شرح قول المصنف: ".. الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلم الناس بربه وهو أنصحهم للخلق، وأبلغهم في البيان والفصاحة، فلا يمكن مع هذا المقتضي التام للبيان أن يترك باب الإيمان بالله، وأسمائه، وصفاته، ملتبساً مشتبهاً. حفظ
الشيخ : " الوجه الرابع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلم الناس بربه " ، فيه منازعة هذا ؟ ما فيه منازعة ، لا أحد من الخلق أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان هو يقول ( إني لأرجو أن أكون أعلمكم بالله وأخشاكم له )
ثانيا " وهو انصحهم للخلق " ، يسلم ؟ نعم يسلم ولا نزاع فيه أن أنصح الخلق للخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر يعرفه من تتبع سيرته بعدل وعلم ، أنه أنصح الخلق .
ثالثا " وأفصحهم في البيان وأبلغهم في البيان والفصاحة " ، صحيح ؟ لا شك فيه ولا مراء ولا نزاع أنه أبلغ الناس بيانا وفصاحة نعم، وقد قرأتم في علم البلاغة وش معنى البيان والفصاحة ، فلا أحد أفصح من النبي عليه الصلاة والسلام ولا أوضح كلاما منه
اجتمع في كلامه الآن ثلاثة أمور : كمال العلم وكمال النصح وكمال البيان ، فهمتم؟ مع وجود هذا المقتضي التام وهو أنه عالم بربه ناصح لخلقه بليغ بلسانه هذا المقتضي التام للبيان هل يمكن أن يتخلف عنه البيان ؟ لا ، لأن الرسول يعلم وناصح للخلق وفصيح في لسانه
" لا يمكن مع هذا المقتضي التام للبيان أن يترك باب الإيمان بالله وأسمائه وصفاته ملتبسا مشتبها " ، بلا شك ، هل يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يترك باب أسماء الله وصفاته ملتبسا مشتبها ثم يأتي أفراخ الروم واليونان نعم من الجهمية وغيرهم ويبينون الحق في أسماء الله وصفاته ؟ غير ممكن ، هؤلاء يقولون حنا اللي بينا الحق ، الرسول عليه الصلاة والسلام أطلق هذه الألفاظ ولا أعلم الناس بمعناها ونحن الذين بينا معناها للناس وقلنا لهم استوى على العرش يعني استولى عليه ، وقلنا لهم يد الله أي قوته ونعمته والرسول ما بين ، نحن المبينون وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فترك الامر ملتبسا مشتبها ، أعتقد أن هذا لا يعقل أليس كذلك ؟ هذا أمر لا يعقل ، إذن هذا الوجه هذا الوجه يعود إلى أهمية هذا الباب أو إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم ؟ يعود إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم أنها أكمل الأحوال اقتضاء للبيان ، الوجوه كم ؟ أربعة أو ثلاثة ، العلم والنصح والبلاغة العلم والنصح والبلاغة ، كلها مجتمعة في حق النبي عليه الصلاة والسلام فلا بد أن يبين .
طيب تخلف البيان للأمة يكون من جهل الإنسان ، الجاهل ما يمكن يعلم يا -ولد- ويكون من عدم النصح لأنه قد يكون الإنسان عالم لكن ما ينصح للناس ما يبين لهم الحق ، كذا والا لا ؟ وقد يكون الإنسان عالما ناصحا ، عالم وناصح لكن عنده عي ما يعرف يعبر فلا يصور المعنى للناس بالصورة الكافية التي تجعلهم يفهمون الحق أو لا؟ ما هو بواقع هذا ؟ واقع يجي الإنسان عنده علم وعنده نصح لكن ما يعرف يعبر عن علمه الذي أعطاه الله إياه فلا يكون مبينا للناس لا يكون مبينا للناس ، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان عنده تمام العلم والنصح والبلاغة وبين البيان المبين صلى الله عليه وسلم .