شرح قول المصنف : وقوله (......يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله ) حفظ
الشيخ : قوله (( يقولون هل لنا من الأمر من شيء )) نبدأ بالآية (( يقولون هل لنا من الأمر من شيء )) الضمير في يقولون يعود على المنافقين ومرادهم بقولهم هل لنا من الأمر من شيء مرادهم أمران : أولا دفع اللوم عن أنفسهم والثاني الاعتراض على القدر ، لأنهم قالوا (( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء )) نعم (( ما قتلنا ها هنا )) ، فهم يريدون بذلك أن يدفعوا اللوم عن أنفسهم وأن يحتجوا على قضاء الله وقدره ، وقوله (( هل لنا من الأمر من شيء )) هذه الجملة مبتدأ وخبر فالخبر جار ومجرور مقدم لنا والمبتدأ من شيء لأن من يا عيسى هاه ، من حرف جر زائد في الإعراب ، شيء مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد
قال الله تعالى (( قل إن الأمر كله لله )) فإذا كان الأمر كله لله فلا وجه لاحتجاجكم على قضاء الله وقدره وأن تقولوا هل لنا من الأمر من شيء فإذا كان الأمر كله لله فالله عز وجل يفعل ما شاء من النصر والخذلان وقوله (( قل ان الأمر )) المراد بالأمر هنا واحد الأمور لا واحد الأوامر يعني الشأن كل الشأن ، شأن الذي يتعلق بأفعال الله عز وجل والذي يتعلق بأفعال المخلوقين كله لمن ؟ لله سبحانه وتعالى فهو الذي يقدر العز والخذلان والذي يقدر العز والذل ويقدر النصر والخذلان ويقدر الخير والشر لكن الشر كما مر علينا كثيرا ليس إلى الله سبحانه وتعالى ، وإنما الشر في المفعولات لا في الفعل الذي هو فعل الله ، (( قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك )) هؤلاء المنافقون من شأنهم عدم الصراحة وعدم الصدق ، يخفي في نفسه ما لا يبديه لغيره لأنه يرى من جبنه وخوفه أنه لو أخبر بالحق لكان ذلك لكان في ذلك هلاكه ، فهو يخفي في نفسه ما لا يبدي للرسول عليه الصلاة والسلام وهكذا شأن المنافقين في كل زمان وفي كل مكان يخفي في نفسه ما لا يبدي لغيره لأنه لو تمكن من ابداء ما في نفسه لوجدت عنده أمرا عظيما من الكفر والفسوق والعصيان ، (( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا )) يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا والمراد بقوله (( ما قتلنا )) يعني الذين قتلوا في أحد لكن كما زعموا محمدٌ صلى الله على وسلم خالف رأينا ومشورتنا فلم يكن الأمر بأيدينا ، لأنه من المعروف أن عبد الله بن أبي المنافق بل رأس المنافقين لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى أحد رجع بنحو ثلث الجيش ، رجع بهم ثم قال " إن محمدا يعصيني ويطيع " أيش ؟ " الصغار والشبان " ، (( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا )) قل إن الأمر ، هاه ؟
(( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ))، يعني هذا الاحتجاج الذي تقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا هذا احتجاج لا حقيقة له لماذا ؟ لأنه إذا كُتب القتال أو القتل على أحد ما نفعه تحصنه حتى لو كان في قعر بيته ، ولهذا قال (( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ))
وقوله (( كُتب )) المراد بالكتابة هنا الكتابة الكونية لأن الكتابة قسمان : كتابة شرعية وكتابة كونية فالكتابة الشرعية لا يلزم منها الوقوع والكتابة القدرية يلزم منها الوقوع ، مثال الكتابة الشرعية قوله تعالى (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) وقوله (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) كتب هنا كتابة شرعية ولهذا يتخلف عن الصيام من يتخلف ، وأما الكتابة الكونية فمثل قوله تعالى (( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )) ومثل قوله تعالى (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) ومنها هذه الآية (( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم )) ما تحصنهم بيوتهم ، أيش بعده ؟
الطالب : ...
الشيخ : (( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم )) ليبتلي بمعنى يختبر ، يختبر ما في صدوركم من الإيمان بقضاء الله وقدره والإيمان بحكمته وأنه بتقدير هذا الأمر الفاجع المؤلم إنما كان لحكمة أرادها الله عز وجل ، فيختبر الله تعالى ما في قلب العبد بما يقدره عليه من الأمور المكروهة حتى يتبين من استسلم لقضاء الله وقدره ولحكمته سبحانه وتعالى ممن لم يكن كذلك ، وقوله (( وليمحص ما في قلوبكم )) هذا يكون بعد الابتلاء ، إذا حصل الابتلاء فقوبل هذا الابتلاء بالصبر صار في ذلك تمحيص لما في القلب أي تطهير له وإزالة لما يكون قد علق به من بعض الأمور التي لا تنبغي ، ولقد حصل الابتلاء والتمحيص في قصة أحد ويدلك لهذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما ندبهم الرسول عليه الصلاة والسلام حين قيل له (( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ))، خرجوا إلى حمراء الأسد لكنهم لم يجدوا لم يجدوا غزوا فرجعوا (( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ))، وقوله (( والله عليم بذات الصدور )) هذه الجملة الخبرية فيها إثبات أن الله عز وجل عليم بذات الصدور أي بصاحبة الصدور وما المراد بها ؟
الطالب : ...
الشيخ : بذات الصدور القلوب كما قال الله تعالى (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) فهو سبحانه وتعالى عليم بما في قلب العبد ، لا يخفى عليه شيء من حاله بل إنه جل وعلا يعلم حتى ما لا يكون في قلب الإنسان يعلم متى يكون وكيف يكون ولهذا قال (( والله عليم بذات الصدور )) ، انتهت الآية .
قال الله تعالى (( قل إن الأمر كله لله )) فإذا كان الأمر كله لله فلا وجه لاحتجاجكم على قضاء الله وقدره وأن تقولوا هل لنا من الأمر من شيء فإذا كان الأمر كله لله فالله عز وجل يفعل ما شاء من النصر والخذلان وقوله (( قل ان الأمر )) المراد بالأمر هنا واحد الأمور لا واحد الأوامر يعني الشأن كل الشأن ، شأن الذي يتعلق بأفعال الله عز وجل والذي يتعلق بأفعال المخلوقين كله لمن ؟ لله سبحانه وتعالى فهو الذي يقدر العز والخذلان والذي يقدر العز والذل ويقدر النصر والخذلان ويقدر الخير والشر لكن الشر كما مر علينا كثيرا ليس إلى الله سبحانه وتعالى ، وإنما الشر في المفعولات لا في الفعل الذي هو فعل الله ، (( قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك )) هؤلاء المنافقون من شأنهم عدم الصراحة وعدم الصدق ، يخفي في نفسه ما لا يبديه لغيره لأنه يرى من جبنه وخوفه أنه لو أخبر بالحق لكان ذلك لكان في ذلك هلاكه ، فهو يخفي في نفسه ما لا يبدي للرسول عليه الصلاة والسلام وهكذا شأن المنافقين في كل زمان وفي كل مكان يخفي في نفسه ما لا يبدي لغيره لأنه لو تمكن من ابداء ما في نفسه لوجدت عنده أمرا عظيما من الكفر والفسوق والعصيان ، (( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا )) يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا والمراد بقوله (( ما قتلنا )) يعني الذين قتلوا في أحد لكن كما زعموا محمدٌ صلى الله على وسلم خالف رأينا ومشورتنا فلم يكن الأمر بأيدينا ، لأنه من المعروف أن عبد الله بن أبي المنافق بل رأس المنافقين لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى أحد رجع بنحو ثلث الجيش ، رجع بهم ثم قال " إن محمدا يعصيني ويطيع " أيش ؟ " الصغار والشبان " ، (( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا )) قل إن الأمر ، هاه ؟
(( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ))، يعني هذا الاحتجاج الذي تقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا هذا احتجاج لا حقيقة له لماذا ؟ لأنه إذا كُتب القتال أو القتل على أحد ما نفعه تحصنه حتى لو كان في قعر بيته ، ولهذا قال (( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ))
وقوله (( كُتب )) المراد بالكتابة هنا الكتابة الكونية لأن الكتابة قسمان : كتابة شرعية وكتابة كونية فالكتابة الشرعية لا يلزم منها الوقوع والكتابة القدرية يلزم منها الوقوع ، مثال الكتابة الشرعية قوله تعالى (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) وقوله (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) كتب هنا كتابة شرعية ولهذا يتخلف عن الصيام من يتخلف ، وأما الكتابة الكونية فمثل قوله تعالى (( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )) ومثل قوله تعالى (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) ومنها هذه الآية (( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم )) ما تحصنهم بيوتهم ، أيش بعده ؟
الطالب : ...
الشيخ : (( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم )) ليبتلي بمعنى يختبر ، يختبر ما في صدوركم من الإيمان بقضاء الله وقدره والإيمان بحكمته وأنه بتقدير هذا الأمر الفاجع المؤلم إنما كان لحكمة أرادها الله عز وجل ، فيختبر الله تعالى ما في قلب العبد بما يقدره عليه من الأمور المكروهة حتى يتبين من استسلم لقضاء الله وقدره ولحكمته سبحانه وتعالى ممن لم يكن كذلك ، وقوله (( وليمحص ما في قلوبكم )) هذا يكون بعد الابتلاء ، إذا حصل الابتلاء فقوبل هذا الابتلاء بالصبر صار في ذلك تمحيص لما في القلب أي تطهير له وإزالة لما يكون قد علق به من بعض الأمور التي لا تنبغي ، ولقد حصل الابتلاء والتمحيص في قصة أحد ويدلك لهذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما ندبهم الرسول عليه الصلاة والسلام حين قيل له (( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ))، خرجوا إلى حمراء الأسد لكنهم لم يجدوا لم يجدوا غزوا فرجعوا (( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ))، وقوله (( والله عليم بذات الصدور )) هذه الجملة الخبرية فيها إثبات أن الله عز وجل عليم بذات الصدور أي بصاحبة الصدور وما المراد بها ؟
الطالب : ...
الشيخ : بذات الصدور القلوب كما قال الله تعالى (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) فهو سبحانه وتعالى عليم بما في قلب العبد ، لا يخفى عليه شيء من حاله بل إنه جل وعلا يعلم حتى ما لا يكون في قلب الإنسان يعلم متى يكون وكيف يكون ولهذا قال (( والله عليم بذات الصدور )) ، انتهت الآية .