ذكرفوائد الحديث.ثم شرح رواية لمسلم : ( والجبال والشجر على إصبع ، ثم يهزهن ، فيقول : أنا الملك ، أنا الله ) . وفي رواية للبخاري : ( يجعل السموات على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ) أخرجاه . حفظ
الشيخ : ففي الآية إذن عدة مسائل وكذلك في الحديث أولاً : إثبات الأصابع لله عز وجل إثبات الأصابع لله الدليل:
الطالب : ...
الشيخ : إقرار النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحبر على ما قال وما هو الإصبع؟ الإصبع إصبع حقيقي يليق بالله عز وجل كما أن اليد يد حقيقية تليق بالله سبحانه وتعالى وليس المراد على إصبع المراد معناه سهولة التصرف في السماوات والأرض كما يقول القائل وش هذه مسألة بسيطة أقول ... بإصبعي ... نعم يعني بعضهم يقول هكذا الإصبع كناية عن سهولة التصرف فيها وتمام القدرة نقول هذا خطأ لأن الرسول أثبت ذلك بإقراره وثبت عنه أيضا أنه قال : ( إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ( بين أصبعين ) وش قالوا هم؟ لما قالوا بين أصبعين قال تعال هل تحس أن الله يلمس قلبك ؟ ها
الطالب : قالوا لا
الشيخ : وش الجواب؟ لا
الطالب : لا
الشيخ : لا، إذن ولشلون ما يمكن الحديث يكون يدل على معنى غير موجود نقول لهم يجب علينا أن نقبل ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يلزم من البينية المماسة بدليل قوله تعالى والسماء : (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) السحاب هو يلمس الأرض
الطالب : لا
الشيخ : يلمس السماء؟
الطالب : لا
الشيخ : لا، وهو بينهما وتقون مثلاً عنيزة بين الزلفي و... يلزم تأن تكون مماسة لها متصلة بها ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما يلزم ، وتقول شعبان بين ذي القعدة وجمادى ولا يلزم أن يكون هو يعني مواليا له ما يلزم ، وحينئذ يتبين أن البينية لا يلزم منها الاتصال سواء في الزمان أو في المكان وهكذا نقول فيما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( بين أصبعين ) ولا يلزم من ذلك المماسة، ولا أن تكون أصابع الله عز وجل في الأرض كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا كان يصلي فإن الله تعالى قِبل وجهه وهل يلزم من المقابلة أن يكون بينك وبينه جدار
الطالب : لا
الشيخ : نعم
الطالب : لا يلزم
الشيخ : ... القبلة ولا ما يلزم؟
الطالب : ما يلزم
الشيخ : ما يلزم ، وهو قبل وجهك وإن كان على عرشه وأضرب لكم مثلاً لذلك بالشمس الشمس عندما تكون في الأفق تكون أمامك ممكن تكون أمامك وقبل وجهك ولا لا؟ ها
الطالب : نعم
الشيخ : وهي في أوج العلا نعم فتبين بهذا أن هؤلاء الجماعة المحرفين الذين يريدون أن يقيسوا الله عز وجل لما يكون للبشر أو للمخلوق ثم بعد ذلك ينكرون ما أثبت الله لنفسه بناءاً على هذا الظن الفاسد أنهم على ضلال
وأما من قال إن طريقتهم أعلم وأحكم فقد ضل لأن في عبارة مشهورة يقولون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم هذا القول على ما فيه من التناقض لو أن الإنسان فكر فيه لوجد أنه قد يصل إلى الكفر أولاً : فيه تناقض - حنا ترى لو ... لأن المقام - التناقض اللي فيه يقول طريق السلف أسلم، وهل يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم إذ أننا نعرف أنه لا سلامة إلا بعلم وحكمة العلم بأسباب السلامة والحكمة في سلوك هذه الأسباب، إذا لم يكن علم ولا حكمة فلا سلامة ، إذا كان هناك أعلمية وأحكمية لزم أن يكون هناك أسلمية أيضاً ثم نقول بماذا تكون طريقة السلف أعلم وأحكم ، الخلف أعلم وأحكم؟ بالتحريف والتعطيل! أين العلم والحكمة؟! الحكمة أن نقف حيثما بُلغنا هذه الحكمة والعلم أن نصل إلى علم صفات ربنا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم هذا يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه صح ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : لأن طريقة السلف هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهل هؤلاء أعلم بالله من الرسول وأصحابه ؟ على رأي هذا أعلم وهل هم أحكم من الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه؟ أبداً ولهذا هذه الكلمة لو أن الإنسان فكر فيها لوجد أنها قد تصل إلى الكفر لأنه يستلزم تجهيل الرسول عليه الصلاة والسلام وتسفيهه، تجهيله ضد العلم وتسفيهه ضد الحكمة وهذا خطر عظيم جداً وهذه العبارة يجب أن نعرف أنها عبارة وإن قالها من قالها من أهل العلم فإنها عبارة ليست بصحيحة فهي باطلة حتى لو أراد بها معنى صحيحاً وأن هؤلاء بحثوا وتعمقوا وخاضوا في أشياء كان السلف لم يتكلموا فيها ، نقول خوضهم في هذه الأشياء هو الذي ضرهم وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: ( هلك المتنطعون ) لو أنهم بقوا على ما كانوا عليه السلف الصالح ما وصلوا إلى هذا الشك والحيرة والتحريف حتى إن بعض الأئمة منهم، بعض من أهل الكلام كان يتمنى أن يموت على عقيدة أمه أمه العجوز اللي ما تعرف هذه البحوث نعم ويقول بعضهم: " ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور " عقيدة العجائز ردو لها ، يعني لشدة ما رأوا من الشك والقلق والحيرة والتعب ، أنتم لا تظنون أن العقيدة الفاسدة أنها يعني يمكن أن يعيش الإنسان عليها؟ أبداً ما يمكن يعيش الإنسان إلا على عقيدة سليمة وإلا ابتُلي بالشك والقلق والحيرة حتى قال بعض العلماء وأظنه الشافعي: " أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكلام " وما بالك والعياذ بالله في الشك عند الموت يُختم للإنسان بما يضاد الإيمان، لكن لو تأخذ العقيدة من كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام بسهولة وبما جرى عليه السلف وتقول كما قال الرازي وهو من عظمائهم ورؤسائهم يقول: " رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات (( الرحمن على العرش استوى )) فأثبت ، وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " لأنه هو أقر قبل الكلام اللي نقت ، قال " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن " إلى آخره
فالحاصل أن هؤلاء المنكرين أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل هؤلاء قد ضلوا ضلالا مبينا، الصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول بهذا؟
الطالب : لا
الشيخ : ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا شك الذي نكاد نشهد به إن لم نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته لكن يعلمون أن الله لا مثيل له فيجمعون بين الإثبات وبين النفي إذن ما هو موقفنا من مثل هذا الحديث الذي فيه إثبات الأصابع لله عز وجل؟ نعم
الطالب : نقره
الشيخ : أن نقره وأن نقبله وأن لا نقتصر على مجرد إمراره بدون معنى فنكون بمنزلة الأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، نقرأه ونقول نعم هذا معناه إصبع حقيقي يجعل الله عليه هذه الأمور ولكن هل نتخيل بأفهامنا أو نقول بألسنتنا إنه مثل أصابعنا ؟
الطالب : لا
الشيخ : أبداً لا يجوز، لا يجوز نقول: الله أعلم بكيفية هذه الأصابع، كما أننا لا نعلم ذاته المقدسة كذلك لا نعلم هذه الصفات من صفاته لا نعلم كيفيتها بل نكل علمها إلى الله وفي رواية مسلم : ( والجبال والشجر على إصبع ثم يهزهن ) ( يهزهن ) هزاً حقيقياً أو معنوياً؟
الطالب : حقيقيا
الشيخ : حقيقيا يهزهن جل وعلا ليبين للعباد في ذلك الموقف العظيم عظمته وقدرته سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ هذه الآية في حديث ابن عمر: ( أنه كان الرسول يقرأ هذه الآية ويقبض يده ويبسطها يقول : ويهزهن فصار المنبر يتحرك، يهتز حتى قلت: ليخرن برسول الله صلى الله عليه وسلم ) من شدة هز المنبر ليش؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بهذا الكلام وقلبه مملوء بتعظيم الله سبحانه وتعالى والمنبر يسمع ولا ما يسمع ها يسمع يسمع فصار هذا المنبر يهز حتى قال: ( ليخرن برسول الله صلى الله عليه وسلم ) أو ( قلت أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ) لا تقل هذا الجماد ما يشعر يشعر الجذع الي كان الرسول يخطب إليه لما صُنع المنبر وقام الرسول عليه الصلاة والسلام يخطب على المنبر وش فعل الجذع ؟
الطالب : يحن
الشيخ : ... يحن كما تحن العشارة إلى أولادها فاقداً رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وسكته مثل ما تسكت الأم صبيها حتى سكت لا تقولون هذا الجماد ما يعرف الله عز وجل (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) نعم كل شيء يسبح بحمد الله نعم حتى الطيور في الجو وحتى النمل في جحورها كلها تسبح الله طيب، قال حتى الجمادات تسبح الله سُمع تسبيح الطعام والحصى بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : أولا إنه ليس كل من شاهد أو سمع يتقبل ذهنه ذلك بغير أن يشعر بالتمثيل ، ... تخاطب عوام تبي تقول له مثلاً: تمثل كما مثل الرسول عليه الصلاة والسلام أنا أعتقد أن العامي على طول سوف يعتقد
الطالب : التشبيه
الشيخ : التمثيل لأنه عامي ما يُدرك، فهذه ينبغي أن نكف لأن هذا ليس بواجب حتى نقول يجب علينا أن نبلغ كما بلغ الرسول بالقول وبالفعل، هو ليس بواجب .
وأما إذا كنا نتكلم مع طلبة علم أو مع إنسان مكابر ينفي هذا ويريد أن يحول إلى الأمر إلى معنى لا إلى حقيقة ، إلى مجاز لا إلى حقيقة فحينئذ نفعل كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مثل لو قال قائل إن الله سميع بصير قال سميع بلا سمع وبصير بلا بصر مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قرأ : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعم ما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )) وضع أصابعه على عينه وعلى أذنه وأبو هريرة حينما حدث به كذلك فهذا الإنسان الي بيقول سميع بلا سمع وبصير بلا بصر، هذا ... كذلك الذي ينكر حقيقة اليد يقول: أبداً الله ما يقبض السماوات بيمينه ، ولكن المعنى أنها في قبضته أي في تصرفه والرسول يقول هكذا بيده يحركها يفتحها ويضمها هذا نقول هو حقيقة كما قال الرسول هكذا، فالمقام ليس بالأمر السهل جدا يعني أمر صعب، ودقيق للغاية وأي شي تخشى من أن يقع أحد في محذور منه فإن بإمكانك أن تمسك عنه وهذا هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع تصرفاته إذا تأملتها حتى الأمور العملية قد يؤجلها إذا خاف من فتنة أو من شر مثل ما أخر بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفاً من أن يكون فيه فتنة لقريش الذين أسلموا حديثاً أي نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
بسم الله الرحمن الرحيم في رواية للبخاري: ( يجعل السماوات على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ) أخرجاه
والحديث الأول ( يجعل السماوات على إصبع ) موافق لهذا ( والأراضين على إصبع ) وهنا قال : ( الماء والثرى على إصبع ) هل ينافي الأول
الطالب : لا
الشيخ : لماذا؟
الطالب : فيه زيادة علم
الشيخ : ها
الطالب : فيه زيادة علم.
الشيخ : نشوف هل ينافيه ولا لا؟ الأول يقول ( الأراضين على إصبع والشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع ) وهنا جمع ( الماء والثرى على إصبع ) أجيبوا
الطالب : ...
الشيخ : يعني ممكن نجمع كيف نقول؟ نقول يمكن أن نقول الماء على إصبع ، الماء والثرى على إصبع يعني الأرض كلها على إصبع ويراد بالإصبع الجنس لا الوحدة وإلا لتناقض مع الحديث الذي قبله لأن الذي قبله يقول : (الشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع ) والمعروف أن النكرة إذا كررت بلفظ النكرة فالثاني هو الأول ولا غيره؟ ها إذا كرر الاسم منكرا فالثاني غير الأول غالباً ... معرفا فالثاني هو الأول غالبا ما هو دائما طيب هنا يقول : ( الشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع والأراضين على إصبع ) أربعة وهنا يقول: ( الماء والثرى على إصبع ) فإما أن نقول إن الماء والثرى كناية عن الأرض كلها نعم أو نقول إن الماء والثرى على إصبع وسكت عن الباقي سكت عن الباقي إما اختصارا وإما اقتصارا.
الطالب : ...
الشيخ : إقرار النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحبر على ما قال وما هو الإصبع؟ الإصبع إصبع حقيقي يليق بالله عز وجل كما أن اليد يد حقيقية تليق بالله سبحانه وتعالى وليس المراد على إصبع المراد معناه سهولة التصرف في السماوات والأرض كما يقول القائل وش هذه مسألة بسيطة أقول ... بإصبعي ... نعم يعني بعضهم يقول هكذا الإصبع كناية عن سهولة التصرف فيها وتمام القدرة نقول هذا خطأ لأن الرسول أثبت ذلك بإقراره وثبت عنه أيضا أنه قال : ( إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ( بين أصبعين ) وش قالوا هم؟ لما قالوا بين أصبعين قال تعال هل تحس أن الله يلمس قلبك ؟ ها
الطالب : قالوا لا
الشيخ : وش الجواب؟ لا
الطالب : لا
الشيخ : لا، إذن ولشلون ما يمكن الحديث يكون يدل على معنى غير موجود نقول لهم يجب علينا أن نقبل ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يلزم من البينية المماسة بدليل قوله تعالى والسماء : (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) السحاب هو يلمس الأرض
الطالب : لا
الشيخ : يلمس السماء؟
الطالب : لا
الشيخ : لا، وهو بينهما وتقون مثلاً عنيزة بين الزلفي و... يلزم تأن تكون مماسة لها متصلة بها ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما يلزم ، وتقول شعبان بين ذي القعدة وجمادى ولا يلزم أن يكون هو يعني مواليا له ما يلزم ، وحينئذ يتبين أن البينية لا يلزم منها الاتصال سواء في الزمان أو في المكان وهكذا نقول فيما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( بين أصبعين ) ولا يلزم من ذلك المماسة، ولا أن تكون أصابع الله عز وجل في الأرض كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا كان يصلي فإن الله تعالى قِبل وجهه وهل يلزم من المقابلة أن يكون بينك وبينه جدار
الطالب : لا
الشيخ : نعم
الطالب : لا يلزم
الشيخ : ... القبلة ولا ما يلزم؟
الطالب : ما يلزم
الشيخ : ما يلزم ، وهو قبل وجهك وإن كان على عرشه وأضرب لكم مثلاً لذلك بالشمس الشمس عندما تكون في الأفق تكون أمامك ممكن تكون أمامك وقبل وجهك ولا لا؟ ها
الطالب : نعم
الشيخ : وهي في أوج العلا نعم فتبين بهذا أن هؤلاء الجماعة المحرفين الذين يريدون أن يقيسوا الله عز وجل لما يكون للبشر أو للمخلوق ثم بعد ذلك ينكرون ما أثبت الله لنفسه بناءاً على هذا الظن الفاسد أنهم على ضلال
وأما من قال إن طريقتهم أعلم وأحكم فقد ضل لأن في عبارة مشهورة يقولون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم هذا القول على ما فيه من التناقض لو أن الإنسان فكر فيه لوجد أنه قد يصل إلى الكفر أولاً : فيه تناقض - حنا ترى لو ... لأن المقام - التناقض اللي فيه يقول طريق السلف أسلم، وهل يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم إذ أننا نعرف أنه لا سلامة إلا بعلم وحكمة العلم بأسباب السلامة والحكمة في سلوك هذه الأسباب، إذا لم يكن علم ولا حكمة فلا سلامة ، إذا كان هناك أعلمية وأحكمية لزم أن يكون هناك أسلمية أيضاً ثم نقول بماذا تكون طريقة السلف أعلم وأحكم ، الخلف أعلم وأحكم؟ بالتحريف والتعطيل! أين العلم والحكمة؟! الحكمة أن نقف حيثما بُلغنا هذه الحكمة والعلم أن نصل إلى علم صفات ربنا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم هذا يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه صح ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : لأن طريقة السلف هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهل هؤلاء أعلم بالله من الرسول وأصحابه ؟ على رأي هذا أعلم وهل هم أحكم من الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه؟ أبداً ولهذا هذه الكلمة لو أن الإنسان فكر فيها لوجد أنها قد تصل إلى الكفر لأنه يستلزم تجهيل الرسول عليه الصلاة والسلام وتسفيهه، تجهيله ضد العلم وتسفيهه ضد الحكمة وهذا خطر عظيم جداً وهذه العبارة يجب أن نعرف أنها عبارة وإن قالها من قالها من أهل العلم فإنها عبارة ليست بصحيحة فهي باطلة حتى لو أراد بها معنى صحيحاً وأن هؤلاء بحثوا وتعمقوا وخاضوا في أشياء كان السلف لم يتكلموا فيها ، نقول خوضهم في هذه الأشياء هو الذي ضرهم وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: ( هلك المتنطعون ) لو أنهم بقوا على ما كانوا عليه السلف الصالح ما وصلوا إلى هذا الشك والحيرة والتحريف حتى إن بعض الأئمة منهم، بعض من أهل الكلام كان يتمنى أن يموت على عقيدة أمه أمه العجوز اللي ما تعرف هذه البحوث نعم ويقول بعضهم: " ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور " عقيدة العجائز ردو لها ، يعني لشدة ما رأوا من الشك والقلق والحيرة والتعب ، أنتم لا تظنون أن العقيدة الفاسدة أنها يعني يمكن أن يعيش الإنسان عليها؟ أبداً ما يمكن يعيش الإنسان إلا على عقيدة سليمة وإلا ابتُلي بالشك والقلق والحيرة حتى قال بعض العلماء وأظنه الشافعي: " أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكلام " وما بالك والعياذ بالله في الشك عند الموت يُختم للإنسان بما يضاد الإيمان، لكن لو تأخذ العقيدة من كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام بسهولة وبما جرى عليه السلف وتقول كما قال الرازي وهو من عظمائهم ورؤسائهم يقول: " رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات (( الرحمن على العرش استوى )) فأثبت ، وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " لأنه هو أقر قبل الكلام اللي نقت ، قال " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن " إلى آخره
فالحاصل أن هؤلاء المنكرين أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل هؤلاء قد ضلوا ضلالا مبينا، الصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول بهذا؟
الطالب : لا
الشيخ : ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا شك الذي نكاد نشهد به إن لم نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته لكن يعلمون أن الله لا مثيل له فيجمعون بين الإثبات وبين النفي إذن ما هو موقفنا من مثل هذا الحديث الذي فيه إثبات الأصابع لله عز وجل؟ نعم
الطالب : نقره
الشيخ : أن نقره وأن نقبله وأن لا نقتصر على مجرد إمراره بدون معنى فنكون بمنزلة الأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، نقرأه ونقول نعم هذا معناه إصبع حقيقي يجعل الله عليه هذه الأمور ولكن هل نتخيل بأفهامنا أو نقول بألسنتنا إنه مثل أصابعنا ؟
الطالب : لا
الشيخ : أبداً لا يجوز، لا يجوز نقول: الله أعلم بكيفية هذه الأصابع، كما أننا لا نعلم ذاته المقدسة كذلك لا نعلم هذه الصفات من صفاته لا نعلم كيفيتها بل نكل علمها إلى الله وفي رواية مسلم : ( والجبال والشجر على إصبع ثم يهزهن ) ( يهزهن ) هزاً حقيقياً أو معنوياً؟
الطالب : حقيقيا
الشيخ : حقيقيا يهزهن جل وعلا ليبين للعباد في ذلك الموقف العظيم عظمته وقدرته سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ هذه الآية في حديث ابن عمر: ( أنه كان الرسول يقرأ هذه الآية ويقبض يده ويبسطها يقول : ويهزهن فصار المنبر يتحرك، يهتز حتى قلت: ليخرن برسول الله صلى الله عليه وسلم ) من شدة هز المنبر ليش؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بهذا الكلام وقلبه مملوء بتعظيم الله سبحانه وتعالى والمنبر يسمع ولا ما يسمع ها يسمع يسمع فصار هذا المنبر يهز حتى قال: ( ليخرن برسول الله صلى الله عليه وسلم ) أو ( قلت أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ) لا تقل هذا الجماد ما يشعر يشعر الجذع الي كان الرسول يخطب إليه لما صُنع المنبر وقام الرسول عليه الصلاة والسلام يخطب على المنبر وش فعل الجذع ؟
الطالب : يحن
الشيخ : ... يحن كما تحن العشارة إلى أولادها فاقداً رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وسكته مثل ما تسكت الأم صبيها حتى سكت لا تقولون هذا الجماد ما يعرف الله عز وجل (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) نعم كل شيء يسبح بحمد الله نعم حتى الطيور في الجو وحتى النمل في جحورها كلها تسبح الله طيب، قال حتى الجمادات تسبح الله سُمع تسبيح الطعام والحصى بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : أولا إنه ليس كل من شاهد أو سمع يتقبل ذهنه ذلك بغير أن يشعر بالتمثيل ، ... تخاطب عوام تبي تقول له مثلاً: تمثل كما مثل الرسول عليه الصلاة والسلام أنا أعتقد أن العامي على طول سوف يعتقد
الطالب : التشبيه
الشيخ : التمثيل لأنه عامي ما يُدرك، فهذه ينبغي أن نكف لأن هذا ليس بواجب حتى نقول يجب علينا أن نبلغ كما بلغ الرسول بالقول وبالفعل، هو ليس بواجب .
وأما إذا كنا نتكلم مع طلبة علم أو مع إنسان مكابر ينفي هذا ويريد أن يحول إلى الأمر إلى معنى لا إلى حقيقة ، إلى مجاز لا إلى حقيقة فحينئذ نفعل كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مثل لو قال قائل إن الله سميع بصير قال سميع بلا سمع وبصير بلا بصر مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قرأ : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعم ما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )) وضع أصابعه على عينه وعلى أذنه وأبو هريرة حينما حدث به كذلك فهذا الإنسان الي بيقول سميع بلا سمع وبصير بلا بصر، هذا ... كذلك الذي ينكر حقيقة اليد يقول: أبداً الله ما يقبض السماوات بيمينه ، ولكن المعنى أنها في قبضته أي في تصرفه والرسول يقول هكذا بيده يحركها يفتحها ويضمها هذا نقول هو حقيقة كما قال الرسول هكذا، فالمقام ليس بالأمر السهل جدا يعني أمر صعب، ودقيق للغاية وأي شي تخشى من أن يقع أحد في محذور منه فإن بإمكانك أن تمسك عنه وهذا هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع تصرفاته إذا تأملتها حتى الأمور العملية قد يؤجلها إذا خاف من فتنة أو من شر مثل ما أخر بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفاً من أن يكون فيه فتنة لقريش الذين أسلموا حديثاً أي نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
بسم الله الرحمن الرحيم في رواية للبخاري: ( يجعل السماوات على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ) أخرجاه
والحديث الأول ( يجعل السماوات على إصبع ) موافق لهذا ( والأراضين على إصبع ) وهنا قال : ( الماء والثرى على إصبع ) هل ينافي الأول
الطالب : لا
الشيخ : لماذا؟
الطالب : فيه زيادة علم
الشيخ : ها
الطالب : فيه زيادة علم.
الشيخ : نشوف هل ينافيه ولا لا؟ الأول يقول ( الأراضين على إصبع والشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع ) وهنا جمع ( الماء والثرى على إصبع ) أجيبوا
الطالب : ...
الشيخ : يعني ممكن نجمع كيف نقول؟ نقول يمكن أن نقول الماء على إصبع ، الماء والثرى على إصبع يعني الأرض كلها على إصبع ويراد بالإصبع الجنس لا الوحدة وإلا لتناقض مع الحديث الذي قبله لأن الذي قبله يقول : (الشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع ) والمعروف أن النكرة إذا كررت بلفظ النكرة فالثاني هو الأول ولا غيره؟ ها إذا كرر الاسم منكرا فالثاني غير الأول غالباً ... معرفا فالثاني هو الأول غالبا ما هو دائما طيب هنا يقول : ( الشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع والأراضين على إصبع ) أربعة وهنا يقول: ( الماء والثرى على إصبع ) فإما أن نقول إن الماء والثرى كناية عن الأرض كلها نعم أو نقول إن الماء والثرى على إصبع وسكت عن الباقي سكت عن الباقي إما اختصارا وإما اقتصارا.