شرح قول المصنف : وعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ) رواه أبو داود بسند صحيح . حفظ
الشيخ : " وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ) رواه أبوا داود بسند صحيح ". ( لا تقولوا ) لا ناهية ولهذا جزم الفعل بعدها، لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، لماذا؟ لأن هذا يقتضي تسوية المعطوف والمعطوف عليه حيث جاء بالواو، وهذا شرك.
ولكن هل هو شرك أكبر أو أصغر؟ سبق لنا أن فيه تفصيلا، فإن قصد أن المعطوف مساوٍ لله عز وجل، فهو شرك أكبر، وإن لم يقصد ذلك وفي قلبه أن المعطوف أقل من المعطوف عليه، لكنه أتى بهذه العبارة فهو شرك أصغر، لأنه شرك في اللفظ، وليس شركا في المعنى، فيكون شركا أصغر. طيب، وإن اعتقد أن المعطوف أعلى من المعطوف عليه، لكنه أتى بالمعطوف عليه تزلفا كما يأتي من بعض المنافقين مثلا اللي يقولون هذا الكلام وفي قرارة نفوسهم أن المعطوف أعظم، أشد هذا ، أشد من، يعني جعل غير الله أعظم من الله والعياذ بالله، فالمراتب إذن ثلاث: أن يعتقد أن المعطوف أعظم، أو أنه مساو، أو أنه أقل، وفي كل الحالات هو شرك لكن في الحالين الأولين يكون شركا أكبر مخرجا عن الملة مبيحا للدم والمال، وفي الأخيرة يكون شركا أصغر.
( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، لما نهى بين الطريق المباح، قال: ( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، لماذا جاء بهذه الكلمة؟ لأن ثم للترتيب والتراخي، فتفيد أن المعطوف أقل مرتبة من المعطوف عليه بكثير ولا بقليل؟ بكثير، لأن هذا مقتضى ثم للتراخي.
بقي أن يقال: ما حكم قول ما شاء الله فشاء فلان بالفاء؟
قلنا: هذه مرتبة بين مرتبتين، بين مرتبة الواو ومرتبة ثم، فهي تختلف عن ثم بأن ثم للتراخي، وتوافقها بأنها للترتيب، أو لا؟ وأما الفاء فإنها للترتيب لكن للتعقيب معاقبة، فالذي يظهر لي أنها جائزة لكن التعبير بثم أولى، لأنها اللفظ الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنها أبين في إظهار الفرق بين الخالق وبين المخلوق.
يستفاد من هذا الحديث زيادة على موضوعه الذي ساقه المؤلف من أجله إثبات المشيئة للإنسان، أو لا؟ ثم شاء فلان، والذين نفوا المشيئة عن العبد من هم؟
الطالب : القدرية.
الشيخ : لا، الجبرية، الجبرية نفوا المشيئة عن العبد، وقالوا: إن العبد يفعل بدون مشيئة وبدون اختيار وبدون قدرة، بل هو مجبر على عمله مسلوب الإرادة والقدرة، والذي ينزل من السطح مع الدرج كالذي يسقط من السطح بالريح، كلاهما سواء. وتقدم لنا عدة مرات مناقشة هذا الرأي وبيان أنه من أبطل الأقوال.
طيب، ويستفاد من هذا الحديث فائدة هامشية كما يقولون ما هي من الموضوع الذي من أجله ساقه المؤلف، أنه ينبغي لمن سد عن الناس بابا محرما أن يفتح لهم باب المباح، وش وجهه؟ ( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، فسد الباب المحرم ولكن فتح الباب المباح، ونظير ذلك في القرآن قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا )) بعده؟ (( وقولوا انظرنا )) أرشدهم إلى اللفظ الجائز، (( وقولوا انظرنا ))، وكذلك في المعاملات قال الرسول عليه الصلاة والسلام لما جيء إليه بتمر جيد وأخبره الآتي به أنه يأخذ الصاع منه بالصاعين والصاعين بالثلاثة، قال: ( لا تفعل، ولكن بع الجمع بالدراهم، ثم اشتر بالدراهم جنيبا ) يعني تمرا جيدا، فأرشده إلى المباح، وهكذا ينبغي لكل إنسان ينهى الناس عن شيء هم واقعون فيه أن يبين لهم المخرج، أما يقول هذا حرام ولا يجوز، طيب افتح لهم باب، نعم، ولهذا ينبغي لكل داعية وكل ناصح أن يبحث أولا عن البديل، ابحث أولا عن البديل، ثم انه عنه، هذا هو الأفضل والحكمة، افرض أننا نجد رجلا على رأس العمل قائم، لكن ما في خير، فأردنا أن نكلم عنه من يزيله عن هذا العمل، ماذا نصنع؟ نقول وخر فلان فقط؟ نجيب واحد، نقول هذا خير منه، لأجل أن يسد هذا بهذا، أما أن نترك الناس على، وهم محتاجين لهذا الشيء نسده عليهم، ثم لا نفتح لهم الباب المباح، وفي الأبواب المباحة والحمد لله ما يغني عن هذا، نعم.
الطالب : ... يرد على طائفة ال
الشيخ : من؟
السائل : القدرية والجبرية ما شاء الله ثم شئت.
الشيخ : أي، وفيه أيضا إذا قلنا ما شاء الله إذا صار مما يتعلق بأفعال العباد ما شاء الله ففيه رد على القدرية، لكن قد يكون متعلق بفعل الله، نعم.
ولكن هل هو شرك أكبر أو أصغر؟ سبق لنا أن فيه تفصيلا، فإن قصد أن المعطوف مساوٍ لله عز وجل، فهو شرك أكبر، وإن لم يقصد ذلك وفي قلبه أن المعطوف أقل من المعطوف عليه، لكنه أتى بهذه العبارة فهو شرك أصغر، لأنه شرك في اللفظ، وليس شركا في المعنى، فيكون شركا أصغر. طيب، وإن اعتقد أن المعطوف أعلى من المعطوف عليه، لكنه أتى بالمعطوف عليه تزلفا كما يأتي من بعض المنافقين مثلا اللي يقولون هذا الكلام وفي قرارة نفوسهم أن المعطوف أعظم، أشد هذا ، أشد من، يعني جعل غير الله أعظم من الله والعياذ بالله، فالمراتب إذن ثلاث: أن يعتقد أن المعطوف أعظم، أو أنه مساو، أو أنه أقل، وفي كل الحالات هو شرك لكن في الحالين الأولين يكون شركا أكبر مخرجا عن الملة مبيحا للدم والمال، وفي الأخيرة يكون شركا أصغر.
( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، لما نهى بين الطريق المباح، قال: ( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، لماذا جاء بهذه الكلمة؟ لأن ثم للترتيب والتراخي، فتفيد أن المعطوف أقل مرتبة من المعطوف عليه بكثير ولا بقليل؟ بكثير، لأن هذا مقتضى ثم للتراخي.
بقي أن يقال: ما حكم قول ما شاء الله فشاء فلان بالفاء؟
قلنا: هذه مرتبة بين مرتبتين، بين مرتبة الواو ومرتبة ثم، فهي تختلف عن ثم بأن ثم للتراخي، وتوافقها بأنها للترتيب، أو لا؟ وأما الفاء فإنها للترتيب لكن للتعقيب معاقبة، فالذي يظهر لي أنها جائزة لكن التعبير بثم أولى، لأنها اللفظ الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنها أبين في إظهار الفرق بين الخالق وبين المخلوق.
يستفاد من هذا الحديث زيادة على موضوعه الذي ساقه المؤلف من أجله إثبات المشيئة للإنسان، أو لا؟ ثم شاء فلان، والذين نفوا المشيئة عن العبد من هم؟
الطالب : القدرية.
الشيخ : لا، الجبرية، الجبرية نفوا المشيئة عن العبد، وقالوا: إن العبد يفعل بدون مشيئة وبدون اختيار وبدون قدرة، بل هو مجبر على عمله مسلوب الإرادة والقدرة، والذي ينزل من السطح مع الدرج كالذي يسقط من السطح بالريح، كلاهما سواء. وتقدم لنا عدة مرات مناقشة هذا الرأي وبيان أنه من أبطل الأقوال.
طيب، ويستفاد من هذا الحديث فائدة هامشية كما يقولون ما هي من الموضوع الذي من أجله ساقه المؤلف، أنه ينبغي لمن سد عن الناس بابا محرما أن يفتح لهم باب المباح، وش وجهه؟ ( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، فسد الباب المحرم ولكن فتح الباب المباح، ونظير ذلك في القرآن قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا )) بعده؟ (( وقولوا انظرنا )) أرشدهم إلى اللفظ الجائز، (( وقولوا انظرنا ))، وكذلك في المعاملات قال الرسول عليه الصلاة والسلام لما جيء إليه بتمر جيد وأخبره الآتي به أنه يأخذ الصاع منه بالصاعين والصاعين بالثلاثة، قال: ( لا تفعل، ولكن بع الجمع بالدراهم، ثم اشتر بالدراهم جنيبا ) يعني تمرا جيدا، فأرشده إلى المباح، وهكذا ينبغي لكل إنسان ينهى الناس عن شيء هم واقعون فيه أن يبين لهم المخرج، أما يقول هذا حرام ولا يجوز، طيب افتح لهم باب، نعم، ولهذا ينبغي لكل داعية وكل ناصح أن يبحث أولا عن البديل، ابحث أولا عن البديل، ثم انه عنه، هذا هو الأفضل والحكمة، افرض أننا نجد رجلا على رأس العمل قائم، لكن ما في خير، فأردنا أن نكلم عنه من يزيله عن هذا العمل، ماذا نصنع؟ نقول وخر فلان فقط؟ نجيب واحد، نقول هذا خير منه، لأجل أن يسد هذا بهذا، أما أن نترك الناس على، وهم محتاجين لهذا الشيء نسده عليهم، ثم لا نفتح لهم الباب المباح، وفي الأبواب المباحة والحمد لله ما يغني عن هذا، نعم.
الطالب : ... يرد على طائفة ال
الشيخ : من؟
السائل : القدرية والجبرية ما شاء الله ثم شئت.
الشيخ : أي، وفيه أيضا إذا قلنا ما شاء الله إذا صار مما يتعلق بأفعال العباد ما شاء الله ففيه رد على القدرية، لكن قد يكون متعلق بفعل الله، نعم.