شرح قول المصنف : باب النهي عن سب الريح عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الريح ، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسألك من خيره هذه الريح ، وخير ما فيها ، وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها ، وشر ما أمرت به ) صححه الترمذي .
. حفظ
القارئ : " باب النهي عن سب الريح عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الريح ، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ) "
الشيخ : من خير هذه الريحُ ؟
القارئ : من خير
الشيخ : من خير هذه الريحُ بالضم ؟يلا وين النحو ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : بالجر
الشيخ : بالجر ؟ ليش ؟
الطالب : ... والخير مضاف وهذه مضاف إليه والريح بدل من ...
الشيخ : صحيح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : بالجر ؟
الطالب : بالجر
الشيخ : هاه ؟ الجر ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : خير هذه الريح
الطالب : بدل بدل ، بدلية
الشيخ : مثل ما قال مثل ما قال الأخ صحيح اعرابها ، ... نعم
القارئ : " ( اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت .. )
الشيخ : وخيرِ وخيرِ ما فيها
القارئ : ( وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ) صححه الترمذي "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن سب الريح "، المؤلف رحمه الله أطلق النهي ولم يفصح بهذا النهي هل هو نهي تحريم أو نهي كراهة ، ولكنه سيتبين من الحديث أيكون نهي تحريم أم نهي كراهة ؟
يقول والريح هو هذا الهواء الذي يصرفه الله عز وجل وجمعه رياح وأصول الرياح أربعة : الشمال والجنوب والشرق والغرب ، وما بينهما وما بينهن يسمى النكباء لأنها ناكبة عن الاستقامة في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب ، فتصريفها من آيات الله عز وجل تكون شديدة أحيانا وضعيفة أحيانا وباردة أحيانا وحارة أحيانا ، وعالية أحيانا ونازلة أحيانا ، كل هذا بقضاء الله وقدره لو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يصرفوا الريح عن جهتها التي جعلها الله عليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، ولو اجتمعت جميع المكائن العالمية النفاثة على أن توجد هذه الريح الشديدة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، نعم ولكن الله عز وجل بقدرته يصرفها كيف يشاء يصرفها كيف يشاء على ما يريد ، أحيانا تكون الرياح شديدة تزعج الناس تقلع الأشجار وتهدم البيوت وتدفن الزروع ويحصل معها فيضانات عظيمة فهل يحق للمسلم أن يسب هذه الريح ؟ لا لأن هذه الريح مسخرة مدبرة ، وكما أن الشمس أحيانا تضر بإحراقها بعض الأشجار ومع ذلك فإنه لا يجوز لأحد أن يسبها ولهذا قال : عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تسبوا الريح ) لا ناهية والفعل مجزوم بحذف النون والواو فاعل والريح مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، لا تسبوا السب هو الشتم والعيب والقدح واللعن وما أشبه ذلك فلا يجوز لنا أن نقول لعن الله هذه الريح أتعبتنا اليوم أو بئس هذه الريح قلعت الأشجار ودفنت الزروع وما أشبه ذلك ، لماذا ؟ لأن سب المخلوق سبٌ لخالقه ولهذا لو أنك وجدت قصرا مبنيا وفيه عيب في البناء والتصميم وعبت هذا العيب فالعيب ينصب في الحقيقة على من ؟ على من صنعه ومن بناه ، فكذلك إذا سببت الريح ، الريح مسخرة مدبرة يسخرها الله عز وجل كما يشاء على ما تقتضيه حكمته ، فإذا سببتها فإن سبك إياها يرجع في الحقيقة إلى سب الخالق ، ولكن ماذا نصنع إذا كانت الرياح شديدة مزعجة مقلقة ؟ أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام الذي جمع الله له بين طب القلوب والأبدان فقال ( فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ) خير هذه الريح نفسها فإن الريح نفسها فيها خير وفيها شر ، وخير ما فيها أي ما تحمله لأنها قد تحمل خيرا وقد تحمل شرا ، قد تحمل ما فيه تلقيح الثمار وقد تحمل رياحا طيبة طيبة الشم وقد تحمل عكس ذلك ما يكون فيه دمار الثمار وقد تحمل ميكروبات تضر الإنسان والبهائم وقد تحمل شرورا مدمرة ، ولهذا قال خير ما فيها وهذا غير خيرها هي يعني مثلا خيرها هي أن لا تضرنا وخير ما فيها أن يكون الذي فيها والذي حملته إلينا يكون خيرا
( وخير ما أمرت به )، قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر ، تؤمر بخير بحيث تثير السحاب وتسوقه إلى حيث شاء الله فهذا خير وتؤمر بشر بأن تدمر كل شيء كما أمرت ريح عاد (( تدمر كل شيء بأمر ربها ))
( ونعوذ بك من شر هذه الريح ) نعوذ بمعنى نعتصم ونلجأ لأن العياذ معناه الاعتصام بالشيء ، نعوذ بك من شر هذه الريح عكس خير هذه الريح ، وش مثال شرها ؟
الطالب : ...
الشيخ : قلع الأشجار دفن الزروع
الطالب : ...
الشيخ : لا ، هدم البيوت لأنها تهدم البيوت ، هذا شرها هي بنفسها ، وشر ما فيها أي شر ما تحمله لأنها قد تحمل أشياء ضارة مثل أن تحمل الأنتان والقاذورات أو أن تحمل الميكروبات أو أن تحمل بعض الأشياء التي نعم تدمر كأوبئة الحيوان والنبات وما أشبه ذلك ، وشر ما أمرت به لأنها قد تؤمر بشر مثل أيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : تؤمر بإهلاك قوم تؤمر بتيبيس الأرض من الأمطار تؤمر بأتربة تدفن الزروع والمحاصيل وتطمس الآثار والطرقات فالمهم أنها قد تؤمر بشر والذي يأمرها بذلك من ؟ الله عز وجل لحكمة بالغة قد نعجز عن إدراكها
ففي هذا الحديث آداب وتوجيه ، الآداب النهي عن سب الريح لأن سبها في الحقيقة سب لمن أرسلها وخلقها
أما الآداب ففي أنه ينبغي أن تدعو بهذا الدعاء : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أمرت به )، هذا الدعاء هل ينافي جعل الأسباب الحسية التي تقيك من شرها ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا ما تمنع فإنك تدعو الله عز وجل ومع ذلك تفعل الأسباب مثلا تذهب وتتقي هذه الريح بالجدران أو بالجبال أو بالأشجار أو ما أشبه ذلك ، فإن الأسباب الحسية التي جعلها .. الله فإن محله هناك أنسب من محله هنا لأن ذاك سب للدهر وهذا سب للريح
الشيخ : من خير هذه الريحُ ؟
القارئ : من خير
الشيخ : من خير هذه الريحُ بالضم ؟يلا وين النحو ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : بالجر
الشيخ : بالجر ؟ ليش ؟
الطالب : ... والخير مضاف وهذه مضاف إليه والريح بدل من ...
الشيخ : صحيح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : بالجر ؟
الطالب : بالجر
الشيخ : هاه ؟ الجر ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : خير هذه الريح
الطالب : بدل بدل ، بدلية
الشيخ : مثل ما قال مثل ما قال الأخ صحيح اعرابها ، ... نعم
القارئ : " ( اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت .. )
الشيخ : وخيرِ وخيرِ ما فيها
القارئ : ( وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ) صححه الترمذي "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن سب الريح "، المؤلف رحمه الله أطلق النهي ولم يفصح بهذا النهي هل هو نهي تحريم أو نهي كراهة ، ولكنه سيتبين من الحديث أيكون نهي تحريم أم نهي كراهة ؟
يقول والريح هو هذا الهواء الذي يصرفه الله عز وجل وجمعه رياح وأصول الرياح أربعة : الشمال والجنوب والشرق والغرب ، وما بينهما وما بينهن يسمى النكباء لأنها ناكبة عن الاستقامة في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب ، فتصريفها من آيات الله عز وجل تكون شديدة أحيانا وضعيفة أحيانا وباردة أحيانا وحارة أحيانا ، وعالية أحيانا ونازلة أحيانا ، كل هذا بقضاء الله وقدره لو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يصرفوا الريح عن جهتها التي جعلها الله عليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، ولو اجتمعت جميع المكائن العالمية النفاثة على أن توجد هذه الريح الشديدة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، نعم ولكن الله عز وجل بقدرته يصرفها كيف يشاء يصرفها كيف يشاء على ما يريد ، أحيانا تكون الرياح شديدة تزعج الناس تقلع الأشجار وتهدم البيوت وتدفن الزروع ويحصل معها فيضانات عظيمة فهل يحق للمسلم أن يسب هذه الريح ؟ لا لأن هذه الريح مسخرة مدبرة ، وكما أن الشمس أحيانا تضر بإحراقها بعض الأشجار ومع ذلك فإنه لا يجوز لأحد أن يسبها ولهذا قال : عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تسبوا الريح ) لا ناهية والفعل مجزوم بحذف النون والواو فاعل والريح مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، لا تسبوا السب هو الشتم والعيب والقدح واللعن وما أشبه ذلك فلا يجوز لنا أن نقول لعن الله هذه الريح أتعبتنا اليوم أو بئس هذه الريح قلعت الأشجار ودفنت الزروع وما أشبه ذلك ، لماذا ؟ لأن سب المخلوق سبٌ لخالقه ولهذا لو أنك وجدت قصرا مبنيا وفيه عيب في البناء والتصميم وعبت هذا العيب فالعيب ينصب في الحقيقة على من ؟ على من صنعه ومن بناه ، فكذلك إذا سببت الريح ، الريح مسخرة مدبرة يسخرها الله عز وجل كما يشاء على ما تقتضيه حكمته ، فإذا سببتها فإن سبك إياها يرجع في الحقيقة إلى سب الخالق ، ولكن ماذا نصنع إذا كانت الرياح شديدة مزعجة مقلقة ؟ أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام الذي جمع الله له بين طب القلوب والأبدان فقال ( فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ) خير هذه الريح نفسها فإن الريح نفسها فيها خير وفيها شر ، وخير ما فيها أي ما تحمله لأنها قد تحمل خيرا وقد تحمل شرا ، قد تحمل ما فيه تلقيح الثمار وقد تحمل رياحا طيبة طيبة الشم وقد تحمل عكس ذلك ما يكون فيه دمار الثمار وقد تحمل ميكروبات تضر الإنسان والبهائم وقد تحمل شرورا مدمرة ، ولهذا قال خير ما فيها وهذا غير خيرها هي يعني مثلا خيرها هي أن لا تضرنا وخير ما فيها أن يكون الذي فيها والذي حملته إلينا يكون خيرا
( وخير ما أمرت به )، قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر ، تؤمر بخير بحيث تثير السحاب وتسوقه إلى حيث شاء الله فهذا خير وتؤمر بشر بأن تدمر كل شيء كما أمرت ريح عاد (( تدمر كل شيء بأمر ربها ))
( ونعوذ بك من شر هذه الريح ) نعوذ بمعنى نعتصم ونلجأ لأن العياذ معناه الاعتصام بالشيء ، نعوذ بك من شر هذه الريح عكس خير هذه الريح ، وش مثال شرها ؟
الطالب : ...
الشيخ : قلع الأشجار دفن الزروع
الطالب : ...
الشيخ : لا ، هدم البيوت لأنها تهدم البيوت ، هذا شرها هي بنفسها ، وشر ما فيها أي شر ما تحمله لأنها قد تحمل أشياء ضارة مثل أن تحمل الأنتان والقاذورات أو أن تحمل الميكروبات أو أن تحمل بعض الأشياء التي نعم تدمر كأوبئة الحيوان والنبات وما أشبه ذلك ، وشر ما أمرت به لأنها قد تؤمر بشر مثل أيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : تؤمر بإهلاك قوم تؤمر بتيبيس الأرض من الأمطار تؤمر بأتربة تدفن الزروع والمحاصيل وتطمس الآثار والطرقات فالمهم أنها قد تؤمر بشر والذي يأمرها بذلك من ؟ الله عز وجل لحكمة بالغة قد نعجز عن إدراكها
ففي هذا الحديث آداب وتوجيه ، الآداب النهي عن سب الريح لأن سبها في الحقيقة سب لمن أرسلها وخلقها
أما الآداب ففي أنه ينبغي أن تدعو بهذا الدعاء : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أمرت به )، هذا الدعاء هل ينافي جعل الأسباب الحسية التي تقيك من شرها ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا ما تمنع فإنك تدعو الله عز وجل ومع ذلك تفعل الأسباب مثلا تذهب وتتقي هذه الريح بالجدران أو بالجبال أو بالأشجار أو ما أشبه ذلك ، فإن الأسباب الحسية التي جعلها .. الله فإن محله هناك أنسب من محله هنا لأن ذاك سب للدهر وهذا سب للريح