بيان أن تقسيم البدع إلى خمسة أقسام تقسيم باطل، وهل نقول: كل مبتدع ضال ؟ حفظ
الشيخ : وقول النبي عليه الصلاة والسلام ( كل بدعة ضلالة ) كل بدعة يفيد أن من قسم البدع إلى خمسة أقسام فإن تقسيمه مردود عليه ، ما في بدعة حسنة كل البدع ضلالة وهذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام
ونحن نشهد بالله أنه أعلم الخلق وأنه أنصح الخلق وأنه أفصح الخلق أليس كذلك ؟ هل لو كان هناك شيء يستثنى من البدع هل يكون الرسول جاهلا به ؟ أبدا ، وهل لو كان هناك شيء من البدع مستثنى هل الرسول يكتمه عن الأمة ؟ هاه أبدا ، لو كتمه لكان هذا خلاف النصح ، وهل لو كان شيء من هذه البدع مستثنى تكون العبارة هكذا بهذا التعميم ؟ الرسول ما يعرف يعبر ؟ يعرف وأحسن وهو أحسن تعبيرا من غيره ، قال ( كل بدعة ضلالة ) فإذا جاءنا أولئك الذين يقسمون البدع إلى خمسة أقسام أو ثلاثة أقسام أو ما اشبه ذلك نقول هذا غير صحيح ولا نقبل منكم صرفا ولا عدلا ، البدع كلها سيئة
ونقول ما زعمتم أنه بدعة فليس ببدعة شرعا قد يكون بدعة من حيث اللغة لكن لا تجعلونها موردا للتقسيم ، إذا جعلتموها موردا للتقسيم فمعنى ذلك بل مضمون ذلك الاعتراض على كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ، عرفتم أو ما هو بواضح ؟
الطالب : واضح
الشيخ : واضح ، نحن نقول إن سلمنا لكم التقسيم فإننا لا نسلم لكم أن هذا التقسيم وارد على البدعة الشرعية بل هو وارد على البدعة اللغوية ، فإن قصدتم أنه وارد على البدعة الشرعية فإننا لا نقبل منكم لعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل بدعة ضلالة )
طيب وكل بدعة ضلالة هل يلزم منه أن كل مبتدع ضال ؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول التضليل والتكفير والتفسيق هي في الحقيقة قسمان : قسم باعتبار الجنس وقسم باعتبار الشخص ، فباعتبار الجنس يصح أن نقول كل مبتدع ضال كل مبتدع ضال ، أو فاسق أو كافر ، حسب ما تقتضيه بدعته ، وباعتبار الشخص والتعيين لا ، نقول بدعته ضلالة لكن لا نصفه بالفسق أو الكفر حتى يوجد شروط التكفير وتنتفي موانعه حتى يوجد شروط التكفير وتنتفي موانعه، وأظن سبق البحث فيه قريبا ، نعم لكن ما ذهب إليه من البدعة نقول إنه كفر أو فسق أو ضلال حسب ما تقتضيه النصوص الشرعية ولا نبالي بهذا ، لأن الله يقول (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) فإذا قلنا مثلا تحريف آيات الصفات عن ظاهرها ضلال ربا علينا واحد وانتفخ وانتفخت أوداجه واحمرت عيناه وقال هل تقولون ابن حجر ضال هل تقولون النووي ضال هل تقولون السيوطي ضال ؟ ويش نقول ؟
الطالب : نقول هذا ... الشخص هو ضال ..
الشيخ : نقول نعم أما قوله فهو قول ضلال أما هو فإذا عرفنا منه النصح لله ولكتابه ولأئمة المسلمين نحن نقول هو مخطئ لكن ما نقول هو ضال لأنه يفهم من لفظ الضلال يفهم منه القدح والذم ، فنحن قد نتوقف في وصفه بالضلال لكننا لا نصوبه وإن حسنت نيته ، إذ لا يكفي في قبول العمل حسن النية ، هو يكفي ؟ ما يكفي حتى يكون موافقا للشرع ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) نعم
السائل : نحن ذكرنا ...
الشيخ : نعم
السائل : وإن كان معذورا ...
الشيخ : لا ، ما ذكرنا هذا ، إلا أن فعله فعل ضلال ، فعله فعل ضلال ، ثم قال " والخلفاء الراشدون هم " ، خلنا نكمّل.