شرح قول المصنف:" وأول من عرف بالتعطيل من هذه الأمة هو الجعد بن درهم " حفظ
الشيخ : قال : " وأول من عرف بالتعطيل في هذه الأمة هو الجعد بن درهم " ، الجعد بن درهم هذا هو أول من عرف بالتعطيل من هذه الأمة نعم، كيف ذلك ؟ - أظن باقي على الأذان شوي ؟ نعم باقي - طيب الجعد بن درهم أول ما تفوه به من التعطيل كلمتان : قال " إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما " ، هذا أول ما تكلم به ، " فلما كان يوم عيد الأضحى خرج به خالد بن عبد الله القسري رحمه الله موثقا وطلب منه الرجوع عن رأيه فأبى أن يرجع فخطب الناس ... خالد بن عبد الله القسري لأنه هو الوالي على الجهة وقال لهم : أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ثم نزل من المنبر فضحى به ذبحه "نعم، البقرة عن سبع والبدنة عن سبع وهذا ؟ عن مئات الآلاف ، ولهذا قال ابن القيم :
" شكرَ الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قربان "
فأثنى عليه قال لله درك من أخي قربان ، وهكذا ينبغي للمفسدين في الأرض أن لا لا يتأنى لا يتأنى بهم ، إذا أصروا على ما هم عليه فلا أريح من القتل لهم ولغيرهم ، أما لهم فلأنهم يسلمون من بقية شر أنفسهم لأنهم إذا بقوا ازدادوا إثما ، قال الله تعالى (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما )) فنحن اذا قتلنا هذا ... المفسد في الأرض أحسنا إليه غاية الإحسان حتى لا يزداد إثما
وثانيا أريح لغيرهم من شرهم ، أريح لغيرهم من شرهم لأنهم لان الناس يسلمون من شرهم من بقية شرهم الذي ... ثم إن الناس ينتفون عن ما هم عليه وينزجرون ، لأن كثيرا من الناس الإيمان في قلوبهم ضعيف ما يردعهم إلا الردع السلطاني ، فهذا الذي فعل خالد بن عبد الله القسري بالجعد بن درهم هذا من خير ما يكون ، الجعد بن درهم أخذها عنه الجهم بن صفوان وكان الجهم بن صفوان أخبث منه وأقوى منطقا فنشر هذه البدعة وجعل لها عللا وجعل لها شبهات حتى انتشرت من الجهم بن صفوان ولهذا يسمى المذهب مذهب الجهمية لا الجعدية وإلا فالأصل أنه من الجعد بن درهم ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " أنه قد قيل إن الجعد بن درهم من أرض حران في الشام وأن فيها أناس من الصابئة والفلاسفة والكلدانيين الذين يعبدون النجوم وغيرهم وأنه قد تأثر بمذاهبهم ، ثم إنهم يقولون إنه قد اتصل بطالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم "، فتكون إذن هذه المقالة مستمدة من اليهود ومن المجوس والمشركين والفلاسفة والصابئين ، فهي والعياذ بالله خبث مجمّع ، حتى انتهت إلى ما انتهت إليه من المحن العظيمة لأهل الإسلام ، واللي منكم قرأ التاريخ يعرف ما جرى للإمام أحمد رحمه الله وللعلماء في وقته من البلايا التي حصلت لهم بسبب هذه البدعة الخبيثة نسأل الله السلامة ، نعم.