شرح قول المصنف : باب قول اللهم اغفرلي إن شئت في الصحيح عمن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يقل أحدكم اللهم اغفرلي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة , فإن الله لا مكره له " ولمسلم "وليعظم الرغبة ,فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه . حفظ
الشيخ : ما حكم هذا القول هل هو جائز أم لا ؟ ومعنى اغفر لي أي استر علي ذنوبي واعف عني لأن الغفر ، هاه ؟ الغفر أي نعم هو الستر والتجاوز ، طيب وقوله ( لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي ) هذا نهي بدليل الجزم ( لا يقلْ اللهم ارحمني إن شئت ) وذكرنا فيما سبق أن هذا على سبيل التمثيل ففي الجملة الأولى النجاة من المكروه اغفر لي وفي الثانية حصول المطلوب فيشمل الدعاء بكل ما فيه حصول المطلوب أو بكل ما فيه زوال المكروه يعني ما هو خاص بالكلمتين فقط عام في كل شيء يكون مصلحة للعبد إما باندفاع مكروه عنه وإما بحصول محبوب له
ثم قال عليه الصلاة والسلام مبتدأ درس اليوم ( ليعزم المسألة ) اللام لام الأمر ليعزم ومعنى عزم المسألة أن لا يكون في تردد بل يعزم بدون تردد وبدون تعليق ، وقوله ( المسألة ) أي السؤال أي ليعزم في سؤاله فلا يجعله مرددا بقوله إن شئت ، ثم علل قال ( فإن الله لا مكره له ) أي لا أحد يكرهه على ما يريد أو ما لا يريد يعني لا أحد يكره الله على شيء لا يريده فلا يفعل أو على شيء يريده فيمنعه منه ، والمعنى واضح ، وقوله ( فإن الله لا مكره له ) تعليل لقوله لا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولقوله ( وليعزم المسألة ) ، ووجه كونه تعليلا له أن قول القائل إن شئت يشعر بأن وراء الله تعالى من يستطيع أن يمنعه ، فيقول إن كان ودّك نعم فافعل والله عز وجل لا يفعل الشيء إلا وهو يريده وهو يشاؤه ما يكرهه أحد على أن يشاء حتى يفعل أو أن يشاء فلا يفعل ، والحاصل أن هذا القول اللهم اغفر لي إن شئت يشعر بأنه كأن أحدا وراء الله تعالى أيش ؟ يكرهه على أن يفعل فيقول أنا لا أكرهك إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر ، هذا تعليل
التعليل الثاني قال ولمسلم ( وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) وليعظم الرغبة يعني ليسأل ما شاء من قليل وكثير ولا يقل هذا كثير لا أسأل الله إياه ولهذا قال ( فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) أي لا يكون الشيء عظيما عنده حتى يمنعه ويبخل به سبحانه وتعالى ، كل شيء يعطيه الله أحدا فإنه ليس عظيما عند الله ، البعث بعث الخلق بكلمة واحدة عظيم والا لأ ؟ (( قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير )) ليس بعظيم ، كل شيء يعطيه الله عز وجل أحدا من الخلق فليس بعظيم ، لا يتعاظمه يعني لا يكون الشيء عظيما عنده حتى لا يعطيه بل كل شيء عنده هين هذا تعليل آخر ، لأن قوله ان شئت قول القائل إن شئت كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على الله فقد لا يشاؤه لكونه عظيما عنده ، ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس والمثال للصورة بالصورة لا للحقيقة بالحقيقة أن تقول لشخص أعطني مليون ريال إن شئت فإنك إذا قلت له أعطني مليون ريال ربما يكون الشيء في نفسه عظيما يتثاقله فتقول إن شئت نعم لأجل أن تهوّن عليه المسألة ، فالله عز وجل لا يحتاج أن تقول له إن شئت لأنه سبحانه وتعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه نعم، كل شيء يعطيه الله تعالى فهو عنده هين
الأمر الثالث من المحذور في هذا التعليق أنه يشعر باستغناء الطالب عن الله باستغناء الطالب عن الله، كأنه يقول أعطني كذا إن كان ودك وإلا ما يهمني نعم ، وهذا يدل على أن هذا السائل ليس معظما للرغبة ليس معظما للرغبة كأن الأمر عنده ليس بحاجة إليه إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر أنا لا يهمني ، ولهذا قال وليعظم الرغبة أي يسأل برغبة عظيمة ، والتعليق ينافي ذلك والا لأ ؟ نعم ينافي ذلك لأن المعلق للشيء المطلوب يشعر أنه مستغن عنه وهذا محذور ، والإنسان الداعي ينبغي أن يدعو الله تعالى وهو يشعر بأنه مفتقر إليه غاية الافتقار وأن الله تعالى قادر على أن يعطيه ما سأل ، وأن ما سأله فليس بعظيم على الله عز وجل بل هو هين عليه ، إذن من آداب الدعاء من آداب الدعاء أن لا يدعو الإنسان بمثل هذه الصيغة لأن فيها محاذير ثلاثة :
المحذور الأول أنها تشعر بأن الله يُكره له مكره على الشيء فتقول أنا لا أكرهك إن شئت فاغفر
المحذور الثاني أنه يشعر بأن الإنسان يرى أن ذلك عظيم على الله وكبير عنده فهو يقول إن شئت وإلا ما أكلّفك لأنه عظيم فيقول إن شئت على شان ما يتكلف ويقع في حرج هذا محذور آخر
المحذور الثالث أنه يشعر بأن الإنسان الطالب مستغن عن الله كأنه يقول إن شئت فافعل وإن شئت فلا تفعل فالأمر لا يهمني نعم، ولهذا لو أن أحدا قال تحب أهدي عليك كذا وكذا ؟ قال إن كان ودّك ، وش يدل عليه هذا ؟ الاستغناء يعني أنه ما يهمني إن أعطيتني وإلا ما يهمني ، ولهذا لا تقل اللهم اغفر لي إذن اجزم ، فمن آداب الدعاء أن تجزم تقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم وفقني لما تحب وترضى وما أشبه ذلك تجزم بدون بدون تردد ، ولكن هل تعزم أو هل تجزم بالإجابة ؟ إن كان الأمر عائدا إلى قدرة الله فإنك تجزم لأن الله قادر وقد وعد ادعوني استجب لكم - ... الا ان كان ظهرك يوجعك
الطالب : ...
الشيخ : لا بأس ليس على المريض حرج نعم- طيب الثاني ماذا قلت ؟
الطالب : الجزم بالإجابة
الشيخ : أي الجزم إذا كان الجزم بالإجابة من حيث قدرة الله عز وجل فهذا يجب أن تجزم به لأن الله قادر وهو قال ادعوني أستجب لكم ، أما من حيث دعائك من حيث دعاؤك أنت باعتبار ما عندك من الموانع وقد لا تتوفر الأسباب فهذا الإنسان يتردد لكن مع ذلك ينبغي أن يحسن الظن بالله يحسن الظن بالله عز وجل وأنه عز وجل إذا قال (( ادعوني أستجب لكم )) وأن الذي وفقك للدعاء سيمن عليك بالإجابة لأنه هو الموفق أولا وآخرا ، فينبغي أن تحسن الظن بالله لا سيما إذا كنت قد أتيت بأسباب الإجابة وتنحيت عن الموانع
ومن الموانع الاعتداء في الدعاء بأن يدعو الإنسان بإثم أو قطيعة رحم
ومنها أن يدعو الإنسان بما لا يمكن شرعا أو قدرا ، الذي لا يمكن شرعا مثل ؟
الطالب : اجعلني نبيا
الشيخ : يقول اللهم اجعلني نبيا هذا لا يمكن أو قدرا أيش مثل هاه ؟ الملك ممكن نعم ؟ أن يدعو الله تعالى بأن يجمع بين المتناقضين والجمع بين المتناقضين هذا أمر لا يمكن مستحيل ، فالاعتداء في الدعاء مانع من إجابة الدعاء بل هو محرم وهو أشبه ما يكون بالاستهزاء بالله سبحانه وتعالى
ما مناسبة هذا الباب للتوحيد ؟ مناسبة هذا الباب للتوحيد من وجهين :
أولا من جهة الربوبية فإن من أتى بما يشعر أن الله له مكره لم يؤمن بتمام ربوبيته لأن من تمام ربوبية الله عز وجل أنه لا مكره له بل أنه لا يُسأل عما يفعل كما قال الله تعالى (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) وكذلك فيه نقص من ناحية الربوبية من جهة أخرى أن الله تعالى يتعاظم يتعاظمه الأشياء يتعاظمه الأشياء التي يعطيها فكأن في ذلك قدحا في جوده وكرمه ، أما من حيث العبد فإنه يشعر باستغنائه عن ربه وهذا نقص في توحيد الإنسان سواء من جهة الألوهية أو من جهة الربوبية بل ومن جهة الأسماء والصفات فهذا وجه المناسبة لهذا الباب في كتاب التوحيد ولهذا ذكره المؤلف رحمه الله في باب فيما يتعلق بالأسماء والصفات لأن هذا تنقص في حق الله عز وجل ، فإن قلت ما جوابك عما ورد في دعاء الاستخارة وما ورد أيضا في الحديث المشهور ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ) وفي الاستخارة تقول ( اللهم إني أسألك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي ) إلى آخره ، إن كان هذا الأمر فالجواب ، الجواب من وجهين
أنني لم أعلق ذلك بالمشيئة ما قلت فاغفره لي إن شئت بل لما دعوت اقدره لي بدون إن شئت لكن أنا لا أعلم هل هذا خير لي أم لا والله تعالى يعلم فأقول إن كنت تعلم أن هذا خير لي فاقدره لي نعم لو كان لفظ الحديث فاقدره لي إن شئت صار معارضا لهذا الحديث لكن لما لم يكن وإنما التعليق فيه لأمر مجهول عندي ما أدري هو خير لي أو لا ، وكذلك نقول في حديث ( أحيني ما علمت الحياة خيرا ) لي لأن الإنسان ما يعلم هل طول حياته خير له أم شر ، ولهذا كره أهل العلم أن تقول للشخص أطال الله بقاءك قالوا لأن هذا دعاء ما يعلم وجهه قد يكون طول البقاء خيرا له وقد يكون شرا له ، ولكن تقول أطال الله بقاءك في طاعته أو على طاعته أو ما أشبه ذلك حتى يكون الدعاء خيرا بكل حال ، وعلى هذا فلا يكون في هذا الحديث معارضة لحديث الاستخارة ولا لحديث ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ) ، لأن الدعاء مجزوم به ما هو معلق بالمشيئة والنهي إنما هو عما كان معلقا بالمشيئة
لكن لو قال اللهم اغفر لي إن أردت ما هو إن شئت هاه ؟ نفس الشيء ؟ لماذا ؟ لأن الإرادة هنا كونية فهي بمعنى المشيئة يعني فالخلاف في اللفظ لا يعتبر مؤثرا في الحكم ،
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ما يمكن نقول أيضا ... التعليق من باب ... ما يتعلق بالله عز وجل
الشيخ : نعم
السائل : ... في الاستخارة فهو متعلق بالعبد نفسه
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني قال إن كان خيرا لي إن كانت الحياة خيرا لي فهذا متعلق بالعبد نفسه
الشيخ : لكن اقدره
السائل : لكن هناك من باب نهي الإنسان متعلق بالله عز وجل إن شئت أنت ...
الشيخ : لا حتى اغفر لي مثل اقدر لي ، لو كان اغفره لي إن شئت صار مثله بالضبط حتى لو قال إن كنت تعلم أن هذا خير لي فاقدره لي إن شئت صار منهيا عنه نفس الشيء ، نعم
السائل : ... وجه التعارض
الشيخ : قلنا أن الوجه الأول أن هذا معلق بعلمك وأنت لا تدري فليس معلقا بمطلوبك لست تقول اقدره لي إن شئت
الوجه الثاني أن دعاء الاستخارة وأحيني ما علمت الحياة خيرا لي الخير فيه مجهول ما هو معلوم وأما اغفر لي وارحمني فالخير معلوم الخير معلوم، فلماذا تجعله معلقا ؟ نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : قول بعض الناس طول الله عمرك ...
الشيخ : أيه نفس الشيء إذا قال طول الله عمرك قل له على طاعته على طاعته، يعني على طاعة الله
السائل : ...
الشيخ : والله حنا دائما إذا قال أحد طول الله عمرك نقول على طاعته ، نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : نفس الشيء لأن يا طويل العمر إن كان خبرا قلنا كذبت ما تدري هو طويل العمر والا قصير العمر وإن كان دعاءً فقد يكون خيرا له وقد يكون شرا له ، تقول يا طويل العمر أرجو أن تكون طويل عمرك على طاعة الله إلا إذا كان طويل العمر تخاطب إنسان له مئة سنة يعني أن عمره طويل هذا صح نعم خبر يكون خبرا صادقا ، نعم
السائل : حكم دعاء ...
الشيخ : أيهن ؟
السائل : هذا ال..
ثم قال عليه الصلاة والسلام مبتدأ درس اليوم ( ليعزم المسألة ) اللام لام الأمر ليعزم ومعنى عزم المسألة أن لا يكون في تردد بل يعزم بدون تردد وبدون تعليق ، وقوله ( المسألة ) أي السؤال أي ليعزم في سؤاله فلا يجعله مرددا بقوله إن شئت ، ثم علل قال ( فإن الله لا مكره له ) أي لا أحد يكرهه على ما يريد أو ما لا يريد يعني لا أحد يكره الله على شيء لا يريده فلا يفعل أو على شيء يريده فيمنعه منه ، والمعنى واضح ، وقوله ( فإن الله لا مكره له ) تعليل لقوله لا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولقوله ( وليعزم المسألة ) ، ووجه كونه تعليلا له أن قول القائل إن شئت يشعر بأن وراء الله تعالى من يستطيع أن يمنعه ، فيقول إن كان ودّك نعم فافعل والله عز وجل لا يفعل الشيء إلا وهو يريده وهو يشاؤه ما يكرهه أحد على أن يشاء حتى يفعل أو أن يشاء فلا يفعل ، والحاصل أن هذا القول اللهم اغفر لي إن شئت يشعر بأنه كأن أحدا وراء الله تعالى أيش ؟ يكرهه على أن يفعل فيقول أنا لا أكرهك إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر ، هذا تعليل
التعليل الثاني قال ولمسلم ( وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) وليعظم الرغبة يعني ليسأل ما شاء من قليل وكثير ولا يقل هذا كثير لا أسأل الله إياه ولهذا قال ( فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) أي لا يكون الشيء عظيما عنده حتى يمنعه ويبخل به سبحانه وتعالى ، كل شيء يعطيه الله أحدا فإنه ليس عظيما عند الله ، البعث بعث الخلق بكلمة واحدة عظيم والا لأ ؟ (( قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير )) ليس بعظيم ، كل شيء يعطيه الله عز وجل أحدا من الخلق فليس بعظيم ، لا يتعاظمه يعني لا يكون الشيء عظيما عنده حتى لا يعطيه بل كل شيء عنده هين هذا تعليل آخر ، لأن قوله ان شئت قول القائل إن شئت كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على الله فقد لا يشاؤه لكونه عظيما عنده ، ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس والمثال للصورة بالصورة لا للحقيقة بالحقيقة أن تقول لشخص أعطني مليون ريال إن شئت فإنك إذا قلت له أعطني مليون ريال ربما يكون الشيء في نفسه عظيما يتثاقله فتقول إن شئت نعم لأجل أن تهوّن عليه المسألة ، فالله عز وجل لا يحتاج أن تقول له إن شئت لأنه سبحانه وتعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه نعم، كل شيء يعطيه الله تعالى فهو عنده هين
الأمر الثالث من المحذور في هذا التعليق أنه يشعر باستغناء الطالب عن الله باستغناء الطالب عن الله، كأنه يقول أعطني كذا إن كان ودك وإلا ما يهمني نعم ، وهذا يدل على أن هذا السائل ليس معظما للرغبة ليس معظما للرغبة كأن الأمر عنده ليس بحاجة إليه إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر أنا لا يهمني ، ولهذا قال وليعظم الرغبة أي يسأل برغبة عظيمة ، والتعليق ينافي ذلك والا لأ ؟ نعم ينافي ذلك لأن المعلق للشيء المطلوب يشعر أنه مستغن عنه وهذا محذور ، والإنسان الداعي ينبغي أن يدعو الله تعالى وهو يشعر بأنه مفتقر إليه غاية الافتقار وأن الله تعالى قادر على أن يعطيه ما سأل ، وأن ما سأله فليس بعظيم على الله عز وجل بل هو هين عليه ، إذن من آداب الدعاء من آداب الدعاء أن لا يدعو الإنسان بمثل هذه الصيغة لأن فيها محاذير ثلاثة :
المحذور الأول أنها تشعر بأن الله يُكره له مكره على الشيء فتقول أنا لا أكرهك إن شئت فاغفر
المحذور الثاني أنه يشعر بأن الإنسان يرى أن ذلك عظيم على الله وكبير عنده فهو يقول إن شئت وإلا ما أكلّفك لأنه عظيم فيقول إن شئت على شان ما يتكلف ويقع في حرج هذا محذور آخر
المحذور الثالث أنه يشعر بأن الإنسان الطالب مستغن عن الله كأنه يقول إن شئت فافعل وإن شئت فلا تفعل فالأمر لا يهمني نعم، ولهذا لو أن أحدا قال تحب أهدي عليك كذا وكذا ؟ قال إن كان ودّك ، وش يدل عليه هذا ؟ الاستغناء يعني أنه ما يهمني إن أعطيتني وإلا ما يهمني ، ولهذا لا تقل اللهم اغفر لي إذن اجزم ، فمن آداب الدعاء أن تجزم تقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم وفقني لما تحب وترضى وما أشبه ذلك تجزم بدون بدون تردد ، ولكن هل تعزم أو هل تجزم بالإجابة ؟ إن كان الأمر عائدا إلى قدرة الله فإنك تجزم لأن الله قادر وقد وعد ادعوني استجب لكم - ... الا ان كان ظهرك يوجعك
الطالب : ...
الشيخ : لا بأس ليس على المريض حرج نعم- طيب الثاني ماذا قلت ؟
الطالب : الجزم بالإجابة
الشيخ : أي الجزم إذا كان الجزم بالإجابة من حيث قدرة الله عز وجل فهذا يجب أن تجزم به لأن الله قادر وهو قال ادعوني أستجب لكم ، أما من حيث دعائك من حيث دعاؤك أنت باعتبار ما عندك من الموانع وقد لا تتوفر الأسباب فهذا الإنسان يتردد لكن مع ذلك ينبغي أن يحسن الظن بالله يحسن الظن بالله عز وجل وأنه عز وجل إذا قال (( ادعوني أستجب لكم )) وأن الذي وفقك للدعاء سيمن عليك بالإجابة لأنه هو الموفق أولا وآخرا ، فينبغي أن تحسن الظن بالله لا سيما إذا كنت قد أتيت بأسباب الإجابة وتنحيت عن الموانع
ومن الموانع الاعتداء في الدعاء بأن يدعو الإنسان بإثم أو قطيعة رحم
ومنها أن يدعو الإنسان بما لا يمكن شرعا أو قدرا ، الذي لا يمكن شرعا مثل ؟
الطالب : اجعلني نبيا
الشيخ : يقول اللهم اجعلني نبيا هذا لا يمكن أو قدرا أيش مثل هاه ؟ الملك ممكن نعم ؟ أن يدعو الله تعالى بأن يجمع بين المتناقضين والجمع بين المتناقضين هذا أمر لا يمكن مستحيل ، فالاعتداء في الدعاء مانع من إجابة الدعاء بل هو محرم وهو أشبه ما يكون بالاستهزاء بالله سبحانه وتعالى
ما مناسبة هذا الباب للتوحيد ؟ مناسبة هذا الباب للتوحيد من وجهين :
أولا من جهة الربوبية فإن من أتى بما يشعر أن الله له مكره لم يؤمن بتمام ربوبيته لأن من تمام ربوبية الله عز وجل أنه لا مكره له بل أنه لا يُسأل عما يفعل كما قال الله تعالى (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) وكذلك فيه نقص من ناحية الربوبية من جهة أخرى أن الله تعالى يتعاظم يتعاظمه الأشياء يتعاظمه الأشياء التي يعطيها فكأن في ذلك قدحا في جوده وكرمه ، أما من حيث العبد فإنه يشعر باستغنائه عن ربه وهذا نقص في توحيد الإنسان سواء من جهة الألوهية أو من جهة الربوبية بل ومن جهة الأسماء والصفات فهذا وجه المناسبة لهذا الباب في كتاب التوحيد ولهذا ذكره المؤلف رحمه الله في باب فيما يتعلق بالأسماء والصفات لأن هذا تنقص في حق الله عز وجل ، فإن قلت ما جوابك عما ورد في دعاء الاستخارة وما ورد أيضا في الحديث المشهور ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ) وفي الاستخارة تقول ( اللهم إني أسألك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي ) إلى آخره ، إن كان هذا الأمر فالجواب ، الجواب من وجهين
أنني لم أعلق ذلك بالمشيئة ما قلت فاغفره لي إن شئت بل لما دعوت اقدره لي بدون إن شئت لكن أنا لا أعلم هل هذا خير لي أم لا والله تعالى يعلم فأقول إن كنت تعلم أن هذا خير لي فاقدره لي نعم لو كان لفظ الحديث فاقدره لي إن شئت صار معارضا لهذا الحديث لكن لما لم يكن وإنما التعليق فيه لأمر مجهول عندي ما أدري هو خير لي أو لا ، وكذلك نقول في حديث ( أحيني ما علمت الحياة خيرا ) لي لأن الإنسان ما يعلم هل طول حياته خير له أم شر ، ولهذا كره أهل العلم أن تقول للشخص أطال الله بقاءك قالوا لأن هذا دعاء ما يعلم وجهه قد يكون طول البقاء خيرا له وقد يكون شرا له ، ولكن تقول أطال الله بقاءك في طاعته أو على طاعته أو ما أشبه ذلك حتى يكون الدعاء خيرا بكل حال ، وعلى هذا فلا يكون في هذا الحديث معارضة لحديث الاستخارة ولا لحديث ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ) ، لأن الدعاء مجزوم به ما هو معلق بالمشيئة والنهي إنما هو عما كان معلقا بالمشيئة
لكن لو قال اللهم اغفر لي إن أردت ما هو إن شئت هاه ؟ نفس الشيء ؟ لماذا ؟ لأن الإرادة هنا كونية فهي بمعنى المشيئة يعني فالخلاف في اللفظ لا يعتبر مؤثرا في الحكم ،
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ما يمكن نقول أيضا ... التعليق من باب ... ما يتعلق بالله عز وجل
الشيخ : نعم
السائل : ... في الاستخارة فهو متعلق بالعبد نفسه
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني قال إن كان خيرا لي إن كانت الحياة خيرا لي فهذا متعلق بالعبد نفسه
الشيخ : لكن اقدره
السائل : لكن هناك من باب نهي الإنسان متعلق بالله عز وجل إن شئت أنت ...
الشيخ : لا حتى اغفر لي مثل اقدر لي ، لو كان اغفره لي إن شئت صار مثله بالضبط حتى لو قال إن كنت تعلم أن هذا خير لي فاقدره لي إن شئت صار منهيا عنه نفس الشيء ، نعم
السائل : ... وجه التعارض
الشيخ : قلنا أن الوجه الأول أن هذا معلق بعلمك وأنت لا تدري فليس معلقا بمطلوبك لست تقول اقدره لي إن شئت
الوجه الثاني أن دعاء الاستخارة وأحيني ما علمت الحياة خيرا لي الخير فيه مجهول ما هو معلوم وأما اغفر لي وارحمني فالخير معلوم الخير معلوم، فلماذا تجعله معلقا ؟ نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : قول بعض الناس طول الله عمرك ...
الشيخ : أيه نفس الشيء إذا قال طول الله عمرك قل له على طاعته على طاعته، يعني على طاعة الله
السائل : ...
الشيخ : والله حنا دائما إذا قال أحد طول الله عمرك نقول على طاعته ، نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : نفس الشيء لأن يا طويل العمر إن كان خبرا قلنا كذبت ما تدري هو طويل العمر والا قصير العمر وإن كان دعاءً فقد يكون خيرا له وقد يكون شرا له ، تقول يا طويل العمر أرجو أن تكون طويل عمرك على طاعة الله إلا إذا كان طويل العمر تخاطب إنسان له مئة سنة يعني أن عمره طويل هذا صح نعم خبر يكون خبرا صادقا ، نعم
السائل : حكم دعاء ...
الشيخ : أيهن ؟
السائل : هذا ال..