شرح قول المصنف : وموجب حكمته وحمده ، فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا ، وليتب إلى الله ، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء . ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له ، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا . فمستقل ومستكثر . وفتش نفسك ، هل أنت سالم . فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة *** وإلا فإني لا أخالك ناجياً حفظ
الشيخ : وعرف موجَب حكمته موجب بمعنى مقتضى وفرق بين الموجَب والموجِب ، الموجب بالكسر السبب الذي يقتضي الشيء بمعنى المقتضي والموجَب هو المسبَب الناتج عن السبب بمعنى المقتضى ، اللي يعرف موجب حكمة الله وما تقتضيه الحكمة فإنه لا يمكن أن يظن بالله ظن السوء أبدا ، شوف الحكمة العظيمة التي حصلت للمسلمين في هزيمتهم في حنين وفي هزيمتهم في أحد ما يمكن أن نظن بالله عز وجل في هذا ظن السوء وأن الله أراد أن يخذل رسوله وحزبه ولكن نعلم أن ذلك لحكم عظيمة ذكرها الله في سورة آل عمران ، هذه الحكم إذا عرفها الإنسان لا يمكن أن يظن بالله ظن السوء وكذلك كل ما ... في الكون إذا منع الله القطر ومنع النبات هل نظن بالله ظن السوء ؟ لا ، نعلم أن هذا لحكمة نعلم أنه لحكمة ولا نظن بالله أنه بخل على عباده فإن الله عز وجل أكرم الأكرمين ، وعلى هذا فقس ، كلام المؤلف رحمه الله يقول : " فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا " ، اللبيب اسم على وزن فعيل ومعناه ذو اللب واللب هو العقل ، اللبيب معناه العاقل لكنها جاءت بصيغة الصفة المشبهة فعيل ، الناصح لنفسه يعتني بهذا ، المشار إليه أيش ؟ هو الظن بالله عز وجل ، ليعتني بهذا حتى يظن بالله ظن الحق لا ظن السوء وظن الجاهلية
" وليتب إلى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء "، يتب أي يرجع إلى الله لأن التوبة معناه الرجوع من معصية الله إلى طاعته ، وليستغفره يطلب منه المغفرة ، واللام فيهما لام الأمر نعم، وليتب إلى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء ، هل يرد على قلوبكم مثل هذا ؟ هل تظنون بالله أحيانا ظن السوء ؟
الطالب : حاشا
الشيخ : ربما ، ربما يرد على القلب لكنه لا يُبعد بعيدا فعلى هذا يجب أن يمحص الإنسان قلبه من ذلك وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر شيئا ولا يشرع شيئا إلا لحكم عظيمة ، ونحن لا ندرك كل الحكم التي يجري الله تعالى أحكامه الكونية وأحكامه الشرعية عليها لأننا قاصرون ، قال الله تعالى (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) نعم ، يقول رحمه الله : " ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له " يعني لو فتشت في الناس وجدت عندهم ملامة، تعنتا على القدر وملامة له ، قدر من ؟
الطالب : قدر الله
الشيخ : قدر الله ، " وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا " ، إذا قدر الله شيء تجده مثلا يسخط على القدر ويلوم القدر ويقول كان ينبغي أن ننتصر كان ينبغي أن يأتي المطر كان ينبغي أن يوسع لنا في الرزق كان ينبغي أن لا تصيبنا الجوائح وما أشبه ذلك ، وهذا نوع من ظن السوء بالله عز وجل ، فإن الله سبحانه وتعالى ما قدر هذا الشيء إلا لحكمة تعجز أنت عن إدراكها
يقول : " فمستقل ومستكثر " مستقل أيش إعرابها ؟
الطالب : ...
الشيخ : خبر مبتدأ محذوف ؟ وش التقدير
الطالب : ...
الشيخ : أو فمن الناس مستقل ومن الناس مستكثر نعم ، طيب نقف عند هذا قليل شوي في الإعراب ، فمنهم مستقل ومنهم مستكثر كيف تعرب مستكثر ؟ الواو حرف عطف ، مستكثر ؟
الطالب : معطوف
الشيخ : لا
الطالب : خبر لمبتدأ
الشيخ : ما هو خبر ، مبتدأ خبره محذوف يعني ومنهم مستكثر ، نظير ذلك قوله تعالى (( فمنهم شقي وسعيد )) (( فمنهم شقي وسعيد )) اعرب وسعيد ؟ تقول الواو حرف عطف وسعيد معطوفة على شقي ما يصلح لأنك إذا قلت فمنهم شقي وسعيد فمعناه الوصفان لموصوف واحد لكن التقدير فمنهم شقي ومنهم سعيد أي نعم هذه مثلها
الناس يعني في ظنهم بالله عز وجل منهم من يظن بالله ظن السوء على وجه كثير ومنهم من يظن به ظن السوء على وجه قليل
" وفتش نفسك هل أنت سالم " وهذا ينبغي أن يكون ليس في هذه المسألة فقط بل في جميع المسائل ، كل ما أوجب الله عليك فتش نفسك هل أنت سالم من التقصير فيه كل ما حرم الله عليك فتش نفسك هل أنت سالم من الوقوع فيه ؟ نعم أظننا والله مقصرون ، أظننا والله مقصرين في هذا الأمر هل نحن نحاسب أنفسنا على الواجبات هل قمنا بها ؟
الطالب : لا
الشيخ : اصدقوني القول
الطالب : لا
الشيخ : لا إلا أن يشاء الله ، هل نحن نحاسب أنفسنا في المحرمات هل اجتنبناها ؟ الجواب تستطيع القول أنا ... عن نفسي وأنا غافل في هذا والناس كلهم أكثرهم على هذا النحو ، ما نحاسب لكن نأتي نعامل إنسان بالمال نعم نعطيه دراهم بضاعة يبيع ويشتري فيها نحاسبه ؟
الطالب : نحاسبه
الشيخ : أو اللي يعطينا نأخذه واللي ما يعطينا نقول خله يمشي ؟ نحاسبه على البارة والهللة كما يقولون نعم، كذلك أيضا يُقدم لنا الطعام الغداء بالأمس كان الذي قُدم الغداء فيه ثلاثة أصناف واليوم فيه صنفين فقط وش نقول لأهل البيت ؟ نقول ليش ما جبتم اللي أمس ورا ما جبتم هذا الصنف الثالث ؟ نحاسب لكن في مسائل الأمور الهامة وهي الأعمال تجدنا غافلين نسأل الله أن يعاملنا بالعفو ، ولهذا يقول المؤلف : " فتش نفسك هل أنت سالم "
يقول : " فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة " " فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة " تنج منها من أيش ؟ أي من هذه الخصلة وهي ظن السوء بالله ، تنج من ذي عظيمة تنج الثانية والأولى ليس فيهما واو لماذا ؟ حذفت للجزم حذفت للجزم الأول فعل الشرط والثاني جوابه ، وقوله " من ذي عظيمة " أي من أمر ذي عظيمة أي ذي بلية عظيمة أو نحوها ، " وإلا - تنج - فإني لا إخالك ناجيا " إخالك بمعنى أظنك وهو فيما يحضرني الآن هو الفعل الوحيد الذي تكسر همزته ، المضارع تعرفون همزته تفتح أو لا ؟ أظن أقوم وتضم في الرباعي مثل أكرم لكن هذا إخالك ما هي أخالك ، إخالك بمعنى أظنك وهي تنصب مفعولين الكاف الأول وناجيا الثاني
كلام ابن القيم يقول إن نجوت من هذا الأمر نجوت من أمر عظيم وإن لم تنج منه فلست بناج وصدق رحمه الله ، ففتش يا أخي نفسك في هذا الباب وفي غيره هل أنت سالم هل أنت تحتاج إلى تقوية ، الإنسان كل يوم أو كل أسبوع يغير الثوب لأجل أن يكون ثوبه نظيفا لكن ثياب الأعمال الصالحة متى تغير ؟
الطالب : لعلها بالحول
الشيخ : أي نعم يمكن في السنة مرة أنهم يغيرونها بعض الناس ، فلذلك يجب أن الإنسان يلاحظ هذه المسألة ، أنا أقول لكم هذا وأنا أكثر منكم ذنوبا نسأل الله السلامة والعافية لكني أرجو من الله عز وجل إذا قلت لكم هذا أنني أتذكر أنني قلت لكم حتى يعينني على الفعل نعم، فالحاصل أن الأمور هذه يجب أن الإنسان يحاسب نفسه ، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي اعتبره بعض العلماء من الخلفاء الراشدين وهو صحيح من الخلفاء الراشدين قال : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " قال المؤلف فيه مسائل ، الآن من عنده سؤال فليسأل.
السائل : ...
" وليتب إلى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء "، يتب أي يرجع إلى الله لأن التوبة معناه الرجوع من معصية الله إلى طاعته ، وليستغفره يطلب منه المغفرة ، واللام فيهما لام الأمر نعم، وليتب إلى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء ، هل يرد على قلوبكم مثل هذا ؟ هل تظنون بالله أحيانا ظن السوء ؟
الطالب : حاشا
الشيخ : ربما ، ربما يرد على القلب لكنه لا يُبعد بعيدا فعلى هذا يجب أن يمحص الإنسان قلبه من ذلك وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر شيئا ولا يشرع شيئا إلا لحكم عظيمة ، ونحن لا ندرك كل الحكم التي يجري الله تعالى أحكامه الكونية وأحكامه الشرعية عليها لأننا قاصرون ، قال الله تعالى (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) نعم ، يقول رحمه الله : " ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له " يعني لو فتشت في الناس وجدت عندهم ملامة، تعنتا على القدر وملامة له ، قدر من ؟
الطالب : قدر الله
الشيخ : قدر الله ، " وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا " ، إذا قدر الله شيء تجده مثلا يسخط على القدر ويلوم القدر ويقول كان ينبغي أن ننتصر كان ينبغي أن يأتي المطر كان ينبغي أن يوسع لنا في الرزق كان ينبغي أن لا تصيبنا الجوائح وما أشبه ذلك ، وهذا نوع من ظن السوء بالله عز وجل ، فإن الله سبحانه وتعالى ما قدر هذا الشيء إلا لحكمة تعجز أنت عن إدراكها
يقول : " فمستقل ومستكثر " مستقل أيش إعرابها ؟
الطالب : ...
الشيخ : خبر مبتدأ محذوف ؟ وش التقدير
الطالب : ...
الشيخ : أو فمن الناس مستقل ومن الناس مستكثر نعم ، طيب نقف عند هذا قليل شوي في الإعراب ، فمنهم مستقل ومنهم مستكثر كيف تعرب مستكثر ؟ الواو حرف عطف ، مستكثر ؟
الطالب : معطوف
الشيخ : لا
الطالب : خبر لمبتدأ
الشيخ : ما هو خبر ، مبتدأ خبره محذوف يعني ومنهم مستكثر ، نظير ذلك قوله تعالى (( فمنهم شقي وسعيد )) (( فمنهم شقي وسعيد )) اعرب وسعيد ؟ تقول الواو حرف عطف وسعيد معطوفة على شقي ما يصلح لأنك إذا قلت فمنهم شقي وسعيد فمعناه الوصفان لموصوف واحد لكن التقدير فمنهم شقي ومنهم سعيد أي نعم هذه مثلها
الناس يعني في ظنهم بالله عز وجل منهم من يظن بالله ظن السوء على وجه كثير ومنهم من يظن به ظن السوء على وجه قليل
" وفتش نفسك هل أنت سالم " وهذا ينبغي أن يكون ليس في هذه المسألة فقط بل في جميع المسائل ، كل ما أوجب الله عليك فتش نفسك هل أنت سالم من التقصير فيه كل ما حرم الله عليك فتش نفسك هل أنت سالم من الوقوع فيه ؟ نعم أظننا والله مقصرون ، أظننا والله مقصرين في هذا الأمر هل نحن نحاسب أنفسنا على الواجبات هل قمنا بها ؟
الطالب : لا
الشيخ : اصدقوني القول
الطالب : لا
الشيخ : لا إلا أن يشاء الله ، هل نحن نحاسب أنفسنا في المحرمات هل اجتنبناها ؟ الجواب تستطيع القول أنا ... عن نفسي وأنا غافل في هذا والناس كلهم أكثرهم على هذا النحو ، ما نحاسب لكن نأتي نعامل إنسان بالمال نعم نعطيه دراهم بضاعة يبيع ويشتري فيها نحاسبه ؟
الطالب : نحاسبه
الشيخ : أو اللي يعطينا نأخذه واللي ما يعطينا نقول خله يمشي ؟ نحاسبه على البارة والهللة كما يقولون نعم، كذلك أيضا يُقدم لنا الطعام الغداء بالأمس كان الذي قُدم الغداء فيه ثلاثة أصناف واليوم فيه صنفين فقط وش نقول لأهل البيت ؟ نقول ليش ما جبتم اللي أمس ورا ما جبتم هذا الصنف الثالث ؟ نحاسب لكن في مسائل الأمور الهامة وهي الأعمال تجدنا غافلين نسأل الله أن يعاملنا بالعفو ، ولهذا يقول المؤلف : " فتش نفسك هل أنت سالم "
يقول : " فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة " " فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة " تنج منها من أيش ؟ أي من هذه الخصلة وهي ظن السوء بالله ، تنج من ذي عظيمة تنج الثانية والأولى ليس فيهما واو لماذا ؟ حذفت للجزم حذفت للجزم الأول فعل الشرط والثاني جوابه ، وقوله " من ذي عظيمة " أي من أمر ذي عظيمة أي ذي بلية عظيمة أو نحوها ، " وإلا - تنج - فإني لا إخالك ناجيا " إخالك بمعنى أظنك وهو فيما يحضرني الآن هو الفعل الوحيد الذي تكسر همزته ، المضارع تعرفون همزته تفتح أو لا ؟ أظن أقوم وتضم في الرباعي مثل أكرم لكن هذا إخالك ما هي أخالك ، إخالك بمعنى أظنك وهي تنصب مفعولين الكاف الأول وناجيا الثاني
كلام ابن القيم يقول إن نجوت من هذا الأمر نجوت من أمر عظيم وإن لم تنج منه فلست بناج وصدق رحمه الله ، ففتش يا أخي نفسك في هذا الباب وفي غيره هل أنت سالم هل أنت تحتاج إلى تقوية ، الإنسان كل يوم أو كل أسبوع يغير الثوب لأجل أن يكون ثوبه نظيفا لكن ثياب الأعمال الصالحة متى تغير ؟
الطالب : لعلها بالحول
الشيخ : أي نعم يمكن في السنة مرة أنهم يغيرونها بعض الناس ، فلذلك يجب أن الإنسان يلاحظ هذه المسألة ، أنا أقول لكم هذا وأنا أكثر منكم ذنوبا نسأل الله السلامة والعافية لكني أرجو من الله عز وجل إذا قلت لكم هذا أنني أتذكر أنني قلت لكم حتى يعينني على الفعل نعم، فالحاصل أن الأمور هذه يجب أن الإنسان يحاسب نفسه ، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي اعتبره بعض العلماء من الخلفاء الراشدين وهو صحيح من الخلفاء الراشدين قال : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " قال المؤلف فيه مسائل ، الآن من عنده سؤال فليسأل.
السائل : ...