العبر المستفادة من حديث الأبرص والأقرع والأعمى . حفظ
الشيخ : طيب ، ومن فوائد الحديث أن الإنسان لا يلزمه الرضى بقضاء الله
الطالب : لا ، يلزمه
الشيخ : لا يلزمه الرضى بقضاء الله
الطالب : يلزمه
الشيخ : أي بالمقضي ، لا يلزمه الرضى بالمقضي ها ؟ كذا ؟ بعبارة أوضح لكم أنه لا يلزمه الرضى بالمصائب ها ؟ مايلزمه الرضى بها ؟
الطالب : لا ...
الشيخ : الرضى بالمصائب لا يلزم والصبر يلزم ، الصبر لازم والرضى غير لازم ولهذا هؤلاء الذين أصيبوا قالوا أحب إلينا أن يكون كذا وأن يكون كذا ، والرضى معناه أنه ليس يحب شيئا سوى ما وقع راضٍ به ، وقد سبق لنا أن مقام الانسان عند المصائب أن للإنسان عند المصائب أربعة مقامات : جزع وصبر ورضى وشكر ، كذا ؟ الجزع محرم والصبر واجب والرضى مستحب والشكر أحسن وأطيب الشكر أحسن وأطيب ، وقد سبق أيضا أننا أوردنا كيف يشكر الإنسان ربه على المصيبة وهي لا تلائمه ؟ كونه يشكر على النعمة واضح كونها تلائمه لكن كونه يشكر على المصيبة وهي لا تلائمه كيف ذلك ؟ وقلنا إن الإنسان إذا آمن بما يترتب على هذه المصائب من الأجر العظيم عرف أنها تكون بذلك نعمة والنعمة تشكر هذا وجه كون الإنسان يمكن أن يشكر على المصائب
السائل : لكن يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الحديث الذي مر معنا إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم
الشيخ : نعم
السائل : فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط ؟
الشيخ : نعم سبق لنا الكلام عليه وقلنا المراد بالرضى هنا الصبر أو الرضى بأصل القضاء دون المقضي ، لأنه في فرق بين أصل القضاء الذي هو فعل الله يجب الرضى به لأن الله حكيم عز وجل وبين المقضي فقد ذكرنا أنه ينقسم إلى أقسام : مصائب وأحكام الأحكام يجب الرضا بها ، الأحكام الشرعية يجب الرضى بها فترضى بأن هذا الشيء حرام وهذا واجب وهذا مباح وهذا مكروه وهذا سنة مثلا ، تقدم التفصيل فيه ، نعم
السائل : ...
الشيخ : أي استدلال ؟
السائل : ... لا يلزمه الرضى ...
الشيخ : نعم
السائل : اعادة وجه الاستدلال
الشيخ : وجه
السائل : الاستدلال
الشيخ : الفرق بين الرضى والصبر الصبر لا يحب الإنسان أن ذلك حصل ويحب أن ينتقل إلى غيره لكنه لا يجزع ما يجزع لأنه يعرف أنه عبد لله ولا يمكن أن ... عن فعل ربه به ، والرضى لا ، لا يحب سوى هذه الحال التي وقعت ولا يهمه أن تتغير أو ما تتغير هذا الرجل صبر يعني رضي والا ما رضي ؟ ما رضي بالمقضي ولهم الحق في ذلك ، ولهذا الإنسان إذا مرض يسأل الله أن يشفيه من المرض وإذا افتقر يسأل الله تعالى أن يرزقه الغنى وما أشبه ذلك
وفي هذا الحديث أيضا من الفوائد جواز الدعاء المعلق من أين نأخذه ؟
الطالب : إن كنت كاذبا
الشيخ : ( إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ) ( إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت )، فهذا ما قال صيرك الله إلى ما كنت قال إن كنت كاذبا وهو يعلم أنه كاذب والا ما يعلم ؟ يعلم أنه كاذب لكن هذا من باب التنزل معه ، وفيه أيضا دليل على جواز التنزل مع الخصم فيما لا يقر به المتنزل لأجل إفحام الخصم لأجل إفحام الخصم ، لأن قوله ( إن كنت كاذبا ) الملك يعلم أنه كاذب لكن بناء على قوله إن هذا ما حصل وأن المال ورثته كابرا عن كابر ، وقد ذكرنا أمثلة متعددة للتنزل مع الخصم هاه ؟ (( آلله خير أما يشركون )) فهنا لا تخيير بين الآلهة التي يعبدون من دون الله وبين الله عز وجل ، بل الله تعالى خير لكن هذا من باب التنزل معهم ، (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) ومعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه على هدى وأولئك على ضلال لكن هذا من باب التنزل معهم من باب العدل أي نعم ، وفيه دليل في الحديث دليل على أن بركة الله عز وجل لا نهاية لها ها ؟
الطالب : ...
الشيخ : من قوله بارك الله لك فيها فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم
هل يستفاد منه أن دعاء الملائكة مستجاب أو أن هذه قضية في عين ؟
الطالب : قضية في عين
الشيخ : نستفيد نستفيد من هذا إذا قلنا بأنه يدل على أن دعاء الملائكة مستجاب صار الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب وقال الملك آمين ولك بمثله صار حينئذٍ نعلم أن الدعاء قد استجيب ، ولكن هذا ليس باليقين ، فالظاهر لي أن هذا قضية في عين يعني في هذه المسألة أجاب الله دعاءه للابتلاء الذي سيكون لهؤلاء
ومن فوائد الحديث بيان أن شكر كل نعمة بحسبها ، فشكر نعمة المال أن يبذل المال في سبيل الله ، شكر نعمة العلم أن يبذل العلم لمن سأله بلسان الحال أو المقال ، وشكر نعمة البدن أن يعين الإنسان ببدنه في حاجته يرفع متاعه على دابته أو سيارته أو ما أشبه ذلك ، ونعمة الجاه أن يشفع بحسب جاهه ، شكر كل نعمة بحسبها والشكر الأعم الذي يستحق به الإنسان أن يكون من الشاكرين هو أن يقوم بطاعة المنعم على سبيل الإطلاق ، لأن الإنسان قد يشكر نعمة المال لكن ما يشكر نعمة البدن أو بالعكس ، لكن الشكر المطلق الذي يكون فيه الإنسان من الشاكرين هو أن يقوم الإنسان بطاعة المنعم في كل شيء ، ونظير هذا ما مر من التوبة ، التوبة من كل ذنب بحسبه لكن ما يستحق الإنسان وصف التوبة المطلق إلا إذا تاب من جميع الذنوب ، نعم
طيب ومن فوائد هذا الحديث دليل على جواز التمثيل أن يتمثل الإنسان بحال ليس هو عليها في الحقيقة مثل أن يأتي بصورة مسكين وهو غني أو ما أشبه ذلك للاعتبار ، ما تقولون في هذا هل يمكن ؟
الطالب : ما يمكن
طالب آخر : حسب الحاجة
الشيخ : لكن الملك لا يعمل بمعصية الله
الطالب : ... بأمر الله
الشيخ : طيب إذا كان فيها مصلحة إذا كان فيها مصلحة وأراد أن يختبر إنسان بمثل هذا فله ذلك ؟
الطالب : نعم
الشيخ : فله ذلك نعم
وفيه أيضا دليل على أن الابتلاء قد يكون عاما وظاهرا من أين يؤخذ ؟ من قوله ( فإنما ابتليتم ) فقد قررنا قبل قليل أن هذا دليل على أن المسألة مشهورة بينة
وفيه دليل على فضيلة الورع والزهد وأنه قد يجر صاحبه إلى ما تحمد عقباه بدليل قصة الأعمى فإنه لما كان زاهدا في الدنيا ولا يريد إلا ما تقوم به حاجته كان ... أن كان شكورا لنعمة الله نعم
وفيه دليل على ثبوت الإرث في الأمم السابقة وأن الميراث كما هو في الشريعة الإسلامية فهو أيضا في الشرائع السابقة ، لقوله ( ورثته كابرا عن كابر )، ( ورثته كابرا عن كابر )، فهذا دليل على أن الميراث كان مشهورا في الأمم السابقة.