شرح قول المصنف : باب : قول الله تعالى : (( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )) حفظ
الشيخ : " باب: قول الله تعالى: (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) " (( فلا تجعلوا لله أندادا ))، اتل أول الآية: (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) لما ذكر الله سبحانه وتعالى ما يقر به هؤلاء من أفعاله التي لم يفعلها غيره، الذي خلقكم والذين من قبلكم، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، هذه أفعال لا يفعلها غيره سبحانه وتعالى، هم يقرون بها ولا لأ؟ يقرون بأنه لا ند له في ذلك، وأنه وحده الفاعل لهذا يقرون به، كل من أقر بذلك لزمه أن لا يعبد إلا هذا، لأنه لا يستحق العبادة من لا يفعل ذلك، ولا تنتفي العبادة عمن فعل ذلك، ولهذا أتى بالفاء الدالة على ... والسبب، فلا تجعلوا أي فبسبب ذلك لا تجعلوا لله أندادا، ولا هذه ناهية، والأنداد جمع ند وهو النظير والشبيه، لا تجعلوا له أندادا في الربوبية، صح؟ يقولون ما جعلنا ندا، لأنهم هم ما جعلوا لله أندادا في الربوبية، لكن نعم نقول لا تجعلوا لله أندادا في الربوبية لمن ينكر الربوبية، لكن هؤلاء لا تجعلوا له أندادا في العبادة كما أنكم لم تجعلوا له أندادا في الربوبية، ولهذا قال: (( وأنتم تعلمون )).
لا تجعلوا له أندادا في أسمائه وصفاته؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأنهم هم قد يصفون غير الله بأوصاف الله عز وجل، كاشتقاق العزى من العزيز، وهم أيضا يسمون رحمن اليمامة، فيعطونه وصفا لا يليق إلا بالله.
وقوله: (( وأنتم تعلمون )) الجملة هنا حالية في موضع نصب حال من فاعل تجعلوا، يعني: والحال أنكم تعلمون، المعنى تعلمون أنكم جاعلون لله أندادا، أو تعلمون أنه لا ند له؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : فلا فرق بين الأمرين، فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون أنكم جاعلون له أندادا، فأما إن جعلتم أندادا وأنتم جاهلون بذلك فافعلوا؟
الطالب : لا.
الشيخ : إذن ما يستقيم المعنى، كذا؟ ما يستقيم؟ طيب، وأنتم تعلمون أيش ؟ أنه لا أنداد له، لأن هذا محط التقبيح من هؤلاء، أنهم يجعلون أندادا وهم يعلمون أنه لا أنداد له، في ماذا؟
الطالب : في الربوبية.
الشيخ : في الربوبية، أما في الألوهية فيجعلون له أندادا، ولهذا قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) ويقولون في تلبيتهم " لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك " وش هالقول الخربان، إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك، طيب إذا كان مملوك كيف يكون شريك؟ ولهذا نعى الله عليهم عقولهم في قوله: (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )).
إذن الأنداد بالمعنى العام بقطع النظر عن كونه يخاطب أقواما يقرون بالروبية يشمل الأنداد في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، طيب، وأنتم تعلمون أنه لا ند له.