شرح قول المصنف: " الوجه الرابع: أن السلف هم ورثة الأنبياء والمرسلين فقد تلقوا علومهم من ينبوع الرسالة الإلهية وحقائق الإيمان. أما أولئك الخلف فقد تلقوا ما عندهم من المجوس، والمشركين وضلال اليهود، واليونان. فكيف يكون ورثة المجوس، والمشركين، واليهود، واليونان، وأفراخهم، أعلم، وأحكم في أسماء الله وصفاته من ورثة الأنبياء والمرسلين؟! " حفظ
الشيخ : " الوجه الرابع أن السلف هم ورثة الأنبياء والمرسلين فقد تلقوا علومهم من ينبوع الرسالة الإلهية وحقائق الإيمان " ، مسلم والا لا ؟ السلف وعلى رأسهم الصحابة من أين تلقوا علمهم في باب أسماء الله وصفاته ؟ من الكتاب والسنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، من الكتاب والسنة ، " أما أولئك الخلف فقد تلقوا ما عندهم " ،نعم شوف السلف قلنا تلقوا علومهم والخلف قلنا تلقوا ما عندهم ، لأن اللي عندهم علوم هي جهل في الواقع ، هي جهل ليست علوما حقيقية بخلاف السلف.
" تلقوا ما عندهم - من أين ؟ - من المجوس والمشركين وضُلّال اليهود واليونان " ، ونعلم هذا مما سيأتي إن شاء الله تعالى في بيان مقالة، في بيان استمداد مقالة أهل التعطيل ، مقالة أهل التعطيل مستمدة من هذه الأصناف وبئس الأصناف ، المجوس والمشركين وضلال اليهود واليونان ، لأنه كما سيأتي إن شاء الله تعالى أكثر ما دخل على هذه الأمة التعطيل من كتب اليونان التي عربها المأمون ، ولهذا قال شيخ الإسلام " لا أظن أن الله تعالى يغفل المأمون عما أدخله على الأمة من فساد العقيدة " ، لأن البلاء كل البلاء فيما عربه من كتب اليونان حتى إنه قيل أنه يؤتى إليه بالكتاب ويزنه ... ذهبا ، يزنه ذهب يحط في كفة ذهب وفي كفة هذا الكتاب ويعطي صاحبه هذا الذهب حرصا على تعليم كتب اليونان ولكنها ضرت الأمة ، ضرت الأمة ضررا عظيما ، وتعرفون أن المحنة التي وقعت للإمام أحمد على يد من ؟ على يد المأمون وحصل في هذا شر كثير ، المهم أنه سيأتي إن شاء الله تعالى أن استمداد مقالة التعطيل من هذه الطرق ينابيع فساد : المجوس المشركين ضلال اليهود ضلال اليونان
السائل : اليونان ويش مذهبهم ... نصارى؟
الشيخ : لا ، مذهبهم أكثرهم عباد نجوم وهياكل وكواكب ، فكيف ، نعم ؟
السائل : ... الرجل الذي قال ( لايغفر الله لفلان ) ...
الشيخ : لا لا ، حلف قال ( والله لا يغفر الله لفلان ) لكن هذا قال لا أظن ، فرق بين إنسان يقول لا أظن لأن فعله عظيم هذا المأمون جرمه عظيم والإنسان يقول ما أظن ما هو مثل اللي يحلف ...
السائل : ...
الشيخ : مهما كان حتى لو ما هي بنيته هو غير العقيدة وصار يدعوا الناس إلى خلق القرآن واللي ما يقول بهذا يحبسه والا يقتله ، هذا ويش تسميها نية والا ما هي بنية ؟
السائل : هذه أبلغ
الشيخ : طيب ، يقول : " فأما أولئك الخلف فكيف يكون ورثة المجوس والمشركين واليهود واليونان وأفراخهم " ، هذا تعبير شيخ الإسلام ابن تيمية ، هو رحمه الله قوي في هذا على هؤلاء المعطلة ، أفراخهم الفرخ الضعيف ومن أين يأخذ طعامه وشرابه ؟ من أمه يعني هؤلاء هم ما عندهم القوة اللي يعتدون بأنفسهم فيها وإنما صاروا مثل الفرخ ، تنقر أمه الحبة وتناديه ويجي ويأكل ، ولهذا عبر عنهم شيخ الإسلام عبر عن أهل التعطيل بأنهم أفراخ هؤلاء ، كيف يكونون أعلم وأحكم في أسماء الله وصفاته من ورثة الأنبياء والمرسلين ؟ هذا ممكن والا لا ؟ يمكن أن يكون هؤلاء ورثة المجوس واليهود واليونان والمشركين أعلم بالله وأسمائه وصفاته ما هو أعلم بالدنيا يمكن بالدنيا أعلم لكن بأسماء الله وصفاته أعلم من ورثة الأنبياء والمرسلين ، ما يمكن ؟ ما يمكن ، أبدا ، لو أنك قلت إن هذا الرجل اللي يبيع الخضرة ، دلّال يبيع الخضرة يبيع حبحب ويبيع ... ويبيع ... وما أشبه ذلك لو قلت هذا أعلم من صناع القنابل في الروس والأمريكان يمكن هذا والا ما يمكن ؟ أحد يصدق ؟ من هم أصحاب الشأن في أسماء الله وصفاته ؟ الأنبياء والمرسلون وتلامذتهم ، كيف يكون هؤلاء أعلم بالله وأسمائه وصفاته ممن أكبر عنايتهم التعرف والمعرفة بأسماء الله وصفاته وهم الأنبياء والمرسلون.