قال ابن حزم افقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو،وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب " وعن ابن عباس في الآية قال : لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني إيل ،فيخرج من بطنك ، فيشقه ولأفعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطعاه فقخرج ميتا .ثم حملت فأتاهما فذطر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث ، فذلك قوله "جعلا له شركاء فيما ءاتاهما "رواه ابن أبي حاتم .وله بسند صحيح عن قتادة قال "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته " وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله "لئن ءاتاهما صالحا " قال "أشفقا أن لا يكون إنسانا " وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما .
حفظ
الشيخ : " قال ابن حزم رحمه الله : اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله " اتفقوا يعني العلماء والاتفاق بمعنى الإجماع يعني أجمعوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله ، يعني قيل فيه عبد الشمس عبد القمر عبد النهار عبد الحجر عبد اللات عبد العزى وما أشبهها ، عبد المسيح عبد الحسين عبد علي عبد النبي عبد الرسول كل هذا حرام بالإجماع ، والإجماع دليل من أصول الأدلة التي هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس ، يقول : " كعبد عمر وعبد الكعبة " مثّل بما أضيف إلى البشر وما أضيف إلى الحجر ، عبد عمر مضاف إلى البشر وعبد الكعبة إلى الحجر ، فما أضيف إلى غير الله مما عُبّد فإنه محرم بإجماع العلماء ، يقول : " وما أشبه ذلك " مثل حسين وش مثل ما يشبه ذلك ؟
الطالب : مثل عبد البيت
الشيخ : أي نعم ، عبد السيارة ها ؟ عبد الحسين عبد الرسول
الطالب : عبد الزوجة
الشيخ : عبد الزوجة ههه ، طيب ، زين ، بقي أن يقال هذا الإجماع ألا يعارضه قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ) هذا معبد لغير الله ؟ يقال الجواب أن هذا وصف ، الأخير وصف وليس علما وإنما هو وصف شُبّه المنهمك بمحبة هذه الأشياء المقدم لها على ما يرضي الله بمن ؟ بالعابد ، فعبد الدينار كقولك عابد الدينار فهو وصف فلا يعارض هذا الإجماع ، قال : " حاشا عبد - أنا بقولها ... - عبد المطلب " صححوا
الطالب : عبدَ
الشيخ : عبدَ وعبدِ كذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لكن لو قال ما حاشا لقال عبدَ المطلب والا يقال عبدِ المطلب ، إذن حاشا الاستثنائية إذا دخلت عليها ما وجب نصب ما بعدها وإلا جاز فيما بعدها النصب والجر ، طيب حاشا عبد المطلب ، نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أي نعم ، تصحبهما لكن ابن مالك يقول ما تصحبهما ، وغيره قال أنها تصحب ، طيب حاشا عبد المطلب ، عبد المطلب يعني أنهم لم يجمعوا على تحريمه ولكن أيش ؟ ولكن اختلفوا ولكن اختلفوا وليس المعنى لم يجمعوا ولكن أجمعوا على حله لأن هذا مستثنى من الإجماع فيكون مختلفا فيه فيكون مختلفا فيه ، أعرفتم ؟ زين
يقول " حاشا عبد المطلب فلم يجمعوا عليه " لماذا لم يجمعوا عليه ؟ الذين قالوا بالجواز قالوا لا يمكن أن نقول بالتحريم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا ابن عبد المطلب) نقول الرسول فعل محرما ؟ ما فعل محرما إذن فهو جائز ، فهو جائز أن يعبّد للمطلب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجسر أحد أن يقول إنه حرام اللهم إلا بنص ، هذا تقرير كلام ابن حزم رحمه الله ولكن الصواب أن عبد المطلب حرام وأنه لا يجوز التعبيد للمطلب فلا يجوز أن يسمي أحد ابنه عبد المطلب نعم، وذلك لأن ما استدل به من يجيزه لا دليل له فيه ، الرسول عليه الصلاة والسلام ما سمى أحدا عبد المطلب ولا أقر أحدا من أصحابه على تسميته بعبد المطلب ، والكلام في الحكم لا في الأخبار او في الحكم لا في الإخبار والرسول عليه الصلاة والسلام هنا أخبر أن له جدا اسمه عبد المطلب فقط ما أقره ، لكن هو اشتهر بهذا الاسم فانتسب إليه ، ففرق بين الإخبار وبين الإنشاء والإقرار ، فالإخبار شيء والإنشاء شيء آخر ، ولهذا قال ( إنّا بنو هاشم وبنو عبد مناف شيء واحد ) عبد مناف أيضا قال هل نقول يجوز التسمي بعبد مناف ؟ ما يجوز فباب الإنشاء غير باب الخبر ، فيكون قول الرسول عليه الصلاة والسلام عن ابن عبد المطلب من باب الإخبار وليس من باب الإنشاء ، وقد قال العلماء : " إن حاكي الكفر ليس بكافر " فالرسول عليه الصلاة والسلام إنما يتكلم عن شيء وقع وانتهى ومضى فالصواب أنه لا يجوز أن يعبد لغير الله مطلقا لا عبد المطلب ولا غير عبد المطلب ، وعليه فيكون التعبيد لغير الله من باب الشرك ، لو سميت ولدك بعبد المطلب صار هذا نوعا من الشرك أو بعبد الرسول صار نوعا من الشرك ، أو بعبد علي صار نوعا من الشرك أو بعبد الحسين صار نوعا من الشرك ، وكل هذا لا يجوز ، قال : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية " أي آية ؟ فلما آتاهما صالحا نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم
السائل : ... طلب منه أن يجعل ... اسمه عبد المطلب بن الحارث ...
الشيخ : لا ، الصحيح أن اسمه المطلب هذا الصحيح
السائل : ...
الشيخ : لا ما صح ، الصحيح أن اسمه المطلب وليس عبد المطلب
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الذي ذكرته ... عبد مناف
الشيخ : نعم
السائل : في الحديث ( إنا بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد )
الشيخ : لا ، وعبد مناف ، لأن المطلب يقال أن اسمه عبد مناف ، نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ... هل يقال أن ... ( انا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) للمباهاة
الشيخ : لا أبدا ، المهم أن الرسول ، المهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام ما سمى أحدا بعبد المطلب لكنه ذكر أن من أجداده من يسمى بهذا ولكنه لم ، نعم إذا قال قائل لماذا لم يقل أنا ابن عبد الله وإنما قال أنا ابن عبد المطلب ؟ لأن عبد المطلب أشهر من عبد الله
قال : " وعن ابن عباس في الآية قال لما تغشاها آدم " تغشى من ؟ حواء ، " تغشاها آدم قال حملت فأتاهما إبليس " إبليس فعليل من أبلس إذا يئس لأنه يائس من رحمة الله ، أتاهما إبليس " فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " شوف الكلام يعني القصة تستدل على أنها كذب من سياقها ، قال " إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " يريد بهذا الكلام أن يقبلا كلامه الذي يأمرهما به ، وهل هذا وسيلة لأن يقبلا كلامه أو لأن يردا كلامه ؟
الطالب : يرد كلامه
الشيخ : هذا وسيلة لأن يردا كلامه ، كيف يقول أن اللي أخرجتكم من الجنة وحصّلت المصيبة العظيمة عليكما فاقبلا كلامي ، لو كان هذا كان يقول أنا ناصح كما قال تعالى (( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين )) ما يجي يقول أخطأت عليكم في الأول وسأخطئ عليكم في الثاني نعم، يقول " قال أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني - هذه جملة قسمية - أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه " لتطيعاني وإن كان ما اطعتموني ما أطعتماني أيش يكون ؟ أجعل له قرني أيل والأيل ذكر الأوعال فيخرج من بطنك فيشقه ، ما يتصور أحد أن آدم وحواء يصدقان بأن إبليس يقدر أن يخلق للجنين قرونا تشق بطنها ، ما يمكن يصدقون هذا أبدا ، لو آمنا بذلك لكان الأمر عظيما والا لأ ؟ نعم ، " فيشقه ولأفعلن يخوفهما " - أيش المطلوب الذي يقول أطيعاني فيه - " سمياه عبد الحارث "" سمياه عبد الحارث " لماذا اختار عبد الحارث ؟ قيل لأن إبليس اسمه الحارث فأراد أن يعبداه لنفسه ، " سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه يقول فخرج ميتا " هذا أهون من أن يكون له قرون يشق البطن نعم، خرج ميتا هل ما هددهما به من التهديد الأول لأجعلن له قرني أيل هل حصل ذلك ؟ لا ، يجوز أن يكون قوله ولأفعلن من جملة ما هددهما أنه قال ولأخرجنه ميتا يمكن لكن الذي نص عليه وهو أن يجعل له قرني أيل ما حصل ، يقول " فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى (( جعلا له شركاء فيما آتاهما )) رواه ابن أبي حاتم " هذا تفسير الآية فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، لكن هذه الرواية ضعيفة ، بل قال ابن حزم إنها خرافة موضوعة مكذوبة ، خرافة موضوعة مكذوبة ما تصح ، هذا يقول : " فذلك قوله تعالى (( جعلا لها شركاء فيما آتاهما )) ، رواه ابن أبي حاتم وله بسند صحيح عن قتادة - " له لمن ؟ لابن أبي حاتم " بسند صحيح عن قتادة - قال : شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته " " شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته "، يعني أنهما أطاعاه فيما أمرهما به لا في العبادة ، هم ما عبداه لكن عبّدا الولد لغير الله لكن عبّدا الولد لغير الله، وفرق بين الطاعة والعبادة ، لو أن أحدا أطاع شخصا في معصية الله وفعل المعصية هل جعله شريكا مع الله في العبادة ؟ لا لكن في الطاعة حيث أطاعه فيما حرم الله عليه
" وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله (( لئن آتيتنا صالحا )) قال أشفقا أن لا يكون إنسانا " أشفقا الضمير يعود على آدم وحواء أن لا يكون إنسانا ، أشفقا بمعنى خافا وش يكون ؟ يكون حيوان والا جني والا ، (( فقالا لئن آتيتنا صالحا ))
" وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما " لكن الصحيح عن الحسن رحمه الله أن المراد بالآية غير آدم وحواء أن المراد بها المشركون من بني آدم هذا هو الصحيح عن الحسن ، ويأتي إن شاء الله بقية الأدلة على أن هذا القول لا يصح في الآية
الوجه الأول أنه ليس في ذلك ليس في ذلك خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وهذا من الأخبار التي لا تتلقى إلا بوحي ، وقد قال ابن حزم عن هذه القصة " إنها رواية خرافة مكذوبة موضوعة "
ثانيا أن نقول هذه القصة لو كانت في آدم وحواء لكانت حالهما إما أن يتوبا من هذا الشرك أو يبقيا على هذا الشرك ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : فإن قلنا إنهما بقيا على هذا الشرك فمعنى ذلك أن آدم وهو نبي من الأنبياء وحواء ماتا على الشرك وهذا أمر لا يمكن ، لو قلنا بذلك لكان هذا أعظم من قول بعض الزنادقة في آدم وحواء :
" إذا ما ذكرنا آدما وفعاله *** وتزويجه بنتيه بابنيه في الخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر *** وأن جميع الناس من عنصر الزنا "
أعوذ بالله ، هذا اللي يجوّز أن آدم عليه الصلاة والسلام وهو أحد الأنبياء يموت على الشرك أعظم من ذلك ، أقول إما أن يكونا قد تابا منه او لم يتوبا فإن كانا لم يتوبا فقد ماتا على الشرك وهذا فرية عظيمة ، وإن كانا قد تابا منه فإن ذلك لا يمكن أن يتفق مع كمال حكمة الله وعدله ورحمته لأنه لو لم يتوبا منه، لو تابا منه لكان الله تعالى قد ذكر خطيئتهما ولم يذكر توبتهما وهذا شيء مستحيل ، والله عز وجل إذا ذكر ما جرى لبعض أنبيائه ورسله من خطيئة ذكر توبتهم منها ، فيمتنع غاية الامتناع أن يذكر الله الخطيئة من آدم وحواء وقد تابا منها ولم يذكر توبتهما
الوجه الثالث أننا لو قلنا بذلك لجوزنا الشرك على الأنبياء والأنبياء معصومون من الشرك باتفاق أهل العلم
الوجه الرابع أنه قد ثبت في حديث الشفاعة ثبت في حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة فيعتذر بماذا ؟ بأكله من الشجرة والأكل من الشجرة معصية أهون من الشرك ولو كان قد وقع منه شرك لكان اعتذاره به أعظم وأولى وأحرى
الوجه الخامس في هذه القصة التي ذكرت عن ابن عباس أن الشيطان جاء إليهما وقال " أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " نعم فهل مثل هذا يقوله من يريد أن يغويهما ؟ لا لأن الذي يريد أن يطيعاه لا يأتي بشيء ينفر بل يأتي بشيء يقرب من قبول قوله ، فإذا قال أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة سيعلمان علم اليقين أنه عدو لهما فلا يقبلان منه لا صرفا ولا عدلا ، الوجه السادس أنه في هذه القصة يقول " لأجعلن له قرني أيّل فيخرج من بطنك فيشقه " وحينئذٍ إما أن يصدق آدم وحواء بأن ذلك ممكن في حقه أو لا يصدقا ، أليس كذلك ؟ فإن صدقا أنه ممكن في حقه فهذا شرك في الربوبية لأنهما صدقا بأنه يمكن أن يخلق ولا خالق إلا الله ، وإن كانا لم يصدقاه في أنه يمكن أن يفعل فإنه لا يمكن أن يقبلا قوله وهما يعلمان أن ذلك لا يمكن في حقه ، هذه ستة أوجه
ومنها أيضا أنا نقول إن الله قال في آخر الآية (( فتعالى الله عما يشركون )) بضمير الجمع ولو كان آدم وحواء لقال عما يشركان بإشراكهما أو عن إشراكهما أو ما أشبه ذلك ، فدل هذا على أنه لا يراد به آدم وحواء ، فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة من أساسها باطلة وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال ، والشرك منزه عنه الأنبياء مبرأون منه باتفاق أهل العلم ، وعلى هذا فيكون تفسير الآية كما أسلفنا في الدرس الماضي أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا شركا حقيقيا فإن منهم مشرك ومنهم موحد ، وأما قوله.
الطالب : مثل عبد البيت
الشيخ : أي نعم ، عبد السيارة ها ؟ عبد الحسين عبد الرسول
الطالب : عبد الزوجة
الشيخ : عبد الزوجة ههه ، طيب ، زين ، بقي أن يقال هذا الإجماع ألا يعارضه قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ) هذا معبد لغير الله ؟ يقال الجواب أن هذا وصف ، الأخير وصف وليس علما وإنما هو وصف شُبّه المنهمك بمحبة هذه الأشياء المقدم لها على ما يرضي الله بمن ؟ بالعابد ، فعبد الدينار كقولك عابد الدينار فهو وصف فلا يعارض هذا الإجماع ، قال : " حاشا عبد - أنا بقولها ... - عبد المطلب " صححوا
الطالب : عبدَ
الشيخ : عبدَ وعبدِ كذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لكن لو قال ما حاشا لقال عبدَ المطلب والا يقال عبدِ المطلب ، إذن حاشا الاستثنائية إذا دخلت عليها ما وجب نصب ما بعدها وإلا جاز فيما بعدها النصب والجر ، طيب حاشا عبد المطلب ، نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أي نعم ، تصحبهما لكن ابن مالك يقول ما تصحبهما ، وغيره قال أنها تصحب ، طيب حاشا عبد المطلب ، عبد المطلب يعني أنهم لم يجمعوا على تحريمه ولكن أيش ؟ ولكن اختلفوا ولكن اختلفوا وليس المعنى لم يجمعوا ولكن أجمعوا على حله لأن هذا مستثنى من الإجماع فيكون مختلفا فيه فيكون مختلفا فيه ، أعرفتم ؟ زين
يقول " حاشا عبد المطلب فلم يجمعوا عليه " لماذا لم يجمعوا عليه ؟ الذين قالوا بالجواز قالوا لا يمكن أن نقول بالتحريم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا ابن عبد المطلب) نقول الرسول فعل محرما ؟ ما فعل محرما إذن فهو جائز ، فهو جائز أن يعبّد للمطلب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجسر أحد أن يقول إنه حرام اللهم إلا بنص ، هذا تقرير كلام ابن حزم رحمه الله ولكن الصواب أن عبد المطلب حرام وأنه لا يجوز التعبيد للمطلب فلا يجوز أن يسمي أحد ابنه عبد المطلب نعم، وذلك لأن ما استدل به من يجيزه لا دليل له فيه ، الرسول عليه الصلاة والسلام ما سمى أحدا عبد المطلب ولا أقر أحدا من أصحابه على تسميته بعبد المطلب ، والكلام في الحكم لا في الأخبار او في الحكم لا في الإخبار والرسول عليه الصلاة والسلام هنا أخبر أن له جدا اسمه عبد المطلب فقط ما أقره ، لكن هو اشتهر بهذا الاسم فانتسب إليه ، ففرق بين الإخبار وبين الإنشاء والإقرار ، فالإخبار شيء والإنشاء شيء آخر ، ولهذا قال ( إنّا بنو هاشم وبنو عبد مناف شيء واحد ) عبد مناف أيضا قال هل نقول يجوز التسمي بعبد مناف ؟ ما يجوز فباب الإنشاء غير باب الخبر ، فيكون قول الرسول عليه الصلاة والسلام عن ابن عبد المطلب من باب الإخبار وليس من باب الإنشاء ، وقد قال العلماء : " إن حاكي الكفر ليس بكافر " فالرسول عليه الصلاة والسلام إنما يتكلم عن شيء وقع وانتهى ومضى فالصواب أنه لا يجوز أن يعبد لغير الله مطلقا لا عبد المطلب ولا غير عبد المطلب ، وعليه فيكون التعبيد لغير الله من باب الشرك ، لو سميت ولدك بعبد المطلب صار هذا نوعا من الشرك أو بعبد الرسول صار نوعا من الشرك ، أو بعبد علي صار نوعا من الشرك أو بعبد الحسين صار نوعا من الشرك ، وكل هذا لا يجوز ، قال : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية " أي آية ؟ فلما آتاهما صالحا نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم
السائل : ... طلب منه أن يجعل ... اسمه عبد المطلب بن الحارث ...
الشيخ : لا ، الصحيح أن اسمه المطلب هذا الصحيح
السائل : ...
الشيخ : لا ما صح ، الصحيح أن اسمه المطلب وليس عبد المطلب
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الذي ذكرته ... عبد مناف
الشيخ : نعم
السائل : في الحديث ( إنا بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد )
الشيخ : لا ، وعبد مناف ، لأن المطلب يقال أن اسمه عبد مناف ، نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ... هل يقال أن ... ( انا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) للمباهاة
الشيخ : لا أبدا ، المهم أن الرسول ، المهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام ما سمى أحدا بعبد المطلب لكنه ذكر أن من أجداده من يسمى بهذا ولكنه لم ، نعم إذا قال قائل لماذا لم يقل أنا ابن عبد الله وإنما قال أنا ابن عبد المطلب ؟ لأن عبد المطلب أشهر من عبد الله
قال : " وعن ابن عباس في الآية قال لما تغشاها آدم " تغشى من ؟ حواء ، " تغشاها آدم قال حملت فأتاهما إبليس " إبليس فعليل من أبلس إذا يئس لأنه يائس من رحمة الله ، أتاهما إبليس " فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " شوف الكلام يعني القصة تستدل على أنها كذب من سياقها ، قال " إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " يريد بهذا الكلام أن يقبلا كلامه الذي يأمرهما به ، وهل هذا وسيلة لأن يقبلا كلامه أو لأن يردا كلامه ؟
الطالب : يرد كلامه
الشيخ : هذا وسيلة لأن يردا كلامه ، كيف يقول أن اللي أخرجتكم من الجنة وحصّلت المصيبة العظيمة عليكما فاقبلا كلامي ، لو كان هذا كان يقول أنا ناصح كما قال تعالى (( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين )) ما يجي يقول أخطأت عليكم في الأول وسأخطئ عليكم في الثاني نعم، يقول " قال أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني - هذه جملة قسمية - أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه " لتطيعاني وإن كان ما اطعتموني ما أطعتماني أيش يكون ؟ أجعل له قرني أيل والأيل ذكر الأوعال فيخرج من بطنك فيشقه ، ما يتصور أحد أن آدم وحواء يصدقان بأن إبليس يقدر أن يخلق للجنين قرونا تشق بطنها ، ما يمكن يصدقون هذا أبدا ، لو آمنا بذلك لكان الأمر عظيما والا لأ ؟ نعم ، " فيشقه ولأفعلن يخوفهما " - أيش المطلوب الذي يقول أطيعاني فيه - " سمياه عبد الحارث "" سمياه عبد الحارث " لماذا اختار عبد الحارث ؟ قيل لأن إبليس اسمه الحارث فأراد أن يعبداه لنفسه ، " سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه يقول فخرج ميتا " هذا أهون من أن يكون له قرون يشق البطن نعم، خرج ميتا هل ما هددهما به من التهديد الأول لأجعلن له قرني أيل هل حصل ذلك ؟ لا ، يجوز أن يكون قوله ولأفعلن من جملة ما هددهما أنه قال ولأخرجنه ميتا يمكن لكن الذي نص عليه وهو أن يجعل له قرني أيل ما حصل ، يقول " فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى (( جعلا له شركاء فيما آتاهما )) رواه ابن أبي حاتم " هذا تفسير الآية فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، لكن هذه الرواية ضعيفة ، بل قال ابن حزم إنها خرافة موضوعة مكذوبة ، خرافة موضوعة مكذوبة ما تصح ، هذا يقول : " فذلك قوله تعالى (( جعلا لها شركاء فيما آتاهما )) ، رواه ابن أبي حاتم وله بسند صحيح عن قتادة - " له لمن ؟ لابن أبي حاتم " بسند صحيح عن قتادة - قال : شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته " " شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته "، يعني أنهما أطاعاه فيما أمرهما به لا في العبادة ، هم ما عبداه لكن عبّدا الولد لغير الله لكن عبّدا الولد لغير الله، وفرق بين الطاعة والعبادة ، لو أن أحدا أطاع شخصا في معصية الله وفعل المعصية هل جعله شريكا مع الله في العبادة ؟ لا لكن في الطاعة حيث أطاعه فيما حرم الله عليه
" وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله (( لئن آتيتنا صالحا )) قال أشفقا أن لا يكون إنسانا " أشفقا الضمير يعود على آدم وحواء أن لا يكون إنسانا ، أشفقا بمعنى خافا وش يكون ؟ يكون حيوان والا جني والا ، (( فقالا لئن آتيتنا صالحا ))
" وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما " لكن الصحيح عن الحسن رحمه الله أن المراد بالآية غير آدم وحواء أن المراد بها المشركون من بني آدم هذا هو الصحيح عن الحسن ، ويأتي إن شاء الله بقية الأدلة على أن هذا القول لا يصح في الآية
الوجه الأول أنه ليس في ذلك ليس في ذلك خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وهذا من الأخبار التي لا تتلقى إلا بوحي ، وقد قال ابن حزم عن هذه القصة " إنها رواية خرافة مكذوبة موضوعة "
ثانيا أن نقول هذه القصة لو كانت في آدم وحواء لكانت حالهما إما أن يتوبا من هذا الشرك أو يبقيا على هذا الشرك ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : فإن قلنا إنهما بقيا على هذا الشرك فمعنى ذلك أن آدم وهو نبي من الأنبياء وحواء ماتا على الشرك وهذا أمر لا يمكن ، لو قلنا بذلك لكان هذا أعظم من قول بعض الزنادقة في آدم وحواء :
" إذا ما ذكرنا آدما وفعاله *** وتزويجه بنتيه بابنيه في الخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر *** وأن جميع الناس من عنصر الزنا "
أعوذ بالله ، هذا اللي يجوّز أن آدم عليه الصلاة والسلام وهو أحد الأنبياء يموت على الشرك أعظم من ذلك ، أقول إما أن يكونا قد تابا منه او لم يتوبا فإن كانا لم يتوبا فقد ماتا على الشرك وهذا فرية عظيمة ، وإن كانا قد تابا منه فإن ذلك لا يمكن أن يتفق مع كمال حكمة الله وعدله ورحمته لأنه لو لم يتوبا منه، لو تابا منه لكان الله تعالى قد ذكر خطيئتهما ولم يذكر توبتهما وهذا شيء مستحيل ، والله عز وجل إذا ذكر ما جرى لبعض أنبيائه ورسله من خطيئة ذكر توبتهم منها ، فيمتنع غاية الامتناع أن يذكر الله الخطيئة من آدم وحواء وقد تابا منها ولم يذكر توبتهما
الوجه الثالث أننا لو قلنا بذلك لجوزنا الشرك على الأنبياء والأنبياء معصومون من الشرك باتفاق أهل العلم
الوجه الرابع أنه قد ثبت في حديث الشفاعة ثبت في حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة فيعتذر بماذا ؟ بأكله من الشجرة والأكل من الشجرة معصية أهون من الشرك ولو كان قد وقع منه شرك لكان اعتذاره به أعظم وأولى وأحرى
الوجه الخامس في هذه القصة التي ذكرت عن ابن عباس أن الشيطان جاء إليهما وقال " أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " نعم فهل مثل هذا يقوله من يريد أن يغويهما ؟ لا لأن الذي يريد أن يطيعاه لا يأتي بشيء ينفر بل يأتي بشيء يقرب من قبول قوله ، فإذا قال أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة سيعلمان علم اليقين أنه عدو لهما فلا يقبلان منه لا صرفا ولا عدلا ، الوجه السادس أنه في هذه القصة يقول " لأجعلن له قرني أيّل فيخرج من بطنك فيشقه " وحينئذٍ إما أن يصدق آدم وحواء بأن ذلك ممكن في حقه أو لا يصدقا ، أليس كذلك ؟ فإن صدقا أنه ممكن في حقه فهذا شرك في الربوبية لأنهما صدقا بأنه يمكن أن يخلق ولا خالق إلا الله ، وإن كانا لم يصدقاه في أنه يمكن أن يفعل فإنه لا يمكن أن يقبلا قوله وهما يعلمان أن ذلك لا يمكن في حقه ، هذه ستة أوجه
ومنها أيضا أنا نقول إن الله قال في آخر الآية (( فتعالى الله عما يشركون )) بضمير الجمع ولو كان آدم وحواء لقال عما يشركان بإشراكهما أو عن إشراكهما أو ما أشبه ذلك ، فدل هذا على أنه لا يراد به آدم وحواء ، فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة من أساسها باطلة وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال ، والشرك منزه عنه الأنبياء مبرأون منه باتفاق أهل العلم ، وعلى هذا فيكون تفسير الآية كما أسلفنا في الدرس الماضي أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا شركا حقيقيا فإن منهم مشرك ومنهم موحد ، وأما قوله.