شرح قول المصنف:"... فأما دلالة العقل على ثبوت صفات الكمال لله فوجهه أن يقال: إن كل موجود في الخارج فلابد أن يكون له صفة إما صفة كمال، وإما صفة نقص، والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة حفظ
الشيخ : " أما العقل فاما دلالة العقل على ثبوت صفات الكمال لله فوجهه أن يقال إن كل موجود في الخارج فلا بد أن يكون له صفة ، إما صفة كمال وإما صفة نقص " ، أولا كل موجود في الخارج كلمة في الخارج هذه احترازا من الموجود في الذهن ، لأن الأذهان تفرض أشياء ما يمكن وجودها في الأعيان ، فقولنا في الخارج احترازا من أيش ؟ مما يوجد في الذهن نعم ، أنت الآن في ذهنك ربما تقدر أشياء مستحيلة في الخارج ، قد تقدر أن جمرة تلتهب في وسط ماء في ذهنك ، أو لا ؟ ما يفرض الذهن هذا ؟ يفرض هذا ، يفرض أن جمرة تلتهب في وسط ماء ، والا لا ؟ الذهن يفرض أن امرأة تحمل بولد يكون في جوف رأسها والا ما يفرض ؟ يفرض ، لكن هل له وجود في الخارج ؟ ما له وجود في الخارج ، الذهن يفرض وجود المتناقضين جميعا ، ولكن لا وجود له في الخارج ، فلهذا انتبهوا لكلمة إذا مر عليكم في كلام ابن تيمية أو غيره كلمة في الخارج احترازا من الذهن ، فإن الأذهان تفرض ما لا يكون في الأعيان وهذا أمر مشاهد ، هل يمكن أن تفرض شيئا موجودا ما له صفة والا ما يمكن ؟ فرضا في ذهنك ؟ في ذهنك يمكن ، يمكن تتصور أنه وجد شيء لكن ما له صفة لا هو بطويل ولا قصير ولا أبيض ولا أسود نعم ولا غليظ ولا خفيف ولا شيء ، يمكن تفرض هذا ، لكنه في الخارج ما يمكن ، كل موجود في الخارج لا بد أن يكون له صفة ، طيب ، هاه ؟
السائل : ...
الشيخ : يفرض كل شيء الذهن يفرض كل شيء، الآن مثلا نجيب المثال الأول اللي مثلنا به وهو واضح لو وضعت جمرة في ماء ويش تكون تطفأ ؟ ذهنك ما يفرض أنه يوجد جمرة تتلهب في ماء ولا تطفأ ؟ يمكن ، الآن أنت ما يمكن يفرض ذهنك أن فيه سيارة رقت على الهواء ؟ سيارة سيارة اللي أنت معك الآن شغلتها وقلت على طول تمشي على الهواء ، المهم تفرض هذا والا لا ؟
الطالب : فرق بين الواقع والخيال
الشيخ : فرضا فرضا ، أنت ما تتخيل ما تتخيل أنتم الآن ما تتخيلون أن فيه الآن ألف طيارة فوقنا ؟ يمكن لكن في الخارج ما فوقنا شيء إلا سقف المسجد نعم، يتصور الإنسان أنه يوجد واحد يمشي على رأسه من هنا إلى مكة تخيل والا لا ؟ لا أنت الظاهر فهمت أن الواقع شيء والفرض شيء آخر
السائل : ...
الشيخ : لا ، يمكن ، يمكن ، طيب قال الله عز وجل (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )) هل تتخيل ذلك والا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا، يمكن ، كيف الله يخبر عن شيء ما نتخيله ؟!
الطالب : ...
الشيخ : بيان لأنه ممتنع لكن فرضا ؟ يمكن والا ما يمكن ؟ فرضا ، لكن على سبيل الفرض ممكن ، لو كان ذلك لفسدتا ، فتبين أن الله صور لنا شيء محال أنه يوجد في الخارج لكن الذهن قد يتصور أن هناك إلهين ، ذهنا لكن واقعا ما يمكن ، فيجب أن نعرف أن الذهن يفرض أشياء لا يمكن أن توجد في الخارج ، فهمت ؟ ما هو معناه أنه ما يفرض إلا الواقع ، لا ، يفرض شيء ما يمكن أن يوجد أبدا أي نعم
السائل : يتخيل نفسه أنه عالم ...
الشيخ : المهم أن هذا شيء ، المهم أنك تخيل تتخيل شيء موجود ما له صفة يمكن تخيل هذا ، لكن هل يوجد شيء أمامنا في الخارج ما له صفة ؟ كل شيء موجود كل شيء موجود لا بد له من صفة ، لو لم يكن من صفته إلا أنه موجود لكان كافيا .
فنقول الآن هل الخالق موجود والا غير موجود ؟ نقول للذين ينكرون الصفات أولا نسألهم هل الرب موجود والا لا ؟ فسيقولون موجود ، لو أنكروا وجود الرب كفروا ، نقول إذا كان موجودا فكل موجود فلا بد أن يكون متصفا بصفة ، أو لا ؟ يقدرون يقولون لا ؟ ما يقدرون لأنهم لو قالوا لا قلنا أول ما يدمغ رؤوسكم صفة الوجود وأنتم الآن تقولون انه موجود ، فمعنى موجود متصف بصفة الوجود ، فلا بد لكل موجود من صفة أليس كذلك ؟ قد يكون جسم وقد يكون غير جسم ، صح والا لا ؟ السواد والبياض والطول والقصر موجود وهو جسم والا غير جسم ؟
الطالب : غير جسم
الشيخ : غير جسم ، طيب وقد يكون جسما ثخينا أو جسما رقيقا ، صح والا لأ ؟ حديد جسم ثقيل ، الزبد رقيق ، فإذن كل موجود لا بد له من صفة ، فإذا كان كذلك نقول فلا بد أن يكون له صفة إما صفة كمال وإما صفة نقص ، الرب موجود فلا بد له من أين ؟ من صفة إما صفة كمال وإما صفة نقص ، والثاني ما هو ؟ صفة النقص باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة ، نعم الثاني باطل بالنسبة الى الرب الكامل المستحق للعبادة وهو الله عز وجل والرب من أسماء الله والا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : الرب من أسماء الله ، قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ) وهو في صحيح مسلم ( عظموا فيه الرب ) ، فإذن نقول النقص بالنسبة إلى الله ممتنع لا يمكن.