الإلحاد في أسماء الله تعالى . حفظ
الشيخ : ما معنى الإلحاد في أسماء الله ؟ الإلحاد مأخوذ من اللحد وهو الميل ، لحد وألحد بمعنى مال ومنه سمي الحفر في القبر لحدا لأنه مائل إلى جهة من جهاته إلى جهة القبلة ، فالإلحاد الميل ، وما معنى الإلحاد في أسماء الله ؟ هو الميل بها عما يجب لها عما يجب فيها الميل بها عما يجب فيها ، هذا الإلحاد في أسماء الله ، فمن أنكر اسما من أسماء الله فقد ألحد ، ومن أقر به وأنكر ما يدل عليه من صفة فقد ألحد ، ومن أقر به وبما يدل عليه من صفة ولكنه أنكر الأثر أو الحكم فقد ألحد ، كذا ؟ طيب ، ومن سمى الله بما لم يسم به نفسه فقد ألحد ، ومن سمى الله بما لا يليق به فقد ألحد ، ومن نقل هذه الأسماء إلى الأصنام فقد ألحد ، وبهذا نعرف أن الإلحاد أنواع الإلحاد أنواع
النوع الأول أن ينكر شيئا من أسماء الله أو مما دلت عليه من الصفات ، هذا النوع الأول انتبهوا ، النوع الأول من الإلحاد أن ينكر شيئا من الأسماء أو مما دلت عليه من الصفات أو الأحكام ، ما وجه كونه إلحادا ؟ لأنه مال بها عما يجب لها إذ الواجب إثباتها وسبق أنه لا يتم الإثبات إلا بإثبات ثلاثة أمور في المتعدي وأمرين في اللازم ، فإذا لم يثبت على هذا الوجه فقد مال بها عما يجب فيها هذه واحدة ، الثاني من الإلحاد عكس هذا يثبت أسماء الله ويزيد يأتي بأسماء لم يسم الله بها نفسه ، ومثلوا لذلك بتسميته علة فاعلة الفلاسفة يقولون ما هناك إله إنما هي علة فاعلة في هذا الكون تفعل وهذا الكون معمول لها ، وبعضهم يعبر عنه بالعقل الفعّال يقول اللي يدير هالكون هو العقل الفعال ، فيسمي الرب بهذا الاسم ، وكذلك النصارى يسمون الله بالأب يسمون الله بالأب ، هذا من الإلحاد لأنه يسمى الله بما لم يسم به نفسه وقد سبق أنه لا يجوز لأن أسماء الله توقيفية
النوع الثالث أن يجعلها دالة على التشبيه ، يقول نعم الله سبحانه وتعالى سميع وبصير ورحيم وقدير والإنسان سميع وبصير ورحيم وقدير ، أو لا ؟ طيب اتفقت هذه الأسماء فيلزم أن تتفق المسميات ويكون الله عز وجل مماثلا للخلق ، فيتدرج بتوافق الأسماء إلى التوافق في الصفات ويقول إنكم إذا أثبتم أن الله سميع وبصير وعليم وقدير ورحيم فالإنسان كذلك ، أو لا ؟ (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) والا لأ ؟ والعليم أيضا وصف الله الإنسان بالعلم ووصف الله الإنسان بالرحمة جاء في الحديث ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) وقال تعالى عن النبي عليه الصلاة والسلام (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) والإنسان كريم والله كريم أيضا والإنسان حي والله حي ، فتوصل إلى اعتقاد المماثلة من أين ؟ من أسماء الله وجعل هذه الأسماء مقتضية للتمثيل والتشبيه ، فمن جعل أسماء الله مقتضية للتمثيل بالخلق فإنه ملحد فيها ، كيف ذلك ؟ لأنها هي دلت على معان لائقة بالله عز وجل حيث قلنا فيما سبق أنها أسماء وأوصاف فهي إذن دالة على معان أيش ؟ لائقة بالله لا يمكن أن تكون مشابهة لما تدل عليه من المعاني في المخلوق ، أرأيت سمعك هل يكون كسمع الله ؟ أنت صحيح سميع بصير لكن سمعك كسمع الله ؟ لا سمعك حادث وسيزول ويلحقه النقص والا لأ ؟ وهل هو أيضا شامل إلى البعيد والقريب ؟ لا وكذلك البصر وغيره من الصفات ، هذه كم أنواع ؟ ثلاثة أنواع
النوع الرابع أن يشتق من هذه الأسماء أسماءً للأصنام ، فيقول الله إله وصنمه إله فيشتق من أسماء الله اسما لهذا الصنم سمّه اللات من الإله أو من الله ، وسمّه العزى من العزيز وسمّه مناة من المنان وعلى هذا فقس ، يأخذون من أسماء الله أسماء لهذه الأصنام لأجل أن يلبسوها ثوبا لا يصلح لها ، يسموها بما سمى الله به نفسه أو بما اشتق من أسماء الله حتى يضفوا عليها شيئا من الأبّهة والعظمة والألوهية فيبرروا ما هم عليه ، فصار الإلحاد أنواعه أربعة :
الأول أن ينكر شيئا من الأسماء أو مما دلت عليه من الصفات وهذا عده بعض العلماء اثنين فعدّ إنكار الأسماء وحده وإنكار الصفات وحده
والثاني أن يسمي الله بما لم يسم به نفسه
والثالث أن يجعلها دالة على التمثيل
والرابع أن يشتق منها أسماء للأصنام ، ونحن نعبر بالتمثيل أحسن من التشبيه ، ... نعم التمثيل أحسن من التشبيه لأنه هو الذي نفاه الله عز وجل نعم ، هو الذي نفاه الله في القرآن فقال (( ليس كمثله شيء )) ولم يقل ليس كشبهه شيء ، فنعبر بما عبر الله به عن نفسه ، وما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه من بعض الوجوه واشتراك في المعنى من بعض الوجوه والا لأ ؟ فمثلا المخلوق والخالق اشتركا في معنى الوجود والا لأ ؟ كلاهما موجود لكن وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه ، الاستواء على العرش واستواء الإنسان على البعير مثلا اشتركا في المعنى العام للاستواء لكن استواء الخالق يخصه واستواء المخلوق يخصه ولهذا جاءت في القرآن (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، طيب يقول الله عز وجل (( سيجزون ما كانوا يعملون )) هذا وعيد وهو كقوله تعالى (( سنفرغ لكم أيها الثقلان )) تهديد وليس المعنى أن الله عز وجل الآن فارغ، مشغول يريد يلحقه الفراغ فيما بعد لكن هذا من باب الوعيد والتهديد وهذا كقوله، وهكذا هنا (( سيجزون ما كانوا يعملون ))، وأشرت قبل قليل إلى التعبير بقوله (( سيجزون ما كانوا يعملون )) ولم يقل سيجزون العقاب مثلا إشارة إلى أن الجزاء من جنس العمل ، فكأنه هو العمل نفسه ، نعم
السائل : ... ما يشعر بالاستدراج ...
الشيخ : أي ، لا بس بالنسبة لنا ما نتركهم على باطلهم ، يعني بالنسبة لله عز وجل يمكن ، ... الوعيد
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما : " يلحدون في أسمائه يشركون " ، " يلحدون في أسمائه يشركون فيها " ، وقوله يشركون يتضمن الإشراك من الجهتين بأن يجعلوها دالة على المماثلة أو أن يشتقوا منها أسماء للأصنام كل هذا شرك ، فمن جعلها دالة على المماثلة ، تمثيل ... للخلق فقد أشرك لأنه جعل لله مثيلا ، ومن أخذ منها أسماء لأصنامه فقد أشرك به ، حيث جعل مسميات بهذه الأسماء تشارك الله عز وجل ، نعم يا
السائل : ... قوله تعالى (( سيجزون ما كانوا يعملون )) ...
الشيخ : أي نعم ، هو بارك الله فيكم هذا سؤال مهم ، العمل يطلق على القول والفعل فالذي يقابل القول الذي يقابل القول هو الفعل ، وأما العمل فهو شامل نعم للقول وللفعل ، (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) وهذا يكون بالأفعال ويكون بالأقوال ، ولهذا إذا أردت أن تقسم تقول ينقسم العمل إلى قول وفعل ، تقسم العمل ، فإذا قلت إلى قول وعمل فإن المراد بالعمل هنا أيش ؟ الفعل أي نعم ، من اللي بيسأل ؟