شرح قو ل المصنف : باب لا يقول: عبدي وأمتي (شرح بداية الباب ،إعادة ) حفظ
الشيخ : باب لا يقول عبدي وأمتي ، بابٌ لا يقول أي لا يقول الإنسان عبدي وأمتي ، عبدي للغلام وأمتي للجارية ، لماذا لا يقول ذلك ؟ لأنه إذا قال عبدي وأضافه إلى نفسه فإنه قد يستطيل على هذا العبد وقد يتعاظم على هذا العبد ويحتقر هذا العبد لأنه يقول عبدي يضيفه اليه أنت عبدي مثلا نعم، أو يقول لها أنتِ أمتي أما إذا قاله غيره فقيل هذا عبد فلان نعم أو أمة فلان فهذا لا بأس به ، قال الله تعالى (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم )) لكن النهي عما إذا قاله الإنسان نفسه عبدي وأمتي ولا سيما إذا دعاه بذلك لأن هناك فرق بين الدعاء والخبر دعاه يعني قال يا عبدي تعال يا أمتي تعالي ، خبر بأن يقال لمن هذا العبد تقول هذا عبدي نعم أو تقول لإنسان أتشتري مني عبدي أتشتري أمتي نعم هذا أهون ولكن الدعاء به هو المغلظ أنك تدعوه تقول يا عبدي يا أمتي أو تقوله استطالة عليه تقول أنت عبدي انت امتي أنتِ أمتي هذا هو الممنوع ، ويقول لا يقول عبدي وأمتي إذن نقول هذه الكلمة إما أن يضيفها القائل إلى نفسه وإما أن يضيفها إلى غيره فإن أضافها إلى غيره فلا بأس به فهو جائز ، وقد قال الله تعالى (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم )) وما زال المسلمون يقولون هذا عبد فلان وهذه أمة فلان بدون نكير ، وأما إذا أضافه القائل إلى نفسه فهذا له صورتان : الصورة الأولى أن يقوله على سبيل الخبر والصورة الثانية أن يقوله على سبيل الدعاء ، يعني يدعوه يقول يا عبدي يا أمتي ، وعلى صورة الخبر له أيضا وجهان :
الوجه الأول أن يقول ذلك بحضرته بحضرة العبد أو الأمة
والثانية أن يقولها في غيبته فإذا قالها في غيبته فهي جائزة ، إذا قال لإنسان مثلا تشتري عبدي تشتري أمتي أو مثلا عبدي بعد موتي حر نعم وما أشبه ذلك هذا جائز ولا إشكال فيه وليس مما جاء به الحديث بالنهي عنه
والثانية والوجه الثاني أن يقوله لعبده خبرا بحضرته بحضرة من ؟ العبد فيقول هذا عبدي هذه أمتي فهذا ينظر إن ترتب على ذلك مفسدة بأن ترتب على ذلك استطالة العبد، استطالة السيد أو إذلال العبد فهذا ممنوع فهذا ممنوع ، لا لذاته ولكن لأنه أدى إلى مفسدة وهي الاستطالة على عباد الله وإذلال هذا العبد أو هذه الأمة ، أفهمتم الآن ؟ أما إذا قاله على سبيل الدعاء يا عبدي ويا أمتي فهذا لا يجوز
فصارت الأقسام تقسم أولا إلى قسمين : أن يضيفه القائل إلى نفسه وأن يضيفه إلى غيره ، إن أضافه إلى غيره فهو جائز ، إن أضافه إلى نفسه فله صورتان : الصورة الأولى أن يقع بصفة الدعاء يا عبدي الدعاء يعني النداء يا عبدي يا أمتي وهذا لا يجوز للنهي عنه كما سيأتي إن شاء الله ، والثانية أن يقوله بلفظ الخبر وهذا له وجهان : إما أن يقوله بحضرة العبد أو الأمة أو بغيبته ، إن قاله بغيبته فهذا لا بأس به وهذا لا محذور فيه ، وإن قاله في حضرته فإنه ينظر إن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أو بالسيد منع منه وإلا فلا بأس به ، طيب وإلا فلا بأس به لأن القائل هذا عبدي أو هذه أمتي ما يقصد العبودية التي هي الذل لكن يقصد بالعبودية أنه ملكه ومملوك لي لا يقصد أنه ذليل كعبادة الإنسان لربه
قال في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك ) لا يقل أحدكم هذه مسألة غير الترجمة لا يقل أحدكم لمن ؟ للعبد أو الأمة ، أطعم ربك وضئ ربك لا يقول هذا ، ليش لا يقوله ؟ لأن فيه محذورين : المحذور الأول نسبة الإطعام إلى الرب فظاهره أن الرب قد يحتاج إلى الإطعام والرب من أسماء الله ، والله عز وجل يُطعم ولا يُطعَم ففيه إيهام عظيم أن الله عز وجل يصح أن يتوجه الأمر بإطعام غيره له أطعم ربك
الثاني أنك إذا قلت أطعم ربك تخاطب هذا العبد فإنك في الحقيقة تخدش من كرامته حيث جعلته مربوبا وذاك ربا ، ففيه محذوران محذور من جهة الصيغة أطعم ربك وضئ ربك ومحذور من جهة المعنى أنك تشعر هذا العبد أو الأمة بالذل لأنه إذا كان ربا كان العبد أو الأمة مربوبا وهذا كما يقول العامة يكسر خواطرهم ويجعلهم في حالة سيئة ، فعلى هذا يكره ، أما لو قاله الإنسان في غيبة العبد غير مخاطب له فلا بأس به ، لو قال مثلا رب الغلام فلان بن فلان هذا لا بأس به ، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في أشراط الساعة ( أن تلد الأمة ربها ) ( أن تلد الأمة ربها ) وقال يوسف عليه الصلاة والسلام لصاحبي السجن ( أذكرني عند ربك ) ( أذكرني عند ربك ) فهذا لا بأس به لأن قصة يوسف ما فيها صيغة توهم النقص في ... اذكرني عند ربك ما فيها شيء يوهم النقص ، ويرى بعض أهل العلم في الجواب عن قصة يوسف بأن هذه .. ورد شرعنا بخلافه ولكن عند التأمل يتبين أنه فرق بين ... ان هناك فرقا بين الاصطلاحين والله أعلم.
من قوله ( وليقل سيدي ومولاي )، ... ؟ طيب لا يقل عبدي وأمتي لا دقيقة ، ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك )، الإضافة إضافة الرب إما أن تكون إلى ضمير مخاطب أو إلى ضمير المتكلم أو إلى ضمير الغائب أو إلى اسم ظاهر ، كم الأقسام ؟ أربعة ضمير المتكلم وضمير المخاطب وضمير الغائب والرابع ؟ إلى اسم ظاهر ، واضح ؟ طيب ، الحديث اللي معنا من أي الأقسام الأربعة ؟ من إضافته إلى المخاطب فلا يقل أطعم ربك وضئ ربك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عنه ومن أجل العلتين اللتين ذكرهما خالد من أن هذا يوهم معنى فاسدا بالنسبة إلى الرب الى كلمة الرب وإن كان ما في شك أن الرب هنا غير الرب الذي يطعم ولا يطعم
والثاني أنه قد يحصل بذلك إذلال للذي قيل له أطعم ربك وضئ ربك ، واستعلاء للسيد الذي سمي ربا في لفظ الخطاب ، أما إذا كان بلفظ الغيبة إذا أضيف إلى ضمير الغائب فإن هذا لا بأس به لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث جبريل الذي فيه أشراط الساعة ( أن تلد الأمة ربتها ) وفي لفظ ( أن تلد الأمة ربها ) أما على اللفظ الأول ربتها فلا إشكال فيه لوجود الفارق بين رب وبين ربة ، وش الفارق ؟ التاء تاء التأنيث فلا يمكن أن يكون في ذلك إشراك مع الله في اللفظ ، لأن الله تعالى إنما يقال له رب ولا يقال له ربة ، لكن على اللفظ الثاني ( أن تلد الأمة ربها ) وهذا في البخاري حينئذٍ يقع الاشتراك يقع الاشتراك ، نعم فنقول إنه لا بأس به لأنه فرق بين ربك وبين ربها بالكاف بين ربك بالكاف وبين ربها بهاء الغيبة ، وقد جاء في حديث اللقطة ( حتى يجدها ربها ) ( حتى يجدها ربها ) وهو حديث متفق عليه ، إلا أن بعض أهل العلم قال إن حديث اللقطة إنما هو في بهيمة لا تتعبد كما يتعبد الإنسان ولا يحصل لها او منها من الذل مثل ما يحصل من الإنسان ، ولكن الصحيح أن هذا ليس بفارق لأن البهيمة تعبد الله والا لأ ؟ لكن عبادة خاصة بها (( ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب )) أما العباد فقال (( وكثير من الناس )) ما هم كلهم (( وكثير حق عليه العذاب )) نعم فإذن نقول إذا كانت بضمير الغائب فلا بأس به
طيب الثالث أن تكون بضمير المتكلم بأن يقول العبد هذا ربي هذا ربي مثلا فهل يجوز أو لا يجوز ؟ قد يقول قائل إن هذا يجوز لأن هذا من العبد لسيده وقد قال الله تعالى عن صاحب يوسف (( إنه ربي أحسن مثواي )) يعني سيدي ولأن المحذور من قول ربك الذي يقتضي إذلال هذا العبد منتف والا لأ ؟ منتفٍ لأنه هو بنفسه يقول هذا ربي هو بنفسه يقول هذا ربي، أفهمتم ؟
الرابع أن تضاف إلى الاسم الظاهر فيقال رب فلان هذا رب الغلام هذا ، هذا رب الغلام هذا رب الأمة وما أشبهها فما تقولون فيه ؟ ظاهر الحديث إذا أخذنا باللفظ فقط ربك أنه جائز وهو كذلك ما لم يتضمن محذورا فإن تضمن محذورا فإنه يمنع منه ، لو كان يتضمن أن من سمع مثل هذا الكلام ظن أن السيد رب حقيقي خالق فإنه حينئذٍ يمنع لهذا المحذور وإلا فالأصل الأصل الجواز ، وإذا قلنا بالجواز فلا يعني أنه يساوي كلمة سيد فلان لأ ، السيد أهون بكثير كما سيأتي ، لكننا نقول ليس بممنوع لأننا ما نستطيع أن نقول بالمنع وهو لم يرد فيه النهي بل قد ورد ما يدل على جواز إضافة الرب إلى ضمير الغيبة كما في الحديث الذي أشرنا إليه ، فصارت الأحوال كم ؟ أربعة الأحوال أربعة
وأما قوله ( وليقل سيدي ومولاي ) كيف وليقل سيدي ومولاي ؟ وليقل سيدي ومولاي كان المتوقع أن يقول وليقل سيدك ومولاك لأن الحديث يقول ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك وليقل )، فكان الذي أرشد إليه مقتضى الحال أن يكون مناسبا للذي نهي عنه ، الذي نهي أن يقال بلفظ الخطاب والذي أرشد إليه أن يقال بضمير المتكلم وليقل سيدي ومولاي ، فهل نقول إن في هذا إشارة إلى أنه إذا كان غير العبد قد نهي أن يقول أطعم ربك فإن العبد من باب أولى أن يقول هذا ربي أو هذا لربي أو هذه سيارة ربي أو ما أشبه ذلك ، هذا هو الذي فهم منه الشيخ كما سيأتي في المسائل انه ينهى عن ذلك أنه إذا كان ينهى الغير أن يقول للعبد أطعم ربك وضئ ربك فإن العبد منهي عن ذلك من باب أولى ، ولهذا وُجّه الإرشاد إلى من ؟