تتمة شرح قول المصنف:"....التعطيل لغة: التفريغ والإخلاء. وفي الاصطلاح هنا: إنكار ما يجب لله تعالى: من الأسماء والصفات، أو إنكار بعضه فهو نوعان تعطيل كلي، كتعطيل الجهمية الذين ينكرون الصفات وغلاتهم ينكرون الأسماء أيضاً " حفظ
الشيخ : إنكار ما يجب أو إنكار بعضه ، فهو إذن نوعان : تعطيل كلي كتعطيل الجهمية الذين أنكروا الصفات وغلاتهم ينكرون الأسماء أيضا ، الجهمية أنكروا الصفات وقالوا ما لله صفات أبدا ، وبعضهم أنكر الأسماء وقال ما لله أسماء ، سبحان الله الله يقول (( وهو السميع البصير )) ويش هذا ؟! قالوا السميع الخالق للسمع في غيره والبصير الخالق للبصر في غيره ، وما أشبه ذلك من التحريفات الباطلة ، ومعلوم أن هذا خلاف ظاهر اللفظ والقرآن نزل بلغة، باللغة العربية ولا يفهم أحد من أهل العربية في مثل وهو السميع البصير إلا أن المراد المتصف بالسمع والبصر وأن ذلك من أسمائه ، هم ينكرون الأسماء غلاتهم وعامتهم ينكرون الصفات ويقرون بالأسماء ، لماذا ؟ لأنهم يقولون لو أثبتنا لله أسماءً لزم التمثيل لأنك تقول الله هو السميع والإنسان سميع وتقول الله هو الحي والإنسان يوصف بأنه حي (( يخرج الحي من الميت )) نعم (( فجعلناه سميعا بصيرا )) وما أشبه ذلك فأنت إذا أثبت هذه الأسماء لله لزم من ذلك التماثل ، فيقال هذا غير صحيح ، لأنه كما تقدم في الدرس الماضي الاشتراك في مطلق الأصل لا يعني المماثلة في الحقيقة ، أو لا ؟ ولهذا يقال لهذا الرجل حيوان ويقال للبقر حيوان وليس الحيوان كالحيوان ، أو لا ؟ ويقال للنبات حي وللإنسان حي وليست الحياة كالحياة ولا الحي كالحي ، نعم.