شرح قول المصنف:".... تعطيل جزئي، كتعطيل الأشعرية الذين ينكرون بعض الصفات دون بعض " حفظ
الشيخ : " وتعطيل جزئي كتعطيل الأشعرية الذين ينكرون بعض الصفات دون بعض " ، الأشعرية ينكرون بعض، أكثر الصفات ويقرون ببعض ، والذين يقرون به سبع صفات فقط وهي : الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والحياة ، نعم
" حي عليم قدير والكلام له " ايش اخر البيت؟ " إرادة وكذاك السمع والبصر "
" حي عليم قدير والكلام له " هذه أربعة ، " إرادة وكذاك السمع والبصر " هذه سبع صفات ، يقرون بها والباقي ينكرونه ، ما يقرون بالعزة ولا بالحكمة ولا بالقوة ، ما يقرون إلا بهذه الصفات السبع فقط والباقي ينكرونه يعطلونه ، مع أن إقرارهم بهذه الصفات ليس كإقرار أهل السنة والجماعة ، وأضرب لكم مثلا : في الكلام الكلام عند أهل السنة والجماعة كلام الله عز وجل يكون بالحرف والصوت فهو كلام الله حرفا وصوتا تكلم بهذه الحروف التي هي في كتاب الله ، وهم يقولون لا ، الكلام هو المعنى القائم بالنفس والحروف هو الأصوات مخلوقة تعبيرا عما في نفس الله من الكلام ، أفهمتم الآن ؟ يقولون كلام الله مو بهذه الحروف التي نحن نقرأها ولا الصوت الذي سمعه جبريل ولا الصوت الذي سمعه موسى عليه الصلاة والسلام ولا الصوت الذي سمعه محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج ، الكلام معنى قائم بالنفس ، وأما الصوت الذي سمعه موسى وسمعه محمد ويسمعه جبريل فهو شيء مخلوق خلقه الله عز وجل في الهواء أو في الشجرة اللي في ... نعم ايش يقول (( من الشجرة أن يا موسى )) أما أنه هو الصوت الذي كان الله تكلم به فلا .
أهل السنة والجماعة يقولون لا إن كلام الله بصوت وحرف كما ثبت في الحديث الصحيح ( فينادي بصوت إن الله يأمركم ) وبين الرسول أنه بصوت وكذلك أيضا قال الله تعالى (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) والنداء هو الدعاء بصوت مرتفع ، حقيقة الأمر أن الأشاعرة في مسألة الكلام كالمعتزلة سواء ، بل شر من المعتزلة من بعض الوجوه ، المعتزلة يقولون إن الكلام اللي هو المصحف هذا يقولون هو كلام الله حقيقة ولكنه مخلوق ، يخلق الله أصواتا وحروفا ويقول إنها كلامه على سبيل التشريف والتعظيم وليس صفة من صفاته ، وأولئك يقولون إن الله تعالى إن هذا القرآن اللي في المصحف ليس كلام الله بل هو عبارة عن كلام الله عبارة عن كلام الله، وكلام الله تعالى هو المعنى القائم بالنفس ، فأولئك يقولون أعني المعتزلة والجهمية يقولون هذا اللي في المصحف كلام الله لكنه مخلوق وهؤلاء يقولون إنه ليس كلام الله وهو مخلوق وإنما كلام الله الذي هو صفته هو ما في نفسه من المعاني ، وحقيقة الأمر أنهم لم يثبتوا كلامه لأن ما يكون في النفس لا يسمى كلاما أبدا ، أنت الآن لو أردت أن تقوم بخطبة من الخطب وقدرت في نفسك كلام ورتبته مثلا بعناصره وماذا تقول هل تسمى متكلما ؟ لا ، ما تكون متكلما حتى يخرج منك الصوت ، ولهذا لما أراد الله تعالى القول في النفس قيده فقال (( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول )) فقيد ذلك بالنفس.