شرح قول المصنف : وقال أبو العباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه : أن الله تعالى قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ... ) الحديث وقد تقدم - وهذا كثير في الكتاب والسنة ، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به . قال بعض السلف : هو كقولهم : كانت الريح طيبة ، والملاح حاذقاً ، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير . حفظ
الشيخ : " وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه " إلى آخره ، قال أبو العباس هو شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله، سمي بذلك لأن له ولدا اسمه العباس دفن إلى جنبه كما عند المسجد الأموي، إذا أتيت إلى المسجد الأموي قالوا لك هذا أحمد بن تيمية وهذا قبر ابنه إلى جنبه، كأنه ولد له من غير زوجة، نعم أو لا؟ إذن العباس ولده؟ ههه، نعم، هذا كذب، شيخ الإسلام ما تزوج رحمه الله فهو مكنى بهذه الكنية لكن بدون أن يكون له ولد، وهذا شيء لا شك فيه من الناحية التاريخية.
قال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه ( أن الله تعالى قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) الحديث وقد تقدم، وين تقدم فيه؟
الطالب : ...
الشيخ : في الأنواء؟ نعم.
يقول " وهذا كثير في الكتاب والسنة " وهذا المشار إليه إثبات الكفر لمن أضاف النعم إلى السبب متناسيا المسبب، أو إلى سبب غير صحيح، كما في الاستسقاء بالأنواء، فإن هذا السبب غير صحيح.
يقول : " وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به " فهذا الذي يضيف إنعام الله إلى غيره مستحق للذم؟ نعم، مستحق للذم، إذا كنت لو أتى إليك عبدُ فلان بهدية منه من فلان، فشكرت العبد دون السيد، وش يعتبر هذا؟ سوء أدب، سوء أدب مع السيد وكفران لنعمة السيد، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : ونسبة هذا المملوك إلى سيده أكثر من نسبة الأسباب إلى الخالق عز وجل، فإذا أضفت الشيء إلى السبب دون الخالق فهذا أقبح مما إذا أضفت هذه الهدية إلى العبد دون سيده، وهي من سيده، فالله عز وجل هو الخالق للأسباب، فلا تضف النعم إلى أسبابها، لماذا؟ أولا: لأن خالق هذا السبب من هو؟
الطالب : هو الله.
الشيخ : فكان الواجب هو الذي يشكر وتضاف النعمة إليه. ثانيا: أننا نجد الأسباب قد لا تؤثر، مع أنها أسباب يحصل بها الشيء لكنها لا تؤثر، ثبت في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ليس السنة أن لا تمطروا بل السنة أن تمطروا ثم لا تنبت الأرض ) المطر سبب للنبات، لكن أحيانا لا يجعله الله سببا، تبطل السببية، إذن لو كان المطر مؤثرا بنفسه هل يحصل المطر بدون نبات؟ ما يحصل، إذن فالله عز وجل هو خالق السبب، وقادر على أن لا يكون هذا السبب سببا، ولا لأ؟ قادر، قادر سبحانه وتعالى أن يجعل هناك موانع تمنع من نفوذ هذا السبب شرعا أو قدرا، أليس كذلك؟ كما لو فرض أن هذا الوادي الذي يسقي هذه الروضة وجد فيه حواجز، حواجز تمنع، أو وجد فيه حفر تبلع الماء، هل يصل إلى هذه الروضة أو ما يصل؟ ما يصل، لماذا؟ لوجود مانع، ومن عرف الأسباب وموانعها عرف أن كل شيء بيد الله عز وجل، فالأسباب أولا الخالق لها هو الله، ثانيا: أن السبب قد لا يؤثر، ثالثا: أن السبب قد يكون له مانع يمنع من تأثيره، فكيف يليق بك أن تضيف الشيء إلى سببه وتنسى الخالق تنسى المسبب وهو الله عز وجل.
إذن يقول ابن تيمية رحمه الله يقول : " إن الله تعالى يذم من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به "، والذي يضيف إنعام الله إلى غيره ويشرك به جدير بأن يذم، نعم، شرعا وعقلا.
" قال بعض السلف : هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير " كانت الريح طيبة هذا في السفن، السفن الشراعية تجري بماذا؟ بالريح (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها )) فهي تجري بالريح، إذا كانت الريح طيبة يعني ما هي بهادئة فتقف السفينة ... السفينة يكون السفر مريحا ولا لأ؟ يكون مريحا، كذلك إذا كان الملاح حاذقا جيدا، يعرف كيف يساير الرياح، لا يستقبلها استقبالا هذا أيضا يكون ... هذا ما هو صحيح ... الله سبحانه وتعالى لو شاء سبحانه وتعالى ... ولو شاء لأعمى ... الملاح ...
أيش معنى معرفة المعنى؟ .. صار الإنسان كافرا إما أن يطلقوا عليه اسم الكفر كما تقوله المعتزلة، وإما أن يكون لا مؤمن ولا كافر، فهو في منزلة بين المنزلتين، ولكن الصواب ما قاله المؤلف وهو مذهب أهل السنة والجماعة، إذ لا مانع يكون في الإنسان من هذا ومن هذا، نعم إذا وجد الكفر الذي دل الشرع على أنه لا إيمان معه صار كفرا لا يجتمع مع ... نعم.
الطالب : ... هل تعبيره هنا صحيح ، ولا لو عبر بمعنى آخر ...
الشيخ : ... لكن هو قصده ... بمعنى باعتبار انفراد كل واحد، كل واحد ضد للثاني، لكن الصحيح قد يقال أن التعبير لو قال المؤلف اجتماع الخلافين في القلب، لكن على كل حال يتساهلون في التعبير.
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم، هذا اصطلاح المناطقة أهل المنطق يقولون الضدان اللذان لا يرتفعان ولا يجتمعان.
الطالب : صحيح هذا؟
الشيخ : صحيح.
طيب، إذن الصواب ما قاله المؤلف من أن الكفر والإيمان قد يجتمعان، نعم.
الطالب : هل ...؟
الشيخ : لا لا شيء واحد، ... ما في إشكال، يعني أنه قد يكون كافرا كفرا محضا ومؤمنا إيمانا محضا هذا ما فيه إشكال، لكن اجتماعهما بمعنى وجودهما في آن واحد هذا هو محل الخلاف، والصواب أنهما قد يجتمعان، لكن إذا كان الكفر أكبر لا يمكن يجتمع مع الإيمان، وكذلك الإيمان الكامل وهذا نادر أن يكون الإنسان عنده إيمان لا كفر معه، لا بد من المعاصي. طيب، تقدم لنا الحكم في قول لولا، وذكرنا أن هذا أقسام، نعم، القسم الأول ابدأ.