شرح قول المصنف:"....الثاني: أن يقال: إن الحق في هذا الباب إما أن يكون فيما قاله السلف، أو فيما قاله الخلف. والثاني باطل، لأنه يلزم عليه أن يكون الله ورسوله، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، قد تكلموا بالباطل تصريحاً، أو ظاهراً، ولم يتكلموا مرة واحدة بالحق الذي يجب اعتقاده لا تصريحاً ولا ظاهراً فيكون وجود الكتاب والسنة ضرراً محضاً في أصل الدين، وترك الناس بلا كتاب ولا سنة خيراً لهم وأقوم، وهذا ظاهر البطلان. حفظ
الشيخ : أما الوجه الثاني فهو عقلي ، " الثاني أن يقال إما أن يقال أن الحق في هذا الباب - أي في باب الأسماء والصفات - إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله الخلف " ، أو لا ؟
نقول الآن عندنا مذهبان : مذهب الخلف وهو التأويل والتحريف ومذهب السلف وهو الإيمان بها على ظاهرها ، فعندنا الآن طريقتان ، الحق إما أن يكون فيما قاله السلف وإما أن يكون فيما قاله الخلف ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : طيب أنا ما أحب أن تقولوا بلى على طول ، لأنه قد يقول قائل منكم أو فيما لم يقله هؤلاء ولا هؤلاء ، لأن القسمة العقلية ما تقتضي انحصار الحق في هذا وهذا فقط ، قد يكون في قول ثالث غير قول السلف وغير قول الخلف ، أو لا ؟ نعم ربما يقول هذا قائل لكن الجواب عليه أن نقول ليس هناك قول ثالث ، ما فيه قول ثالث ، الواقع أنه ما فيه قول ثالث ، وأن المفاضلة الآن بين طريقة السلف والخلف فقط ، يعني بالإجماع أن ما هناك طريق ثالث لا سلفي ولا خلفي ، والكلام حنا نبي نتكلم مع الذين فضلوا طريقة الخلف وقالوا إنها أعلم وأحكم ، فنقول لهم الآن الحق إما أن يكون فيما قال السلف أو فيما قال الخلف ، لو قال قائل أو في قول ثالث غير القولين ويش نقول ؟ نقول هاته ، ما في قول ثالث ما في قول ثالث لأن الواقع أن المسألة منحصرة إما في مذهب السلف وإما في مذهب الخلف ، هاه ؟
السائل : ... ما يمكن ... قول ثالث؟
الشيخ : أي ما يمكن ما كان
الطالب : ... إذا كان مخالف يكون من الخلف
الشيخ : نعم لكن قد يكون مثلا مذهب السلف التأويل ويجي واحد يقول لا أؤول ولا آخذ بالظاهر ، نعم ... نقول هذا ما أحد وجد بهذا كلهم إما أن يقولوا بهذا أو بهذا ، ما في إلا مذهب سلف أو مذهب خلف على كل حال ، نعم
" الثاني باطل " ويش الثاني ؟ أن يكون الحق فيما قاله الخلف لا فيما قاله السلف لا فيما قاله السلف ، لماذا يكون باطلا ؟
" لأنه يلزم عليه أن يكون الله ورسوله والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار قد تكلموا بالباطل تصريحا أو ظاهرا ولم يتكلموا مرة واحدة بالحق الذي يجب اعتقاده لا تصريحا ولا ظاهرا " ، صح ؟ مذهب السلف دل عليه الكتاب والسنة ، إذا قلنا إن الحق فيما قاله الخلف لزم أن يكون القرآن والسنة وكلام السلف كلها ما تكلمت بالحق الذي يجب اعتقاده ، إذا قلنا إن الحق الذي يجب اعتقاده ما كان عليه الخلف وهو ما هو موجود لا في القرآن والا في السنة ولا في كلام الصحابة ويش يلزم ؟ يلزم أنهم ما تكلموا بالحق لا القرآن ولا السنة ولا الصحابة نعم، وإذا كانوا لم يتكلموا بالحق وقد تكلموا بالباطل لأنه (( ماذا بعد الحق إلا الضلال )) ، إذا لم يتكلموا بالحق فقد تكلموا بالباطل فيكون القرآن والسنة وكلام الصحابة مملوءا بالباطل خاليا من الحق ، هل أحد يمكن أن تستقر له قدم على هذا اللازم ؟ هل أحد يمكنه أن تستقر له قدم على هذا اللازم فيقول نعم أنا ألتزم أن القرآن والسنة وكلام الصحابة كله مملوء بالباطل خال من الحق ، أحد يستقر على هذا ؟ ما أحد يستقر ، ولذلك لو أن أحدا استقر قوله على هذا
" لكان لكان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا في أصل الدين وترك الناس بلا كتاب ولا سنة خيرا لهم وأقوم وهذا ظاهر البطلان "
أنتم فاهمين الصورة هذه زين ؟ نقول لمن قال إن مذهب الخلف أعلم وأحكم تعال هذا مذهب السلف وهذا مذهب الخلف ، الحق لا يخرج عنهما ، أو لا ؟ إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله الخلف نريد أن نتنزل معه ، إن قلت أنه فيما قاله الخلف ويش يلزم على قولك ؟ أن يكون الكتاب والسنة وكلام الصحابة وأئمة الأمة كله باطل لأنك ترى أن الحق فيما سواه ، وأنهم لم يتكلموا مرة واحدة بالحق الذي يجب اعتقاده أليس كذلك ؟ إذن فما قيمة الكتاب والسنة الآن ؟
الطالب : لا قيمة لهما
الشيخ : ما هو لا قيمة لهما ، قيمتهما ضرر على الأمة ، لأنه حصل بهما إثبات الباطل والخلو من الحق ، فأصبح وجود الكتاب والسنة ضررا في أصل الدين الذي هو توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته ، كذا ؟ وأن ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أحسن ، ما دام أنه كله يثبت أنه باطل ولا يقول بالحق فكوننا نسلم منه أحسن ولا أظن مؤمنا بالله واليوم الآخر يستقر قدمه على هذا الأمر ، أبدا ،نعم لو أن أحدا قال بهذا اللازم لأعلن على نفسه بالكفر ، وهذا أمر واضح ، يقول العلماء بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم ، بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم ، وإذا تبين لنا أن هذا اللازم باطل علمنا يقينا أن الملزوم وهو كون مذهب الخلف أعلم وأحكم باطل ، باطل بكل حال ، طيب هذان وجهان ، الوجه الأول دليل حسي شرعي والوجه الثاني دليل عقلي نظري ، ما أحد يقدر يتخلص منه أبدا. هذا نعم