تتمة العبر المستفادة من الحديث . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث إثبات صفتين من صفة الله عز وجل من صفات الله ، بل أكثر من صفتين : الرضى والسخط لقوله فرضي الله عنك نعم، وفيه الإرادة وهي ( أراد الله أن يبتليهم ) إثبات الإرادة ، وأهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفات على المعنى اللائق بالله على أنها حقيقة أو مجاز ؟ على أنها حقيقة فيقولون مثلا في الإرادة الله عز وجل يريد وإرادته نوعان : كونية وشرعية كونية وشرعية، والفرق بينهما أن الكونية يلزم بها وقوع المراد ولا يلزم أن يكون محبوبا لله ، قد يكون مرادا له كونا وليس محبوبا إليه وأما الشرعية فإنه لا يلزم بها وقوع المراد ويلزم أن يكون محبوبا لله ، عرفتم الفرق ؟ الفرق ؟
الطالب : الكونية يلزم وقوعها ... محبوبة لله
الشيخ : يلزم وقوع المراد بها ولا يلزم أن يكون محبوبا لله ، طيب والشرعية ؟
الطالب : لا يلزم ...
الشيخ : لا يلزم وقوع المراد بها ويلزم ؟
الطالب : أن تكون محبوبة
الشيخ : أن يكون محبوبا لله ، فإذا قال لك قائل : هل الله يريد الخير ؟ هاه
الطالب : ...
الشيخ : كونا أو شرعا ؟ الخير الواقع مراد لله كونا وشرعا ، يعني العمل الصالح إذا وقع فهو مراد لله كونا وشرعا وإن لم يقع فهو مراد شرعا غير مراد كونا ، والعمل السيء إذا وقع فهو مراد لله كونا غير مراد شرعا ، وإن لم يقع فهو غير مراد لا شرعا ولا كونا ، واضح ؟ هاه ؟
السائل : ماني فاهم يا شيخ يعني شنو كونا ...
الشيخ : كونا يعني خلقا وتقديرا تكوين يعني او التقدير، هذا معناه مثلا العمل الصالح إذا وقع فهو مراد كونا وشرعا يعني أراد الله أن يكون فكان هذا الكوني ، وشرعا لأنه محبوب لله فإن لم يقع فهو مراد شرعا غير مراد كونا
السائل : شرعا كيف.
الشيخ : شرعا أن الله أراده أراد منا أن نفعل يعني أحبه ، إذا العمل السيء
الطالب : كونا
الشيخ : نشوف ، العمل السيء إذا وقع فهو مراد كونا لا شرعا ، مراد كونا لأنه وقع لا شك أن الله أراده غير مراد شرعا لأن الله لا يحبه فان لم يقع فليس بمراد كونا ولا شرعا ، ولهذا نقول الإرادة الشرعية بمعنى المحبة والإرادة الكونية بمعنى المشيئة بمعنى المشيئة، نعم طيب
فيه أيضا إثبات الرضى الرضى فقد رضي الله عنه وهو موجود في عدة آيات في القرآن ، أهل السنة والجماعة يقولون إن الرضى صفة من صفات الله عز وجل ، صفة من صفات الله حقيقة لكنه ليس كرضى المخلوق بل هو صفة تليق بالله عز وجل لا تنتفي معه الحكمة ، بخلاف رضى المخلوق رضى المخلوق قد تنتفي معه الحكمة فإن الإنسان إذا رضي عن شخص مثلا فإن رضاه عنه قد تحمله العاطفة على أن يرضى منه بكل شيء ولا يضبط نفسه في معاملته لشدة رضاه عنه أو لا ؟ ولهذا يقول الشاعر :
" وعين الرضى عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا "
لكن رضى الله عز وجل لا ، رضى مقرون بالحكمة كما أن غضب المخلوق نعم ليس كغضب الخالق ، لأن غضب المخلوق قد يخرجه عن الحكمة لشدة غضبه أما غضب الخالق فلا ، طيب السخط كذلك نقول إن السخط صفة من صفات الله عز وجل وهو حقيقة وأما من فسر الرضى بالثواب أو بإرادة الثواب وفسر السخط بالعقاب أو بإرادة العقاب فإن قوله مردود عليه ، كيف مردود عليه ؟ لأنه على رأيه يصح أن نقول إن الله لا يرضى والا لأ ؟ نعم لأنه قال معنى رضي أي أراد أن يثيب معناه ما يرضى وأن نقول أن الله لا يسخط وهم لايقولون بذلك ، لو قالوا إن الله لا يرضى لكفروا لو قالوا إن الله لا يسخط لكفروا لأنهم جحدوا ما أخبر الله به عن نفسه لكنهم أولوها تأويلا ، لكن هذا التأويل حقيقته أنه يستلزم جواز نفي الرضى ، لأن المجاز معناه أنه ينفي الحقيقة ، وهذا أمر خطير جدا ولهذا ابن القيم رحمه الله وقبله شيخه ابن تيمية في كتاب " الإيمان " له بينا جزاهما الله خيرا أنه لا مجاز في القرآن بل لا مجاز في اللغة العربية كلها ، خلافا لمن قال إن كل قول يقوله الإنسان فهو مجاز كل قول نعم، حتى إذا قلت قال محمد كذا وكذا يقول هذا مجاز نعم، صنعت كذا هذا مجاز وكل شيء في اللغة فهو مجاز ، هذان طرفان لكن الطرف الأول أنه لا مجاز في اللغة هو الحقيقة هو الصواب
وقوله ( وسخط على صاحبيك ) فيه دليل على أن الصحبة تطلق على المشاكلة في شيء من الأشياء ولا يلزم أن تكون المصاحبة مقارنة لا يلزم نعم، فإن الصاحب معناه الذي يشبه هذا الشيء فصاحب هنا بمعنى من يشبه حالك في أن الله تعالى أنعم عليه بعد البؤس ثم حصل ما حصل منه ،نعم نعم
السائل : في بعض ال... يعني يستدلون يقولون إن شيخ الإسلام بن تيمية نفى كل المجاز
الشيخ : نفى
السائل : يعني نفى المجاز اللي قلت عنه هذا ، الكل يردد هذه العبارة فيستدل على أنه ما يجوز تنفي المجاز كله ...، يستدل باية (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ))
الشيخ : نعم
السائل : فكيف يتعاملون شيخ الإسلام ابن تيمية معه لازم ...
الشيخ : لا لا ، يتعامل مع هذا
السائل : ...
الشيخ : لا أبدا ما هي مجاز يقول حقيقة ، يقول حقيقة ... يكون الله على العرش ولا يلزم من كون المعية حقيقة أن يكون الله في مكان ... هذا القمر نقول معنا وهو في السماء.