شرح قول المصنف:" وأقومهم عملاً، وأمضاهم عزماً " ( الكلام على ما وقع للصحابة في غزوة أحد وغزوة بني قريظة ) حفظ
الشيخ : يقول كذلك " هم أقومهم عملا "، الصحابة أقوم الناس عملا ، لا شك في هذا ، وكذلك " أمضاهم عزما "، ما أحد أمضى من الصحابة في العزيمة أبدا ، سيوف قاطعة باترة رضي الله عنهم ولهذا انظر ( لما رجعوا من الخندق متعبين من الجوع والحصار والأعمال والمجاهدة فجاء جبريل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأمره أن يخرج إلى بني قريظة ، ندبهم إلى الخروج وقال لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة ) في يومهم ، قالوا والله نبي نتلين اليوم للرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ؟ هاه خلنا نتلين ما أمدانا نحط رحلنا حتى نقوم بعد روحوا واطلعوا ؟ لا راحوا على طول ، وقالوا ما نصلي إلا في بني قريظة رضي الله عنهم ، ولما أصيبوا بما أصيبوا به يوم أحد وقيل لهم (( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) واستجابوا لله من بعد ما أصابهم وللرسول من بعد ما أصابهم القرح ، نعم وانتدبوا للقتال ، هذه العزائم الحقيقة عزائم الرجال المؤمنين المخلصين ، أما اللي يتوانى ويتكاسل ولا شك أن من بعدهم أقل منهم في هذا الأمر وإن كان حصل منهم جهاد في التابعين في زمن الخلفاء الراشدين لكن أقل من الصحابة بكثير ، ولولا الصحابة ما مشى هؤلاء ولا تقدموا ، نعم.