شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: معرفة اليهود بالشرك الأصغر. الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى.
الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: (أ جعلتني لله نداً؟) فكيف بمن قال: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . . . والبيتين بعده.
حفظ
الشيخ : .. فقال: إنكم تشركون نعم طيب.
القارئ : " الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى "
الشيخ : يعني معناه أنه إذا كان له هوى فهم شيئا وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه، فاليهود أنكروا على المسلمين قولهم: ما شاء الله وشئت، وهم يقولون أعظم من هذا وأفدح، يقولون إن عزيرا ابن الله، وهذه الكلمة " فهم الإنسان إذا كان له هوى " يعني أن بعض الناس يفهم النصوص على حسب هواه، وهذا كثيرا ما يقع فيمن قلد، تجده يحمل النصوص على ما يوافق مذهبه، ويحمّلها من الدلالات ما لا تحتمل، وكذلك أيضا بعض العصريين الآن الذين يحملون النصوص ما لا تحتمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك، كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه، ثم يكون فهمه تابعا لها، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده، ولهذا يقولون: " استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تستدل " لأنك إذا اعتقدت ثم استدللت فربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده، كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه.
والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه، نعم.
الطالب : شيخ أليس مقصد الشيخ أن صاحب الهوى يفهم الحق ويعزب عنه؟
الشيخ : ويدخل هذا، يدخل في العبارة، أنه يفهم الحق ولكنه يرتكب ما هو أشد منه، فيفهم شيئا ويعمه الله عن شيء.
الطالب : ...
الشيخ : لتجدن
الطالب : ...
الشيخ : للذين آمنوا الذين قالوا
الطالب : الذين قالوا إنا نصارى، فيقولون إن النصارى أقرب من اليهود ...
الشيخ : إذا كان هذا الأمر واقعا في النصارى، فهم أقرب مودة، ما هو معناه إنا نحن نودهم، نحن ما نودهم أبدا لا مودة قريبة ولا بعيدة، لكن هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا، أقرب الناس مودة للذين آمنوا، المودة من أين حاصلة؟ منهم لنا لا منا لهم، نحن لا يجوز أن نودهم مهما كان الأمر، لكن هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا لهذا السبب، لأن منهم قسيسين ورهبانا، فإذا وجد ذلك منهم فإنه يدل على أنهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا، أما إذا لم يوجد منهم ذلك كما هو الواقع الآن فإنهم كاليهود، ولهذا قال الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )) أي، نعم.
الطالب : اللي يقربهم الآن ويودهم لأنهم ...
الشيخ : ما فهم القرآن، أنت الآن وش تفهم؟ (( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا )) وش تفهم منها؟ أننا نودهم أو هم يودوننا؟
الطالب : ...
الشيخ : أي، لكن الذين آمنوا صاروا مؤمنين، زال عنهم وصف النصرانية، الكلام على النصارى من حيث هم نصارى، (( لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ))، ما قال: لتجد أقرب مودة للمؤمنين للذين قالوا إنا نصارى، لو كان كذلك لكان معنى ذلك أن مودتنا لهم أقرب من مودة غيرهم، لكن قال: (( أقربهم مودة للذين آمنوا ))، هم يقربون لنا، أي نعم، نعم.
القارئ : " الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم ( أجعلتني لله ندا ) فكيف بمن قال: مالي من ألوذ به سواك، والبيتين بعده ؟ "
الشيخ : أجعلتني لله ندا، وهو ما قال إلا ما شاء الله وشئت، فكيف بمن نسي الله عز وجل في جانب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال هذا الكلام الذي قاله الشيخ رحمه الله: مالي من ألوذ به، ويشير إلى بيتين للبوصيري في " البردة " القصيدة المشهورة، يقول :
" يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم "
البيتين بعده ما هما؟
" إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي *** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
هذا جعل الرسول لله ندا؟
الطالب : أعظم.
الشيخ : ما هو أعظم، ما جعل لله شيئا أبدا، ما جعل لله شيء، جعل الشيء كله للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا والعياذ بالله غاية ما يكون من الكفر، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا غير صحيح.
الطالب : عند حلول الحادث العمم
الشيخ : عند حلول الحادث العمم، أي نعم، هذا غير صحيح، لأن قوله: مالي من ألوذ به سواك، حتى الله ليس له، والشفاعة ما تكون إلا بعد إذن الله، أي نعم، يؤولونه مع أن الحديث عام، ثم الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو بيأخذ بيده هو ولا غيره حتى يشفع له، هذا والعياذ بالله غلو، ودواء ذلك أن الله تعالى يجعل في قلب العبد تعظيما لله سبحانه وتعالى ومحبة لله، وأن يعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما نال الشرف إلا لأنه رسول الله، لا لأنه محمد بن عبد الله، إنما نال ذلك لأنه رسول الله، فلكونه رسول الله صار له هذه المنزلة العظيمة، نعم، نعم؟
الطالب : طيب، بماذا يحكم على من قال بهذا القول؟
الشيخ : يحكم عليه بأنه منكر لرب العالمين، وأنه كافر بالله عز وجل، كافر بالله، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا، نعم، هاه؟
الطالب : قائل القصيدة؟
الشيخ : قائله مثل ما قلنا كثيرا أن تكفير المعين ما يمكن يكفّر حتى تقوم عليه الحجة، نعم.
القارئ : " الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى "
الشيخ : يعني معناه أنه إذا كان له هوى فهم شيئا وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه، فاليهود أنكروا على المسلمين قولهم: ما شاء الله وشئت، وهم يقولون أعظم من هذا وأفدح، يقولون إن عزيرا ابن الله، وهذه الكلمة " فهم الإنسان إذا كان له هوى " يعني أن بعض الناس يفهم النصوص على حسب هواه، وهذا كثيرا ما يقع فيمن قلد، تجده يحمل النصوص على ما يوافق مذهبه، ويحمّلها من الدلالات ما لا تحتمل، وكذلك أيضا بعض العصريين الآن الذين يحملون النصوص ما لا تحتمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك، كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه، ثم يكون فهمه تابعا لها، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده، ولهذا يقولون: " استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تستدل " لأنك إذا اعتقدت ثم استدللت فربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده، كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه.
والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه، نعم.
الطالب : شيخ أليس مقصد الشيخ أن صاحب الهوى يفهم الحق ويعزب عنه؟
الشيخ : ويدخل هذا، يدخل في العبارة، أنه يفهم الحق ولكنه يرتكب ما هو أشد منه، فيفهم شيئا ويعمه الله عن شيء.
الطالب : ...
الشيخ : لتجدن
الطالب : ...
الشيخ : للذين آمنوا الذين قالوا
الطالب : الذين قالوا إنا نصارى، فيقولون إن النصارى أقرب من اليهود ...
الشيخ : إذا كان هذا الأمر واقعا في النصارى، فهم أقرب مودة، ما هو معناه إنا نحن نودهم، نحن ما نودهم أبدا لا مودة قريبة ولا بعيدة، لكن هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا، أقرب الناس مودة للذين آمنوا، المودة من أين حاصلة؟ منهم لنا لا منا لهم، نحن لا يجوز أن نودهم مهما كان الأمر، لكن هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا لهذا السبب، لأن منهم قسيسين ورهبانا، فإذا وجد ذلك منهم فإنه يدل على أنهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا، أما إذا لم يوجد منهم ذلك كما هو الواقع الآن فإنهم كاليهود، ولهذا قال الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )) أي، نعم.
الطالب : اللي يقربهم الآن ويودهم لأنهم ...
الشيخ : ما فهم القرآن، أنت الآن وش تفهم؟ (( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا )) وش تفهم منها؟ أننا نودهم أو هم يودوننا؟
الطالب : ...
الشيخ : أي، لكن الذين آمنوا صاروا مؤمنين، زال عنهم وصف النصرانية، الكلام على النصارى من حيث هم نصارى، (( لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ))، ما قال: لتجد أقرب مودة للمؤمنين للذين قالوا إنا نصارى، لو كان كذلك لكان معنى ذلك أن مودتنا لهم أقرب من مودة غيرهم، لكن قال: (( أقربهم مودة للذين آمنوا ))، هم يقربون لنا، أي نعم، نعم.
القارئ : " الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم ( أجعلتني لله ندا ) فكيف بمن قال: مالي من ألوذ به سواك، والبيتين بعده ؟ "
الشيخ : أجعلتني لله ندا، وهو ما قال إلا ما شاء الله وشئت، فكيف بمن نسي الله عز وجل في جانب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال هذا الكلام الذي قاله الشيخ رحمه الله: مالي من ألوذ به، ويشير إلى بيتين للبوصيري في " البردة " القصيدة المشهورة، يقول :
" يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم "
البيتين بعده ما هما؟
" إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي *** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
هذا جعل الرسول لله ندا؟
الطالب : أعظم.
الشيخ : ما هو أعظم، ما جعل لله شيئا أبدا، ما جعل لله شيء، جعل الشيء كله للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا والعياذ بالله غاية ما يكون من الكفر، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا غير صحيح.
الطالب : عند حلول الحادث العمم
الشيخ : عند حلول الحادث العمم، أي نعم، هذا غير صحيح، لأن قوله: مالي من ألوذ به سواك، حتى الله ليس له، والشفاعة ما تكون إلا بعد إذن الله، أي نعم، يؤولونه مع أن الحديث عام، ثم الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو بيأخذ بيده هو ولا غيره حتى يشفع له، هذا والعياذ بالله غلو، ودواء ذلك أن الله تعالى يجعل في قلب العبد تعظيما لله سبحانه وتعالى ومحبة لله، وأن يعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما نال الشرف إلا لأنه رسول الله، لا لأنه محمد بن عبد الله، إنما نال ذلك لأنه رسول الله، فلكونه رسول الله صار له هذه المنزلة العظيمة، نعم، نعم؟
الطالب : طيب، بماذا يحكم على من قال بهذا القول؟
الشيخ : يحكم عليه بأنه منكر لرب العالمين، وأنه كافر بالله عز وجل، كافر بالله، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا، نعم، هاه؟
الطالب : قائل القصيدة؟
الشيخ : قائله مثل ما قلنا كثيرا أن تكفير المعين ما يمكن يكفّر حتى تقوم عليه الحجة، نعم.