شرح قول المصنف : وقوله (......ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليداً . وإذا لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم ، وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فاقبل منهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، حفظ
الشيخ : ( ولا تمثِّلوا ) وش معنى التمثيل التمثيل التشويه بقطع الأعضاء أو نحوها وذلك عندما نتولى على العدو بالأسر أو بالجرح فإنه لا يجوز لنا أن نمثل به، لا يجوز أن نمثل به لأن هذا التمثيل لا حاجة إليه، بل هو انتقام في غير محله فلو غلبنا هذا الأعداء هؤلاء الأعداء وأسرناهم ما يجوز نقطع آنافاهم أو آذانهم أو ألسنتهم أو أيديهم أو أرجلهم هذا محرم، لأن الرسول يقول : ( لا تمثلوا ) واختلف العلماء فيما لو كانوا يفعلون ذلك بنا هل نفعله بهم أو لا؟ يعني لو كانوا إذا أسروا منا أحدا أو جرحوه ونالوه مثلوا به هل نمثل بهم أو لا؟ فمنهم من أخذ بعموم : ( لا تمثلوا ) والرسول صلى الله عليه سلم ما استثنى شيئا، وإذا اعتدوا علينا بالتمثيل فإننا لا نعتدي عليهم بالتمثيل لأننا إذا مثلنا بزيد مثلا فقد يكون زيد لا يرضى أن يمثل قومُه بمن أشر منا أو أخذ فكيف نمثل به ، وقال بعض أهل العلم بل نمثل بهم إذا مثلوا بنا لأن هذا العموم مقابل بعموم آخر ما هو؟
الطالب : فمن اعتدى عليكم
الشيخ : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )) ونحن إذا لم نمثل بهم وهم يمثلون بنا قد يفسرون ذلك بأنه
الطالب : ضعف
الشيخ : ضعف وعجز نعم وإذا مثلنا بهم يعرفون أن عندنا قوة وربما يدعون التمثيل خوفا من أن نمثل بهم والمسألة تحتاج إلى بحث ولكن المصلحة فيما يظهر تتقتضي أنهم إذا مثلوا بنا فإننا نمثل بهم، فإن قلت قد يقع التمثيل لواحد منهم وهو لا يرضى بأن يمثل قومه بقومنا، الجواب أن الأمة الواحدة فعل الواحد منها فعل للجميع لأنها بالتزامها أو عدم التزامها كأنها شخص واحد، الله عز وجل يخاطب اليهود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام في أمور جرت على مَن؟ على من كانوا في عهد موسى (( وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها )) ها (( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور )) وما أشبه ذلك لماذا لأنها أمة واحدة فإنعام الله على بعضها إنعام على الجميع .
قال ( ولا تقتلوا وليدا ) ( ولا تقتلوا وليدا ) من الوليد؟ الوليد الصغير لا يجوز قتله ليش؟ لأن هذا الوليد الصغير لا يقاتل وإذا لم يُقاتل فكيف نقتله ما ذنبه ولأنه ربما يسلم وكذلك في أحاديث أخرى لا نقتل راهباً ولا شيخاً فانياً ولا امرأة إلا أن يقاتلوا أو يحرضوا فإن قاتلوا أو حرضوا أو كان لهم رأي في الحرب وتوجيه فإنهم يقتلون كما قُتل دريد بن الصمة في غزوة ثقيف نعم فإذا كان له رأي ومشورة أو مباشرة للقتال فإنهم يقتلون واستدل بعض أهل العلم بهذا الحديث على أن القتال ليس لأجل الإسلام ولكنه لحماية الإسلام خير دليل على ذلك أنا ما نقتل هؤلاء ولو كان من أجل الإسلام لقتلناهم إذا لم يسلموا وهذه المسألة فيها خلاف طويل بين العلماء ورجح شيخ الإسلام رحمه الله أن قتال الكفار لحماية الإسلام وليس لأن يجبروا على الإسلام وله في ذلك رسالة مشهورة عنوانها قتال الكفار
طيب ( ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين ) شف ما قال الرسول ( إذا لقيت عدوك من المشركين ) لماذا بدأ بذكر العداواة ولم يقل : إذا لقيت أحدا من المشركين؟ تهييجا ها لقتالهم تهييجا لقتالهم لأنك إذا علمت أنهم أعداء لك فإن ذلك يدعوك إلى مقاتلتهم ولهذا قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) لم يقل لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء كما قال في آية أخرى لكن قال : (( عدوي وعدوكم )) أبلغ ، ( وإذا لقيت عدوك من المشركين ) مَن العدو؟ العدو ضد الولي ومن الولي ضد العدو نعم ومَن العدو
الطالب : ضد الولي
الشيخ : إذن دوران الولي من يتولى أمورك ويعتني بك بالنصر لأنه أولى الناس بك وأقربهم ولي قريب والعدو بالعكس من يخذلك وينابذك ويبتعد عنك ( مِن المشركين ) انتبه لكلمة ( من المشركين ) لأن لها شأن في ذلك سيذكر فيما بعد ، كلمة ( من المشركين ) يدخل فيه كل الكفار أو لا ؟ حتى اليهود والنصارى؟
الطالب : نعم
الشيخ : حتى عبدة الأوثان؟
الطالب : نعم
الشيخ : نعم حتى عبدة الأوثان
( فادعم إلى ثلاث خصال أو خلال ) قوله: ( ثلاث خصال أو خلال ) الخصال والخلال بمعنى واحد وإذا كانا بمعنى واحد عُلم أن ( أو )
الطالب : للشك
الشيخ : للشك ولا لا؟ نعم لأنه قال ( ادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال ) طيب لو قلت لي " على جيشٍ أو سرية " لماذا لم نقل إنها للشك
الطالب : ...
الشيخ : لاختلاف المعنى طيب نعم ( فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم ) ( فأيتُهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ) ( أيتُهن ) هذه وش إعرابها؟ اسم شرط نعم أنا عندي فائدة فأيتُهُن بالرفع
الطالب : مبتدأ
الشيخ : مبتدأ وهي اسم شرط و ( ما ) زائدة و( ما ) في ... الشرط تأكيدا للعموم كما في قوله تعالى : (( أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )) نعم ( فأيتهن ما أجابوك ) طيب ( أجابوك ) الكاف مفعول به وأين العائد إلى اسم الشرط؟ لأنه لا بد من ربط الشرط باسمه باسم الشرط كما أن صلة الموصول لا بد لها من عائد، وخبر مبتدأ لا بد فيه من رابط، نقول محذوف التقدير فأيتُهن ما أجابوك إليه يعني أي واحدة يجيبون إليه يجيبون إليها ( فاقبل منهم وكف عنهم ) هذي جواب الشرط اقبل منهم على الواحدة و ( وكف عنهم ) يعني لا تقاتلهم لأنه كان بالأول قاتلوا نعم وهنا قال : ( فاقبل منهم وكُف عنهم ) فإذا نعرض عليهم الآن ثلاثة خصال إذا أجابوا للأولى ما نعرض الثانية إن أجابوا للثانية، إن منعوا الأولى عرضنا الثانية إن أجابوا إليها ما ندعوهم للثالثة إن لم يجيبوا دعوناهم
ويكون التقدير فاقبل منهم وكف عنهم ( ادعهم إلى الإسلام ) لأنه إذا لو كانت ثم غير زائدة لكانت الخلال أو الخصال مبينة ولا غير مبينة
الطالب : غير مبينة
الشيخ : غير مبينة لأن ثم للعطف والعطف يقتضي المغايرة فإذن ما بعدها يكون غير ما قبلها فلهذا الصواب أنها محذوفة ( ادعهم إلى الإسلام ) طيب ويمكن أن يُقال إن قولَه ( ثم ) ليست من كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولكنها
الطالب : الراوي
الشيخ : من كلام الراوي فيكون معنى فأيتهن ما أجابوك ( ادعم إلى ثلاثة خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكُف عنهم ) كأن الرواي قال ثم يقول يعني بعد ما يقول يجملها ثلاث خصال أو خلال ثم يقول : ( ادعهم ) لكن هذا خلاف الأصل وارتكاب دعوى أنها زائدة كما تفيده رواية أبي داود أهون من هذا التقييد من يبي يسأل؟
الطالب : شيخ
الشيخ : أوصاه بمن معه من المسلمين أن يفعل فيهم خيرا نعم، طيب
اسم تفضيل أو مجردة عن التفضيل يا عبد الله ... فالمراد بها ما يقابل الشرط؟ أسألك
الطالب : ...
الشيخ : ما هو
الطالب : ...
الشيخ : يعني معناه أنه ...
الطالب : يفعل بهم أخير ما يرى
الشيخ : أخير ما يراه صح طيب ثم نحن وصلنا ما وصلنا إلى هذا ؟
( ثم اعدهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم) قوله عليه الصلاة والسلام: ( ادعهم إلى الإسلام ) المراد به الإسلام المتضمن للإيمان لأنه مر علينا أن الإسلام إذا أُفرد شمل
الطالب : الإيمان
الشيخ : الإيمان والإيمان إذا أُفرد شَمل الإسلام فإن جُمعا افترقا كما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في حديث
الطالب : جبريل
الشيخ : جبريل والإيمان عند أهل السنة والجماعة تدخل فيه الأعمال لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ( فإن أجابوك فاقبل منهم ) إن أجابوك إلى الإسلام وأسلموا فاقبل منهم وهذا هو الذي يريدُه المسلمون من قتال أعدائهم ، لا يريدون إلا الإسلام إذا أسلموا فهم إخوتنا ولا يحل لنا أن نقاتلهم بعد ذلك .
( ثم ادعهم بعد أن يُسلموا إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ) وهنا إنما يقاتل أعراباً أهل بادية فإذا أسلموا طُلب منهم أن يَتحولوا إلى دار المهاجرين ليتعلموا دين الله لأن الإنسان في باديته بعيد عن العلم بعيد عن الدين كما قال تعالى : (( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله )) فيُدعون إلى أن يتحولوا إلى دار المهاجرين وهذا أصل في توطين أيش؟ البادية برنامج معروف عند الدول توطين البوادي حتى لا يبقوا على الجفاء والغلظة والتمزق والتفرق وقوله: ( إلى دار المهاجرين ) هل المراد بها الجنس أو المراد بها العين؟ يعني هل المراد المدينة نفسها أو الدار دار المهاجرين الدار التي تصلح أن يهاجر إليها لكونها بلد إسلام سواء كانت المدينة أم غير المدينة نعم
الطالب : ...
الشيخ : في احتمال الحقيقة أن في احتمال لأنك إن نظرت إلى الاحتمال الأول وهو أن المراد بها المدينة قلت إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعبر عنها باسمها المدينة ولا يأتي بالوصف المشتق العام وإن نظرت إلى أن دار المهاجرين الأولى هي المدينة رجحت هذا ، الظاهر أنه والله أعلم أنها شاملة أن المراد بدار المهاجرين الدار التي يهاجَر إليها وهي دار الإسلام على أننا لا نعلمُ إذا كان هذا الحديث متقدماً فإنا لا نعلم بلدا يعتبر بلد إسلامي مستقل إلا
الطالب : المدينة
الشيخ : إلا المدينة