شرح قول المصنف: ".. الثالث: أن الإيمان بالله تعالى: وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، هو أساس الدين، وخلاصة دعوة المرسلين، وهو أوجب وأفضل ما اكتسبته القلوب وأدركته العقول، فكيف يهمله النبي صلى الله عليه وسلم من غير تعليم ولا بيان مع أنه كان يعلم ما هو دونه في الأهمية والفضيلة ؟! حفظ
الشيخ : والثالث " أن الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله هو أساس الدين وخلاصة دعوة المرسلين " ، لأن الله يقول (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) هذا هو الأساس أن نعرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ونوحده بذلك ، فإذا كان هذا منزلته في الدين هل يترك ملتبسا مشتبها يتخبط الناس فيه خبط عشواء والا لا ؟ لا ، إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام علمك كيف تدخل الخلاء وكيف تخرج منه وكيف تجلس على الخلاء وكيف تأكل وكيف تشرب وكيف تنام وكيف تجلس هذه المسائل بالنسبة لأصول الدين ويش هي ؟ هاه ، لا شيء ، يعني مسائل بسيطة جدا بالنسبة للعلم بأسماء الله وصفاته ، فإذا كان الرسول علم أمته حتى الخراءة فما بالك بهذه الأصول العظيمة أن يدعها ملتبسة مشتبهة يتخبط الناس فيها أو يقولوا والله ما ندري ويش معناها؟
فتكون نصوص الكتاب والسنة في أسماء الله وصفاته بمنزلة الحروف الهجائية ، كأنها ألف باء تاء ثاء إلى آخره ، وهذا شيء مستحيل نعم ، ولذلك يقول : " وهو أوجب وأفضل ما اكتسبته القلوب وأدركته العقول " ، أوجب واضح لأنه أساس الدين والأساس قبل كل شيء وأفضل لما فيه من تحقيق العبادة لأنه ما يمكن تحقق عبادة الله على الوجه الأكمل حتى تعرفه بأسمائه وصفاته ، وكيف تعبد من لا تعرف أسماءه وصفاته نعم ، أو تعلمها على وجه محرف مبدل مغير ، ولهذا كان والعياذ بالله أكثر الناس شكا عند الموت من ؟ أهل الكلام يصلون إلى حيرة نسأل الله السلامة ، قال : " فكيف يهمله النبي صلى الله عليه وسلم من غير تعليم ولا بيان مع أنه كان يعلم ما هو دونه في الأهمية والفضيلة " ، وهذا الاستفهام المراد به أيش ؟ الإنكار يعني هذا مستحيل أن الرسول يهمله مع أنه يبين ما هو دونه.