ذكر مراتب القدر حفظ
الشيخ : كل واحد يناظر الثاني يا إخوان ، المناظرة كل واحد يناظر الثاني ، ولكن يناظره عقلا واستدلالا والا يناظره وجها ؟ عقلا واستدلالا ، طيب إذن نقول إنها يقول " ناظروهم بالعلم إن أنكروه كفروا " صحيح لأن الذي ينكر علم الله كافر ، " وإن أقروا به خصموا "، وش معنى خصموا ؟ يعني غلبوا لأنهم إذا أقروا بالعلم نقول لهم طيب هل جاء هذا المفعول أو الفعل على مقتضى ... أو على خلافه ؟ إن قالوا على مقتضى العلم خصموا وإن قالوا على خلافه فقد أنكروا العلم ، الله اكبر .. ، غالية في إثبات القدر ماذا يسمون ؟
الطالب : الجبرية
الشيخ : يسمون الجبرية ، ما رأيهم ؟
الطالب : ...
الشيخ : يقولون إن الله قدر كل شيء وخلق كل شيء وعلم كل شيء وجعل وجعلوا متعلق قدرة الله بفعل العبد أنه مجبر على فعله ، ليس له اختيار ، هؤلاء الجبرية من هم يعني إلى أي طائفة ينتسبون أو ما هو الاسم العام لهم ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية صحيح ، أما أهل السنة والجماعة فتوسطوا بين الطائفتين آمنوا بعلم الله وكتابته ومشيئته وخلقه وآمنوا بأن للعبد اختيارا وقدرة على فعله ، فجمعوا بين النصوص ووافقوا المعقول والمنقول ، واضح ؟ طيب
مراتب القدر مراتب القدر أربع هذا مبتدأ درس الليلة إن شاء الله تعالى ، مراتب القدر أربع كلها يجب على الإنسان أن يؤمن بها : المرتبة الأولى العلم وذلك بأن تؤمن بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا ، علم ما كان وما يكون لو كان كيف يكون ، كل شيء علمه الدقيق والجليل ، ودليل ذلك في الكتاب كثير منها قوله تعالى (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) الأوراق التي تتساقط ميتة أي ورقة كانت صغيرة أو كبيرة في بر أو بحر أو حضر فإن الله تعالى يعلمها ، والورقة التي تخلع ؟ يعلمها من باب أولى ، شوف سعة علم الله عز وجل وإحاطته ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض يعني إلا يعلمها إلا يعلمها في ظلمات الأرض ، لنفرض أننا في ليلة مظلمة ما فيها قمر وفيها سحاب متراكم ونحن في بحر في قاع البحر ، حبة في قاع البحر في باطن أرض القاع كم ظلمة عليها ؟
الطالب : ظلمات بعضها فوق بعض
الشيخ : ظلمات متعددة ، ظلمة الطبقة الأرضية ثم البحر ثم المطر ثم السحاب المتراكم ثم ظلمة الليل كل هذا داخل في قوله (( ولا حبة في ظلمات الأرض ))، ثم جاء العموم المطلق قال (( ولا رطب ولا يابس ))، والأشياء كلها إما رطبة وإما يابسة (( إلا في كتاب مبين ))، ولا كتب إلا بعد أن علم ما كتب إلا بعد أن علم، ففي هذه الآية الكريمة إثبات العلم وإثبات الكتابة ، وقال تعالى (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )) ففي الآية أيضا إثبات العلم وإثبات الكتابة ، هذان مرتبتان ، المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة وهذه أيضا عامة فما من شيء في السماوات والأرض إلا وهو كائن بإرادة الله ومشيئته كل شيء ، (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) وما من شيء إلا وهو مراد له لا يكون في ملكه ما لا يريد أبدا ، فإذن مشيئة الله تعالى عامة ، أما فيما يفعله سبحانه وتعالى بنفسه فالأمر ظاهر وأما ما يفعله المخلوق من آدمي أو بهيم فهو كذلك كائن بمشيئة الله ، قال الله تعالى (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) وقال تعالى (( ولو شاء ربك ما فعلوه )) إذن فهم فعلوه بماذا ؟ بمشيئة الله (( ولو شاء الله ما فعلوه )) آية ثانية ، إذن فما فعلوه فبمشيئة الله ، (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أن مشيئة الله عامة فما من شيء كائن إلا بمشيئة الله لا يكون في ملكه ما لا يريد أبدا
(( لله ملك السماوات والأرض )) وهذا الملك لا يكون فيه شيء لا يريده الله ، المرتبة الرابعة الخلق وهو أنه ما من شيء في السماوات ولا في الأرض إلا الله خالقه ومليكه ومدبره وذو سلطانه سبحانه وتعالى ، قال الله تبارك وتعالى (( الله خالق كل شيء )) خالق كل شيء وهذا العموم لا مخصص له ، كل شيء فالله خالقه ، طيب الآدمي مخلوق والا لأ ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب فعله ؟ كذلك مخلوق ، لأن فعل العبد من صفاته ولهذا جعلنا صفات الله فعلية وذاتية ، فعل العبد من صفاته لأن فعل العبد ناتج عن أمرين : عن إرادة جازمة وقدرة مدركة أو وقدرة تامة ، إرادة جازمة وقدرة تامة فلولا الإرادة لولا الإرادة من الإنسان ما فعل ولولا القدرة ما فعل ، أليس كذلك ؟ لو أن رجلا لم يرد أن يسافر ما سافر ولو أراد السفر لكن ما عنده مال ما سافر إذن ففعله ناتج عن أمرين الإرادة الجازمة والقدرة التامة ، من الذي خلق فيك الإرادة الجازمة والقدرة التامة ؟ الله عز وجل ، لو شاء الله تعالى ما أردت ولو شاء ما قدرت ، وكم من مرة يريد الإنسان شيئا فلا يدري إلا والله صارفه عن إرادته بدون أي سبب ، وقد يكون بأسباب يقدرها الله عز وجل وقد يكون بموانع تمنعه من إرادة ذلك الشيء ، " قيل لأعرابي بم عرفت ربك ؟ فقال بصرف الهمم بصرف الهمم " وهذا أمر واضح أن الإنسان قد يريد ثم ينثني عزمه ، إذن فعل العبد يكون مخلوقا لله والا غير مخلوق لله ؟ يكون مخلوقا لله ولكن تعلق بفعل العبد شيئان : خلق ومباشرة عمل مباشر ، فالعمل المباشر لمن ؟ للإنسان نفسه ولكن الخلق للخالق ، ففعلك في الحقيقة يتعلق به شيئان أحدهما فيما يتعلق بالله عز وجل فهو خالقه والثاني فيما يتعلق بالمباشرة بفعلك وهذا ينسب إليك ، وكما قال الله تعالى في القرآن (( جزاء بما كانوا يعملون )) (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) وما أشبه ذلك عرفت ؟ ولولا هذا لولا أنك ينسب إليك الفعل ما كان هناك فائدة للثناء على المؤمن المطيع وإثابته وعقوبة العاصي الكافر ، ولكن الإنسان يفعل بإرادته كما هو ظاهر معلوم ، فتبين الآن بأن مراتب القدر أربع : العلم والكتابة والمشيئة والخلق ، وأن أهل السنة والجماعة يؤمنون بكل هذه المراتب الأربعة وأدلتها كما علمتم ، وقد جمعت هذه المراتب الأربع في بيت أنشدناه لكم قديما من يحفظه ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، وخلقه وهو إيجاد وتكوين ،
" علم كتابة مولانا مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
هذه المراتب الأربعة طيب إذا كانت هذه المراتب الأربع هي مراتب الإيمان بالقدر هل هناك مراتب أخرى ؟ الجواب نعم هناك تقديرات أخرى لكنها نسبية
فيه تقدير عمري يكون والإنسان في بطن أمه حين يبلغ أربعة أشهر ويرسل الله إليه ملكا ينفخ فيه الروح ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد
وفيه أيضا الكتابة الحولية وهي التي تكون في ليلة القدر ، يكتب فيها ما يُقدر في السنة
قال بعضهم وفيه كتابة يومية واستدل لها بقول الله تعالى (( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن )) فهو كل يوم يغني فقيرا ويفقر غنيا ويوجد معدوما ويعدم موجودا ويبسط الرزق ويقدره وينشئ السحاب والمطر وغير ذلك كل يوم ، كل يوم هو في شأن جل وعلا ، في شأن شؤون عظيمة كثيرة نعم، فهذه مراتب القدر أربع.
الطالب : الجبرية
الشيخ : يسمون الجبرية ، ما رأيهم ؟
الطالب : ...
الشيخ : يقولون إن الله قدر كل شيء وخلق كل شيء وعلم كل شيء وجعل وجعلوا متعلق قدرة الله بفعل العبد أنه مجبر على فعله ، ليس له اختيار ، هؤلاء الجبرية من هم يعني إلى أي طائفة ينتسبون أو ما هو الاسم العام لهم ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية صحيح ، أما أهل السنة والجماعة فتوسطوا بين الطائفتين آمنوا بعلم الله وكتابته ومشيئته وخلقه وآمنوا بأن للعبد اختيارا وقدرة على فعله ، فجمعوا بين النصوص ووافقوا المعقول والمنقول ، واضح ؟ طيب
مراتب القدر مراتب القدر أربع هذا مبتدأ درس الليلة إن شاء الله تعالى ، مراتب القدر أربع كلها يجب على الإنسان أن يؤمن بها : المرتبة الأولى العلم وذلك بأن تؤمن بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا ، علم ما كان وما يكون لو كان كيف يكون ، كل شيء علمه الدقيق والجليل ، ودليل ذلك في الكتاب كثير منها قوله تعالى (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) الأوراق التي تتساقط ميتة أي ورقة كانت صغيرة أو كبيرة في بر أو بحر أو حضر فإن الله تعالى يعلمها ، والورقة التي تخلع ؟ يعلمها من باب أولى ، شوف سعة علم الله عز وجل وإحاطته ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض يعني إلا يعلمها إلا يعلمها في ظلمات الأرض ، لنفرض أننا في ليلة مظلمة ما فيها قمر وفيها سحاب متراكم ونحن في بحر في قاع البحر ، حبة في قاع البحر في باطن أرض القاع كم ظلمة عليها ؟
الطالب : ظلمات بعضها فوق بعض
الشيخ : ظلمات متعددة ، ظلمة الطبقة الأرضية ثم البحر ثم المطر ثم السحاب المتراكم ثم ظلمة الليل كل هذا داخل في قوله (( ولا حبة في ظلمات الأرض ))، ثم جاء العموم المطلق قال (( ولا رطب ولا يابس ))، والأشياء كلها إما رطبة وإما يابسة (( إلا في كتاب مبين ))، ولا كتب إلا بعد أن علم ما كتب إلا بعد أن علم، ففي هذه الآية الكريمة إثبات العلم وإثبات الكتابة ، وقال تعالى (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )) ففي الآية أيضا إثبات العلم وإثبات الكتابة ، هذان مرتبتان ، المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة وهذه أيضا عامة فما من شيء في السماوات والأرض إلا وهو كائن بإرادة الله ومشيئته كل شيء ، (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) وما من شيء إلا وهو مراد له لا يكون في ملكه ما لا يريد أبدا ، فإذن مشيئة الله تعالى عامة ، أما فيما يفعله سبحانه وتعالى بنفسه فالأمر ظاهر وأما ما يفعله المخلوق من آدمي أو بهيم فهو كذلك كائن بمشيئة الله ، قال الله تعالى (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) وقال تعالى (( ولو شاء ربك ما فعلوه )) إذن فهم فعلوه بماذا ؟ بمشيئة الله (( ولو شاء الله ما فعلوه )) آية ثانية ، إذن فما فعلوه فبمشيئة الله ، (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أن مشيئة الله عامة فما من شيء كائن إلا بمشيئة الله لا يكون في ملكه ما لا يريد أبدا
(( لله ملك السماوات والأرض )) وهذا الملك لا يكون فيه شيء لا يريده الله ، المرتبة الرابعة الخلق وهو أنه ما من شيء في السماوات ولا في الأرض إلا الله خالقه ومليكه ومدبره وذو سلطانه سبحانه وتعالى ، قال الله تبارك وتعالى (( الله خالق كل شيء )) خالق كل شيء وهذا العموم لا مخصص له ، كل شيء فالله خالقه ، طيب الآدمي مخلوق والا لأ ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب فعله ؟ كذلك مخلوق ، لأن فعل العبد من صفاته ولهذا جعلنا صفات الله فعلية وذاتية ، فعل العبد من صفاته لأن فعل العبد ناتج عن أمرين : عن إرادة جازمة وقدرة مدركة أو وقدرة تامة ، إرادة جازمة وقدرة تامة فلولا الإرادة لولا الإرادة من الإنسان ما فعل ولولا القدرة ما فعل ، أليس كذلك ؟ لو أن رجلا لم يرد أن يسافر ما سافر ولو أراد السفر لكن ما عنده مال ما سافر إذن ففعله ناتج عن أمرين الإرادة الجازمة والقدرة التامة ، من الذي خلق فيك الإرادة الجازمة والقدرة التامة ؟ الله عز وجل ، لو شاء الله تعالى ما أردت ولو شاء ما قدرت ، وكم من مرة يريد الإنسان شيئا فلا يدري إلا والله صارفه عن إرادته بدون أي سبب ، وقد يكون بأسباب يقدرها الله عز وجل وقد يكون بموانع تمنعه من إرادة ذلك الشيء ، " قيل لأعرابي بم عرفت ربك ؟ فقال بصرف الهمم بصرف الهمم " وهذا أمر واضح أن الإنسان قد يريد ثم ينثني عزمه ، إذن فعل العبد يكون مخلوقا لله والا غير مخلوق لله ؟ يكون مخلوقا لله ولكن تعلق بفعل العبد شيئان : خلق ومباشرة عمل مباشر ، فالعمل المباشر لمن ؟ للإنسان نفسه ولكن الخلق للخالق ، ففعلك في الحقيقة يتعلق به شيئان أحدهما فيما يتعلق بالله عز وجل فهو خالقه والثاني فيما يتعلق بالمباشرة بفعلك وهذا ينسب إليك ، وكما قال الله تعالى في القرآن (( جزاء بما كانوا يعملون )) (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) وما أشبه ذلك عرفت ؟ ولولا هذا لولا أنك ينسب إليك الفعل ما كان هناك فائدة للثناء على المؤمن المطيع وإثابته وعقوبة العاصي الكافر ، ولكن الإنسان يفعل بإرادته كما هو ظاهر معلوم ، فتبين الآن بأن مراتب القدر أربع : العلم والكتابة والمشيئة والخلق ، وأن أهل السنة والجماعة يؤمنون بكل هذه المراتب الأربعة وأدلتها كما علمتم ، وقد جمعت هذه المراتب الأربع في بيت أنشدناه لكم قديما من يحفظه ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، وخلقه وهو إيجاد وتكوين ،
" علم كتابة مولانا مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
هذه المراتب الأربعة طيب إذا كانت هذه المراتب الأربع هي مراتب الإيمان بالقدر هل هناك مراتب أخرى ؟ الجواب نعم هناك تقديرات أخرى لكنها نسبية
فيه تقدير عمري يكون والإنسان في بطن أمه حين يبلغ أربعة أشهر ويرسل الله إليه ملكا ينفخ فيه الروح ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد
وفيه أيضا الكتابة الحولية وهي التي تكون في ليلة القدر ، يكتب فيها ما يُقدر في السنة
قال بعضهم وفيه كتابة يومية واستدل لها بقول الله تعالى (( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن )) فهو كل يوم يغني فقيرا ويفقر غنيا ويوجد معدوما ويعدم موجودا ويبسط الرزق ويقدره وينشئ السحاب والمطر وغير ذلك كل يوم ، كل يوم هو في شأن جل وعلا ، في شأن شؤون عظيمة كثيرة نعم، فهذه مراتب القدر أربع.