شرح قول المصنف:" وأهداهم طريقاً، فكانوا أحق الناس أن يتبعوا بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم أئمة الدين الذين عرفوا بالهدى والصلاح " متى نشأت البدع ؟ وحفظ الله لدينه حفظ
الشيخ : طيب هم " أهداهم طريقا " صح والا لا ؟ حقا ، أهدى الأمة طريقا الصحابة رضي الله عنهم بلا منازع ولهذا أعطاهم النبي عليه الصلاة والسلام الخيرية المطلقة فقال ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
قال " فكانوا أحق الناس أن يتبعوا بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم أئمة الدين الذين عرفوا بالهدى والصلاح " ، في عهد الصحابة رضي الله عنهم ما خرجت البدع ، البدع اللي انتشرت كبدع الجهمية وشبهها ، صحيح خرج في عهد الصحابة بدعة الخوارج وخرج في عهد الصحابة بدعة القدرية المعتزلة اللي يقولون " الأمر أُنُف ما في كتابة ولا شيء "، لكن البدع الكبيرة اللي خرجت أخيرا كانت بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم ، ولهذا لا يعرف للصحابة كلام في كثير من مسائل الصفات اللي حصل فيها الجدل أخيرا ، لماذا ؟ لأنه ما وجد سبب لأن يتكلموا فكانوا على مقتضى ظاهر القرآن والسنة يمشون على ظاهرها .
ولهذا لو قال لنا قائل مثلا في بعض الأشياء التي ما حصلت إلا أخيرا وين كلام الصحابة فيها ؟ نقول كلام الصحابة فيها نعتقد علم اليقين أنهم ماشون فيها على أيش ؟ على ظاهر الكتاب والسنة ماشين على ظاهر الكتاب والسنة، لأنه لو كان لهم ما يخالفون لنقل ، فهم ماشون أمامهم القرآن وأمامهم سنة مشوا عليها نعم ، ولهذا اللي أدركوه اللي أدركوه في زمنهم أخبروا بحكمه
( ابن عمر لما أخبر عن الذين ينكرون القدر قال أخبرهم أنهم ليسوا بمؤمنين لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) لكن ولله الحمد الشريعة محفوظة .
لما مات الصحابة وانقرض عصرهم جاء زمن التابعين ومن بعدهم قيض الله ولله الحمد أئمة يهدون بأمر الله من الإمام أحمد وغيره ، وحفظ الله بهم السنة حفظ الله بهم السنة
ثم تطورت الأمور وكثر الجدل وكثر النزاع ولكن والحمد لله مثل ما قلنا في المقدمة ما ابتدع بدعة إلا قيض الله لها من أهل السنة من يدحضها ويبينها غاية البيان نعم ، ولا يمكن أن تنتشر البدع إلا عند خفاء السنن ، ولهذا يجب على الإخوة الذين يتمسكون بالسنن أن يظهروها ويبينوها؟ لا يقولون والله هذه شيء تستنكر تنتقد علينا ، صحيح أن الناس ينتقدون أول ما يكون لكن إذا اطمأنوا إلى الأمر نعم مشوا عليه ، في أشياء كثيرة كانت في الأول منتقدة ولا يمكن أبدا أن تفعل ولكن أصبحت الآن تمرن الناس عليها ، من يقول قبل عشرين سنة مثلا أو أكثر من يقول أن أحدا يجرؤ على أن يصلي التراويح احدى عشرة ركعة هاه ، لو يصلي أحد عشر ركعة التراويح قالوا هذا كفر بعد إسلامه ، نعم هذا شيء ما فيه إشكال عند الناس أنه ثلاث وعشرين كالفرض ، من يقول ان أحد يجرؤ على أن يصلي في نعلين ، ما أحد يجرؤ يصلي في نعلين ، ولا أنه يدخل المسجد بنعليه ، كذا ؟ من يقول أن أحد يجرؤ على أن يسجد للسهو بعد السلام ، لكن السنن تفعل شيئا فشيئا ويطمأن الناس لها بالقول والبيان ثم البيان بالفعل ، وتثبت السنن وترسخ ، نعم ؟
السائل : الصحابة بالنظر إلى العموم أو بالنظر إلى الخصوص ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : النظر إلى العموم أو النظر إلى الخصوص ؟
الشيخ : لا للعموم ، يعني العلم ، العلم ما هم كل الصحابة علماء.