنسان يكون اليوم صحيح وباكر ...، يكون اليوم سميع وباكر أصم، فالصفات يقولون إنها أعراض، والعرض ما يقوم إلا بجسم، والأجسام متماثلة، فإذا أثبتم لله صفات فقد شبهتموه بالخلق، وشلون؟ قالوا هذا اللون، الصفات لا تقوم إلا وهي الأعراض إلا بأجسام والأجسام متماثلة، ممكن نرد عليهم؟ نقول قولكم الصفات لا تقوم إلا بأجسام هذا كذب، فالصفات قد تقوم بما ليس بجسم، نحن نقول هذا يوم طويل، فنصفه بالطول وهو ليس بجسم، صح؟ ونقول اليوم الحر شديد، الحر شديد وصفناه بالشدة وليس بجسم، فبطلت المقدمة الأولى، المقدمة الثانية الأجسام متماثلة هذا صحيح؟ غير صحيح، كلٌ يعرف أن الأجسام لا تتماثل، فلا أظن أحدا يقول إن الحجر الصلب كالزبدة أو لا؟ ولا كلهن واحد؟ مختلف، ولا أحد يقول إن البعير كالذرة، أليس كذلك؟ أي نعم، فقولكم الأجسام متماثلة هذا شيء غريب، وهذا شيء باطل، ترى هؤلاء العقلاء اللي يقولون عن أنفسهم عقلاء، وأنهم أهل العقل، إذا بطلت المقدمتان بطلت النتيجة، وهو قولهم: فإثبات الصفات يستلزم التمثيل.
أما الشبهة الأولى أنهم يقولون ... نقول: سبحان الله العظيم، إذا جعلنا أن تعدد الصفات تعدد الموصوف، فأنتم الآن أنت ذات لك سمع؟
الطالب : نعم.
الشيخ : كم تصير؟ اثنين، لك بصر تصير ثلاثة، معناه إذا دعوت أربعة أنفار ... صح ولا لأ؟ أربعة أنفار كم فيهم من صفة؟ فيهم مثلا خمسين صفة ستين صفة، معناه إنك ... أربعة أنفار، إذا أردنا أن نقول إن الصفة تساوي الموصوف فمعنى ذلك إننا جعلنا كل إنسان مائة .. وهذا أيضا لا أحد يشك في بطلانه، وأن الإنسان كلما قرأ مثل هذه الضلالات يقول سبحان الله العظيم أن الله يزيغ قلوب هؤلاء حتى يصلوا إلى هذا المستوى وهم يدعون أنهم العقلاء هذا المشكل، فعلى كل حال نقول هذه من المتشابه الذي يتبعه من لا يهتدي بهدي الله عز وجل، واضح الآن؟
نجيب مثال آخر في غير المبتدعة، قال رجل من النصارى: إن محمد صلى الله عليه وسلم رسول، لكنه مرسل إلى العرب فقط، وش الدليل؟ قال والله الدليل من القرآن: (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )) (( في الأميين رسولا منهم )) إلى آخره، إذن من هم الأميون؟ العرب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إنّا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب ) قلنا لهم: صحيح هذه الآية واضحة في الأميين، لكن عيسى عليه الصلاة والسلام نبيكم قال: (( يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) قالوا: طيب صحيح، لكن هذا محمد، ما هو أحمد، فإذن ما بعد جاء، ننتظر أحمد، وهذا الرسول محمد ليس إياه، واضح؟ شبهة ولا لأ؟ شبهة، لكن كله نجيب عليه إن شاء الله تعالى، لكن الكلام على أنهم يتبعون المتشابه يعني إذا ألقى النصراني، وفعلا الآن مع الأسف الشديد أن بعض شبابنا ... به النصارى الخبثاء، ويقولون له مثل هذا الكلام، يشبهون عليهم، ولهذا يعني يقع السؤال عن هذه المسألة، قلنا لهم: طيب، قول الله تعالى في سورة الأعراف (( فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم )) كلمة عندهم (( في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المؤمنون قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته )) هذه محمكة ولا لأ؟ فيها اشتباه؟ ما فيها اشتباه، فيحمل المشتبه من الآيتين السابقتين على هذا المحكم. قد يقول لك النصراني: الناس كلمة عامة يراد بها الخصوص، (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) ولم يجمع لهم إلا أبو سفيان وجماعته، اشتباه ولا لأ؟ اشتباه، نقول له هذا الاشتباه الذي قلت في هذه الآية وهي محكمة يبطله قوله تعالى (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) جميعا عام أكد العموم بجميع، فلا يمكن أن يراد به البعض، ولهذا يقول العلماء علماء البلاغة: إن التوكيد ينفي احتمال المجاز، ما يمكن نحمل الناس على البعض، ثم إننا نرد عليهم من جهة أخرى أن الله يقول (( الذي يجدونه مكتوبا عندهم )) وهذا نص صريح، لأن التوراة والإنجيل ما هي عند العرب، عند من؟ عند بني إسرائيل اليهود والنصارى، عندهم في التوراة والإنجيل، فبطل احتمال أن تكون الآية لا تشمل اليهود والنصارى، وصارت الآية في هذا الباب محكمة غاية الإحكام. بقي عندنا الآيتان السابقتان، هي عند التأمل ما فيها شبهة، لأن قوله تعالى (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )) ذكر الله بعدها (( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم )) قال كثير من المفسرين: المراد بذلك فارس والروم، وأيضا بعث في الأميين معناه أن أول بعثته كانت من الأميين، وفي الأميين، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ما فتح في عهده سوى جزيرة العرب، ما فتحت الشام ولا مصر ولا العراق، إنما هي الجزيرة فقط، فكان أول ما تمخضت الرسالة من أين؟ من جزيرة العرب.
وأما قوله: (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) وتشبيههم بأن أحمد غير محمد، فالجواب عنه من وجهين، الوجه الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم له أسماء متعددة منها أحمد ومحمد، ولكن اختير اسم أحمد في الإنجيل أو على لسان عيسى، لأنها أبلغ من كلمة محمد، لأن أحمد كما تعرفون اسم تفضيل، وهي صالحة لأن تكون مبنية من الفاعل ومبنية من المفعول، أي أنه أحمد الناس لربه، وأنه أحق الناس أن يحمد، فيكون في هذا من إظهار كمال الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو ظاهر ولا لأ؟ لأن أحمد هل هو معناه أحمد الناس لربه ولا معناه أحق الناس أن يحمد؟ كلا الأمرين، يعني أنها مصوغة من اسم فاعل ومن اسم مفعول، فهو أحمد الناس وهو أحق الناس بالحمد عليه الصلاة والسلام، وإنما اختير هذا الاسم ليظهر فضله في بني إسرائيل، ثم نقول: إن الآية صريحة في أن هذا النبي أحمد قد جاء لأن الله قال: (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات )) إذن قد جاء أحمد ولا لأ؟ قد جاء، فيكون قولهم ما بعد جاء أحمد هذا كذب، فنقول أحمد قد جاء، ومن المعلوم أنكم أنتم تقولون لا نبي بعد عيسى، إذا كان تقولون لا نبي بعد عيسى فهذا محمد هو الذي قد جاء، فيكون هو المراد بالآية، وحينئذٍ تكون الآية ليست من المتشابه، ولا آية الجمعة، فإن أبيتم إلا أن تكون من المتشابه، قلنا تحمل على الآية التي ليس فيها تشابه وهي آية الأعراف، نعم.
يقول لي واحد من شبابنا أن فيه نصراني جاء له وقال له ما عندنا في التوراة والإنجيل ذكر لمحمد ... أن كتبكم محرفة ... خطر النصارى علينا ... يعني مثل هذا الذي ... وهذا هو السر في قوله عليه الصلاة والسلام ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) فالمهم أنه ... ولكن محمد ... رحمه الله ذكر في سورة الأعراف أكثر من عشرين نص تدل على بشارة التوراة والإنجيل بمحمد عليه الصلاة والسلام .