شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: النهي عن التسمي بملك الأملاك. الثانية: أن ما في معناه مثله، كما قال سفيان. الثالثة: التفطن للتغليظ في هذا ونحوه، مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه. الرابعة: التفطن أن هذا لإجلال الله سبحانه. حفظ
الشيخ : ثم قال : " فيه مسائل، الأولى: النهي عن التسمي بملك الأملاك " من أين يؤخذ، عبد الوهاب؟
الطالب : حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أن من أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك ).
الشيخ : طيب لو قال قائل: هذا ما في نهي، والمؤلف يقول فيه النهي، تبين أين النهي؟
الطالب : إن أخنع اسم عند الله.
الشيخ : وين النهي؟ النهي هو طلب الكف على وجه الاستعلاء بحرف لا.
الطالب : لا مالك إلا الله.
الشيخ : هذه لا نافية ما فيها نهي، يخبر أنه ما في مالك إلا الله.
الطالب : ...
الشيخ : النهي شرعا لا يستفاد من الصيغة المعينة المعروفة، بل إذا ورد الذم فيه أو سب فاعله أو ما أشبه ذلك فإنه يفيد النهي، صحيح أن صيغة النهي هي المضارع المقرون بلا الناهية، مثل: لا تفعل، ولكن إذا كان هناك ذم أو وعيد أو ما أشبه ذلك فهو متضمن لمعنى النهي وزيادة أيضا.
طيب، الفائدة الثانية يقول : " أن ما كان في معناه مثله كما قال سفيان " وش الذي في معناه؟
الطالب : ... حاكم الحكام وكما قال سفيان شاهان شاه.
الشيخ : نعم، وقاضي القضاة نعم طيب.
" الثالثة: التفطن للتغليظ في هذا ونحوه مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه " من أين تؤخذ يا عبد الرحمن؟
الطالب : ...
الشيخ : لم يقصد.
الطالب : ما في لم.
الشيخ : لا لم، لم يقصد، عندنا لم، يمكن ساقطة من بعض النسخ، لم يقصد معناه.
الطالب : وصفه بأنه أغيظ رجل وأخبثه ...
الشيخ : يعني سواء قصدت أم لم تقصد، فإن كنت قاصدا؟
الطالب : ...
الشيخ : آي فهو أشد، لأن القاصد إما أن يكون قوله مطابقا للواقع ولا يمكن أن يكون مطابقا للواقع، أو يمكن؟ إما أن يكون مطابقا للواقع فيكون واقعا في النهي والتحذير، وإن لم يكن مطابقا للواقع فقد تضمن الأمرين الكذب والوقوع في هذا الاسم المبغوض إلى الله عز وجل، يعني مثلا إذا سمينا شخصا بقاضي القضاة أو حاكم الحكام وهو ليس كذلك، هو من أجهل القضاة ومن أضعف الحكام، جمعنا بين أمرين بين الكذب في المعنى والوقوع في اللفظ المنهي عنه، وإن كان صدقا يعني صحيح أن هذا الرجل أعلى من ناس زمانه أو مكانه ويرجع القضاة إليه هذا وإن كان مطابقا للواقع ولكنه واقع في النهي عنه، هذا معنى قول المؤلف: " مع أن القلب لم يقصد معناه".
" الرابعة: التفطن أن هذا لأجل الله " التفطن أن هذا لأجل الله من أين تؤخذ يا خالد، التفطن من أن هذا لأجل الله؟
الطالب : لا مالك إلا الله.
الشيخ : من أين، من أين، حدد؟ أما تقرأ الحديث كله وتقول يؤخذ من هذا الحديث!
الطالب : يعني هذا النهي لأجل الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : آي أنا أقصد من أين نأخذه من الحديث.
الطالب : نأخذه: لا مالك إلا الله.
الشيخ : توافقون؟
الطالب : آي.
الشيخ : آي صح، بيّن، أشار إلى العلة في ذلك، وهو أنه لا مالك إلا الله كيف تقول ملك الأملاك؟ وهو ما في مالك إلا الله عز وجل.
طيب، ذكرنا فيما سبق الفرق بين ملك ومالك، أحمد؟
الطالب : الملك قد ... ليس كل ملك مالك وليس كل مالك ملك، قد يكون مسمى ملك ولكن لا يكون ...، وقد يكون الإنسان مالك بما يملكه من شيء ...
الشيخ : يعني الملك من ملك السلطان مطلقا؟ كذا؟
الطالب : ...
الشيخ : من ملك حسب حاله، هذا الملك، لكن قد ينفذ يفعل فيكون ملكا مالكا، وقد لا يفعل فيكون ملكا اسما وليس بمالك، وكذا أن المالك فهو الذي له تصرف في شيء معين كمالك البيت ومالك السيارة ومالك البهيمة وما أشبه ذلك هذا ليس بملك، لأنه ما له سلطة عامة أي نعم،
طيب، يستفاد من هذا الحديث أيضا فوائد غير هذه، لكن كأن المؤلف رحمه الله ذكر منها ما يتعلق بكتاب التوحيد، يستفاد منه إثبات الغيظ لله عز وجل، وأنه يتفاضل، لقوله: ( أغيظ ) وأغيظ اسم تفضيل.
ويستفاد من ذلك أيضا أن كل من تعاظم فجزاؤه عند الله أن يوضع ( إن حقا على الله ما ارتفع من شيء إلا وضعه ) وكل ( من تواضع لله رفعه الله ) لأن هذا مقتضى الجزاء في هذا الحديث.
ويستفاد من هذا الحديث أيضا: حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام في التعبير والتعليل، لأنه لما بين أن هذا أخنع اسم وأغيظه أشار إلى العلة، وهو لا مالك إلا الله، وهذا من حسن التعليم والتعبير، وهذا ينبغي لكل إنسان يعلم الناس أن يقرن الأحكام بما تطمئن إليه النفوس من أدلة شرعية أو علل مرعية، حطيتوا بالكم، لأن هذا العلم، قال ابن القيم في النونية :
" العلم معرفة الهدى بدليله *** ما ذاك والتقليد يستويان "
هذا هو العلم أن تربط الأحكام بأدلتها الأثرية أو النظرية، الأثرية يعني كتاب وسنة أو إجماع، والنظرية يعني العقلية العلل المرعية التي يعتبرها الشرع.
ثم قال: نعم؟