تتمة ما سبق الكلام عليه من أن الصحابة رضي الله عنهم لايمكن أن يسكتوا عن الحق . حفظ
الشيخ : لماذا ؟ لأن ضد ذلك إما السكوت وإما قول الباطل ، وكلاهما ممتنع على الصحابة ، لأن السكوت إما أن يكون عن جهل أو عن علم مع الكتمان وهذا أيضا مستحيل ، فجهل الصحابة بما يجب لله وما يمتنع ويجوز من الأسماء والصفات لا يمكن ، وسكوتهم عن الحق مع علمهم به أمر لا يمكن .
ولهذا نقول إنه لا يمكن كتمانهم إضافة إلى ذلك أنه قد جاء عنهم من قول الحق في هذا الباب شيء كثير يعرفه من تطلبه من طلبه وتتبعه ، ولكن مع هذا لم يأت عنهم في باب الصفات مثل ما أتى عن التابعين ومن بعدهم ، لأن الناس لم يتكلموا في عهد الصحابة في الصفات كما تكلموا فيما بعد ، فإن بدعة الجهمية أول ما ظهرت على يد الجهم بن صفوان ... على يد الجعد بن درهم ثم الجهم بن صفوان ، وذلك بعد انقراض عصر الصحابة رضي الله عنهم ، فدل هذا على أن الصحابة لهم كلام كثير في باب الأسماء والصفات لكنه بالنسبة إلى كلام من بعدهم قليل .
الخلاصة يا إخوانا نقول الصحابة لا بد أن يكونوا قائلين بالحق في هذا الباب ، ويش الدليل على هذه القاعدة ؟ لأن ضد قول الحق إما السكوت أو القول بالباطل ، اللي ما قال بالحق معناه إما ساكت والا قائل بالباطل ، السكوت ممتنع على الصحابة يعني يمتنع أن يسكتوا في هذا الباب لأن الباب من أهم الأمور فيمتنع أن يسكتوا ، لماذا يمتنع ؟ لأنا نقول السكوت ويش المانع ويش الذي يوجبه ؟ السكوت لا يوجبه إلا ، السكوت عن الحق لا يوجبه إلا واحد من أمرين ما هما ؟ إما الجهل به أو الكتمان ، إنسان عالم لكن يكتم وهذان أيضا ممتنعان على الصحابة رضي الله عنهم كما تقدم تقريره ، ثم إننا نقول ضد هذا الأمر ضد السكوت أنه وجد عنهم من الكلام في هذا الباب شيء كثير.