شرح قول المصنف:" فإن الله تعالى: أنزل الكتاب ليدبر الناس آياته، ويعملوا بها إن كانت أحكاماً، ويصدقوا بها إن كانت أخباراً، ولا ريب أن أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها هم السلف، لأنها جاءت بلغتهم وفي عصرهم، فلا جرم أن يكونوا أعلم الناس بها فقهاً، وأقومهم عملاً " حفظ
الشيخ : " فإن الله تعالى أنزل الكتاب ليدبر ليدبر الناس آياته ويعملوا بها إن كانت أحكاما ويصدقوا بها إن كانت أخبارا " ، الجملة هذه صحيحة ؟
الطالب : ...
الشيخ : صحيحة ؟ ويش الدليل على صحتها ؟ قوله تعالى (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته )) هذا التدبر وبالتدبر يكون العلم (( وليتذكر أولوا الألباب )) هذا العمل به إن كان أحكاما والتصديق به إن كان أخبارا ، هذا هو الذي نزل من أجله القرآن ، إذن فالقرآن له معان ؟ يمكن الوصول إليه والا ما يمكن ؟ يمكن الوصول إليها وإلا لما كان فائدة من التدبر ، نقول " ولا ريب أن أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها هم السلف " ، حق هذا والا لأ ؟ يعني هل الأولى، هل أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس نعم ومعاذ بن جبل وأشباههم أو الأقرب ابن أبي دؤاد وأمثاله ممن جاءوا بعد ذلك ؟ أيهما أقرب ؟
الطالب : الصحابة
الشيخ : الأقرب الأول ، بل نقول :
" ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل ان السيف أمضى من العصا "
نعم ولا ريب أن السلف ومنهم، وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم أقرب إلى فهمها وإلى تصديقها والعمل بها ، ولا أحد يعارض في ذلك إلا مكابر ، يقول لماذا هم أقرب ؟ " لأنها جاءت بلغتهم " صح ؟ والثاني " في عصرهم " يعرفون الأسباب والملابسات والأحوال التي تعين على الفهم ، وفيه أيضا حقيقة أمر لو زدناه لكان أحسن ، ولأنهم أقوى الناس إيمانا بلا شك والا لأ ؟ فهم جاءت بلغتهم قبل أن تتغير اللغات ، وجاءت بعصرهم يعلمون الأحوال والملابسات التي توجب فهم الآيات ، والثالث عندهم من الإيمان والانقياد التام ما ليس عند غيرهم ، فلذلك لا شك أن مذهبهم هو الصواب .
" فلا جرم أن يكونوا أعلم الناس بها فقها وأقومهم عملا " ، وأظن هذا مسلّم ، وهذا الدليل دليلٌ شرعي حسي ، دليل شرعي حسي على أن السلف هم أعلم الناس بماذا ؟ بأسماء الله وصفاته وأقواهم إيمانا بها.