.شرح قول المصنف : وعن سلمان - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : أشيمط زان ، وعائل مستكبر ، ورجل جعل الله بضاعته ، لا يشتري إلا بيمينه ، ولا يبيع إلا بيمينه ) رواه الطبراني بسند صحيح . حفظ
الشيخ : ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زانٍ وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه ) رواه الطبراني بسند صحيح قوله: ( ثلاثة ) أشخاص ولا أصناف؟ أصناف ...
النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) ( ثلاثة ) مبتدأ وهي نكرة فما الذي سوغ الابتداء بها وهي نكرة ؟
الطالب : ...
الشيخ : صفة
الطالب : لا مو بصفة
الشيخ : ما هي صفة ...
الطالب : لأنها أفادت
الشيخ : ها
الطالب : أفادت
الطالب : لأنها اش اسمه ذكر فيه التفصيل
الشيخ : نعم لأنها أفادت ، هذا جواب مجمل ومستنده قول ابن مالك : " ولا يجوز الابتدا بالنكرة *** ما لم تُفد" لكن لكن نوع الإفادة هنا التفصيل ، فصل ، يعني إجمال ثم تفصيل ما في ...
قال: ( لا يكلمهم الله ) ( لا يكلمهم ) التكليم معروف هو إسماع القول، ولا يكون كلاما إلا ما كان مسموعا وأما الكلام النفسي الذي يقدره الإنسان في نفسه فلا يسمى كلاما على سبيل الإطلاق وإن كان يسمى قولا بالتقييد أما عند الإطلاق فإن هذا لا يسمى كلاما أبداً، لكن إذا قيد ببالنفس تقيد كما في قوله تعالى: (( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله )) وقال عمر رضي الله عنه " زورت في نفسي كلاما " في قصة الصحيحف " زورت كلاما في نفسي " يعني قدرته فأما عند الإطلاق فلا يكون إلا بحرف وصوت مسموع والعلماء ... في كلام الله اختلفوا على عدة أقوال أوصلها ابن القيم في المصطلح إلى ثمانية أقوال ولكننا نحن إذا رفضنا هذه الأقوال وقلنا نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ونأخذ عقيدتنا صافية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونقطع النظر عن هذه المجادلات والمخاصمات لأنه ما أوتي الجدل قوم إلا ضلوا ، إذا رجعنا إلى ذلك عرفنا أن الكلام معناه واضح مبين وهو ما يسمع من المتكلم وعلى هذا فكلام الله عز وجل كلام حقيقي يتكلم ويسمع ولكن الصوت ليس كأصوات المخلوقين أما ما يسمع من كلام الله فإنه لا شك أنه من جنس كلام المخلوقين بحروف يفهمها المخاطب ولولا ذلك ما فُهم، لولا ذلك لو كان الله عز وجل يتكلم بحروف لا تحويه الحروف التي نتكلم بها لقلنا لا نفهم ذلك أبداً فالذي يخصني به من كلامه هو أن صوته جل وعلا لا يُشبه أصوات المخلوقين أما الحروف التي تُسمع فإنها هي حروف اللغة التي يخاطب الله بها من يخاطبُه والله عز وجل يخاطب كل أحد بلغته ، فنفي الكلام هنا دليل على إثباته ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : لأنه لما نفاه عن قوم دل على ثبوته لقوم، وبهذه الطريقة استدل بعض أهل العلم على إثبات رؤية الله يوم القيامة من المؤمنين واستدل بقوله تعالى: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) يعني الفجار قال فما حُجب الفجار إلا نعم فالأبرار يرون الله عز وجل إذ لو امتنعت الرؤية مطلقا لكان الكفار لكان الفجار والأبرار ها سواءا فيه، كذلك هنا لو انتفى كلام الله عز وجل عن كل أحد لكان لا وجه للتخصيص بنفي الكلام في هؤلاء .
(لا يكلمهم الله ) إذن كلام الله عز وجل بحرف وصوت مسموع ولكن لا يفهم من كلامه سبحانه وتعالى أن يكون له آلة كما يكون للآدمي نحن لنا آلات لا يتم كلامنا إلا بها كاللسان والأسنان والحلق وما أشبه ذلك، ولا يلزم من ثبوت كلام الله أن يكون له هذا، كما أنه لا يلزم من سماعه أن يكون له إيش؟
الطالب : أذن
الشيخ : أذن وانظر إلى الأرض تسمع وتُحدث تسمع وتحدث هل لها آذان ها
الطالب : لا
الشيخ : هل لها لسان وشفتان ها وأسنان نعم ... أبدا ما لها حلق، ومع ذلك فإن الله تعالى يقول : (( يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها )) انظر إلى الجلد ينطق يوم القيامة ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ )) نعم بما كانوا يكسبون ، وفي الآية الثانية ها (( وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا )) ومع هذا ليس لها لأرجلنا ولا لأيدينا ولا لألسنتنا ألسن ولا شفتان ، فالله جل وعلا يتكلم ولا يلزم من كلامه أن يكون له أدوات كأدوات المخلوقين فهو جل وعلا خالق كل شيء وكل شيء من مخلوقاته مقرون بأسبابه وأدواته أما الرب عز وجل ، أما الرب عز وجل فإنه سبحانه وتعالى لا يلزم من كلامه ما يلزم من كلام المخلوقين، أما اليد فهي ثابته لله لكن ما هي مثل أيدينا ، الله أعلم بكيفيتها لكنه ...
طيب قوله: ( لا يكلمهم الله ) إن قيل إن الله يكلم من هو أعظم منهم يكلم أهل النار ، نعم أليس يكلم أهل النار؟ يكلمهم ويكلمونه آخر الأمر يقول: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) فكيف يُنفى الكلام هنا يقال المراد كلام الرضى كلام الرضى أما كلام الغضب والتوبيخ فإن هذا الحديث لا يدل عليه ( ولا يزكيهم ) وش معنى التزكية؟ التزكية بمعنى التوفيق ... يعني أنه يوم القيامة ما يعذب هؤلاء ولا يوفقهم ولا يشهد لهم سبحانه وتعالى بالإيمان وذلك بما يترتب على ، بما فعلوه من هذه الأفعال الخبيثة ( ولهم عذاب أليم ) عذاب أي إيش عقوبة وأليم بمعنى مؤذ وموجع، هذه ثلاث عقوبات والعياذ بالله ما في تكليم ، ما في تزكية ، ... العذاب الأليم ، من هم؟ فسرهم قال ( أشيمط زان ) هذا واحد الأشيمط : هو الذي اختلط سواد شعره ببياضه لأنه كبير السن وكبير السن قد بردت شهوته وليس فيه ما يدعوه إلى الزنا ولكن مع ذلك زنا مما يدل على خُبثٍ في إرادته وسوء تصرف فإن الأُشيمط في العادة يكون قد بلغ أشده واستوى وعرف الفتنة وملكه عقله أكثر من هواه هذا من جهة، وكان عليه مع هذا السبب أن يحسن التصرف.
ثانيا : الأشيمط قد بردت شهوته وليس به حاجة ملحة إلى فعل الزنا منه أيش؟ غريب، الزنا منه غريب ليس عن طبيعة تدعوه إلى فعله ولكن عن سوء نية وقصد وضغف إيمانه بالله عز وجل، فصار السبب المقتضي لزناه قل إيمانه ، والحكمة التي نالها ببلوغ الأشُد كثيرة ولا لأ؟ كثيرة وكان عليه في هذا السن أن يغلِّب جانب أيش ؟ العقل ولذلك الشاب عنده قوة لكن عنده شهوة تحفزه أحيانا دون التصرف المحمود ، وأما الشيخ فعنده فتور وعنده حكمة ومع ذلك ذهب يزني ذهب يزني والعياذ بالله ،والزنا فعل الفاحشة في قُبل أو دبر وقد نهى الله عنه وبين أنه فاحشة وأنه ساء سبيلاً (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلا )) وصغره ( أشيمط ) تحقيراً له كأنه يقول أيش هذا وش هذا الشايب العجوز إن صح أن نعبر بالعجوز ... لكن المشهور عن بعض بعض العرب يسمي الشايب عجوز يقول أبي عجوز سبحان الله أب عجوز ها قل أمي عجوز والأب شيخ هذا (( أبونا شيخ كبير)) أقول هذا أشيمط صغره تحقيراً لشأنه وش هذا اللي بلغ من الكبر عتياً يروح يزني .
وعندي فيه إشكال في قوله: ( أشيمطٌ زانٍ ) زان : لماذا جرها مع أنها صفة لمرفوع نعم لأنها اسم لا ينصرف؟ ها لماذا
الطالب : ...
الشيخ : اي نعم إذن النون ما هي آخر الكلمة ، النون ليست آخر الكلمة ، الحركة اللي فيها ليست حركة الإعراب طيب ( أشيمط زان وعائل مستكبر ) أي ها
الطالب : ...
الشيخ : نعم ( أشيمطٌ زان)
( وعائلٌ مستكبر ) ( عائل ) من العائل؟ الفقير والدليل قوله تعالى : (( ألم يجدك يتيما فآوى ووجد ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى )) شف (( عائلا فأغنى )) مقابلة الشيء بالشيء تبين المعنى عائل العائل فقير والاستكبار عادة يكون من الغني (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استنغنى )) الغالب أن الاستكبار من الأغنياء هو الذي يرى نفسه غير محتاج إلى الناس وأرفع منهم ، فهو يستطيع أن يحصل ما لا يحصلون فيستكبر ويعلو هذا رجل فقير ثيابه متزقة، رأسه أشعث لا يستطيع أن يحلق رأسه ما عنده ... نعم قدماه مخرقتان ... كلها شقوق نعم ثيابه ليس له ... ثم مع ذلك إذا رأيته فإذا هو مستكبر رافع رأسه دائماً تيجي تسلم عليه يالله تسمع قولة عليكم السلام إن قال ، ثم بعد يقول أهلا ، ويحذف الام نعم هذا العائل المستكبر ويش حكمُه ؟
الطالب : لا ينظر الله إليه
الشيخ : لا يكلمه الله يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم لأن داع الاستكبار في حقه معدوم أو ضعيف جداً ليش تستكبر وش عندك حتى تستكبر؟ شف ثيابك الرثة و... كيف تستكبر على الناس؟ هو لو كان غنيا قلنا عنده داعي للاستكبار لكن إذا كان فقيرا فليس عنده داع للاستكبار فيكون كبره دليلاً على ضعف إيمانه وعلى خبث طويته ولذلك كان عقوبته أشد وأعظم لن داعي المعصية في حقه ها أضعف نعم
الثالث : ( رجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمين ولا يشتري إلا بيمين ) ( جعل الله بضاعته ) كيف جعل الله بضاعته ... ما تفعلونه أنتم جعل الله ... ( جعل الله بضاعته ) ما قال جعل اليمين بالله بضاعته نعم وهذا غلط منكم هل يليق بالإنسان أن يُنكر على غيره ما يفعله هو بنفسه نقول نحن ما فعلناه بأنفسنا ما فعلناه في تفسير الرسول عليه الصلاة والسلام بماذا فسره قال : ( لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه ) إذن الرسول عليه الصلاة والسلام فسر البضاعة ، وإذا كان المتكلم بالكلام هو الذي أخرجه عن ظاهره فهو أعلم بمراده ويجب علينا أن نفسره بماذا؟ بما فسره به كما في الحديث الصحيح القُدسي ( عبدي جعت فلم تطعمني أو استطعمتك ولم تطعمني ، استسقيتك فلم تسقني ) الله هو هو اللي يستطعم أحدا ها ؟ هو يطعم ولا يُطعَم كيف هذا ؟ ... الله عز وجل قال ( عبدي فلان جاع فلم تطعمه استسقاك فلم تسقه ) فنحن إذا أخرجنا اللفظ عن ظاهره بتفسير المتكلم به له فهل نلام؟ لا بل لو أننا فسرناه بظاهره لكنا ملامين مخطئين، وعلى هذا معنى قوله: ( جعل الله بضاعته ) هو قوله : ( لايشتري ) وعليه فالجملة هنا استئنافية تفسيرية استئنافية لتفسير معنى ( جعل الله بضاعَته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه ) كيف لا يشتري إلا بيمين ... والله ما نبي شي ما ... ويش يكون هذا ؟ اشترى بيمينه، اشترى بيمين أو قلت ... بعشرة، قال لا ... خمسة عشر والله ... فلان والله ... ستة عشر أو بتسعة بعد هذا أيضا اشترى بيمينه، أما لا يبيع إلا بيمينه فكما سبق ، كلما أردت سلعة راح يحلف عليها أو نوعها أو ثمنها أو ... أو ما أشبه ذلك ، لماذا استحق هذه العقوبة العظيمة ؟ لأمرين أولا استهانته بالله عز وجل ... استهانته بالله عز وجل ، الثاني : كذبه الثالث: أكله المال بالباطل لأن الغالب ... السلعة هذه بالأيمان ، نعم ثم إنه داخل في اليمين الغموس والعياذ بالله ( من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عليه وهو عليه غضبان ) ففيها هذه الأمور الأربعة المنكرة الكذب، وش بعد؟ والاستهانة بالله عز وجل ، وأكل المال بالباطل ، واليمين الغموس فلهذا كانت عقوبته أن الله لا يُكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم .
عندما نسمع هذا الحديث يا إخواني يجب أن نتربى به، نتربى بمقتضاه بمعنى أن نتجنب هذه الأمور ... الفائدة منه إذا لم تظهر مقتضيات النصوص على معتقداتنا وأقوالنا وأفعالنا فنحن ... بها سواء بل نحن أعظم ولذلك لا ينبغي أن تمر علينا مثل هذه النصوص مر الكرام بس نعرف معناها فقط بل يجب أن نعرف معناها وأن نعمل بمقتضاها ، ثم يجب علينا أيضا وبوصفنا ممن آتاه الله العلم ولو هذا العلم ...علينا أن نحذر الناس منها ، نحذر الناس منها ، لنكون وارثين للرسول عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم كان عالماً عاملاً داعياً صلى الله عليه وسلم ، أما طالب العلم دون أن يتخذ ... فإنه ليس وارثا للرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس من ورثة العلماء، العلماء علماء عاملون ها دعاة نعم فعلينا أن نحذر إخواننا المسلمين من هذا العمل ... الكثير بين الناس وهو ( جعل الله بضاعة له لا يبيعون إلا بأيمانهم ولا يشترون إلا بأيمانهم)
طيب مناسبة الحديث للباب واضحة : أن من الله بضاعته فإن الغالب يُكثر الحلف بالله سبحانه وتعالى " وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه "
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الدليل العقلي ألا يكفي ... .
الشيخ : ها
السائل : أقول الدليل العقلي..
الشيخ : ممكن الدليل العقلي ما يمكن ... هكذا لأنه المحرفين لصفات الله تعالى كلهم يقولون هذا مقتضى عقولهم ، لذا لا ... ، لكن نعم العقل الصريح السالم من الشبهات والشهوات ... يكون مقتضاه صارفاً للفظ عن ظاهره ، ولكن نقول : صرف اللفظ عن ظاهره جائز إذا كان بترتيب من المتكلم به أو دلت عليه القرائن لفظية أو حالية . نعم هذي المسألة في الحقيقة التوسع فيها صعب أو ذكرها على سبيل الإطلاق صعب لأنه يفتح عليك أبواب كثيرة أي نعم
السائل : ...
الشيخ : لا ... خطير وإنما قلنا لا يغفر لأنه ...
الطالب : ...
النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) ( ثلاثة ) مبتدأ وهي نكرة فما الذي سوغ الابتداء بها وهي نكرة ؟
الطالب : ...
الشيخ : صفة
الطالب : لا مو بصفة
الشيخ : ما هي صفة ...
الطالب : لأنها أفادت
الشيخ : ها
الطالب : أفادت
الطالب : لأنها اش اسمه ذكر فيه التفصيل
الشيخ : نعم لأنها أفادت ، هذا جواب مجمل ومستنده قول ابن مالك : " ولا يجوز الابتدا بالنكرة *** ما لم تُفد" لكن لكن نوع الإفادة هنا التفصيل ، فصل ، يعني إجمال ثم تفصيل ما في ...
قال: ( لا يكلمهم الله ) ( لا يكلمهم ) التكليم معروف هو إسماع القول، ولا يكون كلاما إلا ما كان مسموعا وأما الكلام النفسي الذي يقدره الإنسان في نفسه فلا يسمى كلاما على سبيل الإطلاق وإن كان يسمى قولا بالتقييد أما عند الإطلاق فإن هذا لا يسمى كلاما أبداً، لكن إذا قيد ببالنفس تقيد كما في قوله تعالى: (( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله )) وقال عمر رضي الله عنه " زورت في نفسي كلاما " في قصة الصحيحف " زورت كلاما في نفسي " يعني قدرته فأما عند الإطلاق فلا يكون إلا بحرف وصوت مسموع والعلماء ... في كلام الله اختلفوا على عدة أقوال أوصلها ابن القيم في المصطلح إلى ثمانية أقوال ولكننا نحن إذا رفضنا هذه الأقوال وقلنا نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ونأخذ عقيدتنا صافية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونقطع النظر عن هذه المجادلات والمخاصمات لأنه ما أوتي الجدل قوم إلا ضلوا ، إذا رجعنا إلى ذلك عرفنا أن الكلام معناه واضح مبين وهو ما يسمع من المتكلم وعلى هذا فكلام الله عز وجل كلام حقيقي يتكلم ويسمع ولكن الصوت ليس كأصوات المخلوقين أما ما يسمع من كلام الله فإنه لا شك أنه من جنس كلام المخلوقين بحروف يفهمها المخاطب ولولا ذلك ما فُهم، لولا ذلك لو كان الله عز وجل يتكلم بحروف لا تحويه الحروف التي نتكلم بها لقلنا لا نفهم ذلك أبداً فالذي يخصني به من كلامه هو أن صوته جل وعلا لا يُشبه أصوات المخلوقين أما الحروف التي تُسمع فإنها هي حروف اللغة التي يخاطب الله بها من يخاطبُه والله عز وجل يخاطب كل أحد بلغته ، فنفي الكلام هنا دليل على إثباته ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : لأنه لما نفاه عن قوم دل على ثبوته لقوم، وبهذه الطريقة استدل بعض أهل العلم على إثبات رؤية الله يوم القيامة من المؤمنين واستدل بقوله تعالى: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) يعني الفجار قال فما حُجب الفجار إلا نعم فالأبرار يرون الله عز وجل إذ لو امتنعت الرؤية مطلقا لكان الكفار لكان الفجار والأبرار ها سواءا فيه، كذلك هنا لو انتفى كلام الله عز وجل عن كل أحد لكان لا وجه للتخصيص بنفي الكلام في هؤلاء .
(لا يكلمهم الله ) إذن كلام الله عز وجل بحرف وصوت مسموع ولكن لا يفهم من كلامه سبحانه وتعالى أن يكون له آلة كما يكون للآدمي نحن لنا آلات لا يتم كلامنا إلا بها كاللسان والأسنان والحلق وما أشبه ذلك، ولا يلزم من ثبوت كلام الله أن يكون له هذا، كما أنه لا يلزم من سماعه أن يكون له إيش؟
الطالب : أذن
الشيخ : أذن وانظر إلى الأرض تسمع وتُحدث تسمع وتحدث هل لها آذان ها
الطالب : لا
الشيخ : هل لها لسان وشفتان ها وأسنان نعم ... أبدا ما لها حلق، ومع ذلك فإن الله تعالى يقول : (( يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها )) انظر إلى الجلد ينطق يوم القيامة ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ )) نعم بما كانوا يكسبون ، وفي الآية الثانية ها (( وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا )) ومع هذا ليس لها لأرجلنا ولا لأيدينا ولا لألسنتنا ألسن ولا شفتان ، فالله جل وعلا يتكلم ولا يلزم من كلامه أن يكون له أدوات كأدوات المخلوقين فهو جل وعلا خالق كل شيء وكل شيء من مخلوقاته مقرون بأسبابه وأدواته أما الرب عز وجل ، أما الرب عز وجل فإنه سبحانه وتعالى لا يلزم من كلامه ما يلزم من كلام المخلوقين، أما اليد فهي ثابته لله لكن ما هي مثل أيدينا ، الله أعلم بكيفيتها لكنه ...
طيب قوله: ( لا يكلمهم الله ) إن قيل إن الله يكلم من هو أعظم منهم يكلم أهل النار ، نعم أليس يكلم أهل النار؟ يكلمهم ويكلمونه آخر الأمر يقول: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) فكيف يُنفى الكلام هنا يقال المراد كلام الرضى كلام الرضى أما كلام الغضب والتوبيخ فإن هذا الحديث لا يدل عليه ( ولا يزكيهم ) وش معنى التزكية؟ التزكية بمعنى التوفيق ... يعني أنه يوم القيامة ما يعذب هؤلاء ولا يوفقهم ولا يشهد لهم سبحانه وتعالى بالإيمان وذلك بما يترتب على ، بما فعلوه من هذه الأفعال الخبيثة ( ولهم عذاب أليم ) عذاب أي إيش عقوبة وأليم بمعنى مؤذ وموجع، هذه ثلاث عقوبات والعياذ بالله ما في تكليم ، ما في تزكية ، ... العذاب الأليم ، من هم؟ فسرهم قال ( أشيمط زان ) هذا واحد الأشيمط : هو الذي اختلط سواد شعره ببياضه لأنه كبير السن وكبير السن قد بردت شهوته وليس فيه ما يدعوه إلى الزنا ولكن مع ذلك زنا مما يدل على خُبثٍ في إرادته وسوء تصرف فإن الأُشيمط في العادة يكون قد بلغ أشده واستوى وعرف الفتنة وملكه عقله أكثر من هواه هذا من جهة، وكان عليه مع هذا السبب أن يحسن التصرف.
ثانيا : الأشيمط قد بردت شهوته وليس به حاجة ملحة إلى فعل الزنا منه أيش؟ غريب، الزنا منه غريب ليس عن طبيعة تدعوه إلى فعله ولكن عن سوء نية وقصد وضغف إيمانه بالله عز وجل، فصار السبب المقتضي لزناه قل إيمانه ، والحكمة التي نالها ببلوغ الأشُد كثيرة ولا لأ؟ كثيرة وكان عليه في هذا السن أن يغلِّب جانب أيش ؟ العقل ولذلك الشاب عنده قوة لكن عنده شهوة تحفزه أحيانا دون التصرف المحمود ، وأما الشيخ فعنده فتور وعنده حكمة ومع ذلك ذهب يزني ذهب يزني والعياذ بالله ،والزنا فعل الفاحشة في قُبل أو دبر وقد نهى الله عنه وبين أنه فاحشة وأنه ساء سبيلاً (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلا )) وصغره ( أشيمط ) تحقيراً له كأنه يقول أيش هذا وش هذا الشايب العجوز إن صح أن نعبر بالعجوز ... لكن المشهور عن بعض بعض العرب يسمي الشايب عجوز يقول أبي عجوز سبحان الله أب عجوز ها قل أمي عجوز والأب شيخ هذا (( أبونا شيخ كبير)) أقول هذا أشيمط صغره تحقيراً لشأنه وش هذا اللي بلغ من الكبر عتياً يروح يزني .
وعندي فيه إشكال في قوله: ( أشيمطٌ زانٍ ) زان : لماذا جرها مع أنها صفة لمرفوع نعم لأنها اسم لا ينصرف؟ ها لماذا
الطالب : ...
الشيخ : اي نعم إذن النون ما هي آخر الكلمة ، النون ليست آخر الكلمة ، الحركة اللي فيها ليست حركة الإعراب طيب ( أشيمط زان وعائل مستكبر ) أي ها
الطالب : ...
الشيخ : نعم ( أشيمطٌ زان)
( وعائلٌ مستكبر ) ( عائل ) من العائل؟ الفقير والدليل قوله تعالى : (( ألم يجدك يتيما فآوى ووجد ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى )) شف (( عائلا فأغنى )) مقابلة الشيء بالشيء تبين المعنى عائل العائل فقير والاستكبار عادة يكون من الغني (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استنغنى )) الغالب أن الاستكبار من الأغنياء هو الذي يرى نفسه غير محتاج إلى الناس وأرفع منهم ، فهو يستطيع أن يحصل ما لا يحصلون فيستكبر ويعلو هذا رجل فقير ثيابه متزقة، رأسه أشعث لا يستطيع أن يحلق رأسه ما عنده ... نعم قدماه مخرقتان ... كلها شقوق نعم ثيابه ليس له ... ثم مع ذلك إذا رأيته فإذا هو مستكبر رافع رأسه دائماً تيجي تسلم عليه يالله تسمع قولة عليكم السلام إن قال ، ثم بعد يقول أهلا ، ويحذف الام نعم هذا العائل المستكبر ويش حكمُه ؟
الطالب : لا ينظر الله إليه
الشيخ : لا يكلمه الله يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم لأن داع الاستكبار في حقه معدوم أو ضعيف جداً ليش تستكبر وش عندك حتى تستكبر؟ شف ثيابك الرثة و... كيف تستكبر على الناس؟ هو لو كان غنيا قلنا عنده داعي للاستكبار لكن إذا كان فقيرا فليس عنده داع للاستكبار فيكون كبره دليلاً على ضعف إيمانه وعلى خبث طويته ولذلك كان عقوبته أشد وأعظم لن داعي المعصية في حقه ها أضعف نعم
الثالث : ( رجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمين ولا يشتري إلا بيمين ) ( جعل الله بضاعته ) كيف جعل الله بضاعته ... ما تفعلونه أنتم جعل الله ... ( جعل الله بضاعته ) ما قال جعل اليمين بالله بضاعته نعم وهذا غلط منكم هل يليق بالإنسان أن يُنكر على غيره ما يفعله هو بنفسه نقول نحن ما فعلناه بأنفسنا ما فعلناه في تفسير الرسول عليه الصلاة والسلام بماذا فسره قال : ( لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه ) إذن الرسول عليه الصلاة والسلام فسر البضاعة ، وإذا كان المتكلم بالكلام هو الذي أخرجه عن ظاهره فهو أعلم بمراده ويجب علينا أن نفسره بماذا؟ بما فسره به كما في الحديث الصحيح القُدسي ( عبدي جعت فلم تطعمني أو استطعمتك ولم تطعمني ، استسقيتك فلم تسقني ) الله هو هو اللي يستطعم أحدا ها ؟ هو يطعم ولا يُطعَم كيف هذا ؟ ... الله عز وجل قال ( عبدي فلان جاع فلم تطعمه استسقاك فلم تسقه ) فنحن إذا أخرجنا اللفظ عن ظاهره بتفسير المتكلم به له فهل نلام؟ لا بل لو أننا فسرناه بظاهره لكنا ملامين مخطئين، وعلى هذا معنى قوله: ( جعل الله بضاعته ) هو قوله : ( لايشتري ) وعليه فالجملة هنا استئنافية تفسيرية استئنافية لتفسير معنى ( جعل الله بضاعَته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه ) كيف لا يشتري إلا بيمين ... والله ما نبي شي ما ... ويش يكون هذا ؟ اشترى بيمينه، اشترى بيمين أو قلت ... بعشرة، قال لا ... خمسة عشر والله ... فلان والله ... ستة عشر أو بتسعة بعد هذا أيضا اشترى بيمينه، أما لا يبيع إلا بيمينه فكما سبق ، كلما أردت سلعة راح يحلف عليها أو نوعها أو ثمنها أو ... أو ما أشبه ذلك ، لماذا استحق هذه العقوبة العظيمة ؟ لأمرين أولا استهانته بالله عز وجل ... استهانته بالله عز وجل ، الثاني : كذبه الثالث: أكله المال بالباطل لأن الغالب ... السلعة هذه بالأيمان ، نعم ثم إنه داخل في اليمين الغموس والعياذ بالله ( من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عليه وهو عليه غضبان ) ففيها هذه الأمور الأربعة المنكرة الكذب، وش بعد؟ والاستهانة بالله عز وجل ، وأكل المال بالباطل ، واليمين الغموس فلهذا كانت عقوبته أن الله لا يُكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم .
عندما نسمع هذا الحديث يا إخواني يجب أن نتربى به، نتربى بمقتضاه بمعنى أن نتجنب هذه الأمور ... الفائدة منه إذا لم تظهر مقتضيات النصوص على معتقداتنا وأقوالنا وأفعالنا فنحن ... بها سواء بل نحن أعظم ولذلك لا ينبغي أن تمر علينا مثل هذه النصوص مر الكرام بس نعرف معناها فقط بل يجب أن نعرف معناها وأن نعمل بمقتضاها ، ثم يجب علينا أيضا وبوصفنا ممن آتاه الله العلم ولو هذا العلم ...علينا أن نحذر الناس منها ، نحذر الناس منها ، لنكون وارثين للرسول عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم كان عالماً عاملاً داعياً صلى الله عليه وسلم ، أما طالب العلم دون أن يتخذ ... فإنه ليس وارثا للرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس من ورثة العلماء، العلماء علماء عاملون ها دعاة نعم فعلينا أن نحذر إخواننا المسلمين من هذا العمل ... الكثير بين الناس وهو ( جعل الله بضاعة له لا يبيعون إلا بأيمانهم ولا يشترون إلا بأيمانهم)
طيب مناسبة الحديث للباب واضحة : أن من الله بضاعته فإن الغالب يُكثر الحلف بالله سبحانه وتعالى " وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه "
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الدليل العقلي ألا يكفي ... .
الشيخ : ها
السائل : أقول الدليل العقلي..
الشيخ : ممكن الدليل العقلي ما يمكن ... هكذا لأنه المحرفين لصفات الله تعالى كلهم يقولون هذا مقتضى عقولهم ، لذا لا ... ، لكن نعم العقل الصريح السالم من الشبهات والشهوات ... يكون مقتضاه صارفاً للفظ عن ظاهره ، ولكن نقول : صرف اللفظ عن ظاهره جائز إذا كان بترتيب من المتكلم به أو دلت عليه القرائن لفظية أو حالية . نعم هذي المسألة في الحقيقة التوسع فيها صعب أو ذكرها على سبيل الإطلاق صعب لأنه يفتح عليك أبواب كثيرة أي نعم
السائل : ...
الشيخ : لا ... خطير وإنما قلنا لا يغفر لأنه ...
الطالب : ...