شرح قول المصنف:"....ثم التشبيه الذي ضل به من ضل من الناس على نوعين: أحدهما: تشبيه المخلوق بالخالق. والثاني: تشبيه الخالق بالمخلوق. فأما تشبيه المخلوق بالخالق فمعناه: إثبات شيء للمخلوق مما يختص به الخالق من الأفعال، والحقوق، والصفات. فالأول: كفعل من أشرك في الربوبية ممن زعم أن مع الله خالقاً. والثاني: كفعل المشركين بأصنامهم حيث زعموا أن لها حقاً في الألوهية فعبدوها مع الله. والثالث: كفعل الغلاة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره مثل قول المتنبي يمدح عبد الله بن يحيى البحتري: فكن كما شئت يا من لا شبيه له وكيف شئت فما خلق يدانيكا حفظ
الشيخ : " ثم التشبيه الذي ضل به من ضل من الناس على نوعين : أحدهما تشبيه المخلوق بالخالق والثاني تشبيه الخالق بالمخلوق " ، تشبيه المخلوق بالخالق هذا يسلكه الغلاة في البشر أو في المخلوقات ، فالذين عبدوا اللات والعزى ومناة وهبل شبهوا أيش ؟ المخلوق بالخالق ، والذين قالوا إن الله مثل الناس في كذا وكذا وكذا شبهوا الخالق بالمخلوق ، " فأما تشبيه المخلوق بالخالق فمعناه إثبات شيء للمخلوق مما يختص به الخالق من الأفعال والحقوق والصفات " ، انتبهوا للتعريف ، تشبيه المخلوق بالخالق إثبات شيء للمخلوق مما يختص به الخالق من الأفعال أو الحقوق أو الصفات ، فالأول كفعل من أشرك في الربوبية ممن زعم أن مع الله خالقا ، في من زعم أن مع الله خالقا ؟ من ؟
الطالب : النصارى
الشيخ : النصارى زعموا أن مع الله خالقا ، فيه الغلاة من الباطنية يزعمون أن أولياءهم يدبرون الكون ، ويسمون الولي إذا وصل إلى درجة معينة القطب ويقولون إنه الذي تدور عليه الحوادث فيجعلونه خالقا مع الله ، وفيه أيضا الثنوية من المجوس لكنهم ما يجعلون الخالق هو الرحمن عز وجل ، يقولون للخالق، للمخلوق أو للحوادث خالقين ، إن للحوادث خالقين الظلمة تخلق الشر والنور يخلق الخير ، نعم هؤلاء أيضا نقول جعلوا المخلوق خالقا ، جعلوا الظلمة والنور وهي مخلوقة جعلوها خالقة أشد ممن جعلوا مع الله خالقا .
" والثاني كفعل المشركين بأصنامهم " ، ويش الثاني ؟ الحقوق جعلوا لله مماثلا في الحقوق " حيث زعموا أن لها حقا في الألوهية فعبدوها مع الله " ، أو لا ؟ المشركون إذا سألتهم من خلق السماوات والأرض يقولون الله ، ما يقولون اللات ولا العزى ولا مناة وإنما يقولون الخالق هو الله لكن يقولون هذه نعبدها تستحق أن تعبد ، طيب هؤلاء جعلوا لله مماثلا في ماذا ؟ في الحقوق.
" والثالث كفعل الغلاة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ، مثل قول المتنبي يمدح عبد الله بن يحيى البحتري :
فكن كما شئت يا من لا شبيه له *** وكيف شئت فما خلق يدانيك "

هذا ضلال والا لا ؟
الطالب : ضلال
الشيخ : ضلال ، يا من لا شبيه له ، يوجد أحد ما له شبيه إلا الله ؟ ما في ، لكن لو قال قائل دفاعا عن المتنبي إنه يريد يا من لا شبيه له من الخلق ، نقول وهذا أيضا كذب فإن هذا الرجل لا يساوي النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الأنبياء ولا أبا بكر ولا عمر ولا عثمان ولا عليا ، أو لا ؟ وقوله " فما خلق يدانيك " فكذب أيضا واضح ؟ وله ... وله نظراء ، كقول بعضهم يمدح رجلا من الملوك
" ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار "
هذا أيضا شرك
" ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار "
اعوذ بالله وقول البوصيري في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام :
" يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "

هذا شرك والا لا ؟ شرك ، شبه النبي عليه الصلاة والسلام بالرب عز وجل بل جعل الرب ما له ما له أثر في الخلق ، لأنه يقول " من جودك الدنيا وضرتها " ويش بقى لله ؟ ما بقي لله شيء والعياذ بالله ، ما أبقى شيئا لله ، " ومن علومك علم اللوح والقلم " ، ومن علومك ما هي كل علومك بعد ، " علم اللوح والقلم "، وهذا أيضا لا يكون إلا لله رب العالمين ، والنبي عليه الصلاة والسلام أمره الله أن يقول (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إليّ )) كيف نقول من علومه علم اللوح والقلم ، ومع ذلك تعتبر هذه القصيدة عند بعض المعاصرين والسابقين أيضا من غرر القصائد وأفضلها وأعظمها نعم ، يترنمون بها فيما يبتدعونه من الأعياد كعيد الميلاد مثلا ويرون أن هذا من أعظم ما يكون حبا للرسول عليه الصلاة والسلام
وفي الحقيقة أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما جاهد من جاهد من المشركين إلا بمثل هذه الأقوال بل إن المشركين ما وصلوا إلى هذا ... ، المشركين ما يدعون أن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم الغيب ولا يدعون أن الدنيا والآخرة من جوده ، هكذا ابدا، ومع ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام قاتلهم واستباح دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم ، أي نعم
السائل : يا شيخ
الشيخ : أي نعم
السائل : ... مبالغة ...
الشيخ : لكن هل يصح أن نقول لشخص انه لا شبيه له ؟
السائل : ...
الشيخ : ولا في زمنه ، " فما خلق " نكرة في سياق النفي
السائل : ...
الشيخ : نعم لا تعتذرون عنه هو من الشعراء الذين يتبعهم الغاوون الذين في كل واد يهيمون لا شك ، إنما نحن ليس لنا إلا الظاهر قد يكون هذا الرجل يقول هذا الكلام وهو يعتقد لكن ما علينا من عقيدته ما لنا إلا الظاهر ، نحن لا نحكم إلا بما سمعنا أما شيء وراء ما ندرك في قلبه ما ندري عنه ، ولو كنا نقول لكل إنسان يظهر كلمة الكفر لعله أراد كذا المشركون نعم يقولون ما نعبدهم لأنهم يستحقون العبادة كما يستحقها الله ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، نجعلهم وسيلة إلى الله ، وإلا نعرف أنهم ما يستحقون العبادة
السائل : ... ما صفة كمال ... فما خلق يدانيك
الشيخ : لكن يقول لا شبيه له ، لا نافية للجنس وقد قرأتها في الآجرومية وعرفت أنها تنفي كل جنس لا شبيه له لا من الخالق ولا من المخلوق حتى الخالق ما يصل إلى درجة ... إذا أخذنا بعموم اللفظ لكن حتى نقول لو أراد لا شبيه له من الخلق فهو كاذب لا يصل إلى درجة الشرك لو قال لا شبيه له من الخلق ما يصل إلى درجة الشرك
السائل : خلق يدانيه
الشيخ : ما يصل إلى درجة ... الى درجة الشرك لكنه كذب في هذا ، هو في هذا كاذب حتى لو أراد لا شبيه له من الخلق فإنا نقول إنك كاذب ، ما هو بصحيح ، مع أنه فما خلق يدانيك يعني ما يقربون منك الخلق ولا نعلم أحدا لا يقرب منه الخلق إلا الله عز وجل هو الذي لا يقرب من صفاته ، نعم